بوابة الوفد:
2025-05-31@08:40:10 GMT

كيفية تحصين النفس من الفتن.. الإفتاء تجيب

تاريخ النشر: 14th, July 2024 GMT

أجابت دار الإفتاء المصرية من خلال موقعها الرسمي، عن سؤال ورد إليها بشأن كيف أهذب نفسي وأحفظها من الفتنة في هذا العصر؟.

حكم دفع الزكاة إلى الأخ المدين.. دار الإفتاء تجيب حكم لبس القفازين للمرأة المحرمة.. الإفتاء توضح

وقالت دار الإفتاء: لكي يقوى الإنسان على مقاومة الفتن، وحفظ نفسه من مكائد النفس والشيطان، عليه أن يسعى ليكون عبدًا طائعًا مخلصًا لله تعالى، مستعينًا به في كل أموره، ومتوكلًا عليه، ولا يغتر بنفسه أبدًا مهما أكثر من الطاعات، قال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ﴾ [آل عمران: 101].

أمور تساعد تهذيب النفس وتزكيتها

ومن الأمور المعينة على تهذيب النفس وتزكيتها: الإكثار من ذكر الله تعالى، وترسيخ محبته ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم في القلب: ومنها: قراءة القرآن الكريم وتدبره، والتفقه في الدين، ومصاحبة أهل الخير والصلاح، والحرص على أداء الفرائض واجتناب المعاصي لا سيما الكبائر، ومحاسبة النفس، وعدم اليأس من الاستقامة مهما وقع الإنسان في الذنوب أو تكررت فليحسن الظن في عفو الله ومغفرته، وليبادر بترك الذنب وتجديد التوبة منه، قال تعالى: ﴿اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: 45].

حب آل البيت والوطن صفات تحمي مصر من الفتن والمخاطر

محبة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسام على صدر كل مسلم، وحب آل البيت والوطن من أهم الصفات التي يتميز بها الشعب المصري، فهذه الصفات تحمي مصر من الفتن والمخاطر.

ويقول الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، إن محبة آل البيت ثابتة بالقرآن والسنة، وأنها مرتبطة بالتقوى، وأن المصريين فهموا هذه الحقيقة جيدًا، ولذلك يحبون آل البيت حبًا جمًّا. ويضيف مفتي الجمهورية أن المتشددين أخطأوا في تناول مفهوم التوسل بالأنبياء وآل البيت والصالحين، واعتبروه شركًا بالله، وأن هناك فرقًا كبيرًا بين الوسيلة والشرك، وأن الوسيلة هي تعظيمٌ بالله، والشرك هو تعظيمٌ مع الله أو من دون الله.


تؤكد دار الإفتاء المصرية أن حب آل البيت والوطن من أهم عوامل استقرار مصر وازدهارها، وأن هذه الصفات ستحمي مصر من الفتن والمخاطر إلى يوم القيامة.

مواطنون فى حب آل البيت
 

قال السيد محمد، 50 عامًا، موظف:"أنا بحب آل البيت جدًا، وأحرص دائمًا على زيارة مقاماتهم في مصر، أشعر براحة نفسية كبيرة عندما أكون في هذه الأماكن، وأشعر أنني قريب من الله تعالى".

وأضاف :" أتذكر أنني عندما كنت صغيرًا، كان والدي يأخذني معه إلى زيارة مقامات آل البيت. تعلمت منه حب آل البيت، وحرصت على أن أنقل هذا الحب لأبنائي أيضًا". وتابع:" أعتقد أن محبة آل البيت هي واجب ديني على كل مسلم، فهم أهل بيت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهم أقرب الناس إليه".

وقال السيدة فاطمة، 35 عامًا، ربة منزل:"أنا بحب آل البيت حبًا كبيرًا، وأحرص على زيارة مقاماتهم كل عام. أشعر أنني أستمد منهم القوة والطاقة، وأنهم يشفعون لي عند الله تعالى".

وأضافت :" أتذكر أنني عندما كنت في الجامعة، كنت أعاني من مشاكل كثيرة في حياتي. ذهبت إلى مقام السيدة زينب، وكنت أدعو الله تعالى أن ييسر لي الأمور. وبعد فترة وجيزة، حلت مشاكلي، وشعرت أنني أعيش حياة جديدة". وقالت:" أعتقد أن زيارة مقامات آل البيت لها تأثير كبير على الروح، فهي تساعدنا على التقرب إلى الله تعالى، وتمنحنا الراحة والطمأنينة".

السيد أحمد، 20 عامًا، طالب جامعي قال :"أنا بحب آل البيت، وأحرص على زيارتهم كلما سنحت لي الفرصة. أشعر أنني أتعلم منهم الكثير عن الإسلام، وأنهم رمز للتقوى والأخلاق الحميدة". وقال:"أتذكر أنني عندما كنت صغيرًا، كنت أقرأ عن آل البيت في الكتب المدرسية. كنت أشعر بالفضول لمعرفة المزيد عنهم، وكنت أتمنى أن أقابلهم يومًا ما". وأضاف أنه يشعر بأنه يعرفهم جيدا، ويحب أن يتعلم منهم المزيد، ويعتقد أن محبة آل البيت هي واجب على كل مسلم، فهم قدوة لنا في كل شيء.
 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الفتن حفظ نفس آل البيت دار الإفتاء حب آل البیت الله تعالى من الفتن

إقرأ أيضاً:

بنور الشريعة تهتدي النفوس

 

 

سمية بنت سليمان القنوبية

في زمنٍ يكثر فيه الحديث عن التغيير، وينشغل الناس بإعادة ترتيب مظاهر حياتهم، نغفل في كثير من الأحيان عن التغيير الأهم، ذاك الذي يبدأ من الداخل، من أعماق النفس. فالنفس بطبعها مضطربة، متقلبة، تميل مع الأهواء، وتنخدع ببريق المغريات. وإن تُركت دون تهذيب، سارت في دروبٍ يضيق فيها النور وتتسع فيها الظلال.
لكن، حين تشرق النفس بنور الشريعة، حين تُضاء بآيات القرآن، وتهتدي بسنة النبي ﷺ، فإنها تهدأ، وتطمئن، وتعتدل خطاها نحو ما فيه الخير والرضا. فالشريعة ليست قيدًا، بل هي ضوء يسري في زوايا القلب، يعيد ترتيب الداخل، ويهذب الطباع، ويحرر الإنسان من عبودية الهوى.
لقد مررت مؤخرًا بتجربة شعورية لا تُنسى. شعرتُ بثقلٍ غريبٍ منعني من حضور حلقة للقرآن الكريم. كنت قد قررت الذهاب، لكن شيئًا خفيًّا أعادني إلى مكاني. شعور غامض، كأن خطواتي كُبّلت، وكأن البركة قد انسحبت مني بصمت. لم يكن الأمر كسلًا عابرًا، بل كان تنبيهًا داخليًّا: أن الاقتراب من كلام الله يحتاج صفاء قلب، وصدق نية، ويقظة روح.
حينها أدركت أن القرآن عزيز. لا يُقبل عليه قلب غافل، ولا يدخله جسد متثاقل. هو نورٌ لا يُمنح إلا لمن يشتاق إليه بصدق، ويعود إليه بخشوع. هو ليس مجرد كتاب نقرؤه، بل حياة نعيشها، وأمان نلجأ إليه، وطمأنينة تتسلل إلى دواخلنا كلما ارتوينا من معانيه.
وكلما تأملتُ في نفسي، وجدت أنها تعيش بين مدٍّ وجزر، بين لحظات صفاءٍ وأخرى من ضعف. وهذا أمر طبيعي، لكن غير الطبيعي أن أستسلم للضعف دون مقاومة. لذلك، أصبحت أُدرك أن تهذيب النفس لا يكون إلا بنور الشريعة، فهي التي تضبط السلوك، وتزكّي القلب، وتُذكرني من أكون، ولماذا خُلقت، وإلى أين أمضي.
ومن لطف الله بنا، أن جعل هذا الطريق ممكنًا، بل جميلًا. فحين ألتزم بما أمر به الله، لا أشعر بالقيد، بل أشعر بالارتقاء. حين أبتعد عن الحرام، لا أشعر بالحرمان، بل أشعر بالتحرر. حين أتمسك بصلاتي، حين أتلو كتابه، حين أقتدي بسنة نبيه، أشعر أن الحياة أبسط، وأعمق، وأهدأ.
بل إن الاقتداء بالنبي محمد – صلى الله عليه وسلم – صار لي بوابة عظيمة لهذا التهذيب. أحاول أن أتعلم منه الصبر، وأقتدي بعفوه، وأقلّده في تواضعه. فأعظم ما قيل عنه: "كان خُلُقه القرآن"، وكأن الشريعة تجسدت فيه إنسانًا. وهذا هو التحدي الأكبر: أن نعيش الشريعة لا أن نحفظها فقط، أن نكون قرآنًا يُرى لا قرآنًا يُسمع فقط.
وأثناء هذا الطريق، كلما حاولت إصلاح نفسي، شعرت براحة لا توصف. شعور بالرضا عن ذاتي، وكأنني أعود إلى فطرتي الأولى، إلى أصل النقاء الذي خلقني الله عليه. حتى معاملاتي تغيرت، أصبحت أختار الكلمة الطيبة، وأتمسك بالصبر، وأحرص على العطاء، مهما كان بسيطًا.
نعم، التهذيب ليس سهلًا، لكن النتيجة تستحق كل العناء. أعلم أنني قد أضعف، وقد أتراجع، وقد أتأخر عن المجالس النورانية، لكن ما دمت أعود بصدق، ما دمت أستلهم النور من الوحي، فإنني لن أضل الطريق.
إذن، لنسأل أنفسنا: كم مرة تأملنا في آيات الله وكأنها تُخاطبنا؟ كم مرة شعرنا أننا أقرب إليه بعد دمعة خشوع، أو سجدة صادقة؟ كم مرة راجعنا ذواتنا لا لنجلدها، بل لنعيد بناءها من جديد؟
إننا لا نحتاج إلى تغييرات شكلية بقدر ما نحتاج إلى ثورة داخلية، تبدأ بتزكية النفس، والعودة إلى النبع الأول، إلى نور الشريعة. فحين نتهذب من الداخل، يتهذب كل شيء حولنا؛ وتصبح الحياة، برغم مشقتها، أجمل وأسهل، لأن النور في القلب لا يُخبو، ما دام منبعه من الله.
فليكن لنا من كل يوم لحظة صدق، نراجع فيها أنفسنا، ونزيل عنها غبار الغفلة. ولنُدرك أن أجمل ما يمكن أن نهديه لأنفسنا، هو أن نُعيدها إلى ربها، بنورٍ من شريعته، وبرٍّ من رحمته، وخُلقٍ من نبيه عليه الصلاة والسلام.

مقالات مشابهة

  • هل يجوز ترك المبيت بمزدلفة وما هو القدر الكافي للمكوث بها؟.. الإفتاء تجيب
  • دار الإفتاء توضح كيفية الطواف بالبيت الحرام أثناء الحج
  • مفتى الجمهورية يشهد حفل تكريم حفظة القرآن الكريم بقرية أم الزين بالشرقية
  • هل يجوز صلاة ركعتين تحية المسجد والإمام يخطب الجمعة؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم ترك مخلفات نحر الأضاحي في الشوارع.. الإفتاء: من السيئات
  • كيفية طواف النبي للقدوم بالبيت الحرام.. الأزهر للفتوى يجيب
  • هل يجوز الإحرام للحج قبل الميقات؟.. الإفتاء تجيب
  • ما حكم الأضحية وشروط صحتها؟.. الإفتاء توضح
  • هل صام النبي العشر الأوائل من ذي الحجة؟.. الإفتاء تجيب
  • بنور الشريعة تهتدي النفوس