عبادة الله هي الغاية التي خَلَقَ الله عز وجل جميع الخَلْق لأجلها، قال الله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56). قال السعدي: "هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها، وبعث جميع الرسل يدعون إليها، وهي عبادته، المتضمنة لمعرفته ومحبته، والإنابة إليه والإقبال عليه، والإعراض عما سواه".

وعبادة الله تعالى وتوحيده وعدم الإشراك به حقه سبحانه على العباد جميعا. عن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يا مُعاذ: هلْ تَدْرِي ما حَقُّ اللَّهِ علَى عِبادِهِ؟ قُلتُ: اللَّهُ ورسولُه أعْلَم، قال: حَقُّ اللَّه على عِبادِه أنْ يَعْبُدُوه ولا يُشْركوا به شيئا) رواه البخاري. والمعنى العام للعبادة كما قال ابن تيمية في "العبودية": "العبادة: اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه: مِنَ الأقوال، والأعمال الباطنة والظاهرة.. وذلك أَنَّ الْعِبَادَة لِلَّه هي الغاية المحْبوبة له، والمَرَضِيَّة له، الَّتِي خَلَق الْخَلْقَ لها، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}(الذاريات:56)". وقال الطيبي في "الكاشف عن حقائق السنن": "العبودية: إظهار التذلل، والعبادة أبلغ منها، لأنها غاية التذلل، ولا يستحقها إلا مَنْ له غاية الإفضال"..

والدعاء ـ وهو طلب جلب النفع أو دفع الضر ـ مِنْ أفضل وأعظم العبادات، لاشتماله على الذل والخضوع لله عز وجل. عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الدعاء هو العبادة، ثمَّ قال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر:60)) رواه الترمذي. قال الخطَّابي: "ومعنى الدعاء: استدعاء العبد ربَّه عز وجل العناية، واستمداده إيَّاه المعونة، وحقيقته إظهار الافتقار إليه، والتبرُّؤ مِنَ الحول والقوَّة". وقال الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغيرِ": "قال الطيبي: جاء بضمير الفصل والخبر المعرف باللام ليدل على الحصر لأن العبادة ليست غير الدعاء، وقال غيره: المعنى أنه أعظم العبادة فهو كخبر: (الحج عرفة) أي: ركنه الأكبر لدلالته على أن فاعله مقبل على الله تعالى معرض عما سواه، ولأنه مأمور به، وفعل المأمور به عبادة، وسماه عبادة ليخضع الداعي ولأنه يظهر ذلته ومسكنته وافتقاره، إذ العبادة ذل وخضوع ومسكنة".. وقال ابن كثير في تفسيره لقول الله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ}(غافر:60): "هذا مِنْ فضله تبارك وتعالى وكرمه، أنه نَدَبَ عباده إلى دعائه، وَتَكَفَّلَ لهم بالإجابة، كما كان سفيان الثوري يقول: "يَا مَنْ أحبُّ عِبَادِه إليه مَنْ سأله فأكثر سؤالَه، وَيَا مَنْ أَبْغَض عِبَادِه إليه مَنْ لم يسأله، وليس كذلك غَيْرُك يَا رَبّ" رواه ابن أبي حاتم. وفي هذا المعنى يقول الشاعر: اللهُ يَغْضبُ إِنْ تركْتَ سُؤَالهُ وَبُنيُّ آدمَ حِينَ يُسألُ يَغْضَب"..

مَنْ مَاتَ وهو يَدْعُو مِن دُونِ اللَّهِ نِدًّا دَخلَ النَّار:

دلَّ القرآن الكريم والسُنة النبوية على تحريم دعاء غير الله عز وجل، والتصريح بأن ذلك مِنَ الشرك الذي يُدخل صاحبه النار، ومِنْ ذلك:

ـ قال الله تعالى: {وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ}(الأحقاف:5). قال الطبري: "يقول تعالى ذِكْرُه: وأيّ عبْدٍ أضلّ مِنْ عَبْدٍ يدعو مِنْ دون الله آلهة لا تستجيب له إلى يوم القيامة: يقول: لا تُجيب دعاءه أبدا، لأنها حجر أو خشب أو نحو ذلك. وقوله: {وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ} وآلهتهم التي يدعونهم عن دعائهم إياهم في غفلة، لأنها لا تسمع ولا تنطق، ولا تعقل.. وإنما هذا توبيخ مِنَ الله لهؤلاء المشركين لسوء رأيهم، وقُبْح اختيارهم في عبادتهم مَنْ لا يعقل شيئًا ولا يفهم، وتركهم عبادة مَنْ جميع ما بهم مِنْ نعمته، ومَنْ به استغاثتهم عندما ينزل بهم مِنَ الحوائج والمصائب".

ـ قال الله تعالى: {وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}(يونس:106). قال السعدي: "وهذا وصف لكل مخلوق، أنه لا ينفع ولا يضر، وإنما النافع الضار، هو الله تعالى. {فَإِنْ فَعَلْتَ} بأن دعوتَ مِنْ دون الله، ما لا ينفعك ولا يضرك {فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ} أي: الضارين أنفسهم بإهلاكها، وهذا الظلم هو الشرك كما قال تعالى: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}(لقمان:13) فإذا كان خير الخَلْق، لو دعا مع الله غيره، لكان من الظالمين المشركين فكيف بغيره؟!!".

ـ وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا سأَلتَ فاسألِ اللَّه، وإذا استعَنتَ فاستَعِن باللَّه) رواه الترمذي. قال الشيخ ابن عثيمين: "(إذا سألت فاسأل الله) إذا سالتَ حاجة فلا تسأل إلا الله عز وجل ولا تسأل المخلوق شيئا، وإذا قُدِّر أنك سألتَ المخلوق ما يقدر عليه، فاعلم أنه سبب مِنَ الأسباب وأن المسبب هو الله عز وجل، لو شاء لمنعه مِنْ إعطائك سؤالك فاعتمد على الله تعالى..(وإذا استعنت فاستعن بالله) فإذا أردت العون وطلبتَ العون مِنْ أحد فلا تطلب العون إلا مِنَ الله عز وجل، لأنه هو الذي بيده ملكوت السموات والأرض، وهو يعينك إذا شاء وإذا أخلصت الاستعانة بالله وتوكلت عليه أعانك، وإذا استعنت بمخلوق فيما يقدر عليه فاعْتَقِد أنه سبب، وأن الله هو الذي سخره لك. وفي هاتين الجملتين دليل على أنه مِنْ نقص التوحيد أن الإنسان يسأل غير الله".

ـ وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم كَلِمة وقُلتُ أُخْرَى، قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: مَن مَاتَ وهْوَ يَدْعُو مِن دُون اللَّه نِدًّا (النِدّ: المِثل والنظير) دَخَل النَّار، وقُلتُ أنَا: مَنْ مات وهو لا يَدْعو لِلَّهِ نِدًّا دَخَل الجَنَّة) رواه البخاري. وفي رواية لمسلم وغيره: (سَمِعْتُ رَسول الله صَلى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقول: مَن ماتَ يُشْرِك باللَّه شيئًا دَخَل النَّار. وَقُلتُ أنا: ومَن مات لا يُشْرِك باللَّه شيئًا دَخَل الجَنَّة).. وفي هذا الحديث النبوي: التَّحذير مِن الشِّرك بالله عزَّ وجلَّ وبيان عَظيم خَطرِه.. وفيه: بيان فَضْل الإيمان بالله تعالى وتوحيده، فكما أنَّ المُشرِك يدخُل النار، فمَن ليس يُشرِك - وهو المُؤمِن الموحِّد - يَدخُل الجَنَّة.. قال ابن حجر: "كأن ابن مسعود لم يبلغه حديث جابر الذي أخرجه مسلم بلفظ: (قيل يا رسول الله: ما الموجبتان؟ قال: مَنْ مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة، ومَنْ مات يشرك بالله شيئا دخل النار). وقال النووي: الجيد أن يُقال سمع ابن مسعود اللفظتين مِنَ النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه في وقت حفظ إحداهما وتيقنها ولم يحفظ الأخرى، فرفع المحفوظة وضم الأخرى إليها، وفي وقت بالعكس، قال: فهذا جمع بين روايتي ابن مسعود وموافقته لرواية غيره في رفع اللفظتين". وقال العيني: "والذي يظهر أنه نسي مرة، وهي الرواية الأولى، وحفظ مرة وهي الأخرى، فرواهما مرفوعين كما فعله غيره من الصحابة".

وقال الشوكاني: "وإخلاص التوحيد لا يتم إلا بأن يكون الدعاء كله لله، والنداء والاستغاثة، والرجاء، واستجلاب الخير، واستدفاع الشر له ومنه، لا لغيره ولا من غيره، {فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا}(الجن:18)، {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ}(الرعد:14)".

وقال ابن القيم في "مدارج السالكين": "(ومِنْ أنواعه (الشرك) طلب الحوائج مِنَ الموتى، والاستغاثة بهم، والتوجه إليهم، وهذا أصل شرك العالَم، فإن الميت قد انقطع عمله، وهو لا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعاً، فضلاً عمَّن استغاث به، وسأله قضاء حاجته، أو سأله أن يشفع له إلى الله فيها، وهذا من جهله بالشافع والمشفوع له عنده".

وقال ابن تيمية: "وأما مَنْ يأتي إلى قبر نبي أو صالح، أو مَنْ يعتقد فيه أنه قبر نبي أو رجل صالح وليس كذلك، ويسأله حاجته مثل أن يسأله أن يزيل مرضه، أو مرض دوابه، أو يقضي دينه، أو ينتقم له من عدوه، أو يعافي نفسه وأهله ودوابه، ونحو ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل، فهذا شرك صريح".

وقال الشيخ ابن عثيمين في تعليق له على كتاب "اقتضاء الصراط المستقيم": "سؤال الميت أن يسأل الله أو سؤال قضاء الحاجة بينهما فَرْق، إذا سأل قضاء الحاجة فهذا شرك أكبر، وإذا سأل أن يسأل الله فهذا بدعة وضلالة، لأن الميت إذا مات انقطع عمله، والدعاء من عمله، فكيف تسأله ما لا يمكن؟! فإذا جئتَ إلى ميت وقلتَ: ادع الله لي، فإنه لن يدعو الله لك، ومن ذلك تقول عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم: اشفع لي، فإن هذا حرام وبدعة منكرة، لكن إذا قلتَ: يا رسول الله أنجني مِنَ النار، كان شركا أكبر"..

الدعاء لا يكون إلا لله تعالى وحده لا شريك له، فمَنْ دعا غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله عز وجل ـ سواء كان هذا الغير المدعو نبيًّا، أوْ وليًّا، أو صالحا ـ مِنَ الأمور الشركية التي ينبغي الحذر منها، قال الله تعالى: {وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ * وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصَيبُ بِهِ مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}(يونس:107:106). قال ابن تيمية: "ومِنْ أعظم الاعتداء والعدوان والذل والهوان، أن يُدْعَى غير الله، فإن ذلك من الشرك، والله لا يغفر أن يشرك به، وإن الشرك لظلم عظيم". وقد قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: (مَن مَاتَ وهْوَ يَدْعُو مِن دُون اللَّه نِدًّا دَخَل النَّار) رواه البخاري.. فالتوجه بالدعاء لغير الله عز وجل صورة مِنْ صور وأفعال الشرك بالله، والحكم على العمل أنه شرك لا يعني بالضرورة أن فاعله أصبح كافرا أو مشركاً، فالحكم على الفعل شيء، والحكم على الفاعل شيء آخر، وليس كل مَنْ وقع في أفعال وأقوال الشرك والكفر، وقع الكفرُ والشرك عليه، إلا إذا أقيمت عليه الحُجة، وذلك لاحتمال أن يكون حديث عهد بالإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة لم تبلغه فيها شرائع الإسلام، أو يكون جاهلاً بهذا الأمر لا سيما في هذا الزمان، فالحُكم على إنسان بالكفر أمر مِنَ الخطورة بمكان عظيم، ينبغي الحذر منه والابتعاد عنه..

عن اسلام.ويب

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: النبی صلى الله علیه وسلم قال الله تعالى رضی الله عنه الله عز وجل یقدر علیه بن مسعود غیر الله ه عز وجل م ن د ون قال ابن خ ل الن

إقرأ أيضاً:

عربي21 تنشر النص الكامل لمقترح ويتكوف ورد حماس عليه

حصلت "عربي21" على النص الكامل للمقترح الأخير الذي تقدّم به المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يوم 28 أيار/ مايو الماضي، بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وعقد صفقة لتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي، ورد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عليه، والذي تقدّمت به إلى الوسطاء يوم 31 أيار/ مايو الماضي.

وجاء في مقترح ويتكوف وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما، ويضمن الرئيس دونالد ترامب التزام "إسرائيل" بوقف إطلاق النار خلال الفترة المُتفق عليها، بينما كان رد حماس اقتراح وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما، ويضمن ترامب التزام "إسرائيل" بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها.

واقترح ويتكوف إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة من قائمة الـ 58 أسيرا المقرر إطلاق سراحهم في اليومين الأول والسابع، على أن يتك إطلاق سراح نصف الأسرى الأحياء والمتوفين (5 أحياء و9 متوفين) في اليوم الأول من الاتفاق، أما النصف المتبقي فسيتم إطلاق سراحهم في اليوم السابع.


وردت حماس بانه سيتم إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين أحياء و18 جثة، على أن يتم إطلاق سراح 4 أسرى أحياء في اليوم الأول من الاتفاق، وفي اليوم الثلاثين 2 أسرى أحياء، وفي اليوم الستين 4 أسرى أحياء، أما الجثامين فيتم تسليم 6 في اليوم العاشر، وفي اليوم الثلاثين 6، وفي اليوم الخمسين 6.

المساعدات الإنسانية

اقترح ويتكوف إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، وسيتم احترام أي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن المساعدات المقدمة للسكان المدنيين طوال مدة الاتفاق، وأنه سيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها، بما في ذلك الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

واقترحت حماس بدورها إدخال المساعدات إلى غزة فور الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار، وفق البروتوكول الإنساني الذي تضمنه اتفاق 19 يناير/ كانون الثاني 2025، من خلال الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الأخرى بما فيها الهلال الأحمر.

وأضاف أنه يجب إعادة تأهيل البنية التحتية (الكهرباء، الماء، الصرف الصحي والاتصالات والطرق)، وإدخال المواد اللازمة لها بما فيها مواد البناء، وإعادة تأهيل وتشغيل المستشفيات والمراكز الصحية والمدارس والمخابز في جميع مناطق القطاع.

وطالبت بالسماح لسكان القطاع بالسفر والعودة من وإلى قطاع غزة عبر معبر رفح دون أي قيود، وعودة حركة البضائع والتجارة.

وأضافت أنه "خلال فترة المفاوضات يتم الانتهاء من إعداد الترتيبات والخطط لإعادة الإعمار للبيوت والمنشآت والبنية التحتية التي تم تدميرها خلال الحرب ودعم الفئات المتضررة من الحرب على أن يتم البدء في تنفيذ خطة إعادة إعمار قطاع غزة لمدة 3 إلى 5 سنوات، تحت إشراف عدد من الدول والمنظمات بما في ذلك: مصر وقطر والأمم المتحدة".

الأنشطة العسكرية 
اقترح ويتكوف توقف جميع الأنشطة العسكرية الهجومية الإسرائيلية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ، وخلال فترة وقف إطلاق النار يُوقف الطيران الجوي (العسكري والاستطلاعي) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا أو 12 ساعة يوميا خلال أيام تبادل الأسرى والمفقودين.

وردت حماس بأن تتوقف جميع الأنشطة العسكرية الإسرائيلية في غزة عند دخول هذه الاتفاقية حيز النفاذ. وخلال فترة وقف إطلاق النار، يُوقف الطيران الجوي (العسكري والاستطلاعي) في قطاع غزة لمدة 10 ساعات يوميا، وخلال أيام تبادل الأسرى والمحتجزين تكون 12 ساعة.

أما عن إعادة انتشار جيش الاحتلال، جاء في مقترح ويتكوف أن "يتم في اليوم الأول بعد إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين (5 أحياء و9 أموات) إعادة انتشار في الجزء الشمالي من قطاع غزة وفي ممر نتساريم، وفقا للمادة 3 المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وعلى أساس خرائط يُتفق عليها".

وفي اليوم السابع، بعد إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين (5 أحياء و9 أموات)، يتم إعادة الانتشار في الجزء الجنوبي من قطاع غزة وفقا للمادة الثالثة المتعلقة بالمساعدات الإنسانية، وبناءً على خرائط يُتفق عليها. 

وتعمل الفرق الفنية على تحديد حدود إعادة الانتشار النهائية خلال مفاوضات القريبة (غير المباشرة).
وردت حماس بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية في اليوم الأول، بعد إطلاق سراح 4 أسرى إسرائيليين أحياء، على أن تنسحب القوات الإسرائيلية إلى ما كانت عليه قبل 2 آذار/ مارس 2025 في جميع مناطق قطاع غزة وفق الخرائط التي نص عليها اتفاق 19 كانون الثاني/ يناير 2025.

المفاوضات
 ذكر المقترح الأمريكي أنها ستبدأ تحت رعاية الوسطاء الضامنين بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق النار الدائم، بما في ذلك: مفاتيح وشروط تبادل جميع الرهائن الإسرائيليين المتبقين مقابل عدد يتفق عليه من السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

وتتضمن ايضا قضايا تتعلق بإعادة انتشار القوات الإسرائيلية وانسحابها والترتيبات الأمنية طويلة الأمد داخل قطاع غزة، وترتيبات "اليوم التالي" في قطاع غزة التي سيثيرها أي من الجانبين، إضافة إلى إعلان وقف إطلاق نار دائم.

وجاء رد حماس كالتالي: "في اليوم الأول، ستبدأ المفاوضات غير المباشرة برعاية الوسطاء الضامنين لوقف إطلاق النار الدائم، حول المواضيع التالية: مفاتيح وشروط تبادل جميع الأسرى الإسرائيليين المتبقين، مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية".

وأضافت أنه بعد إعلان وقف إطلاق النار الدائم، والانسحاب الكلي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة. (بعد الاتفاق على تبادل الأسرى والجثامين المتبقين وقبل البدء بإجراءات التسليم يتم الإعلان عن وقف إطلاق النار الدائم وانسحاب القوات الإسرائيلية من كامل قطاع غزة).


وذكرت أن ترتيبات اليوم التالي في قطاع غزة تتمثل في: مباشرة لجنة من تكنوقراط مستقلة إدارة كافة شؤون قطاع غزة فور بدء تنفيذ هذا الاتفاق، بكامل الصلاحيات والمهام، ووقف العمليات العسكرية المتبادلة (العدائية) بين الطرفين لمدة طويلة 5- 7 سنوات بضمان الوسطاء (الولايات المتحدة الأمريكية ومصر وقطر).

الدعم الرئاسي
 أكد المقترح أن الرئيس يولي اهتماما جادا لالتزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، ويصرّ على أن المفاوضات خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقتة، إذا ما اُختتمت بنجاح باتفاق بين الأطراف، ستؤدي إلى حل دائم للصراع.

وكان رد حماس حول هذه النقطة بالتالي: "إن الرئيس جاد بشأن التزام الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار، ويصرّ على أن المفاوضات خلال مدة الوقف المؤقت لإطلاق النار إذا ما انتهت بنجاح باتفاق بين الأطراف، ستقود لحل دائم للصراع".

وعن إطلاق الأسرى الأسرى الفلسطينيين، جاء في مقترح ويتكوف أنه مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرة الأحياء، ووفقا لبنود المرحلة الأولى من اتفاق 10 كانون الثاني/ يناير 2025، ستفرج "إسرائيل" عن 125 سجينا محكوما عليهم بالسجن المؤبد و1111 أسيرا من غزة اعتقلوا بعد 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023. ومقابل إطلاق سراح رفات 18 أسيرا إسرائيليا ستفرج "إسرائيل" عن 180 غزيا متوفى. 

وسيتم إطلاق سراحهم في وقت واحد وفقا لآلية مُتفق عليها، ودون عروض أو مراسم علنية. وسيتم نصف هذه العمليات في اليوم الأول، والنصف الآخر في اليوم السابع.

وردت حماس أنه "في مقابل إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين العشرة الأحياء والجثامين الـ 18، يتم إطلاق سراح عدد يتفق عليه بين الطرفين من الأسرى والجثامين الفلسطينيين، ويتم الإفراج عن الأسرى الأحياء والجثامين بالتزامن ووفق آلية يُتفق عليها".

وضع الأسرى
 أكد المقترح الأمريكي أنه "في اليوم العاشر، ستقدم حماس معلومات كاملة (إثبات حياة وتقرير طبي/ إثبات وفاة) عن كل رهينة متبقٍ. في المقابل، ستقدم إسرائيل معلومات كاملة عن الأسرى الفلسطينيين المعتقلين من قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وعدد الغزيين المتوفين المُحتجزين في إسرائيل. وتلتزم حماس بضمان صحة ورفاهية وأمن الأسرى خلال فترة وقف إطلاق النار.

وردت حماس أنه في اليوم العاشر تقدم معلومات عن أعداد الأحياء والأموات لمَن تبقى من الأسرى طرف حماس والفصائل الفلسطينية، وفي المقابل تقدم "إسرائيل" معلومات كاملة عن جميع الأسرى الأحياء والأموات ممَن تم أسرهم من سكان قطاع غزة منذ يوم 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتلتزم حماس بضمان صحة ورعاية وأمن الأسرى الإسرائيليين فور وقف إطلاق النار، بالمقابل تلتزم "إسرائيل" بضمان صحة ورعاية وأمن الأسرى والمُحتجزين الفلسطينيين في السجون والمعتقلات الإسرائيلية، وفق القانون والأعراف الدولية.

وفيما يتعلق بإطلاق سراح الأسرى المتبقين بالاتفاق، ينبغي بحسب المقترح استكمال المفاوضات بشأن الترتيبات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم خلال ستين يوما، وبعد الاتفاق، سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين (الأحياء والأموات من "قائمة الـ 58" التي قدّمتها "إسرائيل". 

في حال عدم اختتام المفاوضات بشأن ترتيبات وقف إطلاق نار دائم خلال الفترة الزمنية المذكورة، يجوز تمديد وقف إطلاق النار المؤقت بشروط ولمدة يتفق عليها الطرفان، طالما أنهما يتفاوضان بحسن نية.

وردت حماس بأنه "ينبغي استكمال المفاوضات بشأن وقف نار دائم في غضون 60 يوما. عند الاتفاق وبعد إعلان وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، سيتم إطلاق سراح الأسرى المتبقين (الأحياء والأموات من قائمة الـ 58 المُقدّمة من إسرائيل)، مقابل عدد يُتفق عليه من الأسرى الفلسطينيين".

الضامنون
 أكد المقترح أن الوسطاء هم (الولايات المتحدة، مصر، وقطر) هم من يضمنون تنفيذ الاتفاق، واستمرار وقف إطلاق النار لمدة ستين يوما، ولأي تمديد يتفق عليه، ويضمنون إجراء مناقشات جادة حول الاتفاقات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، ويبذلون قصارى جهدهم لضمان استكمال المفاوضات المذكورة أعلاه.
وكان رد حماس أن على الوسطاء ضمان استمرار وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما، ويضمنون استمرار المفاوضات حتى التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار الدائم مع استمرار وقف العمليات العسكرية ودخول المساعدات الإنسانية.

رئاسة المبعوث
أكد المقرح أنه سيأتي المبعوث الخاص، السفير ستيف ويتكوف إلى المنطقة لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاق وسيرأس ويتكوف المفاوضات، بينما كان رد حماس أن المبعوث الخاص، السفير ستيف ويتكوف، سيأتي إلى المنطقة لإتمام الاتفاق وسيرأس ويتكوف المفاوضات.


وحول دور ترامب، أكد المقترح أن الرئيس ترامب سيعلن شخصيا اتفاق وقف إطلاق النار. والولايات المتحدة والرئيس ترامب ملتزمان بالعمل لضمان استمرار المفاوضات بحسن نية حتى التوصل إلى اتفاق نهائي.

وكان رد حماس أن ترامب سيقوم بالإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار شخصيا، وأن الولايات المتحدة والرئيس ترامب ملتزمون بالعمل على ضمان استمرار المفاوضات بجدية لغاية التوصل لاتفاق نهائي.

مقالات مشابهة

  • دار الإفتاء توضح الحكم الشرعي حول الزلازل: ليست انتقامًا من الله
  • معنى قوله تعالى إليه يصعد الكلم الطيب.. وهل يفيد إثبات جهة معينة لله؟
  • كل أسبوع.. «الأضحية» تكافل وتراحم وصلة
  • هل كثرة الأحلام من الشيطان؟.. انتبه لـ7 حقائق وتحصن بـ4 آيات
  • آداب وفضل صيام يوم عرفة.. ماذا كان يقول الرسول؟
  • ملتقى المرأة بالأزهر يوضح كيفية استغلال العشر الأوائل من ذي الحجة
  • كيف أعرف أن الله قد عفا عني وسامحني؟.. الإفتاء تجيب
  • عربي21 تنشر النص الكامل لمقترح ويتكوف ورد حماس عليه
  • الأشهر الحرم.. تعرف على خصائصها وفضلها وما يجب تجنبه فيها
  • تنفيذ حُكم القتل تعزيرًا بجانيين لتهريبهما الحشيش المخدر إلى المملكة