ترامب يسخر من قائدة منتخب أميركا للسيدات بسبب إهدارها ركلة ترجيح حاسمة
تاريخ النشر: 7th, August 2023 GMT
سخر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من مواطنته ميغان رابينو قائدة منتخب الولايات المتحدة لكرة القدم، بعد الخسارة أمام السويد في ثمن نهائي كأس العالم للسيدات الجارية حاليًا في أستراليا ونيوزيلندا.
وجرّد منتخب سيدات السويد نظيره الأميركي من اللقب الذي حققه في النسخة الماضية بالفوز عليه بركلات الترجيح 5-4 بعد انتهاء المباراة التي جرت على ملعب ميلبورن -أمس الأحد- بالتعادل السلبي.
وكانت رابينو من بين 3 لاعبات أهدرن ركلة ترجيح، ليستغل ترامب هذه اللقطة ليسخر منها خاصة أنها سددتها بطريقة غريبة، وأرسلتها أعلى بكثير من إطار المرمى.
BREAKING: Woke US Women’s Soccer Humiliation
After winning back-to-back World Cups the heavily favored Team USA has been ELIMINATED by Sweden in the 16th round.
Team USA’s downfall was delivered by anti-America, anti-woman activist Megan Rapinoe’s EMBARRASSING free kick here ???? pic.twitter.com/uO3aDQcYbl
— Benny Johnson (@bennyjohnson) August 6, 2023
وكتب ترامب عبر حسابه الرسمي على موقع "تروث سوشل" للتواصل الاجتماعي "تسديدة رائعة ميغان. الولايات المتحدة ذاهبة إلى الجحيم" في إشارة منه إلى إهدار ركلة الترجيح.
وأضاف ترامب "الخسارة الصادمة التي تعرّض لها منتخب كرة القدم النسوي أمام السويد غير متوقعة، لكنها تشير بشكل واضح إلى ما يحدث لبلادنا التي كانت يومًا ما عظيمة تحت قيادة الرئيس غير الكفؤ جو بايدن.. كان عدد من اللاعبات معاديات علنًا للولايات المتحدة، وهو أمر لم نشاهد مثله من أي دول أخرى".
Trump captures the larger significance of Megan Rapinoe’s epic fail! pic.twitter.com/XtiFXot0em
— Dinesh D'Souza (@DineshDSouza) August 7, 2023
ويبدو أن ترامب لم ينس الانتقادات التي وجّهتها رابينو لسياساته عام 2019 حين كان رئيسًا للبلاد، ورأى في ركلة الترجيح فرصة للانتقام منها، وفق صحيفة "ماركا" الإسبانية.
ورفضت رابينو زيارة البيت الأبيض عام 2019 بعد تتويج المنتخب الأميركي للسيدات ببطولة كأس العالم التي أقيمت في فرنسا، اعتراضًا منها على الطريقة التي يدير بها ترامب البلاد.
وكانت رابينو التي تُعرف "باللاعبة الثائرة" لحرصها على التعبير عن مواقفها من مختلف القضايا، قد صرّحت قبل مونديال 2019 بأنها لن تزور البيت الأبيض في حال فوزها بالبطولة، ليردّ عليها ترامب عبر إكس (تويتر سابقًا) "أنا معجب بشدة بمنتخب الولايات المتحدة وكرة القدم النسائية، ولكن ميغان يجب عليها أن تفوز قبل أن تتحدث".
Trump called it back in 2021 on Megan Rapinoe
“The one with the purple hair, she didn’t play too well.”
He never misses. pic.twitter.com/oOrWKcAoOh
— Eric Spracklen???????? (@EricSpracklen) August 7, 2023
وتجددت الحرب الكلامية بين رابينو وترامب في عام 2020 حيث وصفت قائدة منتخب أميركا للسيدات -وهي واحدة من مجموعة لاعبات لا يرددن النشيد الوطني لبلادهن قبل المباريات- ترامب بـ"القومي الأبيض"، معدّة أن سياساته لا تخدم البلاد.
وقالت رابينو "من الواضح أن لدينا الآن قوميًا أبيض في البيت الأبيض، وأدّى تنامي الكراهية واستبعاد الآخرين في البلاد إلى مزيد من الخلاف بين الناس ومزيد من اليأس والقلق والخوف"، مشيرة إلى أن دمج الأقليات العرقية والسيدات سيكون مفتاح التقدم في البلاد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محللون: ترامب ممثل ويضع مصالحه قبل مصالح أميركا
وفي حين يعتقد البعض أن خروج ترامب عن المألوف في السياسة الخارجية الأميركية قد يكون سببا في إعادة تشكيل منطقة الشرق الأوسط يخشى آخرون أن ما يقوم به الرجل هو قلة خبرة قد تؤدي إلى نتائج سلبية، حسب ما ورد في حلقة 2025/5/22 من برنامج "من واشنطن".
ولعل أبرز ما وسم الشهور الأولى من فترة ترامب الثانية هو القرارات التي تتناقض مع تصريحاته أحيانا، والخطوات التي يصعب حتى على بعض مسؤولي إدارته توقعها كما تقول مراسلة الجزيرة في البيت الأبيض وجد وقفي.
فمثلا، أعلن ترامب خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي التوصل إلى اتفاق مع أنصار الله (الحوثيون) في اليمن، كما أعلن عن فتح حوار مع إيران فيما كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى جانبه وبجعبته خطط لضرب منشآت طهران النووية أو تفكيكها على الأقل.
ممثل في فيلموتعزو الإعلامية والمحللة الجمهورية جين هدسون كارد هذا الأمر إلى أن ترامب "يشبه رئيسا في فيلم تلفزيوني، لأنه يخالف كافة الرؤساء الذين تبنوا فكرة نشر القيم الأميركية وكانوا يمتلكون مشروعا عالميا يسعون إلى تنفيذه".
وخلال مشاركتها في حلقة "من واشنطن" قالت كارد إن ترامب "شخص لا مثيل له في السياسة، ويقدم نموذجا محببا للأميركيين، لأنه يتعامل كممثل، ويحب أن يكون مشهورا وغير متوقع".
إعلانووفقا لكارد، فإن ترامب يفاجئ الناس بقراراته، حتى إن شركاء أميركا لا يعرفون ما الذي سيفعله البيت الأبيض كل صباح.
أما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكويت الدكتور عبد الله الشايجي فيرى أن الأمر يتجاوز كون ترامب ممثلا، ويرى أنه "رجل مثير للجدل، لأنه لا يمكن فهمه، ولا يمكن أن يكون محل ثقة حلفاء كدول الخليج مثلا".
والسبب في هذا -برأي الشايجي- أن ترامب قادم من خلفية غير سياسية على عكس أسلافه، وهو متجرد من كل ما تمليه الحياة الحزبية والدولة العميقة على من يشغل منصب الرئيس.
هذا التخفف من الميراث السياسي "يجعل ترامب متخففا من كل المخاوف التي كانت تمنع الرؤساء السابقين من اتخاذ قرارات بعينها، ويجعل بعض قراراته محفوفة بالمخاطر"، كما يقول الشايجي.
ويرى الشايجي أن فترة ترامب الأولى تبعث على عدم الثقة فيه، لأنه تخلى عن السعودية عندما ضُربت بعض مناطقها بمسيّرات إيرانية عام 2019، ولم يقدم لها أي دعم، وكذلك حديثه عن أنه رجل سلام في بداية فترته الثانية ثم توجهه لضرب اليمن.
والخلاصة من وجهة نظر الشايجي أن ترامب "رجل تحركه الصفقات، وهو يضخم في كل ما يقوم به، بدليل أنه يتحدث عن حصوله على 5 تريليونات دولار من دول الخليج خلال زيارته الأخيرة رغم أن هذا ليس صحيحا، كما أن هجومه على حلفاء مثل كندا وأوروبا يجعله غير جدير بالثقة".
واتفق الصحفي الفرنسي المتخصص في العلاقات الأميركية الأوروبية فلافيوس ميهايس مع الرأيين السابقين بقوله إن ترامب يفاجئ الجميع ويأخذهم على حين غرة.
واستند ميهايس في حديثه إلى مواقف ترامب تجاه أوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو)، والتي قال إن الأوروبيين لم يستعدوا جيدا للرد عليها، لأنهم لا يتكلمون بصوت واحد ومنقسمون في قضايا رئيسية، مثل أوكرانيا.
إعلان
يعمل لمصلحته الشخصية
أما رئيس مؤسسة "ناشونال إنترست" خالد صفوري فلا يعتقد أن ترامب يعمل لمصلحة الولايات المتحدة كما يقول، وإنما لمصلحته الشخصية بـ"دليل أنه طبخ موضوع البيتكوين قبل وصوله إلى البيت الأبيض بشهرين، وهذا فساد واضح".
ومن هذا المنطلق فإن الدور الأميركي في العالم يتضرر من ترامب -برأي صفوري- لأن العلاقات الدولية تحتاج استقرارا في العلاقات.
لذلك، فإن على أوروبا اليوم البحث عن حليف بديل للولايات المتحدة، لأن ترامب حاول تفكيك الناتو رغم أن هذا سيضر بالولايات المتحدة على المدى البعيد، برأي صفوري الذي يعتقد أن الرئيس الأميركي "يتعامل بمنطق الهجوم الدائم، ويصدر عشرات الأوامر التنفيذية، وهو يعرف أنها سترفض من المحاكم لأنها غير قانونية".
وحتى حديثه عن التريليونات التي حصل عليها من دول الخليج "غير صحيح"، وفق صفوري الذي قال إن حديث ترامب عن حصوله على تريليونات من السعودية في فترته الأولى "ثبت بالأرقام أنه ليس صحيحا".
وبناء على ذلك، يعتقد صفوري أن الرئيس الأميركي "يبحث عن العناوين الإخبارية، ويتصرف كرجل أعمال، ويستخدم أسلوب التسويق في التعامل مع الدول، وهذا لا يحقق مصالح أميركا على المدى البعيد".
22/5/2025