"حريم السلطان" و"قيامة أرطغرل" و"نور" وغيرها مسلسلات وأفلام اجتماعية وتاريخية تركية جذبت ملايين المشاهدين في العالم العربي وصارت منافسا قويا للأعمال العربية، خاصة المصرية والسورية. فما أسباب انتشارها؟

وأرجع المنتج وكاتب السيناريو التركي أحمد أوكور العوامل والآليات الإنتاجية والتسويقية التي منحت الانتشار للدراما التركية إلى تطور التقنيات والتقاليد المتجذرة في السينما وفي المسرح، وقال إن تركيا لديها تجربة 150 عاما في هذا المجال، في حين أن دولا عربية بدأت في إنتاج المسلسلات منذ 20 عاما فقط.

وبخصوص ما تمثله السوق العربية بالنسبة للدراما التركية، قال إن العرب يتابعون الدراما التركية كثيرا، مشددا على أهمية الجغرافية العربية، لأن الشعبين العربي والتركي ينتميان لنفس الدين ونفس الثقافة، لكن الفرق أن الأتراك أغنياء بالثقافتين العربية والآسيوية.

ومن جهته، أشار سردار أوريتجي، وهو منتج مسلسل "السلطان عبد الحميد"، إلى أن تركيا هي الدولة الثانية في تصدير محتواها الفني بعد الولايات المتحدة الأميركية، مرجعا سبب هذا التقدم إلى أن الأتراك تمكنوا من صناعة لغة تعبيرية خاصة بهم مختلفة عن منتجات هوليود، بالإضافة إلى أن لديهم أسلوبا لسرد القصة وارتفاع جودة الإنتاج.

أما الكاتب والناقد السنيمائي المصري محمد هاشم، فقال إن الدراما التركية أبهرت المشاهدين في أوروبا والأميركيتين لأنها قدمت مجتمعا جديدا وثقافة جديدة وأداء تمثيليا وتقنيا. وبالنسبة إلى المشاهد العربي، فهناك عوامل عديدة جعلته ينجذب إلى هذه الدراما، منها أنه وجد فيها صورة مختلفة وممثلين على قدر كبير من الاحترافية والوسامة وتوظيفا للأماكن التاريخية، بالإضافة إلى الخلفية التاريخية المشتركة.

وحسب هاشم، فقد بدأت الدراما التركية في تطوير نفسها إنتاجيا وإخراجيا، وإنتاج المسلسلات والأفلام الاجتماعية للداخل التركي، لكن الأعمال التاريخية موجهة للعالم العربي وللعالم أجمع.

الحكومة لا تتدخل

وعن مدى تأثر الدراما التركية بالمتغيرات الاجتماعية والسياسية خلال السنوات الأخيرة، أشار أوكور أن بلاده تطورت في كل المجالات خلال الـ20 سنة الماضية، وليس في مجال السينما فقط.

كما أكد أن الحكومة التركية لا تؤثر ولا تتدخل في إنتاج المسلسلات والأفلام، ولا تملي على صناع الأعمال الدرامية ما يقولون، بل التاريخ هو الذي يملي عليهم، حسبما قال الضيف التركي في حديثه لحلقة (2023/8/7) من برنامج " للقصة بقية".

أما الناقد الفني التونسي إبراهيم لطيف، فرأى أن الهدف الوحيد للدراما التركية التاريخية هو التسويق لعظمة النظام العثماني والنظام التركي.

وعن الجدل الذي أثارته الأعمال التاريخية التركية ودور الحكومة، رد الكاتب والناقد السينمائي المصري بالقول إن مسلسل "حريم السلطان" أثار كثيرا من الجدل داخل تركيا، وفي المقابل، زار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقع تصوير مسلسل "قيامة أرطغرل" وأثنى عليه، مؤكدا أن من حق أي دولة أن تفتخر بقادتها.

وبشأن تراجع الدراما المصرية، تحدث هاشم عن عوامل لانهائية، على رأسها اختفاء كتاب الدراما مثل أسامة أنور عكاشة، وضعف الإمكانات المادية والإنتاجية والتمويلية للمسلسلات، ودخول دور الإعلانات والمنتج الإعلاني الذي باتت له متطلبات كثيرة، بالإضافة إلى مشكلة الممثل، إذ يتقاضى بعضهم 70-75% من ميزانية العمل، وهو ما أثر على كل الجوانب.

ويذكر أن غرفة تجارة إسطنبول أكدت أن تركيا هي ثاني بلد مصدر للأعمال الدرامية بعد أميركا، وقد وصلت عروضها لنحو 800 مليون مشاهد في أكثر من 150 دولة.

وتشير توقعات بعض المراقبين إلى أن تصل عائدات الأعمال الدرامية التركية إلى مليار دولار هذا العام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إلى أن

إقرأ أيضاً:

العُمانية للأعمال الخيرية تنظم برنامجا تدريبيا حول القانون الدولي الإنساني

تغطية - مُزنة الفهدية 

نظمت "الهيئة العُمانية للأعمال الخيرية" بالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وبمشاركة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في سلطنة عُمان، برنامجا تدريبيا متخصصا حول القانون الدولي الإنساني ويستمر حتى غدا الثلاثاء.

ويهدف البرنامج التدريبي إلى تعزيز الوعي بالمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، وبناء قدرات الكوادر العاملة في الهيئات والجمعيات الإنسانية الخليجية، بما يساهم في ترسيخ الممارسات السليمة في مجالات الإغاثة، وحماية المدنيين، والاستجابة في حالات الطوارئ والكوارث.

وأكد بدر بن محمد الزعابي الرئيس التنفيذي المكلف للهيئة العُمانية للأعمال الخيرية أن هذا البرنامج يأتي ضمن توجهات الهيئة لتعزيز الشراكات الإقليمية والدولية في المجال الإنساني، انطلاقا من القانون الدولي الإنساني باعتباره إطاراً أساسياً لحماية الإنسان في أوقات الأزمات والنزاعات. موضحا أن مسؤولية الهيئة -وبالتعاون مع الأمانة العامة لمجلس التعاون وبعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر- العمل على ترسيخ فهم أعمق لهذه المنظومة القانونية لدى الكوادر العاملة في الميدان، وإن استضافة هذا البرنامج يعكس إيماننا بأهمية العمل الخليجي المشترك، ويعزز من جاهزية المؤسسات الإنسانية في منطقتنا للاستجابة الإنسانية وفق تطبيقات القانون الدولي الإنساني.

وتحدث أحمد الكلباني مستشار في وزارة العدل والشؤون القانونية عضو اللجنة العُمانية للقانون الدولي الإنساني عن القانون الدولي الإنساني وتطبيق أحكامه على الصعيد الوطني في سلطنة عُمان وعرف القانون أنه مجموعة من القواعد تهدف إلى الحد من آثار النزاع المسلح بحماية الأشخاص غير المشاركين أو الذين توقفوا عن الاشتراك في العمليات العدائية وتقييد وسائل وأساليب القتال، ويقيم القانون الدولي الإنساني توازناً بين متطلبات الضرورة العسكرية وبين الاعتبارات الإنسانية. موضحا أن القانون الدولي الإنساني لا يمنع استخدام القوة، ويفترض أن أطراف النزاع المسلح لها أهداف معقولة، ولا يستطيع أن يحمي جميع الأشخاص المتأثرين بالنزاع المسلح، ولا يضع في الاعتبار الغرض من النزاع المسلح.

وأكد الكلباني أنه لا تسري أحكام القانون الدولي الإنساني على حالات الاضطرابات والتوترات الداخلية مثل الشغب وأعمال العنف العرضية.

من جانبه تحدث عبد العزيز بن علي السعدي -اللجنة العمانية لحقوق الإنسان عن دور المؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان في تعزيز القانون الدولي الإنساني وقال:" تعتبر النزاعات من أخطر التحديات التي تهدد حقوق الإنسان، حيث تنتهك خلالها العديد من الحقوق الأساسية. ولهذا السبب، وضع المجتمع الدولي مجموعة من القواعد لحماية الأفراد خلال النزاعات المسلحة، أبرزها مبادئ القانون الدولي الإنساني، إضافة إلى دور المؤسسات الدولية في مراقبة الانتهاكات والتدخل لحماية المدنيين أثناء النزاع". موضحا أن حقوق الإنسان تتميز بأنها شاملة لجميع الفئات دون تمييز وبشكل متساو، ومبدأ عدم التمييز هو مبدأ جاء النص عليه في جميع الاتفاقيات الدولية بما فيها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأشار إلى اختصاصات اللجنة العمانية لحقوق الإنسان وهي وضع استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، ومتابعة حماية حقوق الإنسان وحرياته، ورصد ما قد يثار على المستوى الدولي، وتقديم المشورة للجهات المعنية، ورصد المخالفات والتجاوزات، وتلقي الشكاوى في مجال حقوق الإنسان، وإجراء الزيارات الميدانية والتعاون مع الآليات الدولية.

واختتم البرنامج بتكريم المشاركين والجهات المتعاونة، والتأكيد على أهمية استمرار عقد مثل هذه البرامج المتخصصة بما يسهم في تطوير منظومة العمل الإنساني على المستوى الوطني والخليجي.

شارك في البرنامج ممثلون عن جمعيات وهيئات الهلال الأحمر بدول مجلس التعاون الخليجي، وموظفو الهيئة وعدد من الجهات الحكومية المحلية، واشتمل البرنامج على حلقات نقاشية وتطبيقات عملية تعزز من فهم المشاركين لكيفية مواءمة التدخلات الإنسانية مع القواعد الدولية، إلى جانب تبادل الخبرات بين الوفود الخليجية المشاركة.

مقالات مشابهة

  • وزير الاستثمار يبحث مع اتحاد المستثمرات العرب تعزيز التعاون المشترك لفتح آفاق استثمارية جديدة في إفريقيا والمنطقة العربية
  • عميد الأدب العربي.. مسابقة لذوي الهمم بـ«الثقافة السينمائية» بمناسبة يومهم العالمي
  • مركز الثقافة السينمائية يعقد مسابقة “عميد الأدب العربي” بمناسبة اليوم العالمي لذوي الهمم
  • على الطريقة التركية حضري ورق عنب
  • محامي ضحايا مدرسة الإسكندرية: المشاهد قاسية وعناصر من المدرسة متورطون
  • العُمانية للأعمال الخيرية تنظم برنامجا تدريبيا حول القانون الدولي الإنساني
  • رمضان 2026.. انطلاق تصوير المشاهد الأولى لمسلسل "بحجر واحد"
  • بهدف تطوير القطاع في الوطن العربي.. المنظمة العربية للسياحة تطلق مبادرة “المقاصد السياحية الشاملة والمستدامة 2030”
  • القبض على المتهمة بالترويج للأعمال المنافية عبر «الميديا» في الإسكندرية
  • خبراء يكشفون تأثير الرسوم المتحركة على نمو دماغ الأطفال