الثورة/خاص

شجرة التفاح من عائلة الأشجار الوردية التي لها قيمة غذائية كبيرة، وتؤكل طازجة ومصنعة، ولهذه الثمرة قدرة عالية على تحمل فترات التخزين الطويلة. وتتنوع ثمرة التفاح في لونها فمنها الأحمر، والأصفر والأخضر، كما تتنوع أيضاً في حجمها، وشكلها ودرجة حموضتها، وثمرة التفاح من الثمار التي يصبح فيها المبيض خلال نمو الثمرة ناضجاً، وسميناً وصالحاً للأكل، وهي ثمرة غنية بالفيتامينات مثل فيتامين أ وفيتامين ج، كما تحتوي على الكربوهيدرات، وهي مصدر كبير للألياف، ويُستخدم التفاح في الكثير من الأمور حيث يدخل في صنع الحلويات والمربيات، بالإضافة إلى إمكانية تحضيره كعصير وشراب.

وقد تم التعرف على هذه الثمرة منذ أكثر من 2,000 عام، وتعتبر أشجار التفاح من أشجار المناطق الباردة والمعتدلة والتفاح من الفواكه المتساقطة الأوراق، وتنتشر زراعتها في معظم بلدان أوربا وكندا واستراليا وجنوب أفريقيا واليابان وغيرها من بلدان العالم، وأهم العوامل المحددة لانتشار ونجاح زراعه محصول التفاح هو توفر البرودة اللازمة لكسر طور السكون في فصل الشتاء. وتختلف أصناف التفاح في احتياجاتها من البرودة (عدد ساعات البرودة أقل من ْ ٧.٢م اللازمة لكسر السكون) حيث نجد أن أغلب أصناف التفاح العالمية الممتازة تحتاج إلى فترات برودة عالية تصل إلى 1000 – 2000 ساعة برودة. في اليمن ازدهرت زراعة محصول التفاح في اليمن منذ العام 1980م وعلى وجه الخصوص، في محافظتي ذمار وصعدة، حيث تم توفير عدد من الأصناف الملائمة للبيئة اليمنية، ولكن لعدم وجود الدراسات السليمة للأصناف وملائمتها للبيئة اليمنية، سرعان ما تدهورت زراعة التفاح وتم استبدال المساحات التي زرعت بأصناف من التفاح غير المناسب للبيئة بمحصول الخوخ عدا صنف “آنا” الذي جاء متلائما مع المناخ خاصة في محافظة صعدة، فما يزال يزرع إلى يومنا هذا، وقد استخدم المزارع اليمني عدد من التجارب حتى تمكن من تحسين إنتاجية هذا الصنف وتسكين أصناف أخرى والتمكن من الحصول على إنتاجية جيدة صيفا وشتاء. وتتركز زراعة التفاح في اليمن التالي محافظات صعدة، عمران، صنعاء، ذمار ومارب. وتعد صعدة هي المحافظة الأكثر إنتاجا لثمار التفاح والتي تغذي أسواق اليمن بهذه الثمار طوال العام تقريباً، فيما تتواجد ثمار التفاح المحلي في الأسواق على مدار تسعة أشهر من العام. وتمتاز محافظة صعدة بإنتاج التفاح لموسمين زراعيين، موسم الصيف، والذي يبدأ في مايو، وينتهي في يوليو والآخر موسم الشتاء والذي يبدأ في نوفمبر وينتهي في يناير، وتكون الثمار صغيرة الحجم وصلبة بسبب برودة الجو. والأصناف التي تزرع في صعدة هي صنف “آناء” وهو الصنف الأكثر انتشارا في المحافظة وهو صنف بنيته هشة غير مقاوم للصدمات والذي يجعل نسبة الفاقد ما بعد الحصاد تصل 18 %..  أما الصنف الآخر هو صنف “السكري” والذي يمتاز ببنيته القوية التي تتحمل النقل والتخزين والتعبئة. البيئة الزراعية ويفيد خبراء الإرشاد الزراعي أن اختيار موقع زراعة التفاح ليكون مناسباً من البداية يعد أمراً هاماً، حيث إنه لا يمكن تغيير المكان بعد أن تتم عملية الزراعة، ومن الأمور التي تلعب دوراً هاماً في عملية اختيار الموقع. منوهين إلى أن نوعية التربة من العوامل المناخية التي تؤثر على شجرة التفاح، فهي إما تؤدي إلى نجاح أو فشل الزراعة، كونها تؤثر على كمية الإنتاج، مشيرين إلى أن المناطق المعتدلة والباردة تعتبر من أفضل المناطق لزراعة محصول التفاح. وقالوا: “تعتبر التربة العميقة والخصبة ذات القوام المتوسط من أفضل أنواع التربة لزراعة أشجار التفاح ويُقصد بها التربة الطينية الرملية، ويجب أن تراعى عدة عوامل في التربة مثل الخصوبة ودرجة الحموضة، لتتراوح بين 6-7 درجات، وقدرة التربة على تصريف المياه، وألّا يقل عمق التربة عن 50 سم، ولهذا يمكن قبل إنشاء بستان التفاح أخذ عينة من التربة لمعرفة خواصها وبالتالي تحسينها قبل الزراعة”. وأضافوا “تؤثر درجات الحرارة التي تتعرض لها شجرة التفاح على نمو البراعم وتطورها ولون الثمرة وعملية الإزهار، ولذلك تحتاج أشجار التفاح إلى درجات حرارة معينة، حيث إن انخفاضها إلى أقل من 1.7 درجة مئوية يؤدي إلى موت البراعم والأزهار، كذلك تؤثر فترات الصقيع التي تحصل في آواخر الربيع على الشجرة وذلك عند انخفاض درجة الحرارة إلى أقل من 2 درجة مئوية، وتحتاج الجذور إلى درجات حرارة تتراوح بين 4-5 درجات، أما الأزهار فتصاب بالانجماد إذا تعرضت لدرجة حرارة أقل من الصفر، ويعتبر متوسط درجة الحرارة الذي تحتاجه شجرة التفاح خلال نمو ثمارها هو 17.7-20.5 درجة مئوية”. وبيَّنوا أن “الضوء يزيد من نسبة التمثيل الضوئي للأوراق، كما تزداد كمية الكربوهيدرات في الورقة المعرضة للضوء بكمية مناسبة بالإضافة إلى أن توفير إضاءة مناسبة للشجرة يساعد على تكوين البراعم، وزيادة اللون الأحمر للثمرة، ولذلك يجب توفير إضاءة كافية للأشجار ويمكن من خلال التقليم السماح لضوء الشمس بالنفاذ إلى جميع الأغصان. ولفتوا “يجب أن يكون مستوى الرطوبة مناسباً للشجرة، وذلك لأن زيادة الرطوبة تؤدي إلى انتشار وتكاثر الأمراض، كما تؤدي في فترة الإزهار إلى منع حبيبات اللقاح من الانتشار، أما قلة الرطوبة والجفاف فتجفّف المياسم وتؤثر في عملية التلقيح”. العائد النقدي ويحتل التفاح المرتبة الثالثة على المستوى العربي والـ 32 على المستوى العالمي والتاسع على مستوى دول آسيا، ويتم زراعة التفاح في اليمن في 12 محافظة منها أمانة العاصمة بمساحات وإنتاجية مختلفة. وتقدر المساحة المزروعة بالفاكهة في اليمن بـ 83.421 هكتاراً وإنتاجية 962.155 طناً، يحتل التفاح مساحة 2.259 هكتاراً وبإنتاجية 22.554 طناً، وتقدر إنتاجية الهكتار الواحد من التفاح بـ 10 أطنان بمتوسط 500 ريال/ كيلو = 5.000.000 ريال يمني للهكتار الواحد، وهو عائد مجزي للمزارع فيما إذا توفر نوعا من الاستقرار في السوق المحلي. والعمل على تحسين جودة التفاح، واستقرار أسعاره في الأسواق المحلية، مسار لابد أن تسعى الجهات المعنية إلى تكثيف الجهود في سبيل تحقيقها كأهداف استراتيجية من شأنها أن تجعل المزارعين يتوجهون نحو زراعة التفاح والعزوف عن زراعة القات. وهذا ما ندعو إليه الجهات ذات العلاقة في اللجنة الزراعية السمكية العليا ووزارتي الزراعة والري والصناعة والتجارة والاتحاد التعاوني الزراعي والجمعيات الزراعية والقطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى المعنيين في الأجهزة الأمنية ومراكز البحوث والدراسات الاقتصادية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

موجة حر غير مسبوقة تضرب اليابان

أعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية، الجمعة، أن البلاد شهدت في يوليو أعلى معدل درجات حرارة لهذا الشهر منذ بدء السجلات عام 1898، وسط موجات حر غير مسبوقة تضرب العالم بفعل تغير المناخ.
وأكدت الوكالة أن هذا هو العام الثالث على التوالي الذي يسجل فيه الأرخبيل ارتفاعاً قياسياً في متوسط حرارة يوليو، موضحة أن درجات الحرارة كانت أعلى من المعدل الطبيعي بـ 2.89 درجة مئوية، متجاوزة الرقم القياسي السابق المسجل في يوليو 2024 والبالغ 2.16 درجة مئوية.
وفي ذروة الموجة الحارة، سجلت منطقة هيوغو الغربية، الأربعاء، 41.2 درجة مئوية، بعد أن كانت البلاد قد شهدت في يونيو أعلى درجة حرارة مسجلة لذلك الشهر. وحذرت الوكالة من استمرار موجات الحر الشديدة في جميع أنحاء البلاد خلال الشهر المقبل.
وأشارت البيانات إلى أن يوليو شهد أمطاراً خفيفة في العديد من المناطق، خاصة في الشمال وعلى طول ساحل بحر اليابان، فيما انتهى موسم الأمطار في الغرب قبل موعده بنحو ثلاثة أسابيع.
ويرى العلماء أن تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري يزيد من شدة وتكرار وانتشار موجات الحر، في حين ينبه خبراء الأرصاد اليابانيون إلى أن الظواهر الجوية قصيرة المدى، مثل موجات الحر الحالية، لا ترتبط بالضرورة بشكل مباشر بالتغير المناخي طويل الأمد، إلا أن الاحترار العالمي يعزز من حدة هذه الظواهر غير المتوقعة.
وكان صيف 2024 الأشد حرارة في اليابان، مساوياً للمستوى القياسي لعام 2023، تلاه خريف هو الأكثر دفئاً منذ بدء السجلات قبل 126 عاماً. كما أثرت درجات الحرارة المرتفعة على النظم البيئية، حيث تزهر أشجار الكرز الشهيرة في وقت مبكر أو لا تزهر بالكامل، فيما تأخرت الثلوج عن تغطية قمة جبل فوجي حتى أوائل نوفمبر، مقارنةً بموعدها المعتاد في أوائل أكتوبر.

أخبار ذات صلة «الأرصاد» يكشف عن أقل درجة حرارة سجلت في الإمارات أوساكا تؤكد التفوق أمام أوستابنكو في «مونتريال» المصدر: وكالات

مقالات مشابهة

  • الأرصاد: انخفاض طفيف في درجات الحرارة ونشاط الرياح يلطف الأجواء حتى الخميس
  • ”زراعة الشرقية“: تكنولوجيا حديثة لمراقبة الحرارة وتحديد أوقات الري
  • اليابان تشهد أعلى درجة حرارة على الإطلاق في يوليو
  • تركيا تسجّل أعلى حرارة في تاريخها
  • موجة حر غير مسبوقة تضرب اليابان
  • بقوة 5.5 ريختر ... زلزال قوي يضرب أفغانستان
  • درجة الحرارة في القاهرة 34 درجة.. أغسطس 2025 يكسر توقعات صيف هذا العام
  • الدمام 47 مئوية.. بيان درجات الحرارة العظمى على بعض مدن المملكة
  • صعدة تحيي ذكرى قدوم الإمام الهادي إلى اليمن
  • الإجهاد الحراري.. جمال شعبان يحذر المواطنين من موجة الحر التي تضرب البلاد