بعد النعجة دُولّي.. واشنطن تُعيد استنساخ الصدام «البغدادي – الأربيلي» في ليبيا!
تاريخ النشر: 19th, July 2024 GMT
ليبيا.. بين “سريتة” السروال الأمريكاني.. والزواج الكاثوليكي من موسكو!! (الجزء الأول)
لعلكم لازلتم تذكرون – رغم أن ذاكرة أغلبنا تقترب بأداءها من ذاكرة الذباب كلما تعلق الأمر بذكرى محطة من محطات محن الوطن – ذلك اليوم الذي خرج فيه علينا ريتشارد نورلاند الوزير الأمريكي المفوض بمهمة مبعوث بايدن إلى ليبيا، ليُصرح بما يُفترض أنه يمثل قمة الخيانة لقيم بلاده، باعتبارها الأكثر تشدقا بتمسكها بقواعد ونظم الحكم الرشيد، حتى أنها تعتبر نفسها النبية المرسلة لنشر الديمقراطية بين البشر، بل والتي بلغ إيمانها بنبوتها هذه، حد تصديرها لديمقراطيتها بالاجتياحات العسكرية وإحراق الشعوب وإراقة دماءها واحتلالها.
ولقد قال نورلاند بتصريحه ذاك، بلا خجل وبملء فم كافر حتى بمجرد مقدمة الديمقراطية الغربية، لو افترضنا أنها قد جُمعت بكتاب: {بأنه يمكن إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية الليبية ضمن استمرار وجود صراع الحكومتين القائمتين}!!؟.
ورغم أن نورلاند هذا، لم يُشر بتصريحه ذاك إلى ترحيبه بوجود المرتزقة والقوات الأجنبية التي تحتل ليبيا أيضا لتؤانس إجراء انتخابات ليبية مُفترضة وتمنحها بركتها هي الأخرى، إلا أن المؤكد أنه لا يرى لا هو ولا بايدن الذي يمثله، أي مانع من إجراء انتخابات تحت حراب المرتزقة، وأسفل نعال قوات الاحتلال الأجنبي وبينها قوات أمريكية، والدليل أنهم كانوا فعلا بصدد إجراء انتخابات في ليبيا بالعام 2021م، لولا أن اقتحمها سيف القذافي وأفسد عليهم إكمالها.
ولقد كان من الطبيعي في ظل يقين كلا منا نحن الليبيون – وهو ما يتعارض كليا مع أفكار نورلاند هذا – باستحالة إجراء انتخابات في دولة تحت الاحتلال الأجنبي، وتدار ولو من الناحية المالية بحكومتين متعاديتين حد استعداد كلا منهما وعن سابق إصرار وتصور لتزوير كل انتخابات قد تجري بمناطقها شر تزوير، أن نجد أنفسنا ومنذ تاريخ ذلك التصريح المستهتر وحتى اليوم تحت ضغوط دفق من الإسالة التي تطرق رؤوسنا طرقا من نوع: هل كان هذا الأمريكي يحترم القيم التي طالما ادعتها بلاده وهو يهرطق بهذا الهذيان السياسي!؟ ألم يبدو هذا النورلاند بتصريحه الذي ظهر فيه وهو يقر بإمكانية إجراء انتخابات ضمن توازي حكومي شرير، طاغية أشر، وهو يعلن قبوله لحالة انحطاط سياسي ترفضها حتى أشد الأنظمة استبدادا، فما بالك بملائمتها لدولة أحرقتها واشنطن وأهانت شعبها شر إهانة باسم تصدير الديمقراطية ولأجل منحها حكمة الأوديسا والحكم الرشيد لديارها!؟ أم إن هذا الأمريكي أراد أن يقول لليبيين، بأن بلاده التي تتفهم وتتمسك بالتوازي الحكومي الليبي ستعمل على تخريب أيرانتخابات ليبية حتى لو كافح الليبيين حد نجاحهم بإكراه واشنطن على القبول بإجراءها بيوم معلوم؟.
أم أنه أراد أن يقول لنا بأن ليبيا باقية على وضعها الأليم حتى بحال أجريت فيها انتخابات، طالما أنه حتى كلب بايدن المدلل “كوماندر”، يعلم بأن إجراء انتخابات وطنية عامه فوق تراب يعج بالمرتزقة وقوات الاحتلال الأجنبي، وتتنافس على بيع مصالحه حكومتين متعاديتين ومتنازعتين للشرعية، لن ينتج إلا المزيد من أوحال الغائط الأمريكي الذي يغرق فيه الليبيين منذ الـ2011 وحتى اليوم، أو بحال شئنا التفصيل، هل أراد هذا النورلاند تبشيرنا بأن إجراء انتخابات بليبيا لن ينتج إلا المزيد من الخداع والهيمنة الأمريكيين اللذين لن يفرزان إلا القيادات الفاسقة والسفيهة والمزيد من هوان سيادة البلاد واستشراء الفساد، ويوميات متواصلة من الذل والدم والدموع!؟.
أم إن نورلاند هذا أراد أن يقول لنا – ويحسب أن هناك من سيصدقه – بأن بلاده عاجزة فعلا على إنهاء أمر الانقسام الحكومي في البلاد، وهي القادرة على حسمه حقيقة في أقل من الوقت الذي يستغرقه أعظم شيف أمريكي بإعداد (رغيف بيرجر)، خاصة وإن الفردة الثانية من جزمة التوازي الحكومي الراهن، وهي حكومة باش اغا، إنما هي صنيعة ستيفانية – أمريكية في الأصل والأساس؟ ثم من أعطى هذا النورلاند الحق ليقرر نيابة عن الليبيين شكل السلطة التي عليهم إجراء الانتخابات تحت ظلالها، إن كانت حكومة واحدة أم اثنان أم حتى ألف!!؟ ولماذا لم نسمع مثل هذا التدخل العدائي السافر، من السفير الروسي أو الصيني أو الهندي، أو حتى من السفير الجنوب أفريقي باسم وحدة المصير الأفريقي، أو من سفير تونس أو مصر أو الجزائر باسم وحدة العروبة والتاريخ المشترك، أو حتى من السفير المالطي أو الإيطالي باسم الجوار والتأثر بالإقليم المشترك!؟.
ولعل ما يؤكد استهداف واشنطن المتعمد لوحدة واستقرار ليبيا هو انتقالها خلال وقت قصير نسبيا من هذا التصريح التخريبي لسفيرها، إلى ما هو أشد خطرا، وهو فرض ميزانية على ليبيا بينما البلاد ليست نموذجا لدولة نزاع مسلح فقط، بل ودولة نال منها الفشل السياسي حد تدوير وتنازع شؤونها بين حكومتين متعاديتين، ورغم محاولة واشنطن الاستخفاف بالليبيين كعادتها، برد فرض هذه الميزانية إلى حرصها على استقرار ليبيا، إلا أن الحقيقة الراسخة والحاسمة تقول بأنه لا يوجد دافع لدى واشنطن بفرض هذه الميزانية المعجونة بالسم الزعاف، سوى رغبتها الجامحة باستخدامها بتمويل استنفارات عنفية مروعة تخطط لتوجيهها ضد ما تعتبره وجودا روسياً خطرا على مصالحها في ليبيا.
إن الوضع الروسي الجديد في ليبيا والذي زلزل واشنطن زلزالا شديدا، وخاصة عقب نجاح العملية المافيوزية الروسية بطباعة أموالا ليبية تجاوزت بها موسكو موافقة ونفوذ وكيل واشنطن بالمصرف المركزي، وحققت من وراءها تمويلات مهمه لفيلقها في ليبيا الذي تُعده ليكون (قوات أفريكوم الروسية بأفريقيا) ويُتوقع اكتمال حضوره العسكري الاستراتيجي نهاية هذا الصيف، وهو الحضور الذي تتحمل واشنطن وحدها المسؤولية الكاملة عن ابتلاء ليبيا به، لأنه جاء نتيجة تهيئة واشنطن لأفضل الظروف لاستباحة ليبيا عقب تحطيمها للجيش الليبي عسكريا وتورطها بتفكيكه قانونيا، وتحويل ليبيا برمتها إلى دولة فاشلة من الناحيتين السيادية والسياسية، وهو ما لم يجعل ليبيا لقمة سائغه للغزو العسكري الروسي فحسب، بل وللوجود العسكري التركي والإيطالي، بل وكذلك لقوات المعارضات الأفريقية التي لعلها ما تزال تجوب جنوب البلاد وتعيث فيه فسادا حتى ساعتنا هذه.
وعليه فإن رغبة واشنطن بإيذاء الروس ومحاصرتهم بشرق البلاد وتشديد الظروف الصعبة من حولهم بهدف اقتلاعهم من ليبيا بعد أن بلغها يقينا نجاحهم الباهر حتى الآن بترسيخ أقدامهم فيها بصورة باتت تهدد وبشدة الأطماع الأمريكية في ليبيا وأفريقيا، وتضع كل منشآت النيتو والقواعد الأمريكية بكل الجنوب الأوروبي بخطر شديد، ولعل هذا ما أكده “ليم ويسلي” مدير المكتب الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسية بوزارة الخارجية الأمريكية، بتصريح له على هامش قمة النيتو التي عقدت بواشنطن قبل أيام، والذي قال فيه ويسلي (بأن حلف النيتو ما يزال يُجري مناقشات عميقة لتنظيم رد قوي عبر عملية عسكرية واسعة ومشتركة ضد ما اسماه بالتهديدات الروسية، التي وصفها بالهجينة)، واتهمها بلعب دور مدمر في ليبيا وأفريقيا بهدف تقويض الأمن فيهما، كما زعم بأن موسكو تعمل على تعزيز نفوذها في أفريقيا عبر ليبيا من خلال فيلقها الذي أنشأته فيها بهدف الاعتناء بتحضير ورعاية ما أسماه بأدوات موسكو العسكرية الهجينة أو غير المتماثلة، حتى تستطيع تغيير جلدها بتغير الأماكن التي تجتاحها، مدعيا شروع واشنطن بالعمل ضد هذه التهديدات الروسية علي مستويين، يختص أولهما بإعادة توحيد جميع الأطراف في ليبيا، ويختص ثانيهما بالتصدي للمخاطر الروسية التي تتسبب بوقوع اختراقات خطيرة بالنظام الأمني الإقليمي، وإحداث تآكل تدريجي للسلطات المدنية بالشرق الأوسط وأفريقيا.
إن هذا الواقع الروسي الذي وجدت واشنطن نفسها تغرق فيه، هو الذي كان الشعرة التي قصمت ظهر الدبيبة، ودفعت بواشنطن إلى رمي وكيلها بالبنك المركزي إلى أحضان عقيلة، حيث لم يكن أمام واشنطن من خيار عند لحظة خطرة من لحظات تطور الوجود الروسي في ليبيا وانطلاق صعوده باتجاه بناء علاقة تعاون عسكري استراتيجي كبير مع الرجمة، وفي ظل إصرار هذه الأخيرة على الحفاظ على زواجها الكاثوليكي من موسكو، والذي عبرت عنه بوضوح بسماحها بوصول الكثير من “جهاز الفرح” في صورة أسطول بحري عسكري روسي رمزي زار قاعدة طبرق البحرية، وعتاد عسكري روسي متطور وصل فعلا إلى ذات القاعدة، إلى جانب تجهيزات أخرى ذكرتها السفيرة الأمريكية الجديدة في ليبيا جينيفر جافيتو تلميحا بإفادتها أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، وهو ما اعتبرته واشنطن تهديدا حقيقيا يُحدق بمصالحها في ليبيا والشرق الأوسط والقارة السمراء، ولم تجد واشنطن من خطوة تأسيسية أولى لمواجهة هذا الوجود الروسي غير إظهار اهتمامها المفاجئ بعقيلة صالح، عبر توجيه لجام وكيلها ببنك الليبيين المركزي نحو خوض شهر عسل مجهول العواقب مع عروسه الجديدة، وذلك على حساب طليقته الناشز الدبيبة، التي حُرمت حتى من نفقة العدة، وذلك رغم أن الكثير من الشواهد تؤكد استمرار رضا واشنطن على وجود الدبيبة في الحكم وعدم رغبتها بتغييره بوقت قريب، بل ولربما كان من بين أهم أهداف شهر العسل الدائر بين (المستشار والبنكاجي) اليوم، هو إلهاء عقيلة عن ترديد أسطوانة خلع الدبيبة، التي ما انفك يرددها لأجل المال وحده، والتي باتت واشنطن تثق بأن عقيلة قد رماها لأحفاده ليتسلوا (ببغبغاتها)، بعد أن صارت الأموال التي كان عقيلة يحسد الدبيبة عليها تتكدس بين يديه، بل وبعد أن صار عقيلة نفسه وصاحب مفاتيح الخزائن، زوجين على سنة واشنطن ومبعوثها إلى ليبيا.
ولقد بدأت أولى مراسم إعلان الزواج المسيار بين المستشار والبنكاجي، فور ذيوع خبر نجاح العملية المافيوزية الروسية بطباعة أموال ليبية خارج سلطة وكيل واشنطن بالبنك المركزي، وتأكد واشنطن من حصول الفيلق الروسي بليبيا، من وراء هذه العملية، على تمويل استراتيجي بأكثر من 200 مليون دولار، إلى جانب حصوله بواسطة أموال محلية إضافية على مئات الأطنان من المعدات والتجهيزات اللوجستية من السوق المحلية، وهي الأموال التي تدّعي موسكو بأنها جملة ديونها على الرجمة، وأن واشنطن كانت تمنعها من الوصول إليها، بسبب السيطرة الأمريكية المطلقة على المصرف المركزي الليبي، ولم يكن أمام واشنطن من سبيل للرد المؤقت على سخرية الروس منها بانتزاعها لديونها من بين فكيها، سوى إلغاء التداول بورقة الخمسين دينار ورفع كلفة الدولار على موسكو، تحسبا لوجود بقايا أموال لديها أو لإعادتها الكرة بإصدار نقود جديدة، ولئن كان إلغاء التداول بفئة الخمسين دينار لم يكلف واشنطن أكثر من مكالمة هاتفيه لوكيلها بالبنك المركزي، لتصبح قيمة هذه الورقة النقدية فور إغلاق سماعة الهاتف كقيمة أي كيس من الأكياس التي تتطاير حول مقالب القمامة، إلا أن التعجيل بتحقيق حاجة واشنطن لتحقير قيمة الدينار الليبي شكل لها مأزقا بسبب ارتباطه بأحد أهم مصالح واشنطن الاستراتيجية في ليبيا، وهو ما دفعها إلى إجراء عملية دقيقة حتى لا تؤذي مصلحتها الاستراتيجية المتعارضة فنيا مع هدف تحقير الدينار.
فما هي هذه المصلحة الاستراتيجية الأمريكية!؟ وكيف تعارضت فنيا مع هدف التعجيل بتحقير قيمة الدينار الليبي!؟ وما السبيل الذي استطاعت به واشنطن تجاوز هذا المأزق خلال يوم أو بعض يوم!؟.
إن المصلحة الاستراتيجية الأهم لواشنطن في ليبيا والتي عملت عليها عميقا حتى تحققت لها كليا، هي سيطرتها المطلقة على البنك المركزي، ولقد أقامت هذه السيطرة على تكنيك إجبار ليبيا برمتها على إدارة بنكها المركزي بمجلس إدارة ناقص للعقل والدين، أي مجلس لا يتمتع بالنصاب القانوني لمجلس الإدارة، الذي يسمح لمؤسسة وطنية كبرى بهذا الحجم بالتعامل بشرعية وأريحية مع كل السياسات والقضايا النقدية الأساسية للبلاد، ما جعل البنك المركزي يدار تحت هذا الظرف الذي فرضته واشنطن عنوة، بما يمكن تسميته بـ”قانون الطوارئ”، الذي حول بدوره حاكم البنك المركزي داخل عرينه إلى شخص بصلاحيات “كيم جونغ أون” في كوريا الشمالية، ما يعني أن معارضته من أي كان، وبأي شأن كان، وعلى أي نحو كان، تعني الانتحار الوظيفي اللحظي للمعارض مهما كانت أهميته المعرفية أو الوظيفية بالنظام المصرفي المحلي، ولقد استطاعت واشنطن من خلال قانون الطوارئ الذي يدار به البنك بديكتاتورية مطلقة، ونجاحها بتحويل هذا الديكتاتور إلى وكيل حصري لها، نتيجة فضلها ودورها البارزين الحصريين عليه بإبقاءه حاكما للبنك لما يقارب الـ14 عاما، بل والذي ما يزال حبل حكمه على الجرار، بل إن واشنطن لم تسع إلى تعطيل اتفاق بوزنيقة بكل ما أوتيت من قوة، ولم تسلط عليه بعثة الوصاية لتعرقله حتى قتلته غدرا، إلا لأجل منع ظهور محافظ بديل، إضافة إلى تحقيق واشنطن لما هو أهم، وهو حرصها الشديد على أن لا يلتئم مجلس إدارة البنك أبدا ليبقي لها هذا الأخير مزرعة سائبة تأكل منها متى شاءت وكيفما شاءت دون حسيب أو رقيب، بيد أن مأزق انعدام وجود شرعية النصاب القانوني بمجلس إدارة البنك، قد تسبب لواشنطن بحرمانها من الاعتماد على وكيلها البنكاجي، باتخاذ القرار اللازم بتحقير قيمة الدينار لسهولة الطعن بأي قرار سيادي يصدر عنه ضمن النظام المنقوص أو الطارئ الذي يدير به مركز ثروة الليبيين، وهنا لم تجد واشنطن من سبيل أمامها غير اللجوء إلى استخدام وكيل محلي آخر، لتحميله وزر اقتراف هذه الشائنة النقدية، ولقد قادتها الفتلوكة القانونية التي أوصاها بها (طابورها الخامس) إلى الارتماء فورا بأحضان عقيلة، الذي كان ينتظر هذا الاحتضان على أحر من الجمر حتى أنه لاقاه برومانسية ما كان لينافسه عليها ولا حتى الراحل عبد الحليم حافظ بزمان أوج شهرته.
لقد كانت واشنطن تدرك تماما شدة تعطش عقيلة للتقرب من خازندار أموال الليبيين، وشدة رغبته بمنافسة الدبيبة على قلب واشنطن، الذي كان من بين أسبابه أيضا (أي هذا التعطش) الحصول على حماية واشنطن ضد نفوذ وبطش الرجمة، لتضاف هذه الحماية الجديدة إلى حماية القاهرة لعقيلة، التي يظل الاعتماد عليها وحدها محفوف بالمخاطر في ظل التغير الدرامي المستمر بأمزجة وتحالفات ومصالح القادة العرب، ومن هنا جاءت ضربة واشنطن الصاعقة لليبيين على يد عقيلة الغاشمة، بوصول واشنطن فعلا إلى تحقيق هدفها بتحقير قيمة الدينار الليبي أسوأ تحقير، بإجراءات كانت من ناحية قانونيتها أقرب ما تكون إلى تقليب أحشاء حيوان نافق، صدرت وسط غضب شديد وسيل هادر من الرفض والاعتراضات الواسعة من كبار الكوادر المالية والمصرفية، واتهام الكثير من أعضاء مجلس النواب لعقيلة (وربما للمرة الألف) بتعاطيه مع البرلمان كما لو كان “حرملك” يضم جواريه وليس رجالا ونساء جاء بهم الشعب ليكونوا ممثليه بكل كبيرة وصغيرة تخصهم، بل وإن منهم من جاءت به أصواتا لم تبلغ الأصوات التي جاءت بعقيلة عشرها، ولقد بدأت عملية إغواء عقيلة واستمالته للوقوف إلى جانب إبليس، بتنفيذ زيارات أمريكية لإعادة ترطيب الأجواء معه، ليعقب هذه الزيارات مباشرة دفع واشنطن لحاكم البنك المركزي نحو تفويض عقيلة (باعتباره زعيم السلطة التشريعية) والسوبرمان الذي يمكنه الحلول محل كل طاغية يحكمه وضع طارئ يعجز معه على إنجاز واجب من واجباته، وذلك بالرغم من أن إصدار عقيلة لقرار بشأن السياسات النقدية (بحسب أنظمة الحكومات المحترمة) ضمن وجود بنك مركزي ليبي يزيد عمره عن الـ70 عاما، وفي ظل عج ليبيا عجا بأهم الخبراء المصرفيين في الإقليم إن لم يكن في العالم، إنما يُعد عارا كعار الجمع بين الأختين.
بيد أن واشنطن لا يهمها جمع حتى عشر شقيقات على ذمة زوج واحد حين تحتاج مصلحتها إلى هذا الجمع الحرام، فما يهم واشنطن دائما هو تحقيق مصالحها فحسب، ولقد حكمت مصالحها هذه المرة بأن يكون نقل صلاحيات وضع وتوجيه السياسة النقدية لعقيلة أكثر أولوية من إتمام النصاب القانوني لمجلس إدارة البنك المركزي، طالما أن إتمام هذا النصاب يهدد بإضعاف سلطة وكيلها بالبنك المركزي الذي يعد خطا أحمرا بالنسبة لأهم مصلحة استراتيجية لها في ليبيا، وذلك تماما مثلما حكمت مصالحها (كما سنبين لاحقا) بأن يكون إصدار (ميزانية سوداء) لحكومتين متعاديتين، مُقدما، وأهم لديها وأكثر أولوية لمصالحها الاستراتيجية من توحيد السلطة أو الحكومة أولا، ولم يخب ظن واشنطن أبدا بعقيلة، بل لعله مرر هذه المؤامرة النقدية التي ستزيد بصورة مروعة من أعداد المواطنين المنزلقين تحت خط الفقر، والتي جرت تحت التوجيه والرعاية المباشرين للسفير الأمريكي ريتشارد نورلاند، الذي كان يدار بدوره من طرف إريك ماير مساعد وزير الخزانة الأمريكي المكلف بأفريقيا والشرق الأوسط، بأسرع مما توقع هؤلاء جميعا، فإن هي إلا بضع ساعات منذ وصول كتاب البنك المركزي المتضمن لطلب تحقير قيمة الدينار الليبي إلى عقيلة صالح، حتى قام هذا الأخير منفردا بتنفيذ ما طلب منه نصا وفورا وبذات الروح التي كان بونشيه وموبوتو سيسي سيكوا ومن على شاكلتهم ينفذون بها أوامر وإملاءات واشنطن دونما تلكؤ أو إبطاء.
وكان لا بد لواشنطن عقب احتواءها الطارئ لما رأت أنها أخطار ملحة لازمة الأموال الليبية ذات المنشأ الروسي، أن تنتقل إلى استراتيجية أكبر وأهم تساعدها على تخريد المطابع الروسية لجهة إنتاج أوراق البنكنوت الليبية، إلى جانب رغبتها بضرورة تعجيل بعث ما تسميه بالفيلق الأوروبي الليبي وإطلاق أولى حملات تحرشها بالوجود العسكري الروسي في ليبيا، ولعل ما لا يؤكد هذه النوايا فقط، بل ويصرخ صراخا بعدم وجود أي مصلحة لليبيين بميزانية واشنطن السوداء هذه، بل والتي لن يكون فيها إلا الضرر وكل الضرر لهم، هو جواب السؤال: لماذا لم تتذكر واشنطن حاجة الليبيين إلى ميزانية لتمويل برامجهم الحكومية إلا اليوم!؟ ولماذا تذكرت هذه الحاجة الاستراتيجية لليبيين بعد ما يزيد عن العقد من تدخلها لمنع ظهور قانون ميزانية!؟ حيث فرضت واشنطن على الليبيين منذ نهاية عصر ميزانياتهم الأول الذي امتد منذ يوم الاستقلال وحتى نهاية حكومة زيدان، إدارة تمويلاتهم الحكومة بقاعدة 1/12 المشبوهة التي نشرت الخراب المالي وخلقت نزيفا وهدرا للموارد العامة لم يسبق له مثيلا بتاريخ البلاد، وأعطت الكلمة الفصل للفساد الرجيم بكل قطاع من قطاعات الدولة.
ولعل أشد ما يتصل بسياسة واشنطن المشبوهة بفرض ميزانيتها السوداء على الليبيين اليوم من سخف، هو فرضها السابق بمساعدة بعثة الوصاية على ليبيا لمبدأ العمل بقاعدة 1/12 التمويلية المشبوهة على كل الحكومات التي أعقبت زيدان، وذلك بحجة وجود التوازي الحكومي بين الثني الذي ظل صامدا وثابتا بوكره لسنوات مقابل كل الحكومات الموازية التي رافقت وجوده، بينما تقول الحقيقة الدامغة بأن الليبيين قد حُرموا من أن تكون لهم ميزانية خلال كل تلك السنوات، لأن واشنطن لم تكن مضطرة للمخاطرة بمواجهة عواقب امتلاك الليبيين لميزانية، خاصة وأن كل تلك التي كانت تعدها واشنطن عواقبا لامتلاك الليبيين لميزانية، كانت تشكل منافع خير بالنسبة لليبيين أنفسهم، خاصة وإن الوجود الروسي الذي يعد السبب الرئيس بفرض واشنطن لميزانيتها المشبوهة على الليبيين اليوم، كانت البلاد خالية منه تماما خلال كل تلك السنوات، أي أن واشنطن كانت تُهيمن على البلاد وحدها خلال كل تلك الأعوام وتخطط للاستحواذ المباشر عليها، وهو ما احتاجت معه إلى حرمان الليبيين من إدارة شؤونهم بميزانيات رسمية تحقيقا لنظرية تعظيم الفوضى في البلاد التي تُشكل الشرط الرئيس لتحقيق الإنهاك المجتمعي الضروري جدا لتحقيق الاحتلال الكامل، بيد أن أكثر الأمور سخرية وإثارة للغثيان بشأن تغير مواقف واشنطن من تمتع الليبيين بميزانية مثل كل خلق الله، كان تعامل واشنطن مع الليبيين بازدواجية معايير عكست عمق استهزاءها بنا، حيث أن واشنطن هذه التي قررت أن تفرض علينا اليوم ميزانية ونحن نرزح تحت سيطرة حكومتين متوازيتين، هي ذات الواشنطن التي حرمت ليبيا من امتلاك ميزانية لأكثر من عشر سنوات بذريعة وجود توازي حكومي يصعب معه توزيع الموارد بين حكومتين بصورة عادلة!؟.
وعليه فإن واشنطن لم تجد سببا يلزمها بتحمل العواقب الوخيمة عليها بالسماح لليبيين بحيازة ميزانيات خلال تلك السنوات، ولعل أشد هذه العواقب ضررا لسياسات واشنطن في ليبيا هو أن وجود ميزانيات ليبية بتلك الأعوام المبكرة التي كانت فيها ليبيا ما تزال حديثة عهد بالتوازي الحكومي، كان ينطوي بالنسبة لواشنطن على تهديد حسم مسألة الشرعية لجهة حكومة بعينها، ما كان سيؤدي إلى انهيار الحكومة الموازية واختفاءها ضمنيا، وهو ما يمثل كابوسا حقيقيا لواشنطن، التي كانت تعد ليبيا لإنهاك ما قبل الافتراس، وعليه فلقد كان من الطبيعي أن تتمسك واشنطن بإجبار السلطات الليبية على التمويل الحكومي بقاعدة الـ1/12 التي توافقت تماما مع مصالحها وقتها، لأنها أبقت على تمزق البلاد وتنازع الشرعية فيها، بل ولقد زادت من عمق والتهاب جروحها، إلى جانب إحداثها لهدر الموارد المطلوب لدفع البلاد نحو المديونية الخارجية، إلى جانب الإبقاء على حاكم البنك المركزي الليبي الإمبراطور المالي الأوحد بالبلاد والشخصية المركزية بكل أشكال الإنفاق والصرف الذي كان يقوم على إرادته الفردية الخالصة وبصورة عشوائية يقدرها هو وحده، وهو ما استطاعت واشنطن أن تمرر من خلاله الكثير من مشاريعها الموجهة ضد ليبيا، وهكذا كانت واشنطن قادرة فعلا وبقوة على جعل إملاءاتها تحل محل قانون الميزانية، وعلى التحكم من خلال هذه القدرة بإنجاح وإفشال الحكومات والقطاعات والتحكم بالقادة أنفسهم، وربط أواصر العلاقات وقطعها مع من شاءت، والتحكم بتأجيج العنف والفوضى…. انتظرونا فإن للحديث بقية.
الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: قیمة الدینار اللیبی إجراء انتخابات بالبنک المرکزی البنک المرکزی واشنطن على واشنطن لم الکثیر من أن واشنطن واشنطن من إلى جانب التی کان واشنطن ت فی لیبیا الذی کان من خلال کان من ما کان کل تلک وهو ما کانت ت التی ت
إقرأ أيضاً:
القاتل الذي لبس عباءة المقاومة…كيف مزق دم حنتوس أسطورة الحوثي؟
يمن مونيتور/وحدة الرصد/خاص
تواصلت ردود الفعل الغاضبة والتنديد الدولي والعربي تجاه جريمة اغتيال الشيخ صالح حنتوس وتفجير منزله من قبل الحوثيين.
وكشفت الجريمة التناقض الواضح بين الشعارات الدعائية للجماعة المسلحة وممارساتها القمعية على الأرض.
وقالت العديد من الجهات والشخصيات العربية والإسلامية إن الجريمة تعكس بشكل صارخ نمطًا من الكراهية والتمييز الطائفي الذي تمارسه الجماعات المسلحة، خاصةً جماعة الحوثي، التي اقتحمت منزل ومسجد الشيخ حنتوس في قرية “المعذب” بمحافظة ريمة، بعد حصار استمر منذ صباح 1 يوليو الجاري، مستخدمة أسلحة وذخائر ثقيلة، مما أدى لإصابة زوجته وعدد من أفراد أسرته، قبل أن تقوم بتصفيته ميدانياً رغم كبر سنه (نحو 70 عامًا) ومكانته الدعوية الكبيرة.
فضحت من لا يقدرون مكانة أهل القرآن
وعبّر الدكتور علي القرة داعي، رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، عن حزنه العميق وأسفه البالغين بعد استهداف العالم القرآني والداعية المخلص، الشيخ صالح حنتوس، مع أسرةٍ من أهل بيته، في حادثة وصفها بأنها جريمة قتل وعدوان على بيت الله ومقام القرآن ولقمة العلم.
وقال القرة داغي: “استيقظنا على نبأٍ يدمي القلب، ويعتصر الوجدان، فهذه الحادثة ليست مجرد اعتداء فردي، بل اعتداء على بيت من بيوت الله، وعلى قداسة القرآن، وعلى مكانة العلم والصلاح”.
وأوضح أن استشهاد الشيخ صالح حنتوس، العالم الرباني والمربي القرآني، هو علامة على انكشاف القلوب، وفضح لأولئك الذين لا يراعون حرمة بيوت الله، ولا يقدرون مكانة أهل القرآن، وأن حياته كانت وقفًا على تعليم كتاب الله، وأن موته يعكس عداوة الجهالة للهدى وغياب الصلاح في زمن يسود فيه العنف والحرب.
وأشار إلى أنه من غير المقبول أن يستهدف معلم القرآن في محرابه، وأنه رغم المؤلم إلا أن مقتل الشيخ زاد من عزيمة أهل الحق، وأكد أن هذه الجريمة لا تستهدف إلا قتل النفس الطاهرة، وأن أهل القرآن لن ينكسروا، وإنما سيزدادون ثباتًا وإصرارًا على مواصلة الطريق.
جريمة كشفت حقيقية الجماعة
واعتبرت هيئة علماء المسلمين في العراق أن جريمة اغتيال الشيخ اليمني صالح حنتوس على يد جماعة الحوثي، تمثل “نموذجاً صارخاً لجرائم الكراهية والتمييز الطائفي”، مؤكدةً أن الحقيقة حول ما يجري في اليمن مغيبة عن وعي كثير من الناس بسبب الترويج الإعلامي المضلل.
وفي بيان رسمي، أوضحت الهيئة أن جماعة الحوثي اقتحمت منزل ومسجد الشيخ حنتوس في قرية “المعذب” بمحافظة ريمة، بعد حصار استمر منذ صباح 1 يوليو الجاري، واستخدمت خلال العملية قذائف وأسلحة ثقيلة، ما أدى لإصابة زوجته وعدد من أفراد أسرته، قبل أن تقوم بتصفيته ميدانياً رغم كبر سنه (نحو 70 عاماً) ومكانته الدعوية البارزة.
وأضافت الهيئة أن الميليشيات خَطَفَت جثمان الشيخ بعد قتله، وشنت حملات اعتقال طالت جميع رجال القرية، ما أدى إلى تهجير سكانها بالكامل، باستثناء النساء، وخلّف وضعاً إنسانياً وأمنياً خطيراً.
ولفتت الهيئة إلى أن الشيخ حنتوس كان رمزاً دينياً واجتماعياً في منطقته، وأشرف على دار لتحفيظ القرآن الكريم، وواجه طوال سنوات ضغوطاً من الحوثيين بسبب موقفه الرافض لأفكارهم الطائفية وسلوكهم الإقصائي.
وانتقد البيان محاولات بعض الدوائر السياسية والإعلامية تلميع صورة الحوثيين تحت مظلة دعم القضية الفلسطينية، مؤكداً أن الجماعة تعمل كأداة طائفية للفوضى والتدمير، على غرار ميليشيات أخرى في العراق.
تداول واسع على منصات التواصل العربية
وفي تصريحات كثيرة على منصات التواصل و أوساط الإعلام، أدان الشيخ المغربي الحسن بن علي الكتاني الجرائم المرتكبة، معبرًا عن استنكاره التام لقتل العلماء، معتبرًا أن ذلك يخالف السياسة الشرعية وجوهر الحق، مؤكداً أن الأمة لن تقبل بمثل هذه الممارسات.
أما الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة فقد وصف الجريمة بأنها تجاوزت القتل إلى الابتذال، لافتًا إلى تهم باطلة نسبت للشيخ من قبل الداخلية الحوثية. وشدد على أن محاولة ربط القضية الفلسطينية بمبررات قتل رجال القرآن، هو إساءة قوية للقضية، مؤكدًا أن الشيخ اعتمد خدمة كتاب الله، وليس من المقبول تبرير اغتياله بمبررات سياسية كاذبة.
وفي السياق ذاته قال رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبيﷺ، الدكتور محمد الصغير، إن حزن عميق أصاب الأمة الإسلامية وأدمى فؤادها بعد جريمة مقتل الشيخ صالح حنتوس شهيد القرآن ورفيقه الذي صحب القرآن وعلمه وترأس إدارة المعاهد العلمية ثم دار التحفيظ الخاصة به.
أما الصحفي السوري عمر مدنية، فكتب عبر منشور عن محاصرة منزل الشيخ صالح حنتوس واغتياله، متهمًا الحوثيين بمحاولة تلميع ممارساتهم رغم جرائمهم، وأوضح أن مجيء المنافقين وصفقائهم للحوثي يعكس مدى هشاشة وترهل الموقف.
وفي خطاباته، خاطب الدكتور محمد الهاشمي، رئيس قناة المستقلة، الحوثيين، قائلًا: “أعيدوا اليمن لأهله أولًا، فهي أكبر خدمة تقدمونها لغزة ولأمتكم”. وحذر من أن حكم الحوثيين دون انتخابات وتفاقم الوضع اليمني، يعمّق الانقسام ويضع البلاد في نفق مظلم، محذرًا من عودة الحكم العبيدي وإن استمرت الأمور على هذا المنوال.
حقد طائفي
وفي سياق متصل، وصف الصحفي الكويتي “فالح الهاجري” الجريمة بأنها “حقد طائفي لا يضاهيه حتى من يخالفوننا في الدين والمعتقد”، وقال إن قتل شيخ مسن في بيته بسبب تحفيظه للقرآن هو أبشع صور الإجرام المعنوي والأخلاقي، مؤكدًا أن مرتكبيها مجرد أدوات لتنفيذ أجندات عدائية للهوية الإسلامية.
بدوره، استدعى الكاتب العراقي “عثمان المختار” واقعة مشابهة حدثت في بغداد قبل سنوات، حين أقدمت مليشيا طائفية على قتل محفظ للقرآن يُدعى الشيخ علي رزوقي السامرائي. واعتبر أن ما جرى في ريمة يعيد إنتاج ذات السيناريو الدموي، ضمن مشروع استهداف علماء الأمة.
واعتبر الكاتب السعودي “عبدالعزيز التويجري” أن الجريمة الحوثية تندرج ضمن مسلسل طويل يستهدف العلماء، وقال إن أتباع إيران في اليمن ينفذون مخططاتها ضد أهل السنة بعنف مفرط. وذكّر بأن الشيخ صالح لم يكن يشكل خطرًا على أحد، سوى أنه علم الناس القرآن.
الكاتب المصري جمال سلطان وصف الحادثة بأنها “دليل فاضح على بشاعة الإرهاب الحوثي وعنصريته الكهنوتية”، مشيرًا إلى أن ما حدث في ريمة “يضاف إلى سجل طويل من الانتهاكات ضد اليمنيين، من تفجير للمنازل ودور العبادة، وسلب للحقوق، واختطاف العلماء”.
وفي تغريدة ساخرة، علق الصحفي السوري “حاتم قشوع” على الجريمة الحوثية بالقول: “لو كانت صواريخ الحوثي على إسرائيل بنفس دقة رصاصاتهم على صدر الشيخ حنتوس، لصدقنا نواياهم”. واعتبر أن المليشيا الحوثية تستخدم الشعارات كغطاء لتبرير القتل، وأن نيرانها لا تطال إلا أهل القرآن.