مع إحياء ذكرى تفجير مركز لليهود في بوينس آيرس في الأرجنتين بمرور ثلاثة عقود عليها، انضمت الولايات المتحدة إلى أكثر من 30 دولة في إطلاق المبادئ التوجيهية العالمية لمكافحة معاداة السامية، وفق ما أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، الخميس.

وفي عام 1994، اصطدمت شاحنة مليئة بالقنابل بمركز الاتحاد الأرجنتيني الإسرائيلي المشترك في بوينس آيرس ليودي بحياة 85 شخصا، وهو الحادث الأكثر دموية من نوعه في تاريخ الدولة الواقعة في أميركا الجنوبية.

وكانت أعلى محكمة جنائية في الأرجنتين قد أنحت باللائمة، في أبريل، على إيران في الهجوم، قائلة إن جماعة حزب الله اللبنانية نفذته استجابة "لتصميم سياسي واستراتيجي" من إيران.

وتنفي طهران التورط في الهجوم وترفض تسليم مشتبه بهم، ولم تجدِ تحقيقات سابقة ومذكرات اعتقال من منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول".

وقال وزير الخارجية، بلينكن في بيان إن واشنطن "يسرها أن تلعب دورا قياديا إلى جانب الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الدولة الأميركية، وحكومة الأرجنتين، وحكومات وهيئات دولية"، بهدف تعزيز المبادئ التوجيهية العالمية لمكافحة معاداة السامية، داعيا المجتمع الدولي إلى تأييدها والالتزام بها.

وأضاف أن هذه المبادئ تحدد "الإجراءات العملية التي يمكن للحكومات والهيئات الدولية ومنظمات المجتمع المدني وأصحاب الضمائر الحية في كل مكان اتخاذها ضد معاداة السامية".

وتابع بلينكن أن الولايات المتحدة تكرم "ذكرى" من قتلوا في هذا الهجوم، ونتذكر العشرات من الجرحى، إضافة لمن قتلوا في تفجري آخر لحزب الله في بورغاس قبل 12 عاما.

وأكد التزام الجميع في محاسبة مرتكبي "الهجمات الشرسة"، مشيرا إلى أن تفجير بوينس آيرس كان يعتبر أكبر عملية قتل جماعي لليهود منذ المحرقة، قبل هجمات حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال إن الولايات المتحدة تدين ما نشهده من زيادة في جرائم الكراهية ضد اليهود أو الكراهية ضد المسلمين، وتدين "جميع مظاهر معاداة السامية وغيرها من أشكال الكراهية".

وكان الرئيس الأرجنتيني، خافيير ميلي، قد تعهد، الخميس، بتصحيح حالة التراخي والتناقضات التي استمرت لعقود في تحقيقات بشأن الهجوم.

وقال ميلي في خطاب، مساء الأربعاء: "اليوم، اخترنا التحدث بلا خوف، لا أن نظل صامتين"، وذلك قبل مراسم إحياء الذكرى في مبنى الاتحاد الخميس. 

وأضاف "سنرفع أصواتنا، ولن نقف مكتوفي الأيدي"، مشيرا إلى أنه سيقترح مشروع قانون سيسمح بمحاكمة المشتبه في تنفيذهم الهجوم غيابيا.

الأرجنتين تصنف حماس "منظمة إرهابية" أعنلت الرئاسة الأرجنتينة، الجمعة، عن تصنيف حركة حماس الفلسطينية "منظمة إرهابية"، وذلك في ظل التقارب المستمر بين رئيس البلاد، خافيير ميلي، وبين إسرائيل، وفقا لما ذكرت شبكة "إيه بي سي" الأميركية.

واتهم الادعاء العام الأرجنتيني مسؤولين إيرانيين بارزين وأعضاء بارزين أيضا في جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من طهران بإصدار أمر تنفيذ التفجير، بالإضافة إلى اتهامهم في هجوم في 1992 على السفارة الإسرائيلية في الأرجنتين كان قد تسبب في مقتل 22 شخصا.

وأعلن ميلي الأسبوع الماضي حركة حماس منظمة إرهابية بسبب هجومها في السابع من أكتوبر على إسرائيل بحسب وكالة رويترز.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: معاداة السامیة فی الأرجنتین

إقرأ أيضاً:

المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه: نتنياهو يستخدم الحرب لتأجيل ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية

اتهم المؤرخ والأستاذ الجامعي الإسرائيلي البارز إيلان بابيه، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، باستغلال التصعيد العسكري في غزة والمنطقة كوسيلة لصرف الأنظار عن ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية، وللتأثير على مجريات التحقيق الجاري بحقه.

وفي مقابلة مع وكالة الأناضول، أوضح بابيه أن نتنياهو يسعى إلى تأجيل الإجراءات القضائية من خلال تعقيد الوضع الإقليمي، قائلاً:

« يحاول نتنياهو إبعاد الأنظار عن قضيته أمام المحكمة الجنائية الدولية، ويدخل الآن مرحلة حرجة يتم فيها استجوابه من قبل المدعي العام. إنه يوظف الحرب في غزة والصراع مع إيران كمبرر للمطالبة بتأجيل المحاكمة لعامين أو ثلاثة بدعوى انشغاله في نزاع طويل الأمد. »

وأضاف أن هذا السلوك يعكس طموحات شخصية لنتنياهو، تتجاوز حتى حسابات الدولة.

تحالف يميني متطرف يسعى لتوسيع المشروع الصهيوني

وأشار بابيه إلى أن شركاء نتنياهو من اليمين المتطرف، وخصوصًا الصهاينة الميسيانيين، يسيرون وفق عقيدة توسعية تهدف إلى إقامة « إسرائيل الكبرى ».

وأكد أن هؤلاء يرون في المرحلة الحالية « فرصة ذهبية » لاستخدام القوة وفرض واقع جديد يشمل الضفة الغربية وغزة وأراضي أخرى، مستلهمين في ذلك أساطير توراتية عن « المملكة الإسرائيلية القديمة ».

صمت أمريكي وتململ أوروبي

وانتقد المؤرخ الإسرائيلي صمت الإدارة الأمريكية إزاء ما يجري، لكنه أشار في المقابل إلى بداية تحول في المواقف الأوروبية، حيث بدأت بعض الأصوات تطالب بفرض عقوبات جزئية على إسرائيل.

غير أن بابيه شدد على أن فعالية هذه المواقف تبقى مرهونة بتوفر الإرادة السياسية داخل الاتحاد الأوروبي، خاصة وأن أي قرار ملزم يتطلب إجماعًا تعرقله دول حليفة لإسرائيل مثل التشيك وهنغاريا وإستونيا.

تواطؤ حكومات أوروبية بسبب عقدة الهولوكوست

وحول التردد الأوروبي، أرجع بابيه الأمر إلى عقدة تاريخية مرتبطة بالمحرقة النازية (الهولوكوست)، لكنه انتقد في الوقت نفسه ما وصفه بـ »ضعف » الطبقة السياسية الأوروبية الحالية، قائلاً:

« نحن أمام جيل من السياسيين الشباب، أنانيين، محدودي الكفاءة ولا يملكون رؤية. لا يمكن اعتبارهم قادة حقيقيين، وهم مهووسون فقط بإعادة انتخابهم ».

تحذير من التلاعب بمصطلح « معاداة السامية« 

ورفض بابيه الاتهامات الإسرائيلية المتكررة بوجود موجة متصاعدة من معاداة السامية، مشددًا على أن الغضب المتزايد عالميًا لا يُوجَّه ضد اليهود كيهود، بل ضد السياسات الإسرائيلية.

وقال: »نعم، يوجد معادون للسامية في العالم، لكن إسرائيل تخلط عمدًا بين نقد الصهيونية أو سياساتها وبين معاداة السامية. هذا غير صحيح ».

« الكثير من المنتقدين للعدوان على غزة هم من اليهود أنفسهم، خصوصًا في الولايات المتحدة، حيث تتصدر أصوات يهودية الحملات الرافضة للإبادة الجماعية في غزة ».

وختم بابيه تصريحه بالتأكيد على أن استخدام تهمة معاداة السامية أصبح أداة دعائية إسرائيلية لقمع كل الأصوات الناقدة، قائلاً:

« ينبغي الحذر من تبني هذا التعريف المنحاز لمعاداة السامية، فالمشكلة الحقيقية ليست الكراهية لليهود، بل رفض السياسات العنصرية والعدوانية التي تنتهجها إسرائيل ».

كلمات دلالية المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه

مقالات مشابهة

  • عراقجي: الهجوم الإسرائيلي «حرب ظالمة فرضت علينا» و«خيانة» للمسار الديبلوماسي مع واشنطن
  • رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية.. ولا تزال أمامنا أيام صعبة
  • بعد أربعة عقود في السجن... محكمة باريس تحسم مصير جورج عبد الله في 17 تموز
  • المؤرخ الإسرائيلي إيلان بابيه: نتنياهو يستخدم الحرب لتأجيل ملاحقته أمام المحكمة الجنائية الدولية
  • "تحيا حماس، يحيا حزب الله".. إخلاء سبيل مغني راب أيرلندي اتهم بتأييد الإرهاب في لندن
  • قوى عالمية تدفع بالعالم نحو الهاوية (1- 3)
  • الاحتلال يدرس مقترحا أمريكيا جديدا بشأن صفقة تبادل الأسرى في غزة
  • إيران.. الحرس الثوري يعلق على إطلاق صواريخ فتاح على إسرائيل وما يعنيه
  • مجلس الوزراء يقرر إطلاق حملة وطنية لمكافحة التسول
  • بحبح يكشف: تقدم في مباحثات وقف إطلاق النار بغزة بمساعدة مصر وقطر