#سواليف

رأى البروفيسور اللبناني البريطاني حسين غربيّة، الثلاثاء، أن #وقف #حرب #إسرائيل و #إيران الآن عملية #التقاط_أنفاس لا أكثر، بعدما “استُنزف الطرفان بشكل كبير” جراء #الضربات_الصاروخية المتبادلة، مستبعدا التزام تل أبيب بالاتفاق.

جاء ذلك في مقابلة أجرتها الأناضول، مع غربيّة، وهو أستاذ العلاقات الدولية ورئيس قسم العلاقات الدولية في كلية الحقوق والعلوم السياسية والإدارية في الجامعة اللبنانية.

وقال غربيّة إن إيران اعتمدت على نفسها في مواجهة الولايات المتحدة وإسرائيل، إذ لم يقدم لها أي من الدول الصديقة كالصين وروسيا دعما عسكريا في ظل حساباتهما وسياساتهما الخارجية.

مقالات ذات صلة الإعلام الإيراني: البرلمان وافق على مشروع قانون لتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية 2025/06/25

ومنذ 13 يونيو/ حزيران الجاري، تستهدف إسرائيل بدعم أمريكي منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، فيما ترد الأخيرة بضرب مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، ما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.

وتطرق غربيّة خلال المقابلة إلى التضارب بين الروايتين الأمريكية والإيرانية بشأن تضرر القدرة النووية لطهران، واصفا المشهد بـ”الضبابي”.

واستبعد التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في طهران على غرار خرقها للاتفاق مع لبنان بدعوى “ضرب كل ما تعتبره تهديدا لأمنها القومي”.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، وبعد ساعات أعلن بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة عليه.

وشدد البيان على أن إسرائيل ماضية في إضعاف وضرب كل من يحاول “ضعضعة استقرارها وتهديد أمنها القومي”، وفق تعبيره.

** وقف النار “التقاط أنفاس”

وعن وقف النار بين إسرائيل وإيران، قال غربيّة إن هذا التوافق جاء “بعد استنزاف كبير” تعرض له الطرفان في ظل تسارع أحداث الصراع في الأيام الماضية.

وأضاف: “وقف الحرب الآن هي عملية التقاط أنفاس لا أكثر ولا أقل”.

وتابع: “الضربات الموجعة التي وجهتها إيران إلى تل أبيب والدمار الذي حصل هناك كبير جدا، لذلك أرادت إسرائيل التخفيف من حدة هذا الدمار عن طريق وقف إطلاق نار”.

في المقابل، فإن إيران أيضا تكبدت “خسائر يومية كبيرة جدا، فضلا عن نقص في صواريخها الاستراتيجية التي تطلق على إسرائيل”، وفق غربيّة.

وأكمل: “نجد أن الصواريخ الاستراتيجية يقل عددها يوما بعد يوم، ما يدل على نفادها من الترسانة الإيرانية، لتبقى الصواريخ الصغيرة”.

وأعرب عن اعتقاده بأن إيران ارتأت من باب مصلحتها وقف إطلاق النار من أجل “إعادة بناء ترسانتها العسكرية”.

وعن ضرب المنشآت النووية الإيرانية، أشار غربيّة إلى تضارب الروايات بشأن مدى تضررها، فبينما تدعي واشنطن توجيه ضربات “ناجحة” لتلك المنشآت تقول طهران إنها “نقلت اليورانيوم إلى أماكن سرية” ما يعني عدم تضرر قدرتها النووية.

وأردف بهذا الصدد: “الأمور متضاربة جدا لكن من المؤكد أن الدمار الذي حصل في تلك المفاعلات النووية كبير جدا”.

ورغم ذلك، فإن تقارير تقول إن القدرة النووية الإيرانية لم تتضرر إذ استطاعت طهران “أن تحمي وأن تنقل اليورانيوم المخصب لأماكن أخرى” وفق قوله، لكنه يرى أن قدرتها النووية قد تتأخر جراء الضربات الأمريكية للمفاعلات.

وفي 23 يونيو الجاري، قالت متحدثة البيت الأبيض كارولين ليفيت: “نحن على يقين تام من تدمير منشآت إيران النووية بالكامل، ولدينا درجة عالية من الثقة بأن المواقع التي تم استهدافها هي الأماكن التي تُخزن فيها إيران اليورانيوم المخصب”.

** هل تلتزم إسرائيل؟

واستبعد البروفيسور اللبناني البريطاني التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار في إيران، مستدلا على ذلك بخروقاتها المتكررة لاتفاق مماثل مع لبنان.

وقال بهذا الصدد: “من الواضح أن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 وحتى اليوم، تواصل عمليتها للقضاء على كل محور المقاومة، سواء في فلسطين أو لبنان أو سوريا أو اليمن، وصولا إلى الرأس الكبير التي هي إيران”.

وأعرب عن اعتقاده بمواصلة إسرائيل “ضرب أهداف محددة في إيران مثل منصات إطلاق صواريخ أو اغتيال بعض الشخصيات”.

وأكد أن إسرائيل لن تتوقف عن فعل ذلك “والدليل أنها منذ وقف الحرب في لبنان حتى اليوم تعمل على قصف مستمر لبعض الأماكن واغتيالات واستهدافات لمراكز تخزين السلاح لحزب الله”، وفق قوله.

وفي وقت سابق الثلاثاء، أعلنت إيران أن إسرائيل واصلت هجماتها عليها حتى التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي بعد إعلان وقف إطلاق النار ودخوله حيز التنفيذ في تمام السابعة صباحا.

فيما قصفت تل أبيب ظهر الثلاثاء، منظومة رادار في إيران بعد مزاعم بإطلاق صواريخ تجاه الأراضي الإسرائيلية، وهو ما نفته رئاسة الأركان الإيرانية.

وأشار غربيّة إلى أن إسرائيل تعمل وفق سياسة “لضرب كل ما تعتبره تهديدا لأمنها”، معربا عن توقعاته بتنفيذ السياسة نفسها في التعامل مع وقف إطلاق النار مع إيران.

ولفت إلى أن إسرائيل سعت خلال العقود السابقة لجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من التهديدات على أمنها القومي، من خلال مسارين الأول دبلوماسي وسياسي عبر عقد اتفاقيات سلام خاصة مع مصر والأردن، والثاني عسكري من خلال تدمير القدرات العسكرية لأي جهة تشكل تهديدا لها كما حصل مؤخرا مع “حماس وحزب الله”.

ورأى الأكاديمي اللبناني البريطاني أن إسرائيل ستواصل هذه السياسة لإنهاء وإضعاف كل ما يمكن أن يشكل تهديدا لاستقرارها وأمنها القومي.

وعن احتمال رد طهران على هذه الانتهاكات، قال إن إيران باتت اليوم “أضعف مما كانت عليه سابقا خاصة بعد تقليص أذرعها في المنطقة”.

** حدود الدعم الدولي لإيران

وذكر غربيّة أنه “من خلال هذه الحرب اتضح أن الدول الكبيرة الصديقة لإيران كالصين وروسيا لديها حسابات أخرى ولا تنخرط في حرب من أجلها ضد الولايات المتحدة أو إسرائيل”.

ورأى أنه “ربما تدعمها هذه الدول سياسيا فقط في مجلس الأمن أو بإدانة العدوان، وربما نرى روسيا والصين تدعمان إيران عسكريا من خلال تزويدها بالسلاح الذي تستطيع من خلاله الدفاع عن نفسها ضد العدوان”.

لكنه استدرك أنه “حتى هذه المسألة مشروطة أو ضعيفة بسبب السياسات المرتبطة بالخيارات الأخرى، مثلا في حالة روسيا، هناك ترتيبات أمريكية روسية من أجل إنهاء أو وضع حد للحرب مع أوكرانيا”.

وأعرب عن اعتقاده أنه “إذا تدخلت روسيا ودعمت النظام الإيراني عسكريا من خلال تزويده بالسلاح المطلوب، فإن الأمور سترتد عكسيا عليها في أوكرانيا، وهذا ما لا تريده موسكو”.

ومنذ 24 فبراير/ شباط 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على جارتها أوكرانيا وتشترط لإنهائه تخلي كييف عن الانضمام إلى كيانات عسكرية غربية، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.

أما الصين، يضيف غربيّة، “فهي في سياساتها الخارجية منذ ما قبل القرن الـ21، لا تتدخل عسكريا في شؤون دول أخرى، ولم تنخرط في حروب خارجية”.

واستبعد “أن تعمل الصين على الدخول مع إيران سواء عسكريا، أو بالانخراط بشكل كبير بالحرب الدائرة”.

وبناء على ما تقدم، خلص غربية إلى أن “إيران بقيت وحدها في الميدان” في مواجهة إسرائيل والولايات المتحدة.

** إسقاط نظام إيران من الداخل

وفيما يتعلق بالتقارير الإعلامية التي تفيد بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى إسقاط النظام في إيران، فإن غربيّة لا يستبعد دعم الطرفين لحركات شعبية إيرانية من أجل إضعاف النظام والانقلاب عليه.

وقال بهذا الصدد: “إيران ستواجه مشكلة حقيقية تتمثل في المبادرات الأمريكية الإسرائيلية التي دائما تعمل على زعزعة استقرار الدول التي هي في حالة حرب معها”.

ورأى أن تل أبيب وواشنطن من الممكن أن تضعا “النظام الإيراني في مواجهة قلاقل داخلية كثيرة”.

وعن ذلك، أشار إلى احتمالية دعم كل من الإدارة الأمريكية وإسرائيل “جهات داخلية شعبية معارضة للنظام الإيراني من أجل تحريكها لإسقاطه”.

وزاد: “لا أعتقد أن هدف إسقاط النظام في إيران قد توقف، ولكن سيكون بطريقة مختلفة، فبدلا من إنهاء هذا النظام بطريقة عسكرية، سيكون هناك دعم للحركات الشعبية لإضعافه والانقلاب عليه”.

وفي 22 يونيو الجاري، تساءل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، “لماذا لا يُغيّر النظام الإيراني الحالي، ما دام أنه عاجز عن جعل بلاده عظيمة مجددا؟”.

جاء ذلك في معرض بحث الرئيس ترامب علنا إمكانية الإطاحة بالحكومة الإيرانية، عشية موافقته على سلسلة من الضربات على 3 منشآت نووية إيرانية، ما أدى إلى تصعيد الأعمال العدائية الإقليمية المستمرة.

فيما قالت متحدثة البيت الأبيض ليفيت، في تصريحات لاحقة، “إذا لم يختر النظام الإيراني طريق الحل السلمي والدبلوماسي، فلماذا لا ينتزع الشعب الإيراني السلطة من هذا النظام العنيف للغاية؟”.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف وقف حرب إسرائيل إيران الضربات الصاروخية النظام الإیرانی وقف إطلاق النار أن إسرائیل فی إیران من خلال تل أبیب من أجل غربی ة

إقرأ أيضاً:

انتشال أكثر من 150 جثمانا من شوارع غزة عقب بدء سريان وقف إطلاق النار

أفادت مصادر طبية بأن 155 جثماناً وصلت إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، من بينها 135 تم انتشالها من تحت الأنقاض. وأضافت المصادر أن 19 فلسطينياً استشهدوا بغارات الاحتلال، رغم دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إلى جانب شهيد واحد توفي متأثراً بإصابته السابقة.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة، مساء الجمعة الماضي، عن انتشال جثامين 63 فلسطينياً منذ بدء تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، مؤكداً أن عشرات آخرين ما زالوا تحت الأنقاض وفي الشوارع، في وقت يصعب فيه على الطواقم الوصول إلى بعض المناطق بسبب وجود القوات الإسرائيلية.

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل في بيان رسمي: "منذ لحظات دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في قطاع غزة، تم انتشال 63 شهيداً من شوارع المدينة"، مشيراً إلى استمرار صعوبة الوصول إلى مناطق معينة.


وسجلت الحالات في مناطق متفرقة من القطاع، حيث استشهد 16 مواطناً جراء قصف منزل عائلة غبون جنوب مدينة غزة، وشهيد واحد في حي الشيخ رضوان شمال المدينة، ومواطنان في غارة جنوب خان يونس. ووصلت الجثامين إلى مستشفيات عدة، بينها مستشفى الشفاء في غزة (43 شهيداً)، ومستشفى الأهلي العربي (60 شهيداً)، ومستشفى العودة في النصيرات (4 شهداء)، ومستشفى شهداء الأقصى في دير البلح (16 شهيداً)، ومستشفى ناصر في خان يونس (32 شهيداً).

ووفق بنود اتفاق وقف إطلاق النار، دخل حيز التنفيذ عند الساعة 12:00 ظهراً بتوقيت القدس، بالتزامن مع انسحاب جزئي للجيش الإسرائيلي داخل القطاع، إلى ما يُعرف بـ"الخط الأصفر". وشمل الانسحاب شمال غزة باستثناء حي الشجاعية، ومناطق غرب ووسط خان يونس جنوب القطاع، بينما مُنع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا، ومعبر رفح، ومحور فيلادلفيا، والمناطق الشرقية لساحل خان يونس.

كما ينص الاتفاق على السماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية وتوزيعها بحرية، استناداً إلى اتفاق سابق دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي٬ والذي كان يتيح إدخال 600 شاحنة مساعدات يومياً إلى غزة.


وجاء هذا الاتفاق بعد أربعة أيام من مفاوضات غير مباشرة بمدينة شرم الشيخ، بمشاركة وفود من تركيا ومصر وقطر، وبرعاية أمريكية، عقب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في 29 أيلول/سبتمبر الماضي٬ خطة من 20 بنداً تضمنت الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار، ونزع سلاح حركة حماس.

وتستمر الكارثة الإنسانية في غزة رغم وقف إطلاق النار، حيث دمر الاحتلال معظم البنية التحتية، بما في ذلك المستشفيات ومرافق الدفاع المدني، فيما تعاني فرق الإنقاذ من نقص حاد في المعدات والوقود، ما يجعل الوصول إلى الجثامين وإنقاذ العالقين عملية صعبة تمتد لأيام.

وبدعم أمريكي، تتعرض غزة منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023 لعمليات وصفها العديد من المراقبين بـ"الإبادة الجماعية"، خلفت 67 ألفاً و194 شهيدا٬ و169 ألفاً و890 جريحاً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فضلاً عن تفشي المجاعة التي أزهقت حياة نحو 460 فلسطينياً بينهم 154 طفلاً.

مقالات مشابهة

  • إيران ترفض المشاركة في قمة شرم الشيخ
  • إيران تدين اعتداءات الكيان الصهيوني على لبنان وتدعو لتحرك دولي عاجل
  • تقرير بريطاني: الحكومة الشرعية تفقد أهميتها والحوثي خرج أقوى بعد حرب إسرائيل (ترجمة خاصة)
  • الشرق الأوسط يتوحّد خلف اتفاق غزة.. فهل باتت إيران خارج المشهد؟
  • إيران ترفض حديث ترامب عن تطبيع محتمل مع إسرائيل وتصفه بـ”أحلام يقظة”
  • إسرائيل: بدء عملية إطلاق سراح الأسرى صباح الاثنين
  • المساعدات المصرية الإنسانية الموجهة إلى غزة تشمل مواد غذائية وإغاثية
  • انتشال أكثر من 150 جثمانا من شوارع غزة عقب بدء سريان وقف إطلاق النار
  • حرب إسرائيلية على 7 جبهات بلا نصر... وإيران أكثر تماسكاً
  • خبير استراتيجي عن اتفاق وقف إطلاق النار: يوم عظيم للشرق الأوسط