يوحنا العاشر: نحن مدعوون الى أن نتمسك بارضنا
تاريخ النشر: 20th, July 2024 GMT
زار بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر، بلدة ضهور الشوير، حيث أقيم له استقبال حاشد في ساحة البلدة، بدعوة من نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب وبلدية الشوير وعين السنديانة.
ورحب بو صعب بالبطريرك يوحنا العاشر، وقال: "وجودك اليوم هو ترجمة للشعار البطريركي بالنعمة ننمو وبالخدمة نسمو وبالمحبة يتناسق البنيان.
اضاف: "أتت هذه المناسبة لنقول لك يا صاحب الغبطة كم نحن بحاجة إلى وجودك وكلامك الجامع والرصين والرجاء الذي نقرأه في عينيك، حضورك هو محافظة على الإيمان وعلى حب الوطن والأرض وعلى تشجيع التواصل والحوار بين أبناء الوطن الواحد ورفض الكراهية. هذا هو المعنى الحقيقي للحياة ولوجود الإنسان والإنسانية. هذه هي القيم التي تربينا عليها، محبة واحترام جميع أبناء وطننا الحبيب بمسلميه ومسيحييه، نعيش معا متساوين ونبدي مصلحة وطننا وشعبنا على مصالحنا الشخصية والحزبية احيانا، وهكذا نشارك بإعادة بناء دولة عصرية مدنية، تحفظ حقوق أبنائها بدءا بتحمل المسؤولية بانتخاب رئيس للجمهورية ضمن سلة كاملة تضمن إعادة بناء الدولة التي تضمن مستقبل أبنائنا ، واذا لم نستطع فعل ذلك ، ويبدو صعب، فأنا ادعو جميع المسؤولين السياسيين وزملائي النواب لتكون لدينا الجرأة ونعلن اننا فشلنا في التوافق مع بعضنا البعض ونتقدم باستقالة جماعية تكون نتيجتها إعادة تكوين السلطة بعد إجراء التعديلات المطلوبة للقانون الانتخابي".
بدوره، أمل البطريرك يوحنا العاشر في كلمته أن "يتم انتخاب رئيس في أقرب وقت"، وقال: "نتمنى للبنان الذي نحبه باراضيه وسهوله وبحره وانهاره وسمائه وزيتونه، وبكل ما يمت له بصلة، أن ينعم بالاستقرار والهدوء والسلام والأمان، وان يكون لنا رئيس للجمهورية في اقرب وقت رغم كل الصعوبات، فنحن اللبنانيون أصحاب قرار ومخلصون لبلدنا، فلبنان الرسالة التي اغدقت على اللبنانيين العطايا الثقافية، الروحية ، الإنسانية والحضارة والرقي والعلم ، لقد صدرنا الثقافة والعلم إلى كل أنحاء العالم ولذلك نحن على هذه الوديعة ثابتون ومستمرون. نعم، الصعوبات كثيرة ولكن العالم كله يتخبط بالصعوبات والحروب والمشاكل والقتل والسرقات والظلم والتعدي، ولكن ربنا لم يخلق الإنسان لمثل هذه الظروف والاوضاع، ربنا خلق الإنسان وزينه بصورته الالهية ليكون على الجمال الذي يريده الله للانسان، ولذلك الأمانة الموضوعة بين ايدينا علينا أن نحافظ عليها، صحيح ان أمامنا تحديات كبيرة، سواء على المستوى الدولي او المستوى الإقليمي والمحلي اللبناني، ولكن برحمات الرب وتماسكنا مع بعضنا البعض، نحن ثابتون ومستمرون".
اضاف: "هذه الأرض التي شربت من دماء آبائنا واجدادنا من أجل الحفاظ عليها ، علينا أن نحافظ عليها وان نحافظ أيضا على القيم والمبادئ وعلى العائلة، فالأسر تتفكك وتتخبط ولكننا نحن ابناء الثقافة الروحية والالهية والإنسانية والاجتماعية والتربوية وكل ما يخص الإنسان الذي يجعل منه صورة خليقة الله التي احب. ولهذا نحن مدعوون الى أن نتمسك بارضنا، ووجود المغتربين في لبنان في هذه الفترة يقوي ويعزي ويثبت الجميع".
وقال: "ارتبطوا بارضكم ولا تنسوا بيوتكم وقراكم واهلكم وبلدكم، فلنشعر اننا مرتبطون بارضنا وبلبنان الذي يجمعنا، فهذا مهم للغاية ونحن عليه ثابتون، رغم كل للظروف القاسية. ما يحصل بالطبع في كل أنحاء المنطقة، في فلسطين وغزة والجنوب يؤلمنا ولكننا نشعر أننا ابناء حق وقضية ومتمسكون بهذه القضية ولا ننساها ابدا مدى الحياة. لذلك صلاتنا وعملنا وكلنا معا يدا بيد ، ودعوتنا اليوم لجميع المسؤولين على كل المستويات ولكل ابناء الوطن، فلنلملم بعضنا البعض ولنشبك ايدينا مع بعضنا البعض ونتعالى عن المصالح الشخصية طلبا للوحدة الوطنية والعيش الكريم".
وسأل يوحنا العاشر: "إلى أين وصلنا، أين هي كرامة الإنسان اللبناني في هذه الأيام ، أين هي ممتلكاته وأمواله، أين هي كل المشاكل التي عانى منها واين أصبح ملف انفجار مرفأ بيروت وغيرها، فأين نحن من كل هذه الأمور؟".
وقال: "فلنحب بعضنا البعض، مسلمين ومسيحيين، فالدين يجب أن يجمع لا ان يفرق، يجب أن نجتمع كلنا يدا بيد من أجل لبنان ومن أجل أن تسمع تلك الكلمة ، "ذوقوا وانظروا أن الرب طيب"، وعندما يروننا نحب بعضنا البعض يقولون كم هو عظيم هذا الإله الذي يؤمنون هؤلاء البشر به، فلذلك كلمتي إليكم اليوم رغم كل الصعوبات والشدائد ، هي دعوة قوة وثبات واستمرارية وان ننظر إلى الأمام لأننا ابناء الرجاء ولا ننظر إلى الخلف، نتعلم من الماضي ونتعظ منه ولكننا ننظر ونسير إلى الأمام دوما طالبين رحمة الرب".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
ما الحكمة من صيام يوم عاشوراء .. وهل صامه النبي؟
الحكمة من صيام يوم عاشوراء ؟.. يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم، في العاشر من محرم من كل عام بـ «يوم عاشوراء»، والذي يوافق هذا العام يوم السبت 5 يوليو، باعتباره اليوم الذي نجا الله فيه موسى عليه السلام وجماعته، وأغرق فرعون وقومه الظالمين.
وقالت دار الإفتاء، إن صيام عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله، كما قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، مؤكدة أنه يستحب صيام تاسوعاء، وهو اليوم التاسع من شهر المحرم.
وأضافت الدار في فتوى لها، أنه يستحب صيام تاسوعاء وعاشوراء وكذلك الحادي عشر من شهر المحرم، وذلك لما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "إذا كان العام المقبل -إن شاء الله -صمنا اليوم التاسع"، وقوله: "خالفوا اليهود صوموا يومًا قبله ويومًا بعده".
وأوضحت الفتوى ، أن تكفير الذنوب بصيام عاشوراء المراد به الذنوب الصغائر، وهى ذنوب سنة ماضية أو آتية إن وقعت من الصائم، فإن لم تكن صغائر خفف من الكبائر، فإن لم تكن كبائر رفعت الدرجات، أما الكبائر فلا تكفرها إلا التوبة النصوح، وقيل يكفرها الحج المبرور، لعموم الحديث المتفق عليه "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه".
وذكرت أنه روي في الصحيحين عن ابن عباس - رضي الله عنهما – أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: "ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - صام يومًا يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم – يعني: يوم عاشوراء- وهذا الشهر، يعني: رمضان".
وأكدت فتوى دار الإفتاء، أن يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة، وحرمة قديمة، وصومه لفضله كان معروفًا بين الأنبياء عليهم السلام، وقد صامه نوح وموسى - عليهما السلام، وروى إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة - رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم».
وذكرت الإفتاء، أن تقديم صيام يوم تاسوعاء على عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
الحكمة من صيام يوم تاسوعاءوقالت دار الإفتاء، إن تقديم صيام يوم تاسوعاء على يوم عاشوراء له حِكَمٌ ذكرها العلماء؛ منها: أولًا: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على يوم عاشوراء، ثانيًا: أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم، ثالثًا: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.
فضل صيام عاشوراءونوهت بأن فضل صيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب السنة التي قبله، مستشهدة بما روي عن أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
صيام يوم عاشوراء منفردا دون تاسوعاءنبهت الإفتاء على أنه يجوز صيام يوم عاشوراء منفردا دون صيام يوم قبله أو بعده، لعدم ورود النهي عنه، ولثبوت الفضل والأجر لمن صامه ولو منفردًا، إلا أنه يستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن استطاع، خروجًا من الخلاف.
يوم عاشوراء
أوضحت أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر الله الحرام المحرم، وصيامه ثابت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالسنَّة الفعلية والقولية، ويثاب فاعل هذه السنة بتكفير ذنوب سنة قبله كما مر من الأحاديث.
حكم صيام تاسوعاء
واستطردت: ولكن يستحب صيام تاسوعاء مع يوم عاشوراء؛ فعن عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قال: حِينَ صَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» قَالَ: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في "صحيحه".
سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم
كُتب المعاجم اللغوية ذكرت أن سبب تسمية يوم عاشوراء بهذا الاسم أن عاشوراء يشار بها إلى اليوم العاشر من الشهر، وفي يوم عاشوراء أصبح المستخدم هو يوم عشوراء بإزالة الألف التي تلحق حرف العين، وذلك لسبب أنه يوم مميز في الحياة الدينية الخاصة بالمسلمين وهو مختلف تمامًا عن عاشوراء الخاص باليهود.
وقال الإمام الحافظ بن حجر: إن عاشوراء بالمد على المشهور، وحكى فيه القصر وزعم ابن دريد أنه اسم إسلامي وأنه لا يعرف في الجاهلية.
صيام يوم عاشوراء في الجاهلية
سبب صيام يوم عاشوراء في الجاهلية، قريش كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: «كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَكَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ» رواه البخاري، محمد بن إسماعيل. صحيح البخاري. كتاب الصوم، باب صيام يوم عاشوراء، حديث رقم: (1863، ج7، ص125).
وكانت قريش يحتفلون في يوم عاشوراء ويعيدون ويكسون الكعبة، وعللوا سبب صيام عاشوراء في الجاهلية بأن قريشًا أذنبت ذنبًا في الجاهلية، فعظم في صدورهم، وأرادوا التكفير عن ذنبهم، فقرّروا صيام يوم عاشوراء، فصاموه شكرًا لله على رفعه الذنب عنهم.
سبب صيام يوم عاشوراء
في الإسلام أنه لما قدِم النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المدينة وجَدَهُمْ –اليهود- يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي يوم عَاشُورَاءَ، فَقَالُوا: هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ؛ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى، وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ، فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ. فَقَالَ: «أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ».
وكان هذا سبب صيام يوم عاشوراء في الإسلام، وقد شدّد في الحث على ذلك لدرجة أنه أرسل غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: "من أصبح مفطرًا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائمًا فليصم".