المستشرق البريطاني ريتشارد بِل (1876 ـ 1952) كان محاضراً في اللغة العربية بجامعة إدنبرة الأسكتلندية وعمل كذلك كاهناً في كنيسة بين عامي 1907 و1921. ثم أمضى سنواته الأخيرة في جامعة إدنبرة في دراسة القرآن، إذ نشر بين عامي 1937 و1939 ترجمته الخاصة لمعاني القرآن الكريم. وفي عام 1953 نُشر كتابه "مدخل إلى القرآن" وهو الكتاب الذي نحن بصدد مراجعته.

وكان لكلا العملين تأثير في الدراسات القرآنية في الغرب. لكن تلميذه المستشرق الأسكتلندي مونتغومري وات قام بتنقيح كتاب "مدخل إلى القرآن" ووسّعه، بحيث أضحى الكتاب يمثّل رؤية وات للقرآن شكلاً وتاريخاً ومضموناً. وكان كتاب بِل قد أصبح نواة لدراسات لاحقة للغة القرآن، حيث اتخذ بِل السجع وطول الآية معيارين أساسيين في حكمه على انسيابية آيات القرآن وترابطها.

ودراسة بِل للقرآن التي تبنّاها وات قد خطت على خطى المستشرق الألماني تيودور نولدكه ((1836 ـ 1930 في كتابه البارز "تاريخ القرآن"، الذي عدّ التأسيس العلميَّ لباقي الدراسات القرآنية في العصر الحديث. إذ كُتبت نسختُهُ الأولى عام 1856 في نحو مائتي صفحة، وتطور في حياة نولدكه على يد تلامذته إلى ثلاثة أجزاء صدر آخرها عام 1938 وتُرجم إلى العربية عام 2004.

يقول وات، في تقديمه لكتاب أستاذه بِل "مدخل إلى القرآن" الذي نقّحه وأضاف عليه، إن المهمة لم تكن دون صعوبات، برغم رغبته بها وتأثّره بعمل تلاميذ نولدكه في مراجعة واستكمال عمل أستاذهم. فبرغم احترامه لأستاذه بِل، الذي درس عليه اللغة العربية وأشرف على أطروحته للدكتوراه "الإرادة الحرة والجبر في الإسلام المبكّر"، لم يكن وات مستعداً لقبول جميع نظريات بِل حول القرآن. من هنا يُعلِم وات القراء بأنه سيتحدث باسمه في الكتاب وسيشير إلى بِل بصفة الغائب، هو، وخصوصاً عندما يختلف معه. ويعلن أن الأمر الأكثر إخلاصاً لعالم كأستاذه بِل هو أخذ آرائه بجدية وانتقادها. يؤكد وات أنه برغم كونه يتحدث باسمه في الكتاب وأن ثمة مقاطع قليلة فقط لم يجرِ تغييرات فيها، لكن جوهر الكتاب يبقى عمل ريتشارد بِل الأساسي. وقد أضاف وات الى الكتاب أجزاء مرتبطة بعمله الشهير على سيرة النبي محمد في جزئين "محمد في مكة"، و"محمد في المدينة".

يقول وات: إن أبرز التغييرات التي قام بها هو في شكل التعبير حيث إن بِل قد تابع أسلافه من المستشرقين الأوروبيين في حديثه عن القرآن بأنه من عمل محمد. لكن بِل قد علّق بأكثر من ملاحظة أمام تلميذه وات جعل الأخير يعتقد أن بِل يؤيد نوعاً ما الأراء التي عبّر عنها وات بشأن نبوة محمد. إذ يعتبر وات أنه صار ملحاً على العالم المسيحي ألا يغيظ قراءه المسلمين من دون مسوّغ، وأنه لا يجب الحديث عن القرآن على أنه من إنتاج وعي محمد. وعليه، قام وات بتغيير واستبعاد جميع العبارات الواردة في كتاب "مدخل إلى القرآن" والتي تفيد بأن النبي محمداً هو مؤلف القرآن، بما فيها العبارات التي تتحدث عن مصادر محمد والتأثيرات عليه.

يرى وات أن القرآن كونه يعكس الظروف والحاجات والأهداف المتغيّرة للمسلمين خلال سنوات نزوله، فإنه يتغيّر بشكل طبيعي من حيث الأسلوب والمحتوى وحتى في التعليم. فترتيبه غير منهجي واللغة العربية التي كُتب بها هي في الإجمال واضحة، باستثناء بعض المقاطع الصعبة.يرى وات أن كتباً قليلة قد مارست تأثيراً واسعاً أو عميقاً في روح الإنسان أكثر من القرآن، فهو كتاب يعتبره المسلمون وحياً إلهياً، ويستخدمونه في صلواتهم الخاصة والعامة ويتلونه في احتفالاتهم ومناسباتهم العائلية. فهو أساس معتقداتهم الدينية وطقوسهم وقانونهم، ودليل سلوكهم العام والخاص. فالقرآن يصوغ فكرهم، وجمله تدخل في أدبهم وكلامهم اليومي. فهو جدير بالاهتمام، ويحتاج دراسة جدية، فالقرآن ليس كتاباً سهل الفهم، فهو ليس أطروحة في اللاهوت، ولا مدوّنة من القوانين، ولا مجموعة من المواعظ، بل هو خليط من هذه الموضوعات الثلاثة إضافة إلى أمور أخرى يتضمنها. ويضيف وات: إنه "وحي" إنتشر خلال فترة تزيد عن العشرين سنة، ارتقى خلالها محمد من مصلح ديني غامض في مسقط رأسه، مكة، إلى حاكم واقعي للمدينة (يثرب) ومعظم الجزيرة العربية.

ويرى وات أن القرآن كونه يعكس الظروف والحاجات والأهداف المتغيّرة للمسلمين خلال سنوات نزوله، فإنه يتغيّر بشكل طبيعي من حيث الأسلوب والمحتوى وحتى في التعليم. فترتيبه غير منهجي واللغة العربية التي كُتب بها هي في الإجمال واضحة، باستثناء بعض المقاطع الصعبة.

يقول وات إن سيرة النبي محمد موضوع دراسة بحد ذاته وهو يقوم بشرحها بصورة مختصرة لأن معرفتها ضرورية لفهم القرآن. وليس مفاجئاً عدم وجود إشارات إلى فترة حياة محمد قبل دعوته ليكون نبياً، باستثناء ما ورد في سورة الضحى في الآيات 6 و7 و8 حول يتم محمد وفقره: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَى* وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى* وَوَجَدَكَ عَائِلا فَأَغْنَى).

أما المرحلة الثانية من سيرة محمد فهي عندما أتم الأربعين من العمر، في العام 610 ميلادي تقريباً، حيث تعرّض "لتجارب غريبة خلال تأملاته وخلص إلى أنه يتلقى رسائل من الله تدعوه لمخاطبة أهل مكة". في البداية كانت رسائل الوحي يحفظها النبي محمد وبعض أصحابه ولاحقاً كُتب البعض منها من قبل مساعدي محمد. وبعد وفاة النبي، جمع كل ما قد حفظ وكتب وكتب مجدداً ليشكّل القرآن كما نعرفه اليوم.

شكل القرآن

يتحدث وات عن تقسيم القرآن إلى 30 جزءاً وانقسام كل جزء إلى أحزاب. كما أن التقسيم الفعلي للقرآن في الشكل هو تقسيمه حسب السور، وعددها 114 سورة.

ويصف وات ترتيب السور في القرآن بحسب الطول، من الأطول فالأقصر، حيث يصل طول بعضها إلى صفحات عدة بينما يقتصر طول بعضها على سطر أو سطرين. يقول المستشرق إن لكل سورة قرآنية عنواناً أو اسماً وأن المسلمين يشيرون إلى السورة باسمها وليس برقمها، وأن العنوان لا يعود إلى موضوع السورة بل قد أُخذ من بعض الكلمات المشهورة فيها. وعادة، تظهر هذه الكلمات في بداية السورة، لكن أحياناً تكون في نهايتها أو وسطها، وربما تكون هذه الكلمة التي سمّيت بها السورة مذكورة مرة واحدة فقط. ولبعض السور اسمان، ما يجعل وات يعتقد أن تسمية السور ليست لأصل القرآن، بل أطلقها العلماء والمفسّرون المسلمون لاحقا.

يقول وات: إننا نجد في نسخ القرآن المكتوبة والمطبوعة في بداية السورة ترويسة أو عنواناً تشتمل على اسم السورة ثم تاريخها، وعدد آياتها. لكن تأريخ السورة لا يذهب للتمييز إذا ما كانت مكية أو مدنية. ويشير إلى أن وصف السورة بالمكية أو المدنية لا ينطبق على مجمل السورة، وأن العلماء المسلمين قد أقروا دوماً بأن السور مركبة، وأن سورة موصوفة بالمكية قد تتضمن آية أو أكثر مدنية، والعكس صحيح.

ويرى وات أن تقسيم الآيات يعود إلى الشكل الأصلي للقرآن وأن الآيات تميّز بوضوح من خلال القافية أو السجع. ويلفت إلى أن الخلافات في تقسيم الآيات وبالتالي في عددها، موجودة في القراءات المختلفة للقرآن، معتبراً أن هذه الخلافات تعود في معظمها إلى الحالات التي يشك فيها القراء في كون القافية تحدد نهاية الآية أم تأتي صدفة.

بدورها، يتغيّر طول الآيات وقصرها، على غرار طول السور وقصرها. ففي بعض السور، وبشكل عام السور الطوال، تكون الآيات أطول بشكل أكبر. أما في السور الأقصر، وهي في نهاية القرآن، تكون آياتها قصيرة وناضرة. لكن وات ينبّه إلى ذلك ليس بقاعدة ثابتة، فالسورة 98، البيّنة، هي سورة قصيرة نسبياً لكنها تتألف من ثماني آيات طويلة، بينما السورة 26، الشعراء، وهي سورة طويلة، تضم 200 آية قصيرة.

الأحرف الغامضة في القرآن

يبحث وات مسألة الأحرف أو الكلمات الغامضة في القرآن، كما في سورة البقرة وآل عمران والعنكبوت، حيث ترد كلمة أو أحرف "الم"، وهي تقرأ كأحرف منفصلة. ويشير وات إلى أن هذه الأحرف لغز لا يوجد تفسير مرضٍ ومقنع لمعناها ولظهورها في هذا الموقع. ويذكر المستشرق أن بعض المستشرقين الأوروبيين قد نظروا إلى هذه الأحرف بأنها قد تكون الأحرف الأولى لأسماء جامعي القرآن أو حافظيه أو كاتبيه. لكن وات يرى صعوبة في تحديد هذه الأسماء ما يبقى اللغز من دون حل. ويوضح وات أن المسلمين يرفضون مقولة أن هذه الأحرف قد أضيفت لاحقاً من قبل محمد أو أتباعه، بل يعتبرونها، كما البسملة، جزءاً من القرآن.

أسلوب القرآن

يقول المستشرق الاسكتلندي إن النبي محمداً كان يؤمن بأن الرسالة قد جاءته من طريق التلقين، وهو أقام تمييزاً واضحاً بين ما تلقاه من طريق الوحي أو التلقين وبين أفكاره وأقواله الخاصة. من هنا، جاء أسلوب القرآن بشكل رئيس على شكل خطاب موجّه إلى محمد، وليس كخطاب موجّه من محمد إلى أتباعه مباشرة، وإنما يؤمر بشكل مكرر بنقل هذه الرسالة إليهم. يقول وات إن مسألة "من يتحدث ومن يُخاطب" وهي التي تقوم على الشكل المسرحيdramatic ، جديرة بالاعتبار. فبحسب العقيدة الإسلامية، فإن المتحدث في القرآن هو الله، والنبي هو المُخاطب الذي يتوجّه إليه الله بالوحي. هذا موجود في العديد من المقاطع. أحياناً، يتحدث الله، بالضمير الأول للمفرد، أنا، وأحياناً بضمير نحن. كما أن استخدام الضمير المخاطب للمفرد، أنت، في التوجّه إلى النبي محمد، مألوف في القرآن. ويرى وات أن بعض الأحيان تتم الإشارة إلى الله في القرآن بصيغة المفرد الغائب، هو، وذلك أمر غير معتاد.
.
صياغة القرآن

يقول المستشرق وات: إن الرؤية الإسلامية تعتبر القرآن كلام الله الذي أُبلغ إلى محمد بواسطة ملاك، ولا يمكن أن يكون هناك تنقيح للقرآن من قبل محمد ووفق إرادته أو رغبته. فهذا الأمر واضح في عدد من الآيات بينها الآية 15 من سورة يونس: ﴿وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا﴾

يرى وات أن النبي محمداً قد كان يعتقد بأنه وحي صادق يوحى إليه وأنه لم يفكّر بإنتاج أي آيات وتمريرها كأنها من الوحي. لكن القرآن يتحدث في طرق عدة عن بعض التغييرات، نسخ الآيات، التي جاءت بمبادرة من الله نفسه واستبدالها بآيات أخرى، مشيراً إلى أن بعض الأوامر القرآنية للمسلمين كانت مؤقتة وتم نسخها وأستبدلت بأوامر أخرى. وحيث أن هذه الأوامر المنسوخة كانت كلام الله، فلا تزال تُتلى كجزء من القرآن.

إن الرؤية الإسلامية تعتبر القرآن كلام الله الذي أُبلغ إلى محمد بواسطة ملاك، ولا يمكن أن يكون هناك تنقيح للقرآن من قبل محمد ووفق إرادته أو رغبته. فهذا الأمر واضح في عدد من الآياتيعتبر وات أن الشكل الأكثر بساطة لتنقيح القرآن هو "الجمع"، أي جمع الأجزاء أو الوحدات الأصغر كما نزل بها القرآن، والأساس الذي يجعله يفكّر بذلك هو أن عملية جمع القرآن قد بدأت مع النبي محمد نفسه، وهي كانت مستمرة مع تلقّيه الوحي، وهو أمر ذكره القرآن في سورة القيمة، الآيات 16 ـ 19: {لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ* ِإنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ*فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ* ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ}.

ويذهب وات إلى أن التفسير الأرجح لكلمة "الجمع" في الآيات هذه هو أن ما جاء من مقاطع الوحي مفرقاً يكرر الآن مدموجاً مع بعضه البعض. ويرجّح أن الكثير من القرآن قد جُمع في سور قبل أن يبدأ عمل جامعي القرآن لاحقاً، وأن ذلك كان من عمل النبي محمد الذي كان لا يزال يرشده النزول المتواصل للوحي.

يشير وات إلى أن جزءاً من القرآن قد كُتب في مكة وأن النبي قد حاول إبقاء المسألة سراً، ويستدل بالآية 5 من سورة الفرقان: (وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا فَهِيَ تُمْلَىٰ عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا). أما في المدينة، فيعتقد وات أن المرء يتوقع أن تكون قد سُجّلت المقرّرات الشرعية - القانونية الأولى وأن الروايات التاريخية تتحدث عن أن الجمع الأول للقرآن قد قام به ربيبه زيد بعد وفاة النبي، ما يعني أن بعض القرآن كان قد كُتب على قطع من أوراق البردي أو مواد أخرى. وكانت نتيجة عمل زيد هو جمع القرآن على صحف وحفظها عند حفصة، زوجة النبي. لكن من المستبعد أن يكون هناك جمع رسمي للقرآن أنذاك، لكن من المؤكد أن حفصة كانت لديها صحف من نوع ما. وعليه يرجّح وات أن يكون الكثير من القرآن قد كُتب في حياة النبي محمد وأن تكون هناك نسخ مكتوبة مختلفة من أجزاء القرآن بين أيدي أفراد مختلفين.

التسلسل الزمني لنزول القرآن

يقول وات إن العلماء المسلمين قد قبلوا دوماً حقيقة أن القرآن قد أُوحي إلى النبي في معظمه في مقاطع قصيرة، وقد مالوا إلى افتراض أن معظم هذه كانت مقاطع سورة ما قد نزلت على محمد في الوقت نفسه. وعلى هذا الأساس، قام الباحثون المسلمون بتصنيف السور كـ"مكية" أو "مدنية"، وهذا الوصف موجود في ترويسة كل سورة في نسخ القرآن المتأخرة. ويعطي مثالاً على ذلك أن في الطبعة المصرية الرسمية للقرآن نجد في ترويسة سورة المزمل مكتوباً: "سورة المزمل مكية، باستثناء الآيات 10 و11 و20 فهي مدنية، وقد نزلت بعد سورة القلم". ويشير وات إلى أن العبارة الأخيرة هي جزء من محاولة ترتيب جميع السور بحسب تاريخ نزول معظم أجزائها.

ويشرح وات أن الأساس الذي بنى عليه المسلمون تاريخ نزول الآيات ومقاطع السور هو ما ورد في الأحاديث عن النبي محمد وآراء علماء القرآن المتآخرين عنه، مشيراً إلى كتاب "أسباب النزول" للواحدي(ت. 1075م)، لكن الكتاب يعاني من عيوب عدة أبرزها عدم اكتماله وتغطيته فقط جزءاً صغيراً من القرآن، بحسب وات.

يقول وات إن ما يقوله المسلمون عادة هو أن أول ما نزل من القرآن هو سورة القلم، لكن هناك رواية أخرى تقول إن الوحي الأول كان بداية سورة 74، المدثر، بينما حاول البعض التوفيق بين الرأيين بالقول إن سورة المدثر كانت أول الوحي بعد حالة انقطاع الوحي، المعروفة بفترة فتور الوحي. ويرى وات أن أياً من هاتين السورتين قد يكون أول الوحي، حيث أن سورة القلم تدعو النبي إلى القراءة وهي مناسبة لكتاب يسمّى "القرآن"، بينما سورة المدثر تدعو محمداً للنهوض والإنذار، وهي مناسبة لبداية العمل كرسول أو منذر.

*أستاذ جامعي وباحث لبناني في الفلسفة والفكر الإسلامي

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب القرآن كتابه القراءات كتاب قرآن عرض قراءات كتب كتب كتب كتب كتب كتب أفكار أفكار أفكار سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة النبی محمد من القرآن فی القرآن القرآن قد ى القرآن ل القرآن محمد فی أن یکون أن بعض أن هذه من قبل

إقرأ أيضاً:

فتاوى وأحكام| هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة شعرها؟.. هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟

فتاوى وأحكام:

هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة شعرها؟
هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟
حكم إخراج الزكاة لمؤسسة رعاية مرضى أمراض معينة

نشر موقع صدى البلد خلال الساعات الماضية عددا من الفتاوى والأحكام التى تهم كثير من المسلمين نستعرض أبرزها في التقرير التالي:

هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة شعرها؟

هل يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن في البيت وفي خارج الصلاة، وهي كاشفة شعرها؟.. سؤال أجاب عنه الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتى الجمهورية السابق وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية.


وقال عبر صفحته الرسمية على فيس بوك: “نعم يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن ولو من المصحف من غير أن تغطي شعرها ؛ لأن تغطية الرأس بالنسبة للمرأة شرط في صحة الصلاة، وليست شرطا للقراءة خارج الصلاة والمرأة في بيتها”.

هل يجوز للمرأة قراءة القرآن في بيتها بدون حجاب

وقال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إنه يجوز للمرأة قراءة القرآن في بيتها غير مرتدية الحجاب، وإن كان ارتداؤه من آداب تلاوة القرآن الكريم التي لها مزيد فضل وثواب.

حكم قراءة القرآن للمرأة مكشوفة الرأس
وقالت دار الإفتاء إنه لا يشترط ستر العورة لقراءة القرآن، ولكن يستحب للمسلم إذا قرأ القرآن أن يكون ساترًا لعورته، وأن يكون على هيئة حسنة، فقد قال الحكيم الترمذي في "نوادر الأصول في أحاديث الرسول" (3/ 253): "من حُرْمَة الْقُرْآن أَن لَا تمسه إِلا طَاهِرا وَأَن تَقْرَأهُ وَأَنت على طَهَارَة وَأَن تستاك وَأَن تتخلل وتطيب فَإِن هَذَا طَرِيقه وَأَن تستوي قَاعِدا إِن كنت فِي غير صَلاة وَلَا تكون مُتكئا، وَأَن تتلبس لَهُ كَمَا تتلبس للدخول على الأَمِير لِأَنَّك مناج وَأَن تسْتَقْبل الْقبْلَة".


وأضافت الدار، فى فتوى لها، أنه "يجوز للمرأة أن تقرأ القرآن من غير أن تضع حجابًا على رأسها؛ إذ لم يرد في الكتاب والسنة ما يأمرها بتغطية رأسها عند تلاوة القرآن، ولو غطته من باب كمال الأدب مع كتاب الله فهو أفضل".

وأشارت إلى أن لقراءة القرآن آداب ينبغي مراعاتها لتحصيل أكبر قدر من ثوابها منها: "ستر العورة، والطهارة من الحدث الأصغر والأكبر، واستقبال القبلة، واتباع أحكام التلاوة".

هل يجوز تمني الموت من شدة الضيق .. الإفتاء تحسم الجدلأرباح لايفات تيك توك "حرام شرعًا" في هذه الحالة .. الإفتاء تكشف عنهاحكم نسيان ركعة وتذكرها بعد التسليم من الصلاة.. الإفتاء توضحما حكم من ينشر فضائح الناس على السوشيال ميديا.. الإفتاء تجيب


هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا مضمونه: كثير من الناس يموتون الآن بسبب مرض السرطان، فهل الذي يموت بسبب هذا المرض الخطير يُعَدُّ شهيدًا؟

وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إن الموت بسبب مرض السرطان تشمله أسباب الشهادة الواردة في الشرع الشريف؛ بناءً على أن هذه الأسباب يجمعها معنى الألم لتحقق الموت بسبب خارجي، فليست هذه الأسباب مسوقة على سبيل الحصر، بل هي منبهة على ما في معناها مما قد يطرأ على الناس من أمراض، وبناءً على أن مرض السرطان داخل في عموم المعنى اللغوي لبعض الأمراض، ومشارك لبعضها في بعض الأعراض، وشامل لبعضها الآخر مع مزيد خطر وشدة ضرر، فمن مات بسببه يرجى له أجر الشهادة في الآخرة؛ رحمةً من الله سبحانه وتعالى به، غير أنه تجري عليه أحكام الميت العادي؛ من تغسيلٍ، وتكفينٍ، وصلاةٍ عليه، ودفنٍ.
 
أنواع الشهداء في الإسلام وبيان كل نوع وسببه
وأوضحت انه قد تقرر أن الشهداء على ثلاثة أقسام:
الأول: شهيد الدّنيا والآخرة: الّذي يقتل في قتال الحربيين أو البغاة أو قطاع الطريق، وهو المقصود من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ قاتلَ لِتَكُونَ كلِمةُ اللهِ هيَ الْعُليا فهوَ في سبيلِ اللهِ» متفقٌ عليه من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وتسمى هذه الشهادة: بالشهادة الحقيقية.


والثاني: شهيد الدّنيا: وهو من قتل كذلك، ولكنه غلّ في الغنيمة، أو قتل مدبرًا، أو قاتل رياءً، ونحو ذلك؛ فهو شهيد في الظاهر وفي أحكام الدنيا.
 

والثالث: شهيد الآخرة: وهو من له مرتبة الشهادة وأجر الشهيد في الآخرة، لكنه لا تجري عليه أحكام شهيد الجهاد في الدنيا من تغسيله والصلاة عليه؛ وذلك كالميّت بداء البطن، أو بالطّاعون، أو بالغرق، ونحو ذلك، وهذه تُسمَّى بالشهادة الحكمية.
 

ووسَّعت الشريعة الغرّاء هذا النوع الثالث؛ فعدَّدت أسباب الشهادة ونوَّعتها؛ تفضلًا من الله تعالى على الأمة المحمدية، وتسليةً للمؤمنين: فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا تَعُدّونَ الشّهيدَ فِيكُم؟» قالوا: يا رسول الله، من قُتِلَ في سبيل الله فهو شهيد، قال: «إنّ شُهَدَاءَ أمّتي إذًا لَقَلِيلٌ»، قالوا: فمن هم يا رسول الله؟ قال: «مَنْ قُتِلَ فيِ سَبيلِ اللهِ فَهُو شَهِيدٌ، وَمَن مَاتَ في سَبِيلِ اللهِ فَهُوَ شَهِيدٌ، وَمَن مَاتَ في الطَّاعُونِ فَهُو شَهِيدٌ، وَمَن مَاتَ في البَطنِ فَهُو شَهِيدٌ» قال ابن مقسمٍ: أشهد على أبيك في هذا الحديث أنه قال: «وَالغَرِيقُ شَهِيدٌ» رواه مسلم في "صحيحه".


ورواه الإمام البخاري في "صحيحه" من طريق أخرى عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم، بلفظ: «الشُّهَدَاءُ خَمْسَةٌ: المَطعُونُ، والمَبطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحِبُ الهَدمِ، والشّهِيدُ في سَبِيلِ اللهِ».
 

ورواه الطبراني في معجمَيْه "الكبير" و"الأوسط" من حديث سلمان الفارسي رضي الله عنه مرفوعًا، وزاد فيه: «وَالسُّلُّ شَهَادَةٌ».
 

وعن جابر بن عَتِيك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «الشّهادة سبعٌ سوى القتل في سبيل الله؛ المطعونُ شهيدٌ، والغرقُ شهيدٌ، وصاحبُ ذاتِ الجنب شهيدٌ، والمبطونُ شهيدٌ، وصاحبُ الحريق شهيدٌ، والّذي يموت تحت الهدم شهيدٌ، والمرأةُ تموتُ بجمعٍ شهيدٌ» رواه أبو داود وغيره.
 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْحُمَّى شَهَادَةٌ» أخرجه الديلمي في "مسند الفردوس"، وصححه الحافظ السيوطي في "الجامع الصغير".
 

فهذه الأسباب المتعددة وغيرها قد تفضَّل الله تعالى على من مات بها صابرًا مُحتسبًا بأجر الشهيد؛ لِما فيها من الشِدَّة وكثرة الألم والمعاناة:
 

قال الإمام أبو الوليد الباجي في "المنتقى شرح الموطأ" (2/ 27، ط. دار السعادة): [وإنما سألهم عن جنس جميع الشهادة فأخبروه عن بعضها؛ وهو جميع ما كان يسمى عنده شهادة فقالوا: القتل في سبيل الله، فأخبرهم صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ الشهادة سبعة سوى القتل في سبيل الله؛ تسليةً للمؤمنين، وإخبارًا لهم بتفضل الله تعالى عليهم، فإنَّ الشهادة قد تكون بغير القتل، وإن شهداء أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم أكثر مما يعتقدهُ الحاضرون.. وهذه ميتات فيها شِدَّة الأمر، فتفضل الله تعالى على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم زيادةً في أجرهم حتى بلَّغهم بها مراتبَ الشهداء] اهـ.
 

قال العلامة ابن التين -فيما نقله عنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 44، ط. دار المعرفة)-: [هذه كلها ميتات فيها شدة، تفضل الله على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم بأن جعلها تمحيصًا لذنوبهم وزيادة في أجورهم، يبلغهم بها مراتب الشهداء] اهـ.
 

وقال الإمام النووي في "شرح مسلم" (13/ 63، ط. دار إحياء التراث العربي): [وقد قال العلماء: وإنما كانت هذه الموتات شهادة بتفَضُّل الله تعالى بسبب شِدَّتها وكثرة ألَمِهَا] اهـ.
والعدد في هذه الأحاديث غير مراد؛ فقد نص جماعة من العلماء على أن خصال الشهادة ليست محصورة في هذه الخِصال؛ بل أوصلها العلماء إلى أكثر من ذلك:
 

فعن محمد بن زياد الألهاني، أنه قال: ذكر عند أبي عِنَبَةَ الخولاني الشهداءُ؛ فذكروا المبطون، والمطعون، والنفساء: فغضب أبو عنبة، وقال: حدثنا أصحاب نبينا رضي الله عنهم، عن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: «إنَّ شُهَدَاءَ الله في الأرضِ، أمناء الله في الأرضِ في خَلقه، قُتِلُوا أو مَاتُوا» رواه الإمام أحمد.
 

وقال العلامة ابن المُنيِّر في "المتواري على أبواب البخاري" (ص: 154، ط. مكتبة المعلا): [ويحتمل عندي أن يكون البخاري أراد التنبيه على أن الشهادة لا تنحصر في القتل، بل لها أسباب أخر، وتلك الأسباب أيضًا اختلفت الأحاديث في عددها: ففي بعضها خمسة، وهو الذي صح عند البخاري، ووافق شرطه، وفي بعضها سبعة، ولم يوافق شرط البخاري، فنبه عليه في الترجمة، إيذانًا بأنَّ الوارد في عددها من الخمسة أو السبعة ليس على معنى التحديد الذي لا يزيد ولا ينقص؛ بل هو إخبار عن خصوص فيما ذكر الله، والله أعلم بحصرها] اهـ.
 

وقال الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (6/ 43): [والذي يظهر: أنه صلى الله عليه وآله وسلم أعلم بالأقل، ثم أعلم زيادة على ذلك فذكرها في وقتٍ آخر، ولم يقصد الحصر في شيء من ذلك، وقد اجتمع لنا من الطرق الجيدة أكثر من عشرين خصلة] اهـ.
وقال العلامة الصنعاني في "التنوير شرح الجامع الصغير" (6/ 551، ط. دار السلام): [ولا أعلم أنه تعرض أحدٌ لوجهِ غير هؤلاء من الشهداء؛ فإنَّ ثمة أمراضًا أعظم من هذه المذكورة، وقد ألحق في الأحاديث ما بلغه أربعين شهيدًا] اهـ.

وقد صنف في أسباب الشهادة جماعة من العلماء: منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته "أبواب السعادة في أسباب الشهادة"، وأوصلها إلى سبع وخمسين خصلة، وعدَّهم الأَجْهُوري المالكي ستين خصلة، والعلامة السيد عبد الله بن الصدّيق الغماري في رسالته "إتحاف النبلاء بفضل الشهادة وأنواع الشهداء".
والتحقيق أن الشهادة لا تنحصر في خصوص هذه الخصال؛ بل يلحق بها ما كان في معناها، أو جرى مجراها، وقد استنبط الإمام التقي السبكي السبب الكلي العام للشهادة الذي يشمل تحته أسبابَها الجزئية المتنوعة؛ فقال في "الفتاوى" (2/ 343، ط. دار المعارف): [إذا عرفت حقيقة الشهادة فاعلم أن لها أسبابًا؛ أحدها: القتل في سبيل الله وقد ذكرناه، الثاني: أسبابٌ أُخَرُ وردت في الحديث.. ووجدنا في السبب الأول أمورًا ليست فيها، فلما رأينا الشارع أثبت اسم الشهادة للكل وجب علينا استنباطُ أمرٍ عامٍّ مشترك بين الجميع وهو: الألم بِتَحَقُّقِ الموتِ بسببٍ خارجٍ، وإن اختلفت المراتب وانضم إلى بعضها أمورٌ أُخَرُ] اهـ.

هل المتوفى بسبب السرطان يعتبر شهيدا
وبناء على ذلك فالموت بسبب مرض السرطان داخلٌ في أسباب الشهادة من جهات متعددة:
الأولى: تفاقم أمره واستفحال شره وشِدَّة ألَمِه، والتي جعلها العلماء علةَ أجر الشهادة في الخِصال المنصوص عليها؛ كما سبق.
قال العلامة الكشميري (ت1353هـ) في "فيض الباري" (2/ 248، ط. دار الكتب العلمية): [لمَّا رأيت أن الأحاديثَ لا تستقرُّ فيه على عددٍ معيَّن، بدا لي أن تُوضَعَ له ضابطة، فاستفدتُ من الأحاديث: أن كل من مات في عِلَّةٍ مُؤْلمةٍ متماديةٍ، أو مرضٍ هائلٍ، أو بلاءٍ مفاجئٍ: فله أجر الشهيد] اهـ.
والثانية: أن مرض السرطان داخل في المعنى اللغوي العام لبعض الأمراض المنصوص عليها في أسباب الشهادة؛ كالمبطون، وهو عند جماعة من المحققين: هو الذي يشتكي بطنه مطلقًا؛ كما قال الإمام النووي في "شرح مسلم" (13/ 63).
وهذا متحقق في أعراض كثيرة من الحالات المصابة بمرض السرطان؛ مثل: سرطان الأمعاء، وسرطان الكلى، والتهابات الكبد، والسُّعال المستمر، وتغيرات أنماط عمل الأمعاء والمثانة، وعُسر الهضم؛ كما سبق بيانه.
والثالثة: أن هناك أمراضًا جعلها الشرع سببًا في الشهادة إذا مات بها الإنسان؛ كالحمى، والسل، ونحوهما، وهذا المرض شامل لأعراضهما وزائد عليهما بأعراض أخرى ومضاعفات أشد.
والرابعة: أنَّ أحاديث الشهادة إنما نصت على الأمراض التي كانت معروفة على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولم تأت لتخصيصها بثواب الشهادة بذاتها، بقدر ما جاءت منبهةً على ما في معناها من الأمراض التي قد تحدث في الناس جيلًا بعد جيل.

حكم إخراج الزكاة لمؤسسة رعاية مرضى أمراض معينة

تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يقول صاحبه: ما حكم إخراج الزكاة لمؤسسة تعمل على رعاية مرضى الأنف والأذن والحنجرة؟وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إنه يجوز الصَّرفُ من أموال الزكاة للحالات المرَضية الواردة على المؤسسة من الفقراء والمساكين، على أن يكون ذلك بطَريق تمليكهم أموال الزكاة وتسليمهم إياها لينفقوها بأنفسهم فيما يحتاجون إليه من علاج وغيره، أو بطَريق استئذانهم في التصرف نيابةً عنهم في أموال الزكاة التي هي حق لهم في أموال الأغنياء، مع مراعاة اللوائح والقوانين المنظِّمة لهذا الشأن.

 

مصارف الزكاة

وبينت ان الزكاة ركنٌ مِن أركان الإسلام، نظَّم الشرعُ الشريفُ كيفية أدائها بتحديد مصارفها في قوله تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة: 60].



وقد اشترط جمهورُ الفقهاء فيها التمليكَ، فأوجَبُوا تمليكَها للفقير أو المسكين حتى يتصرف فيها كما يشاء، وينفقها في حاجته التي هو أدرى بها وأعلَمُ مِن غيره، كما في "المبسوط" لشمس الأئمة السَّرَخسِي الحنفي (2/ 202، ط. دار المعرفة)، و"مغني المحتاج" للإمام شمس الدين الخطيب الشِّربِينِي الشافعي (4/ 173، ط. دار الكتب العلمية)، و"المغني" للإمام موفَّق الدين بن قُدَامَة الحنبلي (2/ 500، ط. مكتبة القاهرة).

ومِن ثَمَّ كان مقصودُ الزكاة كِفايةَ الفقراء والمساكين وإغناءَهم، وإقامة حياتِهم ومَعاشِهم، أي أنها لِبِناء الإنسان قبل البُنيان، فكِفاية الفقراء والمحتاجين مِن المَلْبَسِ والمَأكلِ والمَسْكَنِ والمعيشةِ والتعليمِ والعلاجِ وسائرِ أمورِ حياتِهم يجب أن تكون مَحَطَّ الاهتمام في المقام الأول، تحقيقًا لحكمة الزكاة الأساسية، والتي عبر عنها العلماء بـ"سَدِّ خَلَّةِ المُسلِمِينَ" -كما في "جامع البيان" للإمام أبي جَعفَر الطَّبَرِي (11/ 523، ط. هجر)، ولذلك خَصَّهُمُ النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم بالذِّكر في حديث مُعَاذٍ رضي الله عنه لَمَّا أرسَلَه إلى اليمن وقال له: «فَأَعلِمهُم أَنَّ اللهَ افتَرَضَ عَلَيهِم صَدَقَةً فِي أَموَالِهِم، تُؤخَذُ مِن أَغنِيَائِهِم، وَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِم» متفق عليه.

ويدخل فيه كفاية الفقراء والمساكين في علاجهم من أمراض الأنف والأذن والحنجرة وغيرها من الأمراض، وذلك بطريق تسليمهم مالَ الزكاة وتمليكهم إياه لينفقوه بأنفسهم فيما يحتاجون إليه من علاج وغيره بحسب ما يقررونه من أولويات حياتهم وشؤون معاشهم، أو بطريق استئذانهم في التصرف نيابةً عنهم في هذا المال الذي هو حق لهم في نفقات علاجهم؛ تحقيقًا لمبدأ تمليك مال الزكاة للفقراء والمساكين وإطلاق يد تصرفهم فيه بأنفسهم أو بالإنابة والتوكيل.

واكدت بناءً على ذلك انه يجوز الصَّرفُ من أموال الزكاة للحالات المرَضية الواردة على المؤسسة من الفقراء والمساكين، على أن يكون ذلك بطَريق تمليكهم أموال الزكاة وتسليمهم إياها لينفقوها بأنفسهم فيما يحتاجون إليه من علاج وغيره، أو بطَريق استئذانهم في التصرف نيابةً عنهم في أموال الزكاة التي هي حق لهم في أموال الأغنياء، مع مراعاة اللوائح والقوانين المنظِّمة لهذا الشأن.

طباعة شارك فتاوى أحكام قراءة القرآن السرطان الشهداء الزكاة أنواع الشهداء مصارف الزكاة

مقالات مشابهة

  • ثواب استماع القرآن للمرأة غير القادرة على القراءة.. تعرف عليه
  • رئيس جامعة الأزهر: سورة المائدة انفردت ببيان حكم الصيد للمحرم
  • هل قراءة سورة الكهف اليوم السبت تجزئ لمن نسيها الجمعة؟.. لديك فرصة
  • هل قراءة أواخر سورة البقرة تغني عن قيام الليل؟.. 5 حقائق لا تعرفها
  • فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة والوقت المناسب لها
  • سنن يوم الجمعة .. 11 وصية نبوية تدخلك الجنة وتفتح لك أبواب الخيرات
  • فتاوى وأحكام| هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة شعرها؟.. هل المتوفى بسبب السرطان يُعتبر من الشهداء؟
  • هل يجوز للمرأة قراءة القرآن وهي كاشفة شعرها؟.. أمين الفتوى يجيب
  • هل يجوز إهداء ثواب قراءة القرآن للحي والميت؟.. الإفتاء توضح
  • هل ثواب قراءة القرآن من الموبايل له نفس ثواب المصحف الورقي؟.. أيهما أفضل