الضربة الإسرائيلية تعزز موقف الحوثيين على طاولة محور إيران
تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
منحت مشاركة جماعة الحوثي بهجمات البحر الأحمر ترسيخ نفسها كطرف أكثر أهمية في محور إيران الإقليمي، وترسخ الهجمات الإسرائيلية على الحديدة وجود الجماعة داخل المحور وهو هدف سعى إليه الحوثيون منذ بدء العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة.
وقُتل 9 يمنيين على الأقل وأصيب عشرات آخرين بهجوم الاحتلال الإسرائيلي على مدينة الحديدة غربي البلاد يوم السبت ما أثر غضباً محلياً وعربياً على الاحتلال.
ولعب الدعم الإيراني دوراً بارزاً في تمكين الحوثيين، وقد تعمق هذا التحالف في الأشهر التسعة الماضية. ومع استمرار إسرائيل في قصف غزة، إلى جانب المناوشات شبه اليومية مع حزب الله على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية ، فتح الحوثيون جبهة جديدة بالتنسيق مع حلفائهم داخل “محور المقاومة” المناهض للولايات المتحدة، لكن أهداف الحوثيين الداخلية وراء تدخلهم في هذه الحرب.
ومنحت هجمات البحر الأحمر حركة الحوثيين مقعداً رئيسياً في طاولة محور المقاومة التابع لإيران، بعد أن اعتقدت الجماعة أنها تُدفع بعيداً منذ اتفاق العاشر من مارس 2023 بين السعودية وإيران برعاية صينية. قدم الحوثيون نفسهم كفاعل رئيسي يمكن لحصولهم على القدرات والتكنولوجيا العسكرية من النظام الإيراني أن يكونوا أفضل من حزب الله في لبنان الذي بنته إيران من الصفر، واعتمدت عليه كمركز إقليمي للنفوذ الإيراني وتأثيره في السياسات الإقليمية. وهو ما يؤكده الحوثيون منذ بدء هجماتهم في البحر الأحمر في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
حصري- أبو علي الحاكم.. ذراع “استراتيجي” لأشد عمليات الحوثيين سرية! الحوثيون و”الحشد الشعبي” العراقي يعلنان تنسيق الهجمات.. هل تطوق إيران منطقة الخليج؟! تعاون مع حلفاء إيرانوكتب توماس جونو، الأستاذ بجامعة أوتاوا، على موقع اكس (X): “إن رد إسرائيل على الحوثيين لن يردع الجماعة المسلحة. بل على العكس من ذلك، فإنه يمنح الحوثيين مكسبًا دعائيًا وذريعة لمزيد من القمع للمعارضة”.
ومن خلال تعزيز العلاقات مع حلفاء إيران في سياقات إقليمية أخرى، أظهر الحوثيون درجة غير مسبوقة من التنسيق والتعاون الاستراتيجي بين الحلفاء المسلحين بإيران-كما يقول محللون.
وكتبت أمل سعد، المحاضرة في العلوم السياسية بجامعة كارديف، على موقع X بعد الهجوم الحوثي: “هذا التصعيد المشترك ليس مجرد رد على الغارات الجوية الإسرائيلية على جنوب لبنان الليلة الماضية، والتي تسببت في سقوط ضحايا من المدنيين، ولكنه يبدو أيضًا أنه رد استراتيجي على محاولات نتنياهو نسف محادثات وقف إطلاق النار قبل زيارته للولايات المتحدة الأسبوع المقبل ” .
ويقول الباحث اليمني المقيم في إسطنبول نبيل البكيري «لا شك أن الحوثيين برزوا كقوة في المنطقة، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى تحالفهم مع إيران وحزب الله وقوات الحشد الشعبي العراقي».
وأضاف البكيري أن الهجوم الأخير يشير إلى مدى نجاح الحوثيين في تعزيز موقفهم داخل المحور الإقليمي الذي تقوده إيران ضد إسرائيل، وأن دعم طهران جعل الهجمات على إسرائيل والتجارة في البحر الأحمر ممكنة.
الحوثيون مركز إقليمي جديد لتصدير الثورة الإيرانية… صنعاء بدلاً من طهران وبيروت! كيف يحفر الحوثيون وجوداً طويل الأمد في عمق العراق؟! عدنان هاشم.. فلسطين والبحر الأحمر في الاستراتيجية الإيرانية التنسيق مع فصائل إيرانوقال جون فينتون هارفي الصحافي والمحلل في شؤون المنطقة: إن الحوثيين لديهم طموحاتهم الداخلية الخاصة وقد يكونون أقل اعتمادًا على طهران مقارنة بحلفاء آخرين، مثل حزب الله وقوات الحشد الشعبي العراقية.
وأضاف: ومع ذلك، سعى الحوثيون بشكل استباقي إلى وضع أنفسهم ضمن “محور المقاومة”، بما في ذلك على المستوى الثنائي مع حزب الله ووكلاء إيران في العراق.
ومن الجدير بالذكر أن الحوثيين عززوا علاقاتهم مع الفصائل المدعومة من إيران في العراق من تلقاء أنفسهم، مثل الزيارات الثنائية . وفي استعراض لهذه العلاقات، زعم الحوثيون في 2 يوليو/تموز أنهم استهدفوا حيفا في إسرائيل من خلال هجوم مشترك مع مجموعات مقرها العراق، بعد أن استهدف الحوثيون في وقت سابق سفنًا إسرائيلية في ميناء حيفا.
وكتب عدنان الجبرني الصحفي والباحث الذي يتابع الجماعات المسلحة التابعة لإيران في مركز صنعاء للدراسات: ليس من المستغرب أن تسعى طهران إلى تعزيز التآزر بين حلفائها، ولكن ما يلفت النظر هو اندفاع الحوثيين إلى الإعلان عن التعاون الثنائي علناً، نظراً لوضعهم الجديد نسبياً كفاعل عسكري إقليمي”.
ونقل الجبرني تقريره عن مصادر قولها إن الحوثيين عززوا علاقاتهم مع الحرس الثوري الإسلامي الإيراني وحلفائهم في العراق في مارس/آذار من هذا العام لتنسيق العمليات البحرية الإقليمية وسط حرب غزة.
أجندة الحوثيين السياسيةويحاول الحوثيون أن يظهروا انفسهم قوة جديدة في المنطقة، إذ لم يكونوا منفتحين حول أجندتهم السياسية، وشكل الدولة بعد الحرب وعلاقتهم الخارجية. لكنهم يرون أن مقارنتهم بحزب الله غير صحيحة. حيث قال عبدالملك العجري القيادي في الجماعة إنه جماعته ستكون “أقوى وأكبر” من نظيرتها اللبنانية (التابعة لإيران) لأن الحوثيين سيكونون “اللاعب الرئيسي وصاحب المصلحة الرئيسي” في اليمن.
وعادة ما يقارن الحوثيون قوتهم ونفوذهم وخططهم ليكونوا قوة إقليمية في المنطقة بالقوة الإيرانية. وخلال سنوات الحرب استنسخ الحوثيون النظام الثوري بما في ذلك المؤسسات العسكرية الموازية. وهو ما يجعلهم يمتلكون نظرية لتصدير ما يطلقون عليها في 21سبتمبر/أيلول 2014 إلى بلدان المنطقة.
ونشر “يمن مونيتور” تقريراً في ابريل/نيسان الماضي يشير إلى طموح الحوثيين بأن يكونوا قوة جديدة في المنطقة، ومنطلق لحركات محور المقاومة التابع لإيران بدلاً من لبنان حيث حزب الله اللبناني.
تغيّر عمليات السابع من أكتوبر/تشرين الأول في غزة، ديناميكيات المنطقة. ومن المؤكد أن خارطة إقليمية آخذة بالظهور على وقع اليد الأمريكية والغربية المرتعشة الداعمة للإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال، وتحقق إيران نقاطاً أكبر في المنطقة لكنه في النفس الوقت يختبر إيران وخيارات خامنئي التي تمنع وصول الحرب إلى الوطن. وإذا كان هناك شيء واحد نشاهده منذ يوم السابع من أكتوبر فهو أن حدثاً واحداً يمكنه أن يغيّر الكثير من السياسات ويدفع إلى حرب إقليمية.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق أخبار محليةسلام الله على حكم الامام رحم الله الامام يحيى ابن حميد الدين...
سلام الله على حكم الامامه سلام الله على الامام يا حميد الدين...
المذكورون تم اعتقالهم قبل أكثر من عامين دون أن يتم معرفة أسب...
ليست هجمات الحوثي وانماالشعب اليمني والقوات المسلحة الوطنية...
الشعب اليمني يعي ويدرك تماماانكم في صف العدوان ورهنتم انفسكم...
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: المشتقات النفطیة ستاندرد آند بورز محور المقاومة میناء الحدیدة البحر الأحمر فی المنطقة محور إیران فی الیمن حزب الله الله على فی میناء إیران فی فی وقت
إقرأ أيضاً:
سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟
في فجر 30 يوليو/تموز 2025، ضرب زلزال بلغت قوته 8.8 درجات على المقياس ساحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرقي روسيا، ليصبح أحد أهم الأحداث الزلزالية في التاريخ الحديث.
ألحق الزلزال أضرارا بالمباني وأصاب عدة أشخاص في المنطقة الروسية النائية، وبسبب قوته، صدرت أوامر بإخلاء معظم الساحل الشرقي لليابان، الذي دمره زلزال بقوة 9 درجات على المقياس، مع وتسونامي في عام 2011.
ويوضع هذا الزلزال في الترتيب السادس بقائمة أشد الزلازل المسجلة قسوة إلى الآن، إلى جانب زلزال "بيو بيو"، الذي ضرب دولة تشيلي، قبالة شاطئ منطقة ماولي التشيلية على عمق 35 كيلومترا تحت سطح البحر، يوم السبت 27 فبراير/شباط 2010.
ويأتي ذلك بعد زلزال وتسونامي فالديفيا أو زلزال تشيلي العظيم، الذي حدث في 22 مايو/أيار 1960، وقد وضعته معظم الدراسات عند 9.4-9.6 على المقياس، ورتب على أنه أقوى زلزال تم تسجيله على الإطلاق، استمر 10 دقائق، وتراوحت أعداد ضحاياه بين ألف و6 آلاف شخص.
وقد صنف الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا اليوم على أنه "زلزال دفعي ضخم"، ويحدث هذا عند حدود الصفائح التكتونية المتقاربة، حيث تجبر إحدى الصفائح التكتونية على الانحشار تحت الأخرى.
ولفهم الفكرة تخيل أن الأرض بحجم التفاحة، في هذه الحالة ستكون القشرة الأرضية بحجم قشرة التفاحة الرقيقة، لكن هناك اختلاف، فقشرة الأرض مقسمة إلى "صفائح تكتونية" متداخلة كما تتداخل قطع الأحجيات الورقية التي يطلب منك تجميعها للحصول على صورة جميلة.
الصفائح التكتونية هي قطع ضخمة من صخور القشرة الأرضية تطفو فوق طبقة منصهرة جزئيا تُسمى "الوشاح".
وتتحرك هذه الصفائح ببطء بسبب تيارات حرارية في باطن الأرض، وقد تصطدم أو تبتعد أو تنزلق بجانب بعضها، وتسبب حركتها الزلازل والبراكين وتُشكّل الجبال والمحيطات على مدى ملايين السنين.
في هذه الحالة، وقع الزلزال على طول خندق كوريل-كامتشاتكا، وهو عبارة عن منخفض عميق وضيق تحت سطح البحر يقع في شمال غرب المحيط الهادي، وقد نشأ عبر ملايين السنين نتيجة تقارب صفيحتين تكتونيتن: صفيحة المحيط الهادي وصفيحة أوخوتسك، بعمق 10 آلاف و542 مترا.
إعلانفي هذه المنطقة، تغوص صفيحة المحيط الهادئ تحت صفيحة أوخوتسك، وتُنتج الطاقة المنبعثة من هذه التحولات التكتونية موجات زلزالية قوية، مما يجعل هذه النوعية الزلازل من أقوى الزلازل المسجلة عالميًا.
يحدث الانزلاق بشكل تدريجي على مدار ملايين السنين، حيث تتراكم الضغوط عند حافة الصفائح، وعندما تصبح هذه الضغوط غير قابلة للتحمل، يحدث تحرر مفاجئ للطاقة في شكل زلزال.
بمجرد أن تتحرر الطاقة المخزنة في الصخور الملتوية، تحدث اهتزازات قوية جدا، تنتقل عبر الطبقات الجيولوجية على شكل موجات زلزالية، مما يؤدي إلى تدمير في المناطق المتأثرة.
وتختلف هذه النوعية عن الزلازل المعتادة، التي تحدث عادة بسبب حركات جانبية بين الصفائح التكتونية مثل الانزلاق الأفقي أو العمودي، وليس انحشار صفيحة تكتونية تحت الأخرى.
في الواقع، شهدت المنطقة نفسها من قبل الزلزال الواقع في الترتيب الخامس بقائمة أقوى زلزال على الإطلاق، وهو زلزال كامتشاتكا 1952 بقوة 9 درجات على المقياس، حيث انزلقت صفيحة محيطية (المحيط الهادي) تحت صفيحة أوخوتسك، على امتداد خندق كوريل-كامتشاتكا.
تسونامي متوسط وزلازل تابعةتسبب هذا الزلزال في تسونامي ضخم اجتاح سواحل روسيا، ووصل تأثير التسونامي إلى هاواي وسبب أضرارًا هناك، كما تم تسجيل موجات على شواطئ ألاسكا وتشيلي.
حينما انزلقت صفيحة المحيط الهادي تحت صفيحة أوخوتسك، فإن هذا النوع من الحركة لا يكون أفقيا فقط، بل يتضمن رفعا مفاجئا لقاع البحر خلال ثوانٍ قليلة، بالضبط كما تضع يديك داخل الماء ثم تحركهما للأعلى، فتلاحظ ظهور موجة أعلى سطح الماء.
في حالة المحيط، فهذا الارتفاع يزيح مليارات الأطنان من الماء للأعلى، مسببًا موجات ضخمة تنتشر بسرعة في كل الاتجاهات.
ونظرا لشدة الزلزال الروسي البالغة 8.8 درجات، فقد حدث تسونامي كبير على طول مناطق الاندساس، أثرت على شبه جزيرة كامتشاتكا، ودفعت إلى إصدار تحذيرات بالإخلاء في جميع أنحاء المحيط الهادي، بما في ذلك اليابان وهاواي وألاسكا.
وقد بلغ ارتفاع موجات تسونامي المرصودة حوالي 4 أمتار، ورغم أن هذه الموجات ليست بحجم بعض موجات تسونامي التي شهدناها في التاريخ، فإنها لا تزال قادرة على التسبب في أضرار جسيمة على طول المناطق الساحلية.
ويظل احتمال وقوع المزيد من موجات تسونامي قائما، رغم أنها ستكون على الأرجح أصغر من الموجات الأولية، وقد تتضاءل شدتها مع انتشارها عبر المحيط الهادي، وتواصل السلطات في المناطق المعرضة لتسونامي مراقبة مستويات سطح البحر وإصدار التحذيرات.
ومن العواقب الشائعة الأخرى للزلازل ذات الدفع الهائل حدوث الهزات الارتدادية، وهي زلازل أصغر حجما تتبع الحدث الزلزالي الرئيسي، حيث تتكيف قشرة الأرض مع التحولات الناجمة عن الزلزال الأولي، وتعد الهزات الارتدادية شائعة في المناطق المتضررة من الزلازل الكبيرة، ويمكن أن تستمر لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر.
في حالة زلزال اليوم، تم تسجيل عدة هزات ارتدادية بالفعل، بقوة تصل إلى 6.9 درجات، ورغم أن هذه الهزات الارتدادية أقل شدة من الزلزال الرئيسي، فإنها قد تكون قوية بما يكفي لإحداث المزيد من الأضرار، لا سيما في المباني والبنية التحتية التي أضعفها الزلزال الأولي.
إعلان