جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-25@08:48:52 GMT

الفكرة ومحيطها

تاريخ النشر: 23rd, July 2024 GMT

الفكرة ومحيطها

 

عيسى الغساني

الأفكار لا تنشأ من فراغ، بل هي نتاج تنشئة وتفاعل دائم بين الفرد والمجتمع والبيئة المحيطة، وبقدر حالة المجتمع الثقافية والفكرية ومنظومة القيم والمبادئ الأخلاقية المشتركة، تكون العلاقة جاذبة أو طاردة، وينشأ فراغ يسدُّ بأكثر القوى فاعلية في محيط التأثير والتأثر. وفي حياة الأفكار، تعدُّ التجارب الشخصية أكثر العناصر التي تسهم في بناء الأفكار، وفي العمر المبكر المناشط الاجتماعية رياضيًّا وفكريًّا ليست رفاها أو عبثًا بل تأسيس وتهذيب للإنسان السوي، وتنقية اللغة بالأدب الرفيع والهادف وإقصاء كلمات ومفردات وعبارات التباين والتفوق، تحت أي مسمي: منهجًا وتطبيقًا، لا يقل أهمية عن بناء معرفة العلوم بشتى جوانبها.

فالإنسان يُراقب العالم حوله ويلاحظ الأنماط والتفاعلات، فيقبل أو يرفض، وهذا القبول والرفض يولد أفكارًا جديدة؛ سواء في السياق الاجتماعي أو في مجال العلوم، فكل الاكتشافات والاختراعات كانت وليدة الملاحظة والتجربة. فالحياة الثقافية للمجتمع وبما ينتجه من روايات وقصص وشعر ونثر وكتب في العلوم الاجتماعية والطبيعية، تُشكل المعين الذي به تحيا المجتمعات وتتشكل، وعند غياب الحالة الثقافية المجتمعية ينشأ الفراغ الذي يُسدُّ بآخرين لهم رؤى وغايات تسخر الجميع لخدمتها؛ فحصانة الثقافة سد منيع لا يجب إغفاله وتركه بملف النسيان.

إنَّ حالة الوعي الإنساني حالة فكرية نشطة، وليست حالة خاملة؛ فالفكر لا يعرف الخمول، فهو لك أو لغيرك، وربما عندما يكون لغيرك يكون بدون وعي منك.

إنَّ حالة ترابط الأفكار بمحيطها ربما تتشكَّل في العقل اللاواعي عند غياب الحالة الفكرية والثقافية الصحية لمجتمع ما، إنَّ دراسة الحالة الثقافية وتقييمها ومن ثم تصحيحها إن اقتضى الأمر لهو رهان على الحاضر وبناء للمستقبل، فالنهوض حالة ثقافية دافعة تمضي للأمام وتكون في حالة تطور معرفي واستنارة وتنوير واعتراف بالنقص والقصور وسد مكامن الوهن التي تعيق الفرد بأن يقدم أفضل ما لديه، وهذه الحالة هي ثقة بالحاضر وأمل واثق بمستقبل مشرق، وبعبارة أخرى صناعة الأمل فبالأمل يحيا الإنسان، ويتَّقد ذهنه ووجدانه.

وفي منطق الأفكار لا توجد مشكلة بدون حل، إذا ما استنفرت خزائن الأفكار، فكلنا مودعون لنقرأ ونكتب ونبدع لوحة أو لحنا عذبا أو برنامجا تقنيا، فهل نقرأ لكي لا نسلِّم أنفسنا للجهل بمحض إرادتنا؟

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

القبض على العشرات من المتهمين في الاتجار بالممتلكات الثقافية في أوروبا

ليون "العُمانية": أعلنت منظمة الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول"، توقيف 80 شخصًا في مختلف أنحاء أوروبا عام 2024، بتهمة الاتجار بالممتلكات الثقافية، مشيرة إلى أن هذه التوقيفات أفضت إلى مصادرة 37700 قطعة أثرية منهوبة.

وأوضحت "الإنتربول" في بيان أن هذه الحملة التي حملت اسم "باندورا 9" كشفت عن العملات القديمة، والآلات الموسيقية، والقطع الأثرية المنهوبة التي كانت ستُباع بشكل غير قانوني على المواقع الإلكترونية أو شبكات التواصل الاجتماعي.

وكان ناهبو الممتلكات الثقافية الذين قُبض عليهم يستخدمون أجهزة للكشف عن المعادن وأدوات أخرى "تُستخدم عادة في عمليات الحفر غير القانونية"، وصودر ما يقرب من 100 من هذه الأدوات، مما يسلّط الضوء على "التهديد المستمر بنهب المواقع الثقافية".

وأضافت الإنتربول التي صادرت ما يقرب من 4300 قطعة ثقافية من خلال تحقيقات عبر الإنترنت، أن المنصات الرقمية أصبحت بسرعة قناة مفضلة للمتاجرين لتسويق وبيع الأشياء المنهوبة.

وتابعت أن العديد من التحقيقات لا تزال جارية، ومن المتوقع إجراء المزيد من الاعتقالات والمصادرات، مشيرة إلى الإبلاغ عن 258 حالة في قارة أوروبا.

مقالات مشابهة

  • مايلي سايريس توضح الحالة الصحية التي تسببت بصوتها الأجش
  • طلاب الصف الثاني الإعدادي بمطروح يؤدون امتحان مادة العلوم
  • تعرف على طقس اليوم ومستجدات الحالة الجوية في بحر العرب
  • ضمن أعمال الموجة 26 .. إزالة 13 حالة مخالفة بناء بمدينة الطود بالأقصر
  • إزالة 13 حالة مخالفة بناء على الأراضي الزراعية بالطود جنوب شرق الأقصر
  • توضيح من مدير عام الأرصاد العمانية حول الحالة المدارية في بحر العرب
  • الموارد البشرية: الضمان الاجتماعي يحول الفرد والأسرة لأشخاص منتجين .. فيديو
  • القبض على العشرات من المتهمين في الاتجار بالممتلكات الثقافية في أوروبا
  • السيد القائد عبدالملك الحوثي: اعتداءات العدو الإسرائيلي مستمرة على لبنان بكل أشكال الاعتداءات
  • خطوات حثيثة لبناء برج ترامب في العاصمة دمشق.. كيف ولدت الفكرة؟