بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
تكررت الهجمات الحربية المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا ضد موانئ الطرفين في البحر الاسود والموانئ النهرية المرتبطة بالبحر الاسود. تارة بطائرات انتحارية مسيرة، وتارة بقوارب مفخخة غير مأهولة. .
فقد تعرضت سفينة الإمدادات الروسية (Olenegorsky Gornyak) لهجوم شنته قوارب اوكرانية تحت جنح الظلام.
تجدر الإشارة ان هذا الميناء الروسي ينفرد بتصدير حوالي 1.8 مليون برميل من النفط كل يوم. أي حوالي 2 % من الإمدادات العالمية. وفي هذا الميناء قاعدة بحرية استراتيجية. وحوالي 100 رصيف، معظمها متخصصة بصادرات النفط والغاز والمنتجات الزراعية. وكانت السفينة Olenengorsky Gornyak واحدة من ثلاث سفن من فئة Ropucha دخلت البحر الأسود في بداية عام 2022، أي قبيل الهجوم الذي شنته روسيا على الموانئ الأوكرانية. .
وفي حادث منفصل، ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن دفاعاتها الجوية أسقطت 10 طائرات مسيرة أوكرانية فوق شبه جزيرة القرم، وتصدت لثلاث طائرات أخرى. .
وذكرت التقارير ان الهجمات الاوكرانية استهدفت أيضاً بعض المنشأة لتخزين النفط في ميناء فيودوسيا على الساحل الجنوبي لشبه جزيرة القرم. .
وبات من الواضح أن الروس لن يقفوا مكتوفي الأيدي، فجاءت غاراتهم على منشآت ميناء (اسماعيل) الواقع على الضفة المقابلة لرومانيا في نهر الدانوب. ما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية، ومنع أوكرانيا من تصدير الحبوب. خصوصا بعد ان دمرت هجمات الطائرات الروسية ميناء (إسماعيل)، ومنعت وصول السفن المتوجهة الى منصات تحميل الحبوب الأوكرانية، وفرضت الحصار على تصدير الحبوب. .
لقد قصفت موسكو 26 رصيفا من ارصفة تصدير القمح في ميناء اسماعيل، ودمرت خمس سفن مدنية، و 180 ألف طن من الحبوب في تسعة أيام من الضربات المتواصلة منذ الانسحاب من اتفاق الحبوب. وألحقت الهجمات الروسية أضرارا بنحو 40 ألف طن من الحبوب كانت متجهة إلى دول في أفريقيا، بالإضافة إلى الصين. .
وبالتالي فان الغارات الاوكرانية على الموانئ الروسية لن تفيدها بشيء. ولن تعيد الحياة الى منافذها المينائية المعطوبة والمعطلة والواقعة الآن تحت رحمة القصف الصاروخي الروسي. .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
ليبيا على صفيح ساخن.. دبيبة يعزز موقعه بعد معارك طرابلس الدامية
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، تقريرًا، سلّطت خلاله الضوء عن تزايد نفوذ رئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد دبيبة، بعد الصراع الذي دار بين الجماعات في طرابلس.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنّ: "فصائل موالية لرئيس الوزراء الليبي، عبد الحميد الدبيبة، سيطرت مساء الإثنين، على العديد من المواقع التي كانت تحت سيطرة جهاز دعم الاستقرار، وهي جماعة مسلّحة قوية قُتل زعيمها، عبد الغني الككلي".
وأضافت بأنّ: "طرابلس تعيش على وقع صراع الجماعات منذ مساء الإثنين 12 آيار/ مايو وحتى ساعات الصباح الأولى من اليوم التالي، حيث شهدت العاصمة الليبية، اشتباكات عنيفة، بين عدة مجموعات مسلّحة تتقاسم السيطرة على المدينة، وذلك بعد الإعلان عن مقتل عبد الغني الككلي المسمى "غنيوة"، رئيس جهاز دعم الاستقرار الذي يعد أقوى الجماعات في طرابلس".
وبحسب الصحيفة فإنه: "لم تشهد العاصمة الليبية تصعيدًا بهذه الحدّة منذ صيف سنة 2023. ووجد السكان أنفسهم عالقين وسط المعارك، داخل الأحياء السكنية، حيث أظهرت مقاطع متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق أسلحة ثقيلة، وأعمدة من الدخان الأسود، تتصاعد في قلب المناطق السكنية، إلى جانب انتشار مسلحين وآليات مدرعة في شوارع المدينة".
وتابعت: "بعد أن دعا يوم الإثنين، السكان للبقاء في منازلهم، أكد وزير الداخلية الليبي، عماد الطرابلسي، صباح الثلاثاء، عودة الوضع إلى طبيعته وأداء الأجهزة الأمنية واجبها في حفظ الأمن والنظام العام".
من جانبها، أعربت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وفقا للتقرير نفسه، عن "قلقها البالغ إزاء تطورات الوضع الأمني في طرابلس"، مشيرة إلى أنّها "اشتباكات عنيفة باستخدام الأسلحة الثقيلة في مناطق مدنية سكانية".
الجريمة المنظمة
ذكرت الصحيفة أنّ: "ليبيا تعيش في دوامة من النزاعات وعدم الاستقرار منذ سقوط نظام معمر القذافي سنة 2011، وهي اليوم منقسمة بين "حكومة الوحدة الوطنية" برئاسة عبد الحميد الدبيبة، والمعترف بها من قبل الأمم المتحدة ومقرها طرابلس، والسلطة المنشقة بقيادة الجنرال المتقاعد خليفة حفتر في برقة شرقا وفزان جنوبًا".
"أما في غرب البلاد، فإن حكومة الوحدة الوطنية تعتمد على تكتل من الجماعات المتنافسة التي تتمتع بقدر متفاوت من الاستقلال، بسبب الاشتباكات المتكررة بينها للسيطرة على الأراضي، بالإضافة إلى الصراع على شبكات الجريمة المنظمة، بما في ذلك التهريب والاتجار بالبشر" استرسلت الصحيفة.
وأبرزت أنه: "من بين هذه الجماعات، يبرز جهاز دعم الاستقرار الذي أُنشئ سنة 2021 بموجب مرسوم صادر عن المجلس الرئاسي الليبي، وهو هيئة تشارك حكومة الوحدة الوطنية في إدارة شؤون إقليم طرابلس، وأصبح لهذا الجهاز دور محوري في المنظومة الأمنية للعاصمة".
وأضافت: "وجّهت منظمة العفو الدولية إلى الجهاز، اتهامات، بارتكاب جرائم قتل واعتقالات تعسفية شملت "مهاجرين ولاجئين"، وانتهاكات أخرى لحقوق الإنسان، وكان رئيسه عبد الغني الككلي متورطًا في صراعات سياسية ومالية مع رئيس الوزراء، والفصائل المسلحة القريبة منه".
ووفقاً لعدد من وسائل الإعلام المحلية، اندلعت صباح الإثنين اشتباكات في مدينة الخُمس الساحلية، الواقعة على بُعد 120 كيلومتراً شرق طرابلس، بين عناصر من جهاز دعم الاستقرار وجماعات من مدينة مصراتة، مسقط رأس رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة.
وأردف المصدر ذاته: "يُعتقد أن عبد الغني الككلي توجّه إلى ثكنة "تكبالي"، وهي المقر الرئيسي للواء 444، إحدى أقوى الميليشيات في جنوب طرابلس والمرتبطة بالدبيبة، في محاولة للوساطة، ويقال إنه تمت تصفيته هناك في ظروف لا تزال مجهولة".
ولفت إلى أنه: "خلال المعارك التي تلت ذلك، سيطرت الفصائل الموالية للدبيبة على حي أبو سليم، معقل جهاز دعم الاستقرار، والعديد من المواقع التي كانت تحت سيطرة المليشيات سابقا. وفي صباح الثلاثاء رحب حفتر بنتائج هذه العملية التي اعتبرها معركة تشنها حكومة الوحدة الوطنية على "المجموعات غير النظامية"، لتأكيد أنه لا مكان في ليبيا خارج مؤسسات الدولة ولا سلطة خارج القانون".
الحد من الاحتجاج
نقلت الصحيفة عن المتخصص في ليبيا والباحث المساعد في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن، جلال حرشاوي، أنّ: "الدبيبة يُدرك أن استمرار الانقسام في طرابلس قد يمنح المشير خليفة حفتر فرصة للتقدم. وعليه، قد تتيح تصفية عبد الغني الككلي وإقصاء ميليشياته، إلى جانب المساعي نحو استمالة مجموعات مسلحة أخرى، فرصة للدبيبة لتقليص حجم المعارضة لسلطته، وبناء كتلة أكثر تماسكًا في مواجهة المشير حفتر".
والجدير بالذكر أنّ: "حفتر، الذي فشل في السيطرة على العاصمة الليبية في هجومه سنة 2019، لا يزال يُمسك بزمام الأمور في منطقة برقة، ويسيطر على مساحة واسعة من الأراضي تمتد إلى نحو 300 كيلومتر جنوب طرابلس".
ووفقاً لما يراه الحرشاوي، فإنه: "رغم أن الانقسامات في طرابلس ما زالت بعيدة عن الحل، فإن الأحداث الأخيرة: كانت سيئة للغاية بالنسبة لحفتر".
من جانبه يقول المستشار والباحث الليبي غير مقيم في برامج الشرق الأوسط في المجلس الأطلسي ومحلل في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود، عماد الدين بادي، إنّ: "الدبيبة فاز بمعركة، ولكنه لم يفز بالحرب".
وفي ختام التقرير يقول بادي: "العديد من الإشكاليات المرتبطة بجهاز دعم الاستقرار قد تنعكس لاحقاً على جماعات مسلحة أخرى، لا سيما أن الشبكة السياسية والاقتصادية التي كانت تديرها هذه الجماعة قد تنتقل الآن إلى فصيل آخر".