كيف كان روتين سيدنا النبي من الصباح للمساء؟، فقدوتنا وقدوة كل مسلم هو محمد صلى الله عليه وسلم، وحين يحب الإنسان شخصية عظيمة أو مؤثرة يتطلع بفضول إلى نمط حياتها ويقتدي بها في كل صغيرة وكبيرة، ومع انفتاح العالم على سموات السوشيال ميديا، يتابع أطفالنا وشبابنا شخصيات يتخذونها قدوة ومثل دون وعي، لذا وجب علينا الالتفاف نحو بوصلتنا الحقيقة وقدوتنا في كل تفاصيل حياتنا، ن حضرة النبي فنتتبع كيف كان يقضي يومه.

 


بداية اليوم.. الثلث الأخير من الليل


كان سيدنا النبي يبدأ يومه في الثلث الأخير من الليل، حيث يستيقظ من نومه ذاكرًا الله فيقول:" الحمد الله الذي عافني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره"، ثم يستعد  صلى الله عليه وسلم للقيام بين يدي الله فيتوضأ ويستاك(يستخدم السواك للأسنان)، ويقيم الليل صلى الله عليه وسلم واقفًا يصلي بين يدي الله حتى تتورم قدماه، حتى إن بعض أهله أشفق عليه ذات يوم قائلًا: يا رسول الله، أما غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأَّخر؟!، فقال: ُ"أفلا أكون َعْبًدا َشُكوًرا"


صلاة الفجر


ويظل رسول الله صلى الله عليه وسلم قائًما بين يدي ربه، يذكره، ويستغفره، ويناجيه، ويتفكر في خلق السماوات والأرض حتى قبَيل الفجر، ثم يرجع إلى فراشه، وما أن يسمع صوت بلال يرفع أذان الفجر حتى يقوم من فراشه ويقول عليه الصلاة والسلام: “ أصبحنا وأصبح الملك لله"، ثم يغتسل إن كان به حاجة، وإلا فيتوضأ، ويخرج إلى المسجد لأداء صلاة الفجر.

فإذا دخل المسجد أمر بلال - رضي الله عنه - بإقامة الصلاة، ثم يسوى صلى الله عليه وسلم صفوف المصلين، ثم يشرع صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، وبعدها يجلس صلى الله عليه وسلم في مصلاه يذكر الله حتى تطلع الشمس، وكان أصحابه رضي الله عنهم يجالسونه فيتدارس شؤونهم ويحدثهم ويحدثونه في أمور دينهم ودنياهم فيعلمهم ويعظهم ويستمع إلى شكواهم، وربما ذكروا شيئًا من أمور الجاهلية فيضحكون ويبتسم صلى الله عليه وسلم.


صلاة الضحى

وقد سَّن رسوُل الله صلى الله عليه وسلم صلاة الضحى وواظب عليها، وكان  إذا عاد من صلاة الضحى ربما سأل أهل بيته عن طعام فإذا لم يجد طعاًما كان يصوم؛ وكان إذا قدم له طعام يأكله وما عاب النبي صلى الله عليه وسلم طعاما قط إِنِ اشتَهَاهُ أَكَلَهُ وَإِلَّا تَرَكَهُ، وكان لا يأكل منبطحا ولا متكئًا، وكان عليه الصلاة والسلام  يأكل على الأرض، وكانت جلسته للطعام جاثيًا على ركبتيه، وكان يقوم على خدمة أهله ونفسه فكان صلى الله عليه وسلم يخصف نعله ويخيط ثوبه، ويحلب شاته، وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يجمع الناس لأمر مهم، أمر من يجمعهم له أو ينادي فيهم “الصلاة جامعة"، فينبئُهم بما جمعهم، وإذا أراد أن يخبرهم بتشريع أخبرهم.

 الظهر وقيلولة النهار


وكان حضرة النبي عندما تحين صلاة الظهر يقوم للصلاة، فكان صلى الله عليه وسلم يطيل في الركعة الأولى ما لا يطيل في غيرها؛ حتى يدرك المسلمون الصلاة، ومن ثم كان ينام  إذا انتصف النهار ليستعين بهذه القيلولة على قيام الليل.

 

أعمال النهار والنوم


وكان صلى الله عليه وسلم يتفقد أحوال الناس في معايشهم وتعاملاتهم وأسواقهم، وكان يجالس الناس في مجالسهم، ويزور مريضهم ويجيب داعيهم ويمشي في حاجة الضعيف والمسكين، وهكذا كان شأنه صلى الله عليه وسلم يقضي عامة وقته بين أمته يدعوهم ويذكرهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويزور مريضهم ويعين محتاجهم، فكانت الدعوة وتفقد أحوال الأمة هي شغله الشاغل له صلى الله عليه وسلم، حتى إذا  جاء الليل وصلى بالمسلمين العشاء، فإن وجد ما يهتم له من أمور المسلمين انشغل به مع كبار الصحابة، وإلا جلس مع أهله بعض الوقت، وإذا أراد صلى الله عليه وسلم أن يأوي إلى فِّراشه فإنه كان يتوضأ قبل نومه، ثم ينفض فراشه ويذكر الله ويدعوه :" باسمك ربي وضعتُ جنبي، وبك أرفعه، إن أمسكتَ نفسي فارحمها، وإن أرسلتَها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصَّالحين"، ثم ينام.

 

كيف تقتدي برسول الله خلال يومك؟

 

احرص على أن تبدأ يومك بذكر الله وتختمه بذكر الله، وتكثر في يومك من ذكر الله، كما كان يفعل حضرة النبي.واظب على قيام الليل، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وواظب على أذكار الصباح والمساء وصلاة الضحى وغيرها من النوافلاحرص على الصلاة جماعة في المسجد، وخاصة صلاة الفجر؛ لما في ذلك من الخير وأجر كبير.أقضي يومك فيما ينفعك وينفع أهل بيتك، وقم على خدمتهم وخدمة نفسك، كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم.خالط مجتمعك وساعد المحتاج منهم، وزر المريض واحضر والئمهم واجتماعاتهم واخدمهم وادعهم إلى الله وعلمهم.مقتديًا برسول الله صلى الله عليه وسلم ًء به صلى عش َّلأمتِّك ولنصرةِّ دينك، داعيًا ومعلًما ومتعلًما ومساعًدا الناس، ورافعًا عنهم الجهل والمرض والفقر.اضبط نومك ووقته ومدته وآدابه، واضبط حياتك كلها، ولا تنس أن تتعلم هدي النبي صلى الله عليه وسلم في كل ذلك.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: روتين الثلث الأخير من الليل صلى الله عليه وسل الصباح والمساء صلى الله عليه وسلم محمد م صلاة الفجر صلاة الضحى له صلى الله علیه وسلم صلاة الفجر

إقرأ أيضاً:

فضل حفظ اللسان من الوقوع في الأذى والفحش

حفظ اللسان.. قالت دار الإفتاء المصرية إن حفظ اللسان من الوقوع في الأذى والفحش والغيبة والنميمة والسب والقذف والسخرية والاستهزاء، من أفضل الخصال التي ينبغي على الإنسان أن يقوم بها، وأن يزكي لسانه بقول الخير والذكر وما يصلح بين الناس ويؤلف قلوبهم؛ فيفوز برضا الله وينال على ذلك الجزاء الأوفى منه سبحانه وتعالى.

أهمية حفظ اللسان من الوقوع في الأذى والغيبة:

وأوضحت الإفتاء أن الله سبحانه وتعالى منح الإنسانَ نعمًا شتى لا تحصى، ومِنْ شُكْرِ الله على نِعَمِه استخدامها فيما أمر به، وإمساكها عن ما نهى عنه، واللسان من هذه النعم العظيمة، التي يعبر بها الإنسان عن نفسه وأفكاره وأحواله المختلفة، فبه ينطق بكلمة الإيمان، أو بكلمة الكفر والعياذ بالله، وبه يصدع بالحق، أو يزين به الباطل، والإنسان قَيِّمٌ على نفسه، فإما أن يتكلم بالخير فينجو بإذن الله، وإما بالشر فتزلَّ قدمه، نسأل الله السلامة.

وحث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أن يصون الإنسان لسانه عن الفحش وسيئ الكلام، وأن ينطق به قول الإيمان ووجوه الخير المختلفة، فَعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْ لِي فِي الإِسْلَامِ قَوْلًا لَا أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ: «قُلْ آمَنْتُ بِاللَّهِ فَاسْتَقِمْ» رواه مسلم.

حفظ اللسان بالشرع:

وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ يَتَكَفَّلُ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ، وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ، أَتَكَفَّلُ لَهُ بِالْجَنَّةِ» رواه الترمذي، وما بين اللحييْن هو اللسان، وما بين الرجليْن هو الفرج.

حفظ اللسان

وحين سأل معاذ بن جبل الرسولَ صلى الله عليه وآله وسلم عن عمل يدخله الجنة، قال له: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الْأَمْرِ كُلِّهِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ؟» قَالَ مُعَاذُ: "بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ". قَالَ: «رَأْسُ الْأَمْرِ الْإِسْلَامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلَاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ»، ثُمَّ قَالَ: «أَلَا أُخْبِرُكَ بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟» قَالَ: "بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ" فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ، قَالَ: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا»، فَقَالَ: "يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟" فَقَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ! وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟!» رواه الترمذي.

 

مقالات مشابهة

  • من وصايا النبي.. دعاء و7 سور تحفظك من كل شر
  • كيفية صلاة العشاء خطوة خطوة كما صلاها النبي؟.. هذا ما تفعله بكل ركعة
  • فضل حفظ اللسان من الوقوع في الأذى والفحش
  • أحمد عمر هاشم: رأيت النبي في المنام فاخترت التخصص في علم الحديث
  • أذكار الصباح الثابتة عن النبي.. حصن نفسك ولا تتكاسل عنها
  • رحيل محدث العصر.. الساعات الأخيرة في حياة الدكتور أحمد عمر هاشم ونعي شيخ الأزهر له
  • دعاء الصباح.. حصن المسلم من الأذى والحسد
  • في ذكرى رحيله.. مقتطفات من حياة المبتهل محمد عمران
  • «اللَّهمَّ بِكَ أصبَحنا».. أذكار الصباح اليوم الاثنين 6 أكتوبر 2025
  • كيف عظم الله النبي في حياته وبعد وفاته؟.. علي جمعة يوضح