شبكة انباء العراق:
2025-07-29@11:38:46 GMT

أسواق العراق مفتوحة للمنتجات الأردنية

تاريخ النشر: 26th, July 2024 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

لا توجد دولة عربية ولا دولة اجنبية قررت إعفاء بضائع دولة اخرى من الرسوم الجمركية باستثناء القرار العراقي الذي صادقت عليه حكومة الكاظمي باعفاء المنتجات الأردنية (الصناعية والزراعية) من الرسوم الجمركية والرسوم الضريبية. فقد فتح لهم الكاظمي أسواق العراق كلها، ومنحهم التسهيلات المطلقة لتسويق بضاعتهم كيفما يشاءون، وكان يعلم انه ارتكب مخالفة صريحة وجريئة لقانون حماية المنتج الوطني العراقي.

.
بمعنى آخر ان البضائع والمنتجات والسلع المختومة بعبارة (صنع في الأردن) معفاة من الرسوم، حتى لو لم تكن أردنية، وحتى لو كانت قادمة من دولة اخرى لكنها مرت بالأردن مرور الكرام، فمنحوها تأشيرة الدخول إلى العراق بعد ان طبعوا عليها عبارة (Made in Jordan). .
لم تحتج وزارة الصناعة، ولا وزارة الزراعة، ولا وزارة التجارة، ولا وزارة المالية، ولم تحتج الاحزاب الوطنية، ولم يحتج اعضاء البرلمان العراقي باستثناء نائب واحد فقط، وكان في حينها هو المطالب الوحيد بحقوق القطاع الصناعي الخاص. .
المضحك المبكي في هذا القرار انه لا يتضمن المعاملة بالمثل، فالبضائع العراقية لا تدخل الاردن إلا بشق الأنفس، وبعد ان تدفع الرسوم والأجور والعوائد والبخشيش والإتاوات. .
والأغرب من ذلك كله ان الأردن التي وضعت ارضها وسماءها تحت تصرف القوات المعادية للعراق، وكانت تنطلق منها فلول الدواعش، وتقيم الأعراس والاحتفالات للارهابين الذين فجروا انفسهم بأحزمة ناسفة داخل المدن العراقية، تحظى اليوم بدعم استثنائي لا يخطر على البال. فقد قرر كبار القوم ترحيل نفطنا إلى المصافي التي سوف يبنيها العراق على نفقته في ميناء العقبة، بما يسمى مشروع (بصرة – عقبة) أو مشروع (سوء العاقبة). وربما ينقلون لهم الكبريت والفوسفات. .
كم تمنيت ان يخرج علينا عبقري واحد من عباقرة القوم ليبين لنا الجدوى الاقتصادية المترتبة على إعفاء البضائع الأردنية من الرسوم. وكم تمنيت ان يبين لنا هذا العبقري الاسباب والمسببات والدوافع والغايات المترتبة على ترحيل نفطنا إليهم. لماذا لا تبادر السعودية او الكويت او قطر بترحيل ثرواتها النفطية إلى الأردن ؟. .
المثير للدهش ان الأردن شمرت عن سواعدها في التصدي للصواريخ التي كانت في طريقها لدك دفاعات اسرائيل، وهي التي فتحت لها الجسر البري لتجهيزها بالغذاء والدواء. بينما اسرائيل نفسها تبيع الماء للأردنيين بالعملة الصعبة. فلماذا نبيعهم نفطنا برخص التراب ؟، ولماذا نفتح لهم اسواقنا ؟. وما هي الاسرار الخفية التي تقف وراء هذه الصفقات المريبة وغير العادلة ؟. .
وفي الختام لا يسعنا إلا ان نردد قوله تعالى: (ومن كان في هذه اعمى فهو في الآخرة اعمى وأضلّ سبيلا). .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات من الرسوم

إقرأ أيضاً:

لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟

لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
لأنها صناعة الإنجليز الذين لم يدخلوا السودان كمستعمرين ولكن تلبية لمطالبة الآلف من السودانيين الذين كانوا يعيشون تحت وطأة الظلم والفقر والحكم القسري للخليفة عبد الله الذي أنقلب على وصايا الامام المهدي. دولة 56 هي التي بدأت بإنهاء حكم الخليفة عبد الله التعايشي الذي نقض عهد المهدي وانقلب على الخلفاء وكان ينتوي توريث ابنه بإيعاز من أخيه يعقوب. لم تكن دارفور نفسها خاضعة التعايشي آنذاك بل كانت أركان المهدية تقوم على جيش يتكون من مجموعة جيوش بولاءات مختلفة فحسب الوثائق البريطانية للعام 1891 في ارشيف السودان بجامعة درم البريطانية كان جيش الخليفة يتكون من 46 الف مقاتل منهم
8000 تعايشة
12000 رزيقات
3000 حمر وهولاء يعتبرونه الخليفة عبد الله قائدهم المباشر
10,000 جعليين
8000 من قبائل متفرقة من مديرية بربر
7000 من دنقلا وهولاء يعتبرونه الخليفة محمد شريف قائدهم المباشر
3000 من عرب كنانة وهؤلاء يعتبرون الخليفة علي ود الحلو قائدهم المباشر.
وطبعا الجميع يعلم أن تمردا قد قام في امدرمان ضد الخليفة في العام 1892 بقيادة الخليفة شريف ومجموعة من عمد بربر احتجاجا على الضرائب ومصادرة الأراضي وغيرها من الإجراءات التعسفية التي فرضت عليهم و المواطنين في مناطقهم. مجموعة من العمد كانت قد سافرت إلى مصر ونقلت احتجاجاتها وتذمر المواطنين وقد أخمد الخليفة عبد الله التمرد و حبس الخليفة شريف. هذة الوثائق طويلة ويمكن الرجوع لها في الرابط ادناه. ولكن الشاهد فيها إن الجلابة الذين يتم اتهامهم بإحتكار الامتيازات التاريخية هم في الواقع من كانت ترتكز عليهم الدولة المهدية ولكن والصراعات الداخلية التي حدثت نتيجة لسوء اداراة الخليفة عبد الله ورغبته في توريث الحكم هي ما عجلت بسقوط حكمه على يد الإنجليز لتتأسس دولة 56 على انقاض المهدية.
سبنا امام

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • خلال استقباله السفير الأردني.. رئيس جامعة القاهرة يشيد بعمق العلاقات المصرية الأردنية
  • المومني يؤكد: المساعدات الأردنية لغزة ثابتة ونرفض الأصوات المشككة
  • انقسام بالمنصات الأردنية حول عبلي.. حرية تعبير أم تهديد للأمن؟
  • الإمارات تنفذ عملية الإسقاط الجوي الـ 54 فوق غزة ضمن عملية طيور الخير بالتعاون مع الأردن
  • انتخابات فاشلة مزورة لتدوير نفس الوجوه التي دمرت البلاد والعباد
  • بعد نجاحها.. وزير التموين: مستمرون في التوسع في مبادرة أسواق «اليوم الواحد»
  • رسميًا.. تعيين قيس القطامين مديراً عاماً للشركة الأردنية الفلسطينية الزراعية
  • اليوم.. وزير التموين يفتتح سوق اليوم الواحد في الجمالية
  • لماذا تكره القبائل التي تشكل الحاضنة العسكرية والسياسية للجنجويد دولة 56؟
  • اقتصاديون أردنيون: العلاقات السورية الأردنية تشهد تحولاً نحو الانفتاح والتكامل