تخيل أن تسقط في حب شخص لا وجود له إلا في العالم الرقمي، شخص تستطيع تشكيله وتعديله ليناسب رغباتك كلها. قد يبدو هذا ضربًا من الخيال العلمي، إلا أنه أصبح واقعًا يعيشه الكثيرون اليوم، مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي.

 ووفقا لصحيفة "ديلي ميل" تنتقل "الإباحية عبر الإنترنت" إلى مستوى جديد مع ارتفاع شعبية "الصديقات الافتراضيات".



والنساء الافتراضيات أنشئن بالكامل عبر الذكاء الاصطناعي، ويسيطرن على مواقع البالغين ويكسبن عاطفة الرجال السذج، الذين لا يترددون في دفع أموال طائلة للدردشة مع الجميلات المولدة بالحاسوب.

ويمكن للمستخدمين تخصيص الصديقات الافتراضيات لتلبية كل رغباتهم، بدءًا من المظهر وصولاً إلى نوع الشخصية والميول الجنسية.
وتسمح بعض المواقع حتى للمستخدمين بتبادل الملاحظات الصوتية مع رفيقاتهم الافتراضيات لتجربة شخصية وواقعية.

يقول دارين باركر، نائب رئيس أحد المواقع التي تستخدم الذكاء الاصطناعي إن أكثر من 3000 مستخدم جديد فتحوا حسابات على الموقع بعد إطلاق ميزة الذكاء الاصطناعي.

عند سؤاله عن جاذبية النساء الافتراضيات مقارنة بالحقيقة، قال دارين إن أحد الجوانب الإيجابية لصديقة الذكاء الاصطناعي هو أنها متاحة على مدار الساعة وتستجيب فورًا دائمًا.

وأضاف أن "الخصوصية التي توفرها الصديقة الافتراضية هي عامل جذب كبير أيضا".

وأشار إلى أن "المستخدمين يشعرون بالأمان في التعبير عن رغباتهم في الخصوصية مع صديقة الذكاء الاصطناعي بدلاً من المرأة الحقيقية".

ومؤخرا، استخدمت منشئة المحتوى جينا ستيوارت ( 54 عامًا)، الذكاء الاصطناعي لتنمية متابعيها عبر الإنترنت.

هذه الجدة الأسترالية أصبحت مشهورة في عام 2018 بعد أن وصفتها وسائل الإعلام بأنها "أجمل جدة في العالم" عندما انتشرت بعض صورها على الإنترنت.

استخدمت شهرتها الجديدة لتحقيق أرباح من بيع المحتوى الجريء على مواقع مختلفة، لكنها تبنت منذ ذلك الحين عالم الذكاء الاصطناعي من خلال تسليم صورتها لشركة أنشأت نظيرًا افتراضيًا لها للتفاعل مع متابعيها.

بدلاً من أن تكون جدة تبلغ من العمر 54 عامًا، تقدم جينا نفسها الآن كفتاة شقراء تبلغ من العمر 28 عامًا من كاليفورنيا - وقد أكسبها ذلك مئات الآلاف من المعجبين على وسائل التواصل الاجتماعي.

قالت جينا: "اشتعل حسابي على إنستغرام بمجرد أن بدأت في دمج الذكاء الاصطناعي. بصراحة، اعتقدت أنني سأدمر حسابي ولكن العكس حدث".

أوضحت جينا: "نحن نمر بتحول ثوري هائل في التكنولوجيا. إنه يغير العالم حرفياً".

بينما كانت جينا دائمًا تكسب مالًا جيدًا على مواقع مختلفة، إلا أنها الآن تجني أكثر من 6 أرقام سنويًا عبر مواقع الاشتراكات المختلفة بفضل نظيرها الافتراضي.
منذ أن أصبحت افتراضية، تقول جينا إنها تتلقى الكثير من الرسائل من متابعيها لدرجة أنها لا تستطيع حتى مواكبتها، وقد اعتمدت في بعض الأحيان على روبوت دردشة بالذكاء الاصطناعي للتعامل مع الجميع.

أوضحت: "الرجال يقعون في حب صورتي الرمزية.. ويعرف متابعيني أنني ذكاء اصطناعي لكنهم لا يهتمون. يبدو أنهم يحبونها أكثر".

في أبريل، توقع المدير التنفيذي للتكنولوجيا جريج إيزنبرغ في منشور على منصة "X"، المعروفة سابقًا بتويتر، نمو الذكاء الاصطناعي ليصبح صناعة تبلغ قيمتها مليار دولار.

ولكن على الرغم من نجاح الذكاء الاصطناعي، هناك جانب مظلم لهذه التكنولوجيا المبتكرة، حيث كانت هناك بالفعل حالات لا حصر لها من استخدام صور المشاهير والنساء العاديات دون موافقتهن لإنشاء "الإباحية المزيفة العميقة".

والإباحية المزيفة العميقة هي وسائل إعلام تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي تحاكي أصوات وصور ومقاطع فيديو البشر.

في فبراير/ شباط 2024، وقع أكثر من 400 خبير في الذكاء الاصطناعي، ومشاهير، وسياسيين، ونشطاء على رسالة مفتوحة تطالب المشرعين باتخاذ إجراءات ضد تكنولوجيا التزييف العميق

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟

على وقع تسارع الذكاء الاصطناعي "بسرعة مذهلة"، تبدو المراهنة على مستقبله -كما تصفه وكالة بلومبيرغ- مزيجا من الإغراء والمخاطرة في آن واحد.

فالأثر على المحافظ الاستثمارية والاقتصاد والحياة اليومية يتضخم يوما بعد يوم، إلى حدّ أن شركات التكنولوجيا العملاقة المستفيدة من الطفرة باتت تشكّل نحو 36% من مؤشر ستاندرد آند بورز 500، في حين تستحوذ إنفيديا وحدها على قرابة 8% منه، وفق بلومبيرغ.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 210 حلول مالية تساعد رواد الأعمال على حماية شركاتهمlist 2 of 27 قواعد ذهبية للتعامل مع البنوك بذكاءend of list

وفي المقابل، تشير الوكالة إلى أن موجة الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات تمنح اقتصاد أميركا دفعة ملموسة، لكنها تثير في الوقت نفسه تساؤلات حول تآكل الوظائف المبتدئة والضغط المتزايد على الكهرباء والمياه.

ولفهم "أين تُترجم الوعود إلى أرباح"، استطلعت بلومبيرغ آراء 4 خبراء استثمار، لكل منهم زاوية مختلفة في قراءة التحول الجاري:

كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لشركة "أرك إنفست"، المعروفة بتركيزها على التقنيات التحولية. دِني فيش، رئيس أبحاث التكنولوجيا ومدير محافظ في "جانوس هندرسن"، والمتخصص في بناء إستراتيجيات استثمارية طويلة الأجل لقطاع التقنية. تاوشا وانغ، مديرة المحافظ في "فيديلتي إنترناشونال"، التي تركز على الربط بين الذكاء الاصطناعي والدورات الكلية والسلع. مايكل سميث، رئيس فريق أسهم النمو في "أولسبرينغ غلوبال إنفستمنتس"، المتخصص في الاستثمار في البنية التحتية والطاقة والرعاية الصحية.

وتُظهر قراءاتهم، كما تنقلها بلومبيرغ، أن الفرص لا تقتصر على النماذج اللغوية الكبيرة، بل تمتد إلى تقاطع البيانات مع البنية التحتية والطاقة والموارد الطبيعية والرعاية الصحية.

روبوتاكسي.. سوق بعشرات التريليونات

وتضع كاثي وود، الرئيسة التنفيذية لـ"أرك إنفست"، ما تسميه بلومبيرغ "الذكاء المتجسّد" في صدارة فرص 2026، وتحديدا النقل ذاتي القيادة.

وتنقل بلومبيرغ عن وود تقديرها أن منظومة سيارات الأجرة ذاتية القيادة عالميا قد تتوسع لتبلغ 8 إلى 10 تريليونات دولار خلال 5 إلى 10 سنوات، معتبرة أن تسلا في "موقع الصدارة" داخل أميركا وخارجها.

مشهد جوي لمركبات ذاتية القيادة تابعة لشركات أميركية متوقفة في سان فرانسيسكو (الفرنسية)

كما تورد بلومبيرغ رقما لافتا في أطروحة وود: هدف سعري لسهم تسلا عند 2,600 دولار خلال 4 سنوات مقارنة بنطاق 400 إلى 450 دولارا "حاليا"، مع زعم أن 90% من هذا السيناريو مرتبط بـ"الروبوتاكسي".

إعلان

وتُفصّل وود -وفق بلومبيرغ- منطق "البيانات التشغيلية" ملايين المركبات على الطرق تجمع "بيانات الحالات الحدّية" (حوادث، تعطّل، ظروف نادرة)، مما قد يصنع فارقا في سوق "يميل إلى فائز يأخذ معظم الحصة".

وفي المقابل، تشير بلومبيرغ إلى أن "وايمو" التابعة لـ"غوغل" تعمل تجاريا منذ 2018 لكنها تحركت ببطء، قبل أن تبدأ في التسارع، جزئيا لأن تسلا دخلت سوق أوستن في يونيو/حزيران بخدمات روبوتاكسي.

 قطاع الرعاية الصحية

تُبرز بلومبيرغ محورا ثانيا متقدما متمثلا في الرعاية الصحية بوصفها ساحة "عائد/أثر" يمكن أن يتجاوز الضجيج التقليدي حول الشرائح والبرمجيات.

وتنقل بلومبيرغ عن وود إشارتها إلى قفزات في تقنيات "تسلسل الجينات" وظهور ما تسميه "تسلسل الخلية الواحدة" المستخدم على نطاق واسع في تعريف السرطان وتطوير الإستراتيجيات العلاجية.

وفي هذا السياق تذكر وود شركتين مفضلتين لديها هما "تن إكس جينوميكس" و"تمبس إيه آي".

وبحسب بلومبيرغ، تُقدَّم "تمبس إيه آي" كمنصة تحلل كمّا كبيرا من بيانات المرضى لاستخراج مؤشرات قد تُحسّن التشخيص وقرارات العلاج، مع طرح احتمال أن تصبح "إحدى أهم الدعائم المعلوماتية" للرعاية الصحية في أميركا.

مراكز البيانات

ويقدّم دِني فيش من "جانوس هندرسن" إطارا أقرب إلى "هندسة محفظة" بدل الرهان على اسم واحد. ووفق بلومبيرغ، يقسّم فيش دورة تبنّي الذكاء الاصطناعي خلال العقد القادم إلى 3 سلال:

المُمكِّنون (البنية التحتية والشرائح ومراكز البيانات والطاقة) المُعزِّزون (برمجيات تستفيد من الذكاء الاصطناعي أو تتعرض لاضطرابه) والمستخدمون النهائيون (شركات توظف الذكاء الاصطناعي لتحقيق ميزة تنافسية). تقسيم الاستثمار في الذكاء الاصطناعي إلى ممكّنين ومعزّزين ومستخدمين نهائيين يوفّر إطارا عمليا لإدارة المخاطر وتعظيم العائد (غيتي)

وتنقل بلومبيرغ عن دِني فيش أن سوق الذكاء الاصطناعي لا يزال في "مرحلة التمكين"، حيث تقود دورات التدريب وبناء القدرة الحاسوبية إنفاقا رأسماليا قويا، مع استثمارات من شركات كبرى مثل "مايكروسوفت" عبر "كوبايلوت" و"ألفابت" عبر "جيميناي"، إلى جانب حكومات تطور "سحابات سيادية" ومؤسسات تطبق الذكاء الاصطناعي على بياناتها الداخلية.

وفي فئة "المُعزِّزين"، تحذر بلومبيرغ من اضطراب تنافسي داخل البرمجيات، ناقلة عن فيش التحذير من "مفاجأة شبيهة بأدوبي" مع تراجع مضاعفات التقييم، مقابل فرص محتملة لشركات مثل "إنتويت" و"داتادوغ" و"سنو فليك".

أما "المستخدمون النهائيون"، فتشير بلومبيرغ إلى شركات مثل "دير" و"إنتويتف سيرجيكال" و"بلاكستون" التي توظف الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة والاستثمار في البنية التحتية للبيانات والطاقة.

النحاس والطاقة

ترى تاوشا وانغ من "فيديلتي إنترناشونال" -وفق بلومبيرغ- أن الذكاء الاصطناعي قوة اقتصادية قد تولّد ضغوطا تضخمية بسبب الإنفاق الرأسمالي على مراكز البيانات، مما يجعل السلع، ولا سيما النحاس، أداة تحوّط مهمَلة نسبيا في ظل نمو الطلب بوتيرة أُسّية مقابل تدهور المعروض.

وتضيف بلومبيرغ أن تباطؤ التوظيف مقابل الإنفاق على الآلات قد يدفع إلى تيسير نقدي رغم استمرار الضغوط التضخمية. وفي البعد الجغرافي، تشير الوكالة إلى أن "لحظة ديب سيك" أعادت تقييم الصين كمصدر لتقنية تنافسية بأسعار جذابة.

السلع وعلى رأسها النحاس تظهر كأداة تحوّط إستراتيجية ضد تضخم البنية التحتية الناتج عن توسع مراكز البيانات (رويترز)

وعند نقطة الاختناق، تنقل بلومبيرغ عن مايكل سميث من شركة إدارة الأصول "أولسبرينغ" أن الطاقة تمثل القيد الأكبر أمام توسع الذكاء الاصطناعي، مما يفتح فرصا في البنية التحتية للطاقة عبر شركات مثل "كوانتا سيرفيسز" ومرافق غير خاضعة لتنظيم صارم مثل شركة "تالِن إنرجي"، إضافة إلى مكاسب أسرع في الصحة الرقمية والتصوير الطبي عبر شركة "راد نت"، والتأمين القائم على البيانات مثل شركة التأمين"بروغريسيف إنشورنس".

 الحياة اليومية

وتختتم بلومبيرغ المشهد بلمسة أكثر إنسانية، إذ تعرض كيف يوظّف خبراء الذكاء الاصطناعي هذه الأدوات في حياتهم اليومية، من الاستعانة بالنماذج لشرح مسائل رياضية لأبنائهم، إلى توليد قصص عن حيوان أليف لأطفال بعيدين، وصولا إلى المساعدة على فهم الموسيقى الكلاسيكية المعقّدة.

إعلان

غير أن هذه اللمسات الشخصية لا تحجب التحذير الذي ينقله التقرير عن مايكل سميث، إذ يشير إلى أن الهوامش الآمنة في التسعير محدودة، وأن عددا كبيرا من الأسهم بات مسعّرا على مجموعة ضيقة من الافتراضات، فيما قد تكون الأخطار غير المرئية أو غير القابلة للتسمية هي الأكثر تأثيرا.

ومن هنا، تخلص بلومبيرغ عبر آراء خبرائها إلى نتيجة عملية واضحة، تتمثل في ضرورة تنويع الانكشاف على الذكاء الاصطناعي وعدم حصر الاستثمارات في مسار واحد، لأن الفرص الكبرى قد تنشأ أيضا في القطاعات التي أغفلها السوق خلال ذروة الطفرة.

مقالات مشابهة

  • هل يهدد الذكاء الاصطناعي التعليم والجامعات ؟
  • أين تستثمر في الذكاء الاصطناعي خلال 2026؟
  • جني أرباح يضغط على وول ستريت ويضرب أسهم الذكاء الاصطناعي الأميركية
  • بقيادة ترمب.. تشكيل تحالف دولي لمواجهة الهيمنة الصينية في الذكاء الاصطناعي
  • ديزني تدخل عالم المحتوى المولد بالذكاء الاصطناعي عبر بوابة OpenAI
  • تحذير من ضعف دقة الذكاء الاصطناعي لقياس النبض عند ارتفاعه
  • الذكاء الاصطناعي يكتب أكثر في 2026 لكن الصحافة البشرية لا تفقد قيمتها
  • بتكوين تتراجع دون 90 ألف دولار مع تجدد مخاوف أرباح الذكاء الاصطناعي
  • بتكوين تهبط لأقل من 90 ألف دولار وسط مخاوف حيال الذكاء الاصطناعي
  • بتكوين تهبط دون 90 ألف دولار بسبب مخاوف من الذكاء الاصطناعي