انتخابات رئاسية وسط توتر شديد في فنزويلا والرئيس يحذّر من “حمام دم”
تاريخ النشر: 28th, July 2024 GMT
يصوّت الفنزويليون الأحد في انتخابات رئاسية يسودها توتر شديد بين خصمين يعد كلاهما بالنصر، الرئيس المنتهية ولايته نيكولاس مادورو المرشح لولاية ثالثة من ست سنوات والدبلوماسي المعارض إدموندو غونزاليس أوروتيا.
ودعي حوالى 21 مليون ناخب من أصل 30 مليون فنزويلي للتوجه إلى واحد من بين 30 ألف مركز اقتراع للإدلاء بأصواتهم.
ويثق كل من المعسكرين بفوزه. ويعتقد خبراء أن المشاركة هي أحد العناصر الأساسية في الانتخابات، في حين تحتاج المعارضة إلى مشاركة قوية للفوز.
وأعلن مادورو بعد الإدلاء بصوته صباح الأحد في كراكاس، أنه “سيضمن احترام” نتائج الانتخابات الرئاسية، فيما تخشى المعارضة حصول عمليات تزوير وتلاعب بالنتائج.
وقال مادورو “أعترف وسأعترف بالحَكَم الانتخابي، النتائج الرسمية، وسأضمن احترامها”، داعيا خصومه إلى الالتزام بذلك أيضا.
وأضاف “أطلب من المرشحين الرئاسيين العشرة… احترام البيان الرسمي للمجلس الانتخابي الوطني وضمان احترامه والإعلان علنًا بأنهم سيحترمونه”.
وتشكلت طوابير أمام مراكز اقتراع عدة. وقالت المحامية غريزيلدا باروسو (54 عاما) لوكالة فرانس برس “أنا هنا منذ الساعة 4,30 صباحًا، وآمل أن يكون اليوم مثمرًا وأن ينتصر الخيار الذي جئت لأصوّت له. إدموندو غونزاليس أوروتيا سيفوز. وآمل أن تكون هناك ديموقراطية” في فنزويلا.
وقال ناخب مؤيد للسلطة في كراكاس “نتنفس الوطن، نتنفس الحب والأخوة… رئيسنا (مادورو) سيكون في سدة الرئاسة مرة أخرى”.
ويخوض السباق عشرة مرشحين، لكن المنافسة تنحصر في الواقع بين مادورو (61 عاما) المرشح لولاية ثالثة من ست سنوات، والدبلوماسي السابق غونزاليس أوروتيا (74 عاما) الذي حلّ بصورة مفاجئة محل زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو الواسعة الشعبية عند إعلان السلطات عدم أهليتها للترشح.
وتشير استطلاعات الرأي إلى تقدم المعارضة بفارق كبير لكن بعض المراقبين يؤكدون أن المنافسة شديدة. أما النظام، فيستند إلى أرقام أخرى ليؤكد ثقته في النصر.
ويتوعّد مادورو، وريث الرئيس السابق هوغو تشافيز الذي حكم من العام 1999 وحتى وفاته في 2013، بأنه لن يتنازل عن السلطة، متوقعا الفوضى من دونه، وهو يستند إلى الجيش وإلى حملة مضايقات تقوم بها الشرطة بحق المعارضة.
الأزمة النفطيةوقال مادورو إن “مستقبل فنزويلا للسنوات الخمسين المقبلة يتقرر في 28 تموز/يوليو، ما بين فنزويلا السلام أو العنف. السلام أو الحرب”، بعدما حذر من احتمال “حمام دم في حرب أهلية بين الاشقاء يثيرها الفاشيون”.
ووصف الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا هذه التصريحات بأنها “مروعة” معلقا “على مادورو أن يتعلم: عندما نفوز نبقى. وعندما نخسر نرحل”.
من جانبه، أعلن غونزاليس أوروتيا السبت أن يوم الأحد سيشهد “بلا شك تعبير الشعب الديموقراطي الأهم في السنوات الأخيرة” داعيا “المواطنين إلى التوجه إلى مراكز الاقتراع في نهاية النهار والتثبت من وضوح النتائج التي تحققت”.
وقال لويس سالامانكا الأستاذ في الجامعة المركزية في فنزويلا “هناك حركة من أجل التغيير” مضيفا أنه في ظروف تصويت “طبيعية… سيكون هناك انتصار كبير جدا للمعارضة”.
وتتوقع معظم استطلاعات الرأي ألّا يتخطى مادورو 30% من الأصوات وأن تفوز المعارضة بما بين 50 و70% من الأصوات.
وقالت مرسيدس إنريكيز المتقاعدة البالغة 68 عاما “لم نعد نحتمل هذه الدكتاتورية” فيما قالت آنا كولميناريس الطالبة في علم النفس “لا أمل في الحياة هنا، لا أمل اقتصاديا، لا أمل في العثور على عمل”.
وتواجه الدولة النفطية التي كانت لفترة طويلة من أغنى دول أميركا اللاتينية، أزمة اقتصادية غير مسبوقة.
وانهار إنتاج النفط نتيجة سوء الإدارة والفساد، متراجعا من أكثر من ثلاثة ملايين برميل في اليوم إلى أقل من مليون، فيما تراجع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 80% خلال عشر سنوات وسجلت البلاد تضخما جامحا أرغم السلطات على دولرة الاقتصاد جزئيا.
الجيشوغادر سبعة ملايين فنزويلي البلاد حيث يعاني القسم الأكبر من المواطنين الفقر مع انهيار كامل للأنظمة الصحية والتربوية.
وتؤكد السلطات أن الأزمة هي نتيجة “الحصار الإجرامي” المفروض على البلاد.
وشددت الولايات المتحدة عقوباتها على فنزويلا بهدف إبعاد مادورو بعد إعادة انتخابه في عملية اقتراع موضع جدل عام 2018، احتجت عليها المعارضة منددة بأعمال تزوير، وأثارت تظاهرات تعرضت لقمع شديد.
وسعت واشنطن لإرغام مادورو على تنظيم انتخابات “ديموقراطية وتنافسية” بدون أن تنجح في الضغط على كراكاس التي أكدت عدم أهلية ماتشادو للترشح وسحبت دعوتها للاتحاد الأوروبي لإرسال مراقبين من أجل التثبت من سير عمليات التصويت.
وفي الوقت نفسه، ترك البيت الأبيض الباب مفتوحا أمام شركات النفط للعمل في فنزويلا مع منح تراخيص لاستخراج النفط والغاز، سعيا لإعادة إطلاق إنتاج النفط في هذا البلد مع اشتداد الضغط على الأسواق في ظل الأزمة في أوكرانيا والشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إن “الشعب الفنزويلي يستحق انتخابات تعكس حقا إرادته، حرة من أي تلاعب. وستراقب الأسرة الدولية ذلك من كثب” مضيفا “نحض جميع الأطراف على الإيفاء بالتزاماتها واحترام الآلية الديموقراطية”.
ويخشى العديدون أن يحاول الرئيس الذي تصفه المعارضة بـ”الدكتاتور” تزوير الانتخابات.
واعتبرت ريبيكا هانسون من جامعة فلوريدا أنه من المحتمل حصول “عنف بعد إعلان النتائج” مشيرة إلى أن فرص أن يقبل مادورو التخلي عن السلطة “ضعيفة”.
وسيكون موقف الأجهزة الأمنية أساسيا. وأكد مادورو أن “القوات المسلحة الوطنية البوليفارية تدعمني”، فيما دعا خصمه غونزاليس أوروتيا العسكريين إلى “احترام وفرض احترام الإرادة السيدة” لشعب فنزويلا.
المصدر أ ف ب الوسومالانتخابات الرئاسية فنزويلاالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية فنزويلا فی فنزویلا
إقرأ أيضاً:
ماذا ينتظر الأقصى فيما يسمى يوم خراب الهيكل؟
سيكون المسجد الأقصى المبارك يوم الأحد المقبل على موعد جديد من الانتهاكات الصاخبة، مع إحياء المتطرفين لما يسمى ذكرى "خراب الهيكل" الذي يعتبره اليهود يوم حزن وحداد على ما يسمونه تدمير "الهيكلين" الأول والثاني.
ففي العام الماضي اقتحم المسجد في المناسبة ذاتها 2958 متطرفا ومتطرفة، وتحشد الجماعات المتطرفة أنصارها هذا العام لتنفيذ اقتحام وانتهاكات مماثلة، في حين يرى مراقبون أنها ستتصاعد في ظل الصمت العربي والإسلامي المطبق، وفي ظل تربع الأحزاب المتطرفة على عرش الحكومة الإسرائيلية الحالية.
ويدّعي اليهود أن البابليين دمروا "الهيكل الأول" عام 586 قبل الميلاد، وأن الرومان دمروا "الهيكل الثاني" عام 70 للميلاد، وبالتالي يجب تلاوة نصوص من "سِفر المراثي" يوم التاسع من أغسطس/آب حسب التقويم العبري من كل عام داخل الكنس.
وتتناول هذه المرويات "احتلال البابليين للقدس وتهجير اليهود من بلادهم إلى أرض بابل (جنوب العراق) حيث مكثوا 70 عاما حتى أذن لهم ملك فارس كورش بالعودة إلى القدس وإقامة الهيكل الثاني الذي دمره الرومان لاحقا".
ويصر المتطرفون على اقتحام المسجد الأقصى المبارك في هذه المناسبة، ويرفضون إحياءها في كنسهم فقط، وكان إدخال لفائف "الرثاء" وقراءتها داخل المسجد الأقصى من بين الانتهاكات التي سُجلت في الأعوام السابقة.
كما سُجّل في المناسبة ذاتها من العام المنصرم انتهاكات عدة أبرزها رفع العلم الإسرائيلي، وأداء طقس السجود الملحمي (الانبطاح الكامل واستواء الجسد على الأرض ببسط اليدين والقدمين والوجه بالكامل) جماعيا، والرقص والغناء، إضافة إلى اقتحام عدد من أعضاء الكنيست والوزير إيتمار بن غفير.
وتحلّ الذكرى هذا العام بعد أسابيع من إصدار بن غفير تعليمات لضباط الشرطة بالسماح للمستوطنين بالرقص والغناء في الساحات، وبعد إعلانه -خلال اقتحام نفذه للمسجد في مايو/أيار المنصرم- أيضا أنه "أصبح من الممكن الصلاة والسجود في جبل الهيكل".
الأكاديمي ومسؤول الإعلام والعلاقات العامة في المسجد الأقصى سابقا عبد الله معروف قال للجزيرة نت إن الذكرى هذا العام ستكون من أخطر أيام السنة على المسجد، في ظل الاقتحامات التي ستنفذها جماعات المعبد المتطرفة حيث تعمل على أن يكون هذا اليوم هو يوم الاقتحام الأكبر.
إعلانوبالتالي -يضيف معروف- تنبع خطورة الحدث ابتداء من أنه يحل في ظل اصطفاف الحكومة الإسرائيلية بكل أذرعها مع جماعات المعبد المتطرفة في صف واحد باتجاه تغيير الوضع القائم في الأقصى، وهو ما قام به بالفعل الوزير بن غفير.
فالوضع القائم لم يعد موجودا -وفقا للأكاديمي المقدسي- بعد أن سمح هذا الوزير المتطرف للمستوطنين بأداء الصلوات داخل الساحات في عام 2024 المنصرم، وبعد سماحه خلال العام الجاري بالرقص والغناء في أولى القبلتين.
"ستحاول جماعات المعبد المتطرفة هذا العام أن يكون اقتحامها نوعيا بشكل كبير، وتكمن خطورته في أنه سينفذ في ظل تخاذل غير مسبوق من العالمين العربي والإسلامي، وصمت مطبق على ما يجري من انتهاكات غير مسبوقة في ظل المطالبات العلنية لإقامة كنيس داخل أولى القبلتين" أضاف معروف.
انتهاكات خطيرة لم يشهدها الأقصى منذ احتلاله.. كيف مرت ذكرى "خراب الهيكل" على المسجد الأقصى المبارك؟ pic.twitter.com/9J4QJg6fUF
— الجزيرة نت | قدس (@Aljazeeraquds) August 13, 2024
خطر متصاعد وصمت مطبقوبالنظر إلى ما جرى خلال الأشهر الماضية وخاصة فيما يسمى "يوم القدس" أكّد الأكاديمي المقدسي أن الجماعات المتطرفة ستعسى لتسجيل رقم قياسي جديد في إحياء لهذه الذكرى، وستكون هناك محاولة للانتقال إلى مرحلة جديدة في الأقصى قد يكون عنوانها محاولة تنفيذ طقوس لا علاقة لها بالمناسبة التي يقتحم المستوطنون المسجد لأجلها.
فعلى سبيل المثال "لا يرتبط طقس ذبح القرابين الحيوانية بخراب الهيكل، لكن قد يُقدم المتطرفون على تنفيذه، كما فعلوا في عيد الفصح الصغير، وكما أدخلوا القرابين المذبوحة خلال عيد الأسابيع اليهودي في الشهر المنصرم".
ويرى معروف أن ذلك ممكنا لأن الجماعات المتطرفة ترى أن الوقت الحالي هو الوقت المناسب لبدء إقامة كنيس داخل المسجد، لأن الجو العام يساعد على ذلك من صمت عربي وإسلامي على ما يجري في كل من غزة والخليل والقدس.
وختم الأكاديمي المقدسي حديثه للجزيرة نت بالقول إن الاحتمالات كلها مفتوحة، ولا أحد يستطيع أن يتوقع إلى أين يمكن أن تسير الأمور في مدينة القدس، طالما أن جماعات المعبد وتيار الصهيونية الدينية على رأس حكومة الاحتلال، خاصة أن "هذا الظرف الذي نمر به الآن يأتي في ظل انعدام احتمالية سقوط حكومة نتنياهو بسبب دخول الكنيست في الإجازة الصيفية التي تستمر 3 أشهر".
وبالتالي مستوى الوحشية لدى تيار الصهيونية الدينية وجماعات المعبد المتطرفة قد يكون غير مسبوق في الأقصى، "وهنا أحذر وأقول إن الرادع الوحيد للمستوطنين هو التأزيم الشعبي، وما دام الاحتلال لا يشعر أن هناك أزمة قد تحدث بسبب أفعاله ولا ثمن يدفعه، فإنه سيقوم بأي شيء باتجاه الوصول لهدفه وهو إقامة كنيس داخل المسجد في الفترة الحالية".