قبل أيام تم الإعلان عن توقيع حركتي فتح وحماس على اتفاق لإنهاء الانقسام وتعزيز الوحدة الفلسطينية، وذلك بعد جولة من المباحثات في العاصمة الصينية خلال الفترة من 21 وحتى 23 يوليو، حيث تم التوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية مؤقتة.


لن تؤتي بثمارها

 


من جانبه قال نزار نزال المحلل السياسي الفلسطيني، إن جهود الوساطة التي تقوم بها الصين لن تنجح على الإطلاق ولن تؤتى ثمارها وذلك لعدة اعتبارات.


وأضاف “نزال” في تصريحات خاصة لـ”الفجر”، أن البنود المطروحة ضمن جهود الوساطة جيدة كما أن اجتماع الفصائل في بكين أمر جيد أيضًا ولكن تنفيذ بنود الاتفاق ستكون عملية صعبة وإذا فشلت الفصائل الفلسطينية في تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بالتأكيد سيكون هناك تراجعًا من قبل الصين عن بذل المزيد من الجهود لإنهاء 18 عاما من الانقسام والشقاق الفلسطيني.

وأكمل المختص بالشأن الإسرائيلي: “وبالتالي مطلوب من الفلسطينيين اليوم الوحدة والعودة جميعا لأن يكونوا تحت ظل منظمة التحرير الفلسطينية والمطلوب أيضا أن تتضافر جميع الجهود وعدم إلقاء الكرة في الملاعب الأخرى فلا يعقل على الإطلاق أن تقوم بعض الدول بالدفاع عن بلدك أمام المنظمات القضائية الدولية وأنت ما زلت حتى الآن غير مقتنع بموضوع الوحدة الوطنية”.

تابع أن الانقسام أصبح مرضا “عضال” أصيبت به فلسطين وبالتالي فإن 80٪ من الفلسطينيين لا يثقون في الفصائل ولا يعتبرون أن هذا اللقاء في الصين سينهى 18 عامًا من الانقسام”.


من جانب آخر أوضح الكاتب الفلسطيني ثائر أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، إن محادثات المصالحة التي جرت في العاصمة الصينية بكين هي محادثات يرحب بها من أجل استعادة اللحمة الفلسطينية ضمن وحدة وطنية تجمع الكل الفلسطينية تحت مظلة واحدة.

أضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن  مفاوضات المصالحة الفلسطينية من أجل إنهاء الانقسام التي جابت كافة اقطار العالم ورست سفينتها مؤخرا في بكين وقبلها في الجزائر وقبلها في موسكو والقاهرة ودول عديدة لا بد أن تكون في إطار وطني صادق النوايا من قبل طرفي النزاع والانقسام، ولا بد أن تكون هذه اللقاءات والاجتماعات ليس لقاءات بروتوكول بناء على رغبة الدول المضيفة لرعاية إتمام الوحدة وإنهاء الانقسام، بل لا بد وفي إطار اي اجتماع لإتمام وإنجاز المصالحة من أجل تشكيل حكومة وحدة حقيقية لا بد أن يكون هناك معايير  وطنية ومحددات سياسية حتى يكتب لنا النجاح وعدم الاخفاق والفشل الذي رافق المفاوضات والاجتماعات بين طرفي النزاع  لمدة 17 عام من عمر الانقسام السياسي الفلسطيني.

أكمل أن أي حكومة وطنية فلسطينية قادمة تريد أن يكتب لها النجاح والاستمرار يجب أن يتم تشكيلها من كافة الأطياف السياسية ومن الكفاءات المهنية والعلمية ويجب ألا تكن ذات لون سياسي واحد فقط، ويجب أن لا تكن أيضا من اللون السياسي لطرفي الانقسام معا، لأن الحكومة الوطنية الموحدة يجب أن يتم تشكيلها من كافة الاطياف الفلسطينية السياسية والمؤسساتية والمهنية.

أشار إلى أن نجاح أي مفاوضات للمصالحة يجب أن يكون في إطار الكل الفلسطيني البعيد عن الاحتواء أو الاقصاء أو الاستثناء، ومن ثم يجب أن يكون هناك برنامج وطني وآليات عمل تقوم على فتح الآفاق السياسية من أجل حماية تطلعات شعبنا على كافة الصعد والمستويات، ومن الضروري العمل على بناء نظام سياسي جديد يتوافق مع متطلبات الواقع الفلسطيني والعربي والعالمي.

تابع حديثه قائلًا:" يجب أن يتم تجديد الشريعة وحمايتها وأيضا تجديد الدستور من خلال دعم انجاز الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وكذلك يجب ترميم البيت الوطني الجامع للكل الفلسطيني  منظمة التحرير وتجديد هياكله ودوائره من أجل أن تكون منظمة التحرير هي المظلة الوحدوية لكافة الفلسطينيين، وكذلك يجب تشكيل جبهة إنقاذ وطني من كافة المؤسسات والشخصيات دون استثناء حتى تكون بمثابة مرادف وطني وسياسي داعم للقرارات والتطلعات التي تأخذ بشعبنا الفلسطيني للحرية والاستقلال واقامة الدولة المستقلة.

عن دور مصر إجابة قائلًا:" لا بد أن نتقدم بجزيل الشكر والعرفان والتقدير لجمهورية مصر العربية التي قادت جولات وصولات المصالحة منذ نشوب الانقسام والنزاع الفلسطيني، والتي كان لها ومازال الدور الأكبر وذات الأهمية في مواصلة جهودها لحماية تطلعات شعبنا والوقوف بجانبه باستمرار دون كلل أو ملل".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: فلسطين غزة اسرائيل بكين الصين لا بد أن من أجل یجب أن

إقرأ أيضاً:

إسرائيل على شفا الانقسام.. هويات متصارعة ومجتمع يتفكك

نشرت صحيفة جيروزاليم بوست مقالا يفيد بأن إسرائيل تشهد لحظة مفصلية تنذر بانقسام داخلي عميق وتحوّل نوعي في طبيعة الصراعات الاجتماعية، ويحذر من أن المجتمع الإسرائيلي لم يعد يتعامل مع التعددية كاختلاف طبيعي بل كتهديد وجودي.

ويوضّح كاتب المقال ديفيد بن-باسات، ضابط الاستخبارات السابق في الجيش الإسرائيلي والمراسل السابق لشبكة "إن بي سي" الأميركية، أن الانقسامات الأيديولوجية في إسرائيل تحوّلت إلى صدامات وجودية بين هويات متنافرة.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: حلفاء إسرائيل يهددون بقطع العلاقات التجارية بسبب غزةlist 2 of 2صحيفتان أميركيتان: ترامب سعى لإذلال رئيس جنوب أفريقياend of list

وأشار إلى أن الإسرائيليين تكيّفوا لفترة طويلة مع توترات بين المتدينين والعلمانيين، العرب واليهود، اليمين واليسار، لأنها كانت تُدار ضمن إطار وطني جامع.

شرخ عميق في الهوية

والآن، يلاحظ الكاتب أن هذه "الفسيفساء" تحوّلت إلى ساحة معركة مفتوحة: الاحتجاجات، ورفض الخدمة العسكرية الاحتياطية، وقطع الطرق، والعنف اللفظي والجسدي، وكلها لم تعد أحداثا منعزلة، بل تجليات لشرخ عميق في الهوية الوطنية.

وقال إن كل طرف في إسرائيل يرى اليوم نفسه على حق أخلاقي مطلق، ويعتبر الطرف الآخر خطرا على بقاء الدولة.

وحتى "القبائل الأربع" التي تحدث عنها الرئيس الأسبق رؤوفين ريفلين: العلمانيون، والمتدينون، والحريديم، والعرب، لم تعد تبحث عن التلاقي، بل باتت تنغلق على نفسها بأنظمة تعليم وإعلام وثقافة ولغة مختلفة كليا.

إعلان ساحات قتال رقمية

ووسائل الإعلام، يقول الكاتب، التي كان من المفترض أن تلعب دورا توحيديا، سقطت في فخ الإثارة والانقسام، فيما تحوّلت مواقع التواصل إلى ساحات قتال رقمية، تغذيها خوارزميات التحريض والكراهية.

أما المؤسسات الوطنية، كالجيش، والمحكمة العليا، والكنيست، فتشهد تراجعا خطيرا في الثقة العامة.

ووجّه الكاتب أصابع الاتهام أيضا نحو بعض السياسيين، بمن فيهم رئيس الوزراء الأسبق إيهود باراك، الذي يصفه بأنه ساهم في تأجيج الصراع الداخلي عبر تصريحات شبّه فيها الحكومة المنتخبة بحكومة الانقلاب على النظام، ودعا إلى العصيان المدني.

كما حمّل زعماء دينيين وسياسيين من اليمين مسؤولية استخدام لغة التخوين والكراهية.

التدخلات الخارجية

وحذّر بن باسات كذلك من تدخلات خارجية، مشيرا إلى فتح تحقيق في الولايات المتحدة ضد منظمات غير حكومية إسرائيلية وأميركية، تتلقى أموالا حكومية أميركية وتستخدمها لتحريض سياسي داخل إسرائيل.

كما تطرق إلى خطر التدخل الإيراني في الشؤون الإسرائيلية الداخلية، كاشفا عن قضية شاب اتُّهم بالتعاون مع عميل إيراني خلال الحرب مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وتلقى منه تعليمات لتحريض سياسي مقابل أموال.

وختم الكاتب مقاله بتأكيد أن التماسك الاجتماعي شرط لا غنى عنه لبقاء الدولة، لا يقل أهمية عن القوة العسكرية.

مقالات مشابهة

  • المجلس الأعلى لامازيغ ليبيا ينفي صلته بالمجموعة التي التقت الدبيبة
  • القصة الكاملة.. النار كلت أجزاء بحديقة الأمل بالمحلة.. والنيابة العامة تحقق وتأمر بندب خبراء الأدلة الجنائية.. صور وفيديو
  • هل يمكن تصنيع آيفون في الولايات المتحدة الأمريكية؟.. خبراء يجيبون
  • لماذا تحول الموقف الغربي تجاه الأزمة السودانية؟.. خبراء يجيبون لـ "الفجر"
  • هل تستطيع بكين أن تكون وسيطاً بين طالبان وباكستان؟
  • رئيس الوزراء الإسباني: غزة ملك للفلسطينيين وستظل كذلك
  • "الخارجية الصينية": بكين تدعم عقد قمة "آسيان- الصين- الخليج"
  • إسرائيل على شفا الانقسام.. هويات متصارعة ومجتمع يتفكك
  • لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني تعلن الاتفاق على إطلاق مسار تسليم سلاح الفصائل الفلسطينية
  • مسيرة شعبية من وسط البلد تؤكد على الوحدة الوطنية ودعم صمود الشعب الفلسطيني / صور وفيديو