السنغال تشهد انطلاق ملتقى الشعر العربي الثالث
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وفي إطار مبادرة الملتقيات الشعرية في إفريقيا؛ شهدت جمهورية السنغال انطلاق النسخة الثالثة من ملتقى الشعر العربي الذي نظمته إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، بالتعاون مع نادي السنغال الأدبي بمشاركة 13 شاعراً وشاعرة.
أقيم الملتقى في العاصمة داكار، بحضورممثل سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة لدى السنغال أشرف البلوشي ، ود. فاضل غي رئيس نادي السنغال الأدبي، إضافة إلى ممثلين لمؤسسات سنغالية ثقافية وأدبية، ونخبة من الشعراء والأدباء.
وألقى محمد الهادي سال، منسق الملتقى، كلمة شكر فيها صاحب السمو حاكم الشارقة على دعمه المستمر للثقافة والشعر العربي، مؤكداً أن هذا الدعم كان له الأثر الكبير في نجاح الملتقى وتعزيز العلاقات الثقافية، مشيراً إلى أن ملتقى الشعر العربي في السنغال أصبح منصة حيوية لإبداع الشعراء في السنغال.
وأعرب الدكتور فاضل غي رئيس نادي السنغال الأدبي عن سعادته واعتزازه باستضافة “هذا الحدث الثقافي المهم في السنغال، الذي يعكس روح التعاون والتفاعل الثقافي البناء بين الشعوب، ويؤكد على الدور الريادي لصاحب السمو حاكم الشارقة في دعم الثقافة والأدب العربي”، مؤكداً أهمية تعزيز الروابط الثقافية بين العالم العربي وأفريقيا من خلال تنظيم مثل هذه الفعاليات التي تسهم في تبادل الأفكار والإبداع، معرباً عن شكره للشارقة على دعمها الكبير والمستمر للشعر والأدب العربي.
وأكّد فاضل غي أن ملتقى الشعر العربي في السنغال يعد الحدث الأهم في البلاد، ومن أبرز الفعاليات الثقافية الأدبية التي تحتفي بالشعر العربي وتجمع بين الشعراء والمثقفين من جمهورية السنغال.
وتضمن الملتقى جلسات شعرية أدارها الشاعر السنغالي عبد الكريم غاي، وندوة نقدية بعنوان “الأدب العربي السنغالي (الشعر والرواية) بين الواقع والمأمول”، حيث ناقشت تطور الأدب العربي في السنغال وآفاقه المستقبلية، وتناولت الصعوبات التي يواجهها الأدباء السنغاليون والتحديات التي تعوق انتشار أعمالهم، بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز حضور الأدب العربي السنغالي على المستويين المحلي والدولي.
تناولت القراءات مواضيع متعددة، وأغراضا متنوعة مثل الهوية والانتماء والتعايش بين الثقافات.
وقد قرأ منسق الملتقى الأستاذ الشاعر محمد الهادي سال أبياتا مهداة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، يقول:
برهنتَ يا سلطانُ حقّا أنكم بحرٌ من العرفان والإحسانِ
أهديتَ للأجيال دُرّ معارفٍ وُزِنتْ من العليا على ميزان
وجذبتهم بشمائلٍ مرموقة وتتبع لهدايةِ القرآن
وسردتَ في الذات الأبيَّةِ سيرةً يشدو بها الأعلام في الأكوان
ورفعت راية معجم الضاد التي أنغامها سحرت ذوي الألحان
فَبِضوء علمك قد هديت ولم تزل كالبدر في الظلماء للأذهان
لكَ في قلوب المنصِفين مكانة لا يمتري بعلّوها رجلان
لمَ لا وأنت رحيق مجدك خالص وتضوعُ منه روائح الإيمان!
ومن بين الشعراء المشاركين الشاعر عبد الأحد انيانغ الذي أطرب الجمهور، يقول:
في أرض مكة حلّ النور توفيقا ونوّر الحقّ تشريعا وتطبيقا
من طيب طيبة فاح العطر منتشرا وقد تأرّج في الأرجاء معبوقا
هل يمكن الوصف بالألفاظ مجمل ما للعطر أم لا يروم الأمر تعليقا
وقرأ مصطفى سار قصيدة غزلية لاقت تفاعل جماهيريا، يقول:
أحنّ إلى ماضٍ وما فيه من سعد حنيني إلى ذكراه في القرب والبعد
وتشتاق نفسي كلما مر ذكرُه أشدّ اشتياق للطفولة والمهد
أيا رسم دار قد تقادم عهدهُ ومسكن عزّ لا يزال بها عهدي
عن الزمن الماضي وعن كل ما به أريد حديثا منك أحلى من الشّهد
وأبدع العاشق إبرهيم الفلدي بنصه الغزلي المدهش، يقول:
أمامكِ عاشقٌ ولِهٌ خجولُ إلى عينيكِ أرسله الدليلُ
وكان رآكِ قبل اليوم شمسا ونورك شاسع يحميه جيلُ
وكنت أريد أن ألقاكِ لكن ضياء الشمس في عيني ثقيلُ.
وفي ختام الملتقى وزعت الجوائز على ثلاثة عشر من المشاركين( الشعراء والمحاضرين ) تكريماً لإبداعاتهم ومساهماتهم في إثراء الأدب العربي والأفريقي، وسط إشادة واسعة من الحضور والمشاركين، مؤكدين أهمية استمرار مثل هذه الفعاليات التي تعزز الروابط الثقافية بين العالم العربي وأفريقيا.
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
«الوطني للتخطيط» ينظّم ملتقى التكامل الإحصائي.. آل خليفة: تعزيز العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية ورفاه المجتمع
نظّم المجلس الوطني للتخطيط، ممثلاً بمركز الإحصاء الوطني، ملتقى وطنياً بعنوان «ملتقى التكامل الإحصائي في المجالات الاجتماعية والبيئية والتنمية البشرية لخدمة صُنّاع القرار – تحديات وآفاق»، وذلك لمناقشة واقع المؤشرات الوطنية ومدى تكاملها في المجالات الاجتماعية والبيئية والتنمية البشرية، من منظور إحصائي وتحليلي متعدد الأبعاد.
وشارك في أعمال الملتقى عدد من المؤسسات الحكومية المنتجة والمستفيدة من البيانات، إلى جانب المنظمات الدولية والجهات الفنية المعنية بالتصنيفات والمعايير المنهجية، ومراكز الدراسات والبحوث والمؤسسات الأكاديمية، بالإضافة إلى نخبة من صنّاع القرار والمحللين والفنيين في المجال الإحصائي.
وافتتح سعادة الدكتور عبد العزيز بن ناصر بن مبارك آل خليفة الأمين العام للمجلس الوطني للتخطيط الملتقى بكلمة قال فيها: «يتقاطع موضوع هذا الملتقى بشكل مباشر مع أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، والتي تضع الإنسان والبيئة في صميم أولوياتها، وتسعى إلى تعزيز العدالة الاجتماعية والاستدامة البيئية ورفاه المجتمع القطري في الحاضر والمستقبل، ومن غير الممكن تحقيق هذه الأهداف الطموحة دون منظومة إحصائية متكاملة قادرة على قياس التقدم وتقييم الأداء بدقة ووضوح».
وأضاف سعادته: «ونحن إذ نواصل العمل في إطار رؤية قطر الوطنية 2030، فإننا نؤكد على أن الإحصاءات الاجتماعية والبيئية وإحصاءات التنمية البشرية ليست مجرد أرقام وتقارير، بل هي منظومة متكاملة تعكس تفاصيل المجتمع القطري والبيئة القطرية، فتكشف التحديات، وتحدد الأولويات، وتفتح الآفاق لدعم التوجهات الاستراتيجية للدولة في بناء مجتمع مزدهر».
أهمية التكامل الإحصائي
وبدوره قال السيد أحمد حسن محمد العبيدلي المدير العام لمركز الإحصاء الوطني في المجلس الوطني للتخطيط في كلمة خلال الملتقى: «ينطلق تنظيم هذا الملتقى من أهمية التكامل الإحصائي في تحقيق التحليل المتعدد الأبعاد للبيانات الوطنية، بما يعزز قدرة صنّاع القرار على الاستجابة لتحديات التنمية الشاملة. ومن خلال إدارة الإحصاءات الاجتماعية والبيئية، نحرص في مركز الإحصاء الوطني على تطوير منظومة المؤشرات الوطنية، وتعزيز الترابط بين قواعد البيانات الاجتماعية والبيئية والبشرية، بما يتيح نمذجة دقيقة للواقع وتوجيه الموارد بكفاءة وتحقيق الاتساق بين البيانات والتحليل والسياسات.»
وفي السياق ذاته، تحدث السيد محمد جاسم جمعة البوعينين مدير إدارة الإحصاءات الاجتماعية والبيئية، في مركز الإحصاء الوطني، في كلمته عن العديد من المؤشرات في دولة قطر قائلاً: «خلال السنوات الأخيرة كان هناك تحسن في العديد من المؤشرات الوطنية في دولة قطر، وعلى سبيل المثال لا الحصر، في مجال التعليم ارتفع معدل الالتحاق الإجمالي للتعليم العالي من 17.4 عام 2014 إلى 37.6 عام 2023، وعلى المستوى البيئي ارتفعت نسبة المياه العادمة التي تمت معالجتها في محطات المياه العادمة من 95.6% عام 2013 إلى 99.6% عام 2023 وانخفضت نسبة الإفراط في استغلال صيد الأسماك من 18.6% عام 2013 إلى 8.0% عام 2024 وهو انخفاض إيجابي، وعلى مستوى التنمية البشرية ارتفع العمر المتوقع عند الولادة للقطريين من 79.6 سنة عام 2013 إلى 81.7 سنة عام 2022، أما على المستوى الدولي فقد تحسن ترتيب دولة قطر في العديد من المؤشرات نذكر منها المؤشر العالمي لجودة الحياة حيث تقدمت دولة قطر من المرتبة 20 بداية عام 2023 إلى المرتبة التاسعة عالمياً بداية عام 2025 حسب تصنيف موسوعة قاعدة البيانات (نامبيو)، وأيضاً ارتفع ترتيب دولة قطر في التصنيف العالمي لحرية الصحافة من المرتبة 128 عام 2021 إلى المرتبة 79 عالمياً والأولى على مستوى الشرق الأوسط عام 2025 حسب تصنيف منظمة (مراسلون بلا حدود)».
ويهدف ملتقى التكامل الإحصائي إلى تطوير خارطة مؤشرات وطنية مترابطة تغطي أبعاد التنمية الاجتماعية والبيئية والبشرية، وإعداد توصيات فنية بشأن منهجيات إنتاج وتحليل المؤشرات المركّبة متعددة الأبعاد.
توطين الأدلة والمعايير الفنية العالمية
وتضمنت جلسات الملتقى مناقشات حول الإطار المفاهيمي للتكامل الإحصائي متعدد المجالات، ونماذج التحليل المتقدمة لتوليد المؤشرات المركبة، إضافة إلى المواءمة المنهجية مع المنظمات الدولية وتوطين الأدلة والمعايير الفنية العالمية وتوحيد المصطلحات والمفاهيم ضمن السياق الوطني. كما خرج الملتقى بتوصيات رئيسية، من أبرزها الانتقال من المؤشرات القطاعية المنفصلة إلى مؤشرات تفاعلية متعددة الأبعاد، وتوحيد المواءمة المنهجية مع التصنيفات والمفاهيم الدولية وتفعيل الاستخدام الأمثل للبيانات الإدارية كمصدر رئيسي للإحصاءات الرسمية.