بعد قصف إسرائيل للدروز العرب.. حزب الله يخلي مواقع تحسبا لغارات إسرائيلية متوقعة
تاريخ النشر: 29th, July 2024 GMT
بيروت- قال مصدر مقرب من حزب الله الأحد 28يوليو2024، إن الحزب أخلى مواقع في جنوب وشرق لبنان بعد تهديدات إسرائيلية بالرد على هجوم قاتل على مرتفعات الجولان التي ضمتها إسرائيل.
تعهد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت "بضرب العدو بقوة" بعد يوم من مقتل 12 قاصراً في مجدل شمس إثر إطلاق صواريخ من لبنان، ما أثار مرة أخرى مخاوف من انتشار الحرب في غزة.
واتهمت إسرائيل حزب الله اللبناني بإطلاق صاروخ فلق-1 إيراني الصنع، لكن الجماعة المدعومة من إيران - والتي تستهدف بانتظام مواقع عسكرية إسرائيلية - قالت إنها "لا علاقة لها" بالحادث.
في حين نفى حزب الله صلته بالحادث واتهم إسرائيل بقصفها ملعب كرة قدم في بلدة مجدل شمس السورية المحتلة بصاروخ انطلق من القبة الحديدة الإسرائيلية.
وقال المصدر المقرب من الحزب لوكالة فرانس برس، طالبا عدم الكشف عن هويته لأنه غير مخول بالحديث إلى وسائل الإعلام، إن "حزب الله أخلى بعض المواقع في الجنوب وفي سهل البقاع التي يعتقد أنها قد تكون هدفا لإسرائيل".
ولحزب الله وجود قوي في منطقة البقاع بشرق لبنان، والتي تقع على الحدود مع سوريا، وفي جنوب لبنان، حيث يشن هجمات شبه يومية على مواقع إسرائيلية منذ أكتوبر/تشرين الأول دعما لحليفته حماس.
لقد اقتصرت عمليات تبادل إطلاق النار عبر الحدود إلى حد كبير على منطقة الحدود، لكن إسرائيل ضربت مرارا وتكرارا في عمق لبنان، بما في ذلك خلال الليل.
وينتشر حزب الله أيضًا في سوريا، حيث يقاتل منذ سنوات دعمًا للرئيس بشار الأسد في الحرب الأهلية الدائرة في بلاده.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن جماعات موالية لإيران ومقاتلين تابعين لحزب الله "أخلوا مواقعهم" جنوب العاصمة وفي ريف دمشق، وكذلك في أجزاء من مرتفعات الجولان التي تسيطر عليها سوريا، تحسبا "لضربات جوية إسرائيلية محتملة".
وكان حزب الله قد انسحب بالفعل من مواقع في سوريا في أوائل يونيو/حزيران بعد غارات إسرائيلية، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، والذي يعتمد على شبكة من المصادر على الأرض.
- تم إعادة جدولة الرحلات الجوية -
منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا في عام 2011، نفذت إسرائيل مئات الضربات في البلاد، استهدفت بشكل أساسي مواقع للجيش ومقاتلين مدعومين من إيران، بما في ذلك من حزب الله.
وتهدف الغارات أيضًا إلى قطع طرق إمداد حزب الله إلى لبنان.
ونادرا ما تعلق السلطات الإسرائيلية على الضربات الفردية في سوريا، لكنها قالت مرارا وتكرارا إنها لن تسمح لعدوتها اللدود إيران بتوسيع وجودها هناك.
وكثفت إسرائيل غاراتها على سوريا بعد أن أدى هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول إلى إشعال فتيل الحرب في قطاع غزة، ثم هدأت بعد غارة في الأول من أبريل/نيسان ألقي باللوم فيها على إسرائيل على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق.
ودفعت تلك الضربة إيران إلى إطلاق أول هجوم مباشر على الإطلاق بالصواريخ والطائرات بدون طيار ضد إسرائيل يومي 13 و14 أبريل/نيسان، مما أدى إلى تصاعد التوترات الإقليمية بشكل صاروخي.
قالت شركة طيران الشرق الأوسط اللبنانية في بيان إنها أعادت جدولة عدد من الرحلات الجوية يومي الأحد والاثنين، مشيرة إلى "أسباب فنية تتعلق بتوزيع مخاطر التأمين (على الطائرات)".
وفي أكتوبر/تشرين الأول، أعلنت الشركة أنها تنقل بعض طائراتها إلى الخارج في ضوء التطورات الإقليمية.
خلال حرب عام 2006 بين إسرائيل وحزب الله، قصفت إسرائيل مطار بيروت، المرفق الدولي الوحيد في لبنان.
وأسفرت أعمال العنف عبر الحدود منذ أكتوبر/تشرين الأول عن مقتل 527 شخصا على الأقل في لبنان، معظمهم من المقاتلين ولكن بينهم أيضا 104 مدنيين، وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس.
وعلى الجانب الإسرائيلي، قُتل 22 جندياً و24 مدنياً، وفقاً للسلطات الإسرائيلية.
وأسفرت الغارات الإسرائيلية عن مقتل 25 مقاتلاً من حزب الله في سوريا منذ اندلاع الحرب في غزة، بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس.
Your browser does not support the video tag.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
أخطاء ارتكبتها إسرائيل بقصف الضاحية الجنوبيّة
أرسلت إسرائيل ليل الخميس الماضي، عبر قصف الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، رسالة إلى "حزب الله" مفادها أنّه ممنوع عليه إعادة التسلّح واسترجاع قوّته، كذلك، مارست ضغطاً جديداً بالنار على الدولة اللبنانيّة للإسراع بنزع سلاح "المُقاومة".وتعتقد إسرائيل أنّ الغارات العنيفة غير المسبوقة على الضاحيّة الجنوبيّة منذ 27 تشرين الثاني الماضي، قد تُساهم في تسليم "حزب الله" لسلاحه، لكنّها عبر تعريض إتّفاق وقف إطلاق النار للخطر، عبر خروقاتها المتكرّرة وغير المبرّرة، تُهدّد بإشعال الحرب من جديد، وبتمسّك "حزب الله" أكثر بسلاحه للدفاع عن لبنان، إنّ أقدمت تل أبيب على أيّ عملٍ عسكريّ.
كما أنّ العدوّ الإسرائيليّ ارتكب خطأً بعدم السماح للجيش بدخول الأبنيّة التي أشار إليها في الضاحية الجنوبيّة، وقلّل من أهميّة وفعاليّة لجنة مُراقبة وقف إطلاق النار في منع الإعتداءات على لبنان.
ويقول محللون عسكريّون في هذا السياق، إنّه لو صحّ بالفعل أنّ الأبنيّة المُستهدفة كانت تحتوي على مسيّرات، بحسب ما ادّعت إسرائيل، فإنّ رفض الأخيرة دخول عناصر الجيش إلى داخل الوحدات التي تمّ إستهدافها، الهدف منه أوّلاً تدمير هذه الأسلحة والتخلّص منها نهائياً، وثانيّاً، منع أيّ جهة في لبنان أكان "حزب الله" أمّ المؤسسة العسكريّة بالحصول عليها، كيّ لا تُهدّد في المستقبل أمن تل أبيب، وهذا الأمر حدث ولا يزال في سوريا، عبر قصف مستودعات ومعدات وآليات وطائرات، كانت بحوزة نظام بشار الأسد.
وأيضاً، من شأن أيّ إستهداف أو خرقٍ لاتّفاقيّة وقف إطلاق النار، أنّ يزيد "حزب الله" تمسكا بموضوع سلاحه وبمبدأ "المقاومة"، ويُفشل عهد رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون عبر عدم تحقيق وعده بحصر السلاح بيدّ الدولة. ويُوضح المحللون العسكريّون أنّ رئيسيّ الجمهوريّة والحكومة يأملان في نجاح الجهود الديبلوماسيّة في فرض انسحاب العدوّ من الأراضي المحتلّة في الجنوب، إضافة إلى وقف أيّ شكلٍ من الإعتداءات على السيادة اللبنانيّة، وترسيم الحدود البريّة، كيّ يقتنع أخيراً "الحزب" بأنّ الهدف من تمسّكه بسلاحه سيكون غير مبرّر وفي غير محلّه. ويُتابعون أنّ أعمال إسرائيل العدوانيّة تُعرقل مساعي لبنان الرسميّ في حصر السلاح، مقابل تشدّد "حزب الله" أكثر في عدم التخلّي عن قوّته، في ظلّ إستمرار الحكومة الإسرائيليّة في خرق التفاهمات المُعلن عنها في 27 تشرين الثاني 2024.
ويلفت المحللون إلى أنّ إسرائيل لا تُريد أنّ تكون القوّات المسلّحة في لبنان قويّة، بينما "حزب الله" لم يحصل حتّى الآن على ضمانات للتخلّي عن سلاحه. ويُضيفون أنّ "الحزب" احترم بنود إتّفاق وقف إطلاق النار، وتسلّم الجيش وفق ما أعلن رئيس الحكومة نواف سلام أغلبيّة المواقع العسكريّة في جنوب لبنان، وبات يُسيطر على الوضع الأمنيّ هناك، وخصوصاً بعد التضييق على حركة "حماس" ومنعها من إستخدام الأراضي اللبنانيّة لشنّ الهجمات على المستوطنات الإسرائيليّة دعماً لغزة. غير أنّ تل أبيب لا تزال تضرب المساعي الرسميّة في لبنان الهادفة إلى بسط الدولة لسيادتها، الأمر الذي يزيد مناصري وعناصر "حزب الله" إيماناً بعقيدتهم القائمة على "المقاومة".
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف عدد من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يهدد بقصف عدد من المباني في الضاحية الجنوبية لبيروت