أثار قرار اعتقال جنود إسرائيلين، الاثنين، بسبب ارتكاب انتهاكات في حق معتقلين فلسطينيين في معسكر للسجناء، غضبا في إسرائيل من طرف محتجين وسياسيين يمينيين.

وأظهرت مقطع فيديو منتشر على مواقع التواصل الاجتماعي حالة من الفوضى داخل معتقل "سديه تيمان" بالنقب خلال مداهمة الشرطة الإسرائيلية له ورفض الجنود الامتثال لأوامر الاعتقال.

وحين وصلت الشرطة العسكرية إلى المعسكر، كان عدد من المحتجين من اليمين الإسرائيلي، ومنهم أعضاء في الكنيست، يتجمعون خارج المنشأة ونددوا بالتحقيق مع الجنود الذين قالوا إنهم كانوا يؤدون واجبهم. واقتحم بعضهم القاعدة.

وقالت القناة 12 الإسرائيلية إنه وبعد تم اعتقال 9 جنود للتحقيق معهم،  تظاهر مئات الأشخاص ضد اعتقال الجنود، وتمكن العشرات من المتظاهرين من اقتحام قاعدة "بيت ليد" وكذلك مبنى المحكمة العسكرية.

تفاصيل الواقعة

قال مراسل "سكاي نيوز عربية" في القدس إن "الشرطة العسكرية الإسرائيلية داهمت معتقل "سديه تيمان" الذي تعتقل فيه إسرائيل مواطنين من غزة تقول أنهم مقاتلين في حركة حماس"

وأضاف أن هذه المداهمة جاءات لاعتقال جنود إسرائيليين في المعسكر وذلك إثر اعتداءات جنسية للجنود بحق معتقلين من القطاع.

وأضاف أنت أحد المعتقلين الفلسطينيين وصل إلى المستشفى إثر اعتداء جنسي عليه من قبل الجنود وعلى إثر مداهمة المكان رفض الجنود أوامر الاعتقال.

بيان الجيش 

وقال الجيش الإسرائيلي إنه دشن تحقيقا فيما يعتقد أنها انتهاكات تعرض لها معتقل فلسطيني في معسكر للسجناء الذين ألقي القبض عليهم أثناء حرب غزة مما أثار انتقادات من جانب محتجين وسياسيين يمينيين.

وأضاف الجيش أن المدعية العامة أمرت بإجراء التحقيق "في أعقاب الاشتباه في تعرض أحد المعتقلين لانتهاكات جسيمة"، دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل.

وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الشرطة العسكرية وصلت إلى معسكر "سديه تيمان" حيث يشتبه في أن 10 من جنود الاحتياط أساؤوا معاملة سجين من وحدة قتالية تابعة لحركة حماس.

وقالت جماعات حقوقية، ومنها جمعية حقوق المواطن في إسرائيل، إن المعتقلين يتعرضون لانتهاكات جسيمة في معسكر الاحتجاز، وهو قاعدة عسكرية سابقة في صحراء النقب أعلنت إسرائيل أنها ستغلقها تدريجيا.

وكان الجيش قد أعلن في وقت سابق أنه يحقق في اتهامات بوقوع انتهاكات.

ردود الفعل

واستنكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت محاولة اقتحام المعسكر.

وقال غالانت "حتى في أوقات الشدة، القانون يطبق على الجميع، لا يجوز لأحد اقتحام قواعد جيش الدفاع الإسرائيلي".

ودافع هرتسي هاليفي، رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، عن التحقيق الذي قال إنه يصون شرف الجيش الإسرائيلي.

وقال هاليفي في بيان له عن محاولة اقتحام المعسكر "نحن في خضم حرب، وتصرفات من هذا النوع تعرض أمن الدولة للخطر... إن هذه التحقيقات على وجه التحديد هي التي تحمي جنودنا في إسرائيل والعالم وتحافظ على قيم جيش الدفاع الإسرائيلي".

ونشر وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ومقطعا مصورا على منصة إكس قال فيه إن الجنود يجب أن يعاملوا كأبطال وليس كمجرمين.

وبثت قنوات تلفزيونية إسرائيلية لقطات لمحتجين وهم يحاولون اقتحام بوابة وشق طريقهم إلى القاعدة. 

وانتشرت تقارير عن إساءة معاملة المعتقلين في السجون الإسرائيلية، مما أدى إلى تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل بسبب سلوكها في حرب غزة.

وفي مايو الماضي، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها تنظر في اتهامات تتعلق بانتهاكات ارتكبتها إسرائيل بحق معتقلين فلسطينيين.

 

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات اليمين الإسرائيلي حرب غزة جنود الاحتياط الجيش الإسرائيلي إسرائيل إسرائيل فلسطين حرب غزة الجيش الإسرائيلي قاعدة عسكرية شغب احتجاجات اعتقال اليمين الإسرائيلي حرب غزة جنود الاحتياط الجيش الإسرائيلي إسرائيل أخبار إسرائيل الجیش الإسرائیلی

إقرأ أيضاً:

معاريف: الأمراض النفسية للجنود وباء صامت يقوّض المجتمع الإسرائيلي

يلفت الكاتب والمحلل الإسرائيلي إفرايم غانور إلى أن الانفجارات وأصوات القصف التي اعتاد عليها الإسرائيليون منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة ليست سوى المقدمة لصدى آخر أشد وطأة، يتمثل في صرخات عشرات الآلاف من المصابين نفسيا من الجنود، والذين سيحملون آثار الحرب في ذاكرتهم وأجسادهم ما بقي لهم من عمر.

ويركز الكاتب، في مقال له بصحيفة معاريف، على ما يسمى بـ"اضطراب ما بعد الصدمة" كمرض نفسي متفاقم ينتشر بين الجنود الإسرائيليين بسبب خدمتهم العسكرية في غزة وارتكابهم للفظائع بحق المدنيين أو بسبب مواجهاتهم الصعبة مع مقاتلي المقاومة الفلسطينيين الذين يفاجئونهم من الأنفاق.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إعلام إسرائيلي: إسرائيل أصبحت دولة جرباء وهي تعيش انحطاطا غير مسبوقlist 2 of 2صحف عالمية: إسرائيل جوّعت سكان غزة عمدا وبموافقة الغربend of list

ويصف غانور هذا المرض بأنه "وباء صامت" يتسلل بهدوء إلى عمق المجتمع، وسيتجلى على نحو أكثر وضوحا وخطورة بعد توقف العمليات القتالية وهدوء أصوات المدافع.

ضغط نفسي غير مسبوق

ويشير الكاتب إلى أن كل حرب تخلف وراءها جنودا يعانون اضطرابات عقلية ونفسية متفاوتة، حتى بين المقاتلين الأكثر صلابة. في بعض الحالات، تلتئم الجروح النفسية بمرور الوقت، لكن في حالات أخرى تبقى ملازمة لصاحبها حتى وفاته. إلا أن ما يميز الحرب الجارية، كما يقول، أنها تشهد قتالا مستمرا منذ ما يقارب العامين في ظروف استثنائية.

ويقول غانور إن الجنود الإسرائيليين يخوضون في معظم الأحيان حرب عصابات ضد ما وصفه بعدو غير مرئي لا يعرفون من أين يخرج لهم ويهاجمهم، مضيفا أنه "في كثير من الحالات، يفعلون ذلك في قلب السكان المدنيين، بما في ذلك الأطفال والنساء وكبار السن، ويكون هؤلاء المقاتلون أكثر عرضة للصدمات ومشاكل الصحة العقلية من المقاتل الذي يحارب ضد جيش مفتوح ومنظم".

ويرى أن هذا النوع من القتال يختلف جذريا عن الحروب التقليدية التي خاضتها إسرائيل في الماضي ضد جيوش نظامية كالمصرية والسورية والأردنية، إذ  كانت نسبة الإصابات النفسية في تلك الحروب أقل بكثير مما هو عليه الحال اليوم في المواجهات مع حركات المقاومة، كحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة وحزب الله في لبنان.

إعلان

وبحسب المعطيات التي أوردها غانور، والتي سبق أن كشفت عنها وسائل إعلام إسرائيلية، فإن أكثر من 10 آلاف جندي لا يزالون يعالجون من ردود الفعل العقلية واضطراب ما بعد الصدمة، فيما تم الاعتراف فقط بـ3769 جنديا على أنهم يتأقلمون مع اضطراب ما بعد الصدمة، ويتلقون علاجا متخصصا.

كما أشار في تقريره إلى أن عدد الجنود الجرحى والمعاقين منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى الآن وصل إلى 18500 جندي من الجيش وقوات الأمن، منهم آلاف يعانون من أضرار نفسية حادة معظمهم من فئة الشباب، لا سيما من صفوف الاحتياط.

ويشير الكاتب إلى أن الأخطر أن 45 جنديا أقدموا على الانتحار منذ بدء الحرب، وهو رقم يثير قلقا بالغا داخل المؤسسة العسكرية والمجتمع الإسرائيلي على حد سواء.

ضعف الاستعداد المؤسسي

ويتساءل غانور بجدية: "هل أن الجيش الإسرائيلي، ودائرة إعادة التأهيل، مستعدون للتعامل مع هذه الأزمة الآخذة في التوسع؟"، فالتعامل مع اضطراب ما بعد الصدمة يتطلب ميزانيات ضخمة، وأطباء ومعالجين متخصصين قادرين على الاستجابة السريعة والفعالة، لكنه يشكك في أن الدولة ستتعامل مع الظاهرة بالجدية المطلوبة، خاصة في ظل تاريخ من الإهمال أو التقليل من شأنها.

ويضرب مثالاً على ذلك بقضية 4 جنود من لواء ناحال أعلنوا مؤخرا رفضهم العودة إلى القتال في قطاع غزة، نتيجة التجارب النفسية القاسية التي مروا بها خلال خوضهم المعارك لفترات طويلة. هنا يطرح سؤالا حرجا: هل يتم التعامل مع هؤلاء الجنود كمصابين بحاجة إلى علاج ودعم، أم كفارين من القتال يستحقون العقوبة والسجن؟

ويروي الكاتب من تجربته الشخصية في الماضي كمجند، يتعامل القادة العسكريون مع الجنود الذين يبدون علامات الانهيار النفسي بأسلوب قاسٍ وساخر، ويقللون من شأن معاناتهم ويدفعونهم إلى العودة إلى المعركة فورا، لكن في الحروب الحديثة.

وحسب الكاتب، فإن هذه المعضلة تصبح أكثر إلحاحا في ظل حقيقة أن تجاهل أو إساءة التعامل مع الجنود المصابين بصدمة نفسية قد يؤدي إلى نهايات مأساوية، كما حدث بالفعل في حالات انتحار لجنود لم يجدوا من يفهم معاناتهم أو يقدم لهم المساعدة المناسبة.

وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي طوّر قدرات كبيرة في مجال إخلاء الجرحى من ساحات القتال وعلاج الإصابات الجسدية بسرعة وفاعلية، فإن الكاتب يرى أن الوضع مختلف تماما على صعيد الإصابات النفسية. فلا توجد آليات فعالة لتشخيص اضطراب ما بعد الصدمة مبكرا أو للتعامل معه بشكل شامل، ما يجعل الأزمة مفتوحة على احتمالات أكثر سوءا مع مرور الوقت.

ويخلص غانور إلى أن "الوباء الصامت" لاضطراب ما بعد الصدمة ليس مجرد قضية فردية تخص الجنود المصابين، بل هو تحدٍّ وطني يمس المجتمع الإسرائيلي بأسره، وسيترك بصماته العميقة على النسيج الاجتماعي والسياسي والاقتصادي لإسرائيل في السنوات المقبلة، إذا لم يتم التعامل معه كأولوية وطنية عاجلة.

مقالات مشابهة

  • فضيحة مالية تهز جهاز الشرطة في موريشيوس
  • مشاهد غير مسبوقة للحظة انفجار نفق مفخخ بقوة للاحتلال في غزة (فيديو)
  • معاريف: الأمراض النفسية للجنود وباء صامت يقوّض المجتمع الإسرائيلي
  • هآرتس: انتحار 7 جنود إسرائيليين خلال يوليو الجاري
  • توقيف بائع الملابس بساحة الشهداء بعد أن قام بتحطيم سيارة الشرطة
  • “أمير غزة الصغير”.. قصّة طفل قبّل يد من قدم له الطعام وقتله الجيش الإسرائيلي بدم بارد (صورة + فيديو)
  • مقتل 3 جنود بقصف روسي على معسكر تدريب أوكراني
  • مستشار عسكري: إسرائيل تواجه ضغوطًا دولية.. واحتجاجات عارمة في الغرب |فيديو
  • الجيش الإسرائيلي: اعتراض صاروخ أطلق من اليمن (فيديو)
  • بعد فضيحة أخلاقية.. نتنياهو يقرر إعادة السفير الإسرائيلي من الإمارات