خبراء يجيبون لـ "الفجر".. هل يتوسع الصراع بين إسرائيل وحزب الله؟
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
في ظل تصاعد المقاومة واتساع نطاق الحرب في المنطقة، تواجه إسرائيل انتقادات دولية تطالبها بضبط النفس بعد توعدها بضرب حزب الله اللبناني، وهذا التصعيد جاء بعد مقتل 12 فتاة في هضبة الجولان المحتلة نتيجة صاروخ أطلقه جيش الله اللبناني، وهو ما نفاه حزب الله تمامًا.
تحذيرات دولية وتصعيد إيراني
على الجانب الآخر، وجهت إيران تحذيرًا لإسرائيل من أي مغامرات عسكرية جديدة في لبنان، مشيرة إلى أنها قد تؤدي إلى نتائج غير متوقعة.
تداعيات التصعيد العسكري
إنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية تبادلًا شبه يومي للقصف بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، مما زاد من حدة التوتر في المنطقة، وفي هذا السياق، أكد مجلس الوزراء الهولندي برئاسة بنيامين نتنياهو أن إسرائيل لا ترغب في جر المنطقة إلى حرب شاملة، لكنها مصممة على الرد على هجمات حزب الله.
المنطقة تتجه نحو مزيد من التعقيد
من جانبه قال محمد فتحي الشريف رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، إنه يوجد مخاوف دولية من توسيع نطاق الحرب في المنطقة، خاصة بعد تزايد الهجمات بين حزب الله وإسرائيل، مؤكدًا أن الدول المصرية وعدة دول أخرى تدعو إلى ضبط النفس والتهدئة لتجنب تدهور الأوضاع.
وأضاف الشريف في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة تعتبر التصعيد في الشرق الأوسط يهدف إلى تحقيق توترات تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري.
أكمل أن الحرب على قطاع غزة التي بدأت في أكتوبر الماضي خلفت خسائر كبيرة، حيث استهدفت إسرائيل قادة من حماس وحزب الله في لبنان وسوريا، مما زاد من حدة التوترات الإقليمية في الوقت نفسه،
واختتم رئيس مركز العرب للأبحاث والدراسات، أن الوضع في المنطقة يتجه نحو مزيد من التعقيد، حيث تسعى القوى الدولية إلى تجنب توسيع رقعة الحرب، في حين تواصل الأطراف المتنازعة تبادل الضربات، والأوضاع تتطلب جهودًا دبلوماسية مكثفة لإيجاد حلول سلمية وتجنب كارثة إنسانية واسعة النطاق.
خطورة الحرب
أوضح المحلل السياسي اللبناني أحمد مرعي، أن الرأي العام اللبناني والعربي انشغل بالاتهامات التي أطلقها الكيان الصهيوني بحق حزب الله، محملًا إياه مسؤولية إطلاق الصاروخ الذي أصاب منطقة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. وقد نفى الحزب هذه الاتهامات بشكل قاطع.
وأضاف مرعي في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أنه في ظل هذه التطورات، يثار السؤال حول ما إذا كان الرد الإسرائيلي سيكون متوافقًا مع التهديدات الصادرة عن المسؤولين الإسرائيليين بشن اجتياح بري للبنان، أم أن ذلك يعتمد على قدرات الجيش الإسرائيلي الذي يعاني من الإنهاك نتيجة حرب غزة وعجزه عن توسيع دائرة الحرب لتشمل الجبهة الشمالية مع لبنان.
أكمل أن الحكومة الإسرائيلية قرارًا بأن الرد سيكون مؤلمًا دون أن يكون شاملًا، ما يعكس تدخل العديد من المراجع الغربية، وخاصة وزير خارجية لبنان، الذي تمنى على حزب الله أن يكون رده على أي عدوان محدودًا ولا يستهدف مواقع استراتيجية داخل إسرائيل.
واختتم المحلل السياسي اللبناني، أن هذا التدخل يعكس إدراك الغرب بعدم قدرته على تلبية مطالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بمشاركة أميركية وغربية مباشرة في أي حرب واسعة. وعليه، تقف إسرائيل أمام منعطف وجودي خطير، إذ تبدو غير قادرة على حماية أمنها، خاصة بعد عملية "طوفان الأقصى".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: اسرائيل اسرائيل حزب الله
إقرأ أيضاً:
عيد فوق الركام.. فعاليات لإعادة الفرح لأطفال الجنوب اللبناني
جنوب لبنان- في زاوية ساحة بلدة كفرشوبا، التي ازدانت بالألوان وضحكات الأطفال، وقف أبو علي يتأمل أبناءه وهم يركضون بين الألعاب، تغمر وجوههم بهجة غابت طويلا، بفعل حرب سلبتهم طفولتهم وأبسط أشيائهم.
وبصوت اختلطت فيه الدموع بالفرح، يقول أبو علي للجزيرة نت "منذ شهور لم أرهم بهذه السعادة، الحرب سرقت من وجوههم ملامح الطفولة، وجعلتنا نعدّ الأيام بين القصف والخوف، واليوم كأنهم يستعيدون حقهم في اللعب والحياة".
وحين رأيتهم يضحكون ويشاركون في المسرح يضيف أبو علي "شعرت وكأنني أتنفّس من جديد، هذه الفعاليات ليست لأطفالنا فقط بل شفاء لنا نحن أيضا كآباء، رأينا أبناءنا يكبرون على وقع الرعب بدلا من الأغاني"، ثم ينظر إليهم مبتسما ويواصل "العيد الحقيقي أن تراهم فرحين وآمنين، وهذا ما منحه لنا هذا اليوم".
وسط البلدة الجنوبية المنكوبة، وبين بقايا منازل هدمتها القذائف والصواريخ الإسرائيلية وقلوب أنهكها الخوف، بدأت الحياة تدب من جديد، فأطفال كفرشوبا، الذين خطفت الحرب ضحكاتهم، استعادوا شيئا من طفولتهم على وقع الموسيقى والألعاب ضمن فعالية مسرحية متنقلة جابت عددا من القرى الحدودية بمناسبة عيد الأضحى.
تقول ميرال القادري من سكان بلدة كفرشوبا للجزيرة نت "جميل رؤية مثل هذه الأنشطة في بلدتي بعد كل ما مرت به من محن ودمار، والأطفال هنا بحاجة إلى مساحات آمنة يعيشون فيها لحظات من الفرح والطمأنينة، ويسترجعون شيئا من الطفولة التي سرقتها الحرب".
وتضيف بحزن "الحرب تركت جروحا عميقة في نفوس الصغار، ومثل هذه المبادرات تُسهم في تضميد بعض تلك الجراح، لحظات بسيطة كهذه قد تترك في قلوبهم أثرا لا يُمحى، وتُعيد لهم ثقة بالحياة".
إعلانأما آلاء الغربي، فتؤكد أهمية الأنشطة التي نُظّمت خلال العيد، وتقول إنها لم تكن مجرد ترفيه، بل حاجة نفسية لأطفال أنهكتهم أصوات الانفجارات ومشاهد الدمار، والكل يعرف كم اختفت الابتسامة عن وجوههم، وكم عاشوا من الخوف ما لا يحتمله قلب طفل.
وتضيف للجزيرة نت "اليوم تعود البهجة إلى قلوبهم، نراها في أعينهم وهم يركضون ويلهون وكأنهم يعلنون انتصار الحياة على الموت والأمل على الألم".
وختمت الغربي آملة "أن يعمّ السلام هذه الأرض، ويحمل الغد طمأنينة لكل قلب موجوع، عسى أن تكون هذه الفعاليات فاتحة خير، وهدية ربانية تعيدنا جميعا إلى الحياة من جديد".
وعلى مقربة من الغربي، كان الأب محمد يقف يتأمل أطفاله الثلاثة وهم يضحكون ويلهون بين الزينة والهدايا، ويقول للجزيرة نت إن أبناءه عاشوا لحظات قاسية خلال الأشهر الماضية، بين أصوات الانفجارات والسهر ليالي طويلة بفعل الرعب والخوف، حتى من صوت إغلاق الأبواب بالمنزل، واليوم لأول مرة أراهم يضحكون من القلب في عيد الأضحى، وهذا وحده كاف ليملأ قلبي بالرضا".
ومن قلب الحدث، توضح ديما القادري من جمعية "أوردا"، التي نظّمت سلسلة من الأنشطة الترفيهية والمسرحية في 5 قرى حدودية تضررت بشدة خلال الحرب، من بينها كفرشوبا، وتقول إنهم أعدوا عرضا مسرحيا متنقلا تخلله توزيع هدايا وحلوى وألعاب على الأطفال.
وتضيف أن "الفعالية ليست ترفا بل رسالة حياة تعكس روح الجنوب المقاوم الذي لا ينكسر، نحن هنا لنقول إننا رغم كل ما مررنا به ننهض من تحت الركام ونمنح أطفالنا حقهم بالفرح".
ولأن "الطفولة لا تنتظر، والوجع لا يُؤجل"، حسب قادري، فهم يسعون عبر هذه المبادرات إلى دعم الأطفال نفسيا، وتخفيف الآثار التي تركتها الحرب عليهم، وتردف "نريدهم أن يعيشوا طفولتهم كأي طفل في العالم".
إعلانوتؤكد أن ما لمسوه من تفاعل الناس كان مؤثرا للغاية، حيث استقبلوا بالورود في كل قرية دخلوها، "كانت لحظة صادقة تختصر كل شيء، رغم الألم، لا يزال في هذه الأرض من يزرع الفرح ويؤمن بالغد".
وأمام استمرار القصف والخروقات الإسرائيلية، لم تغب مظاهر العيد كليا عن قرى وبلدات الجنوب اللبناني، إذ يصرّ الأهالي، كلما سنحت الفرصة، على العودة إلى بلداتهم ولو لساعات لزيارة منازلهم وإحياء ما تيسّر من تقاليد العيد.
ورغم الدمار الواسع الذي لحق بمعظم القرى الحدودية، لا سيما بعد واحدة من أعنف الليالي التي شهدتها الضاحية الجنوبية في العاصمة بيروت عشية العيد بفعل القصف الصاروخي الإسرائيلي، لم يمنع ذلك عشرات العائلات التوجه إلى بلداتها لتبادل التهاني، وإقامة صلوات العيد الجماعية التي تحمل رمزية خاصة في بثّ الحياة من جديد وتعزيز الروابط الاجتماعية والعائلية.
يحلّ عيد الأضحى هذا العام ولبنان لا يزال تحت وقع الضربات الإسرائيلية المستمرة، رغم دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024.
وبين مشاهد الركام والأزمات الاقتصادية الخانقة المتواصلة منذ 2019، يتمسك كثيرون بإرادة الحياة، ويحتفلون بما تيسّر من مظاهر الفرح، كأنهم يواجهون الموت بمزيد من الحياة، والخسارة بصمود وتماسك أكبر.