مصدر أممي لـعربي21: إعلان المجاعة بغزة ربما يحدث خلال شهر سبتمبر المقبل
تاريخ النشر: 30th, July 2024 GMT
كشف مصدر مسؤول بالأمم المتحدة أنه "ربما يتم إعلان غزة منطقة مجاعة منكوبة بشكل رسمي خلال شهر أيلول/ سبتمبر المقبل، وذلك في حال استمرار تردي وتفاقم الأوضاع الإنسانية هناك"، لافتا إلى أن قطاع غزة وصل لأسوأ مستوى في تاريخه في مؤشرات الأمن الغذائي مع دخول الحرب شهرها العاشر على التوالي.
وأكد المصدر الأممي، في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "الجوع في غزة تجاوز حالة الطوارئ والأزمة ووصل إلى الوضع الكارثي، ونحن نحذّر كثيرا من خطورة تفشي أسوأ مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في هذا القطاع، وفي ظل تلك الظروف المأساوية جدا".
وذكر أنه "تم مؤخرا دعوة اللجنة الدولية لمراجعة المجاعة، والتي تضم خبراء يقومون بمراجعة نتائج مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، من أجل تقييم حالة المجاعة في قطاع غزة، وهذه اللجنة تدرس جيدا الأوضاع على الأرض بشكل مستمر ودقيق، وتقوم بتحليل مُعمّق للنتائج والبيانات والإحصائيات التي تصل إليها فرقها".
وأضاف أن "نحو نصف مليون مواطن غزي هم في مرحلة الطوارئ ضمن مبادرة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي، ويحتاجون تدخلا عاجلا من أجل توفير المواد الغذائية الأساسية"، موضحا أنه "لا يتم إنتاج الغذاء محليا في غزة بالوقت الراهن، وهو ما ساهم -بالإضافة لانعدام دخول المساعدات الإنسانية- في انعدام الأمن الغذائي في القطاع بشكل كامل".
ولفت المصدر الأممي، إلى أن "نحو 22% من سكان غزة هم اليوم في التصنيف المرحلي الخامس الذي يؤدي إلى المجاعة؛ فهم يواجهون نقصا كارثيا وخطيرا للغاية في الحصول على الغذاء".
ونوّه إلى أن "منظمات الأمم المتحدة بدأت تستعد بالفعل للمرحلة التي ستلي إعلان غزة منطقة مجاعة منكوبة؛ حيث ستكون هناك إجراءات أممية مختلفة من صلاحيات الأمين العام للأمم المتحدة وعبر مجلس الأمن الدولي لمحاولة مواجهة تلك المجاعة، وسنعمل جاهدين من أجل دخول المساعدات الإنسانية والقضاء على المجاعة التي يبدو أنها باتت مؤكدة في ظل الأوضاع الحالية".
وكانت الناطقة الرسمية باسم مؤسسة أوكسفام العالمية، هديل القزاز، أكدت أن "تفشي المجاعة الكاملة في قطاع غزة أمر مرعب ومخيف للغاية؛ فالمجاعة تبدأ بشكل تدريجي، وستكون تداعياتها خطيرة جدا، وعندما يصل الشخص أو المجتمع إلى حافة اللاعودة سوف تتزايد أعداد الوفيات بدرجة كبيرة".
وأوضحت القزاز، في مقابلة سابقة مع "عربي21"، أن "جميع الدلائل تقول بأننا على حافة المجاعة في غزة، والمؤشرات التي تنذر بمجاعة حقيقية تزداد سوءا يوما بعد يوم، لكن ما الفائدة من الإعلان عن مجاعة بعد فوات الأوان".
يُشار إلى أن "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" يحلل بيانات انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، ويتكون من خمس مراحل، تبدأ بمستوى "لا مشكلة" وهي الحد الأدنى من انعدام الأمن الغذائي، ثم مرحلة "الضغط" ثم "الأزمة" ثم "الطوارئ".
وخامسا تأتي مرحلة "الكارثة أو المجاعة" التي يفتقر فيها السكان كليا إلى إمكانية الحصول على الغذاء والاحتياجات الأساسية الأخرى.
والتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) هو أداة لتطوير طرق تحليل الأمن الغذائي واتخاذ القرار، ويعد مقياس موحد لدمج بيانات الأمن الغذائي والتغذية وسبل العيش في بيان شامل حول طبيعة الأزمة، ومدى شدتها، والنتائج المترتبة على الاستجابة للاستراتيجية.
والمجاعة هي مصطلح تقني، يشير إلى مواجهة السكان سوء التغذية على نطاق واسع وحدوث وفيات مرتبطة بالجوع بسبب عدم الوصول إلى الغذاء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية غزة المجاعة الأمم المتحدة إسرائيل الأمم المتحدة غزة حقوق الإنسان المجاعة المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التصنیف المرحلی المتکامل للأمن الغذائی انعدام الأمن الغذائی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تحقيق أممي يتهم الاحتلال بارتكاب جرائم إبادة وتدمير منظم للهوية الفلسطينية بغزة
اتهمت لجنة تحقيق دولية تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية ترقى إلى الإبادة الجماعية، في إطار حربها المستمرة ضد قطاع غزة، مشيرة إلى استهداف واسع النطاق للمؤسسات التعليمية والدينية والثقافية.
وقالت اللجنة، التي أنشأها مجلس حقوق الإنسان الأممي عام 2021 للتحقيق في الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دمر النظام التعليمي في غزة، كما دمّر أكثر من نصف المواقع الدينية والثقافية في القطاع، ضمن "هجوم واسع لا هوادة فيه ضد الشعب الفلسطيني".
وأوضحت اللجنة، المؤلفة من ثلاثة أعضاء، أن جيش الاحتلال لم يكتف باستهداف المدارس، بل قام بقتل مدنيين احتموا بها، وهو ما يشكل جريمة حرب موثقة. وأضافت أن هذه الانتهاكات تشير إلى وجود نية منظمة لتدمير جماعة محمية، وهو ما قد يُفسر قانونياً على أنه سلوك يرتقي إلى الإبادة الجماعية.
وقالت رئيسة اللجنة، القاضية الجنوب أفريقية نافي بيلاي، في بيان رسمي: "نشهد مؤشرات متزايدة على أن إسرائيل تشن حملة منظمة لمحو الحياة الفلسطينية في غزة".
وأكدت أن أطفال القطاع "فقدوا طفولتهم"، مضيفة أن "استهداف المؤسسات التعليمية بشكل ممنهج يمتدّ إلى ما هو أبعد من غزة".
وفي السياق ذاته، أبدى منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، توم فليتشر، قلقه العميق إزاء تصاعد وتيرة العنف، محذرًا في خطاب له أمام مجلس الأمن في منتصف أيار/ مايو الماضي٬ من خطر وقوع إبادة جماعية في غزة، داعيًا قادة العالم إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف الكارثة الإنسانية المتفاقمة.
من جهته، صرح مدير عام المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في وقت سابق، إسماعيل الثوابتة، بأن المواقع الأثرية والتراثية في القطاع تعرضت لتدمير جزئي أو كلي بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل، مشيرًا إلى أن هذه المواقع تشمل مساجد وكنائس ومدارس ومبانٍ تاريخية ذات رمزية كبيرة.
وأشار الثوابتة إلى أن مدينة غزة القديمة، أو ما يعرف بـ"البلدة القديمة"، تعرضت لدمار واسع، لافتًا إلى أنها تعود إلى الحضارة الفينيقية التي ازدهرت نحو 1500 سنة قبل الميلاد، ما يجعل استهدافها بمثابة محاولة لطمس الذاكرة الحضارية الفلسطينية العريقة.
وتُعد غزة من أقدم مدن العالم، حيث تعاقبت عليها حضارات الفراعنة، الإغريق، الرومان، البيزنطيين، وصولاً إلى الحضارة الإسلامية، ما يمنحها قيمة ثقافية وتاريخية فريدة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بهوية الشعب الفلسطيني وتجذّره في أرضه.
ومنذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، تتهم تقارير أممية ومنظمات حقوقية الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة، حيث أدت الهجمات إلى استشهاد وإصابة أكثر من 181 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، فضلاً عن أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، في ظل دعم أمريكي متواصل.