اغتيال هنية لن يزعزع استقرار حماس..نيويورك تايمز: الحركة تعافت من اغتيالات سابقة لقادتها
تاريخ النشر: 31st, July 2024 GMT
نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، الأربعاء 31 يوليو/تموز 2024، عن محللين قولهم إن اغتيال إسماعيل هنية، زعيم المكتب السياسي لحركة حماس، من غير المرجح أن يؤدي إلى زعزعة استقرار الحركة على المدى البعيد، خاصة وأنها قد تعافت من اغتيالات سابقة طالت قادة سياسيين وعسكريين.
ووصفت نيويورك تايمز هنية بكونه الشخصية الأبرز التي تدير ملف العلاقات الدولية لحماس وأحد الوجوه الأكثر شهرة في الحركة على مستوى العالم.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المحلل السياسي إبراهيم مدهون قوله: "إن اغتيال هنية ضربة قوية". لكنه أضاف: "واجهت حماس هذا الوضع في الماضي وخرجت من تلك السيناريوهات أقوى".
وتشمل القائمة الطويلة لقادة حماس الذين اغتالتهم إسرائيل أحمد ياسين، مؤسس حماس وزعيمها الروحي، في عام 2004، وصلاح شحادة، مؤسس الجناح العسكري لحماس في عام 2002، وأحمد الجعبري أحد القادة البارزين في عام 2012.
من جانبه أشار مخيمر أبو سعدة، أستاذ العلوم السياسية من مدينة غزة، إلى أن اعتماد حماس على مؤسساتها، وليس على أفراد محددين، قد ساعدها على التغلب على عمليات قتل قادتها في الماضي.
وقال أبو سعدة: "هناك تركيز على أشخاص معينين في حماس. لكن غياب هؤلاء الأشخاص لا يؤدي إلى فراغ، لأن حماس لديها مؤسسات وهذه المؤسسات مستعدة لملء أي فراغ".
ورجح أبو سعدة أن تنسحب حماس من محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل، على الأقل لبضعة أيام أو أسابيع، كما توقعت تقارير عبرية أيضاً أن تؤدي عملية الاغتيال إلى مزيد من التصعيد في الشرق الأوسط وتعقيد مفاوضات صفقة التبادل بين تل أبيب وحماس.
وأضاف أبو سعدة أن الحركة قد تقرر الرد بشن هجوم في الضفة الغربية المحتلة.
ورجح محللون أن يكون الزعيم السياسي القادم لحماس شخصية مقيمة خارج الضفة الغربية وغزة، لأن المنصب يتطلب السفر في كثير من الأحيان. وقد يختار مجلس شورى حماس الزعيم القادم، وفقاً لما نقلته نيويورك تايمز عن مدهون والمحلل عزام التميمي أيضاً.
عندما انتُخب هنية لأول مرة لرئاسة المكتب السياسي لحماس، بقي في مدينة غزة، مسقط رأسه، لكنه انتقل لاحقاً إلى الدوحة.
قبل ذلك، شغل سلسلة من المناصب الرئيسية. وكان مستشاراً مقرباً لأحمد ياسين، الزعيم المؤسس لحماس؛ ورئيس وزراء الحكومة الوحيدة التي قادتها حماس في تاريخ السلطة الفلسطينية؛ وزعيم حماس في غزة.
ومنذ عام 2017، كان يتولى زعامة المكتب السياسي لحماس.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلنت حماس اغتيال هنية إثر "غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان".
كما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني بمقتل هنية في طهران، موضحا أن "التحقيق جار في عملية الاغتيال وأنه سيتم إعلان النتائج قريباً".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: فلسطين اسرائيل غزة حماس هنية نیویورک تایمز أبو سعدة
إقرأ أيضاً:
نزيف مستمر لقيادات القاعدة في اليمن: اغتيالات متكرّرة تفضح تفككًا داخليًا
تتسارع وتيرة الانهيار الداخلي داخل تنظيم القاعدة في اليمن بصورة غير مسبوقة، مع اتساع رقعة الاغتيالات والتصفيات التي تستهدف قادته الميدانيين خلال العام 2025، في مؤشر واضح على تفكك البنية التنظيمية وتآكل الثقة بين مكوّناته الداخلية.
هذا "النزيف القيادي" لم يعد مجرد حوادث متفرقة، بل بات سمة ملازمة لحالة الاشتعال الداخلي التي يعيشها التنظيم على وقع انقسامات متعمقة وصراعات نفوذ وولاءات متضاربة، تزامناً مع الضربات الأمنية والاستخباراتية المتكررة التي قلّصت من قدرته على الحفاظ على وحدة الصف والسيطرة.
وفي أحدث حلقات هذا النزيف، قُتل القيادي الميداني السابق في التنظيم، باسل المرواح البابكري، الأربعاء، برصاص مسلح مجهول في منطقة حبان الوادي بمديرية حبان جنوبي محافظة شبوة، وفق ما أفادت مصادر محلية. وتشير المصادر إلى أن المسلح ترصد للبابكري وأطلق عليه النار من سلاح شخصي، ما أدى إلى مقتله على الفور، قبل أن يتمكن الجاني من الفرار دون التعرف على هويته أو دوافع الهجوم.
ويُذكر أن البابكري كان أحد أبرز مسؤولي التنظيم في شبوة قبل أن تعتقله قوات "النخبة الشبوانية" في العام 2017، ليُفرج عنه في مطلع 2020.
جاءت هذه التصفية بعد 48 ساعة من غارة أمريكية بطائرة بدون طيار استهدفت اجتماعاً لقيادات التنظيم في أطراف مأرب، وأدت إلى مقتل القيادي الشرعي أبو عبيدة الحضرمي، ومرافقه في الجهاز الأمني للتنظيم أنيس الحاصلي، في ضربة وُصفت بأنها من الأعنف خلال الأشهر الماضية.
ومع استمرار تساقط القيادات، بات التنظيم يفقد كتلة مؤثرة من عناصره المحورية؛ إذ سجّلت الأشهر الأخيرة مقتل ما لا يقل عن 14 قائداً رفيعاً و10 مساعدين في عمليات اغتيال وهجمات جوية ومواجهات أمنية في مناطق جنوب وشرق اليمن، بحسب تقارير أمنية. وتشمل هذه القيادات مسؤولين عن التخطيط العملياتي، ووحدات الاغتيالات، وأجنحة التمويل والإمداد، ما انعكس مباشرة على قدرته على التنسيق وتماسك الهياكل التنظيمية.
الأحداث الأخيرة تعيد إلى الواجهة سلسلة طويلة من التصفيات التي هزّت التنظيم خلال العام، بينها مقتل القيادي البارز سليمان عبدالسلام الخشي الملقب بـ"شداد الخولاني" في محافظة المهرة في أغسطس الماضي، ونجاة القيادي عبدالواسع الصنعاني المعروف بـ"الصندوق الأسود للتنظيم" بعد تعرضه لإطلاق نار في وادي عبيدة بمأرب، بالإضافة إلى اغتيال خبير المتفجرات فواز القصيمي في المنطقة ذاتها على يد مسلح مجهول.
وترى مصادر أمنية أن ما يحدث داخل التنظيم يتجاوز نطاق الضربات الأمنية، ليصل إلى تصفية حسابات داخلية مرتبطة بصراع الأجنحة، وتباين الولاءات بين تيارات تتأرجح بين الارتباط بداعش أو القاعدة الأم، فضلاً عن صراع على الموارد المالية وخطوط الإمداد.
هذه الانقسامات العميقة تُعد – وفق المصادر – أحد أبرز الأسباب وراء "انهيار منظومة الثقة" داخل التنظيم، وتحوّل قياداته إلى أهداف سهلة لخصومات داخلية وكمائن تُنصب من داخل الصف نفسه أكثر مما تأتي من خارجه.
وبينما يواصل التنظيم خسارة قادته واحداً تلو الآخر، تتزايد المؤشرات على أنه يمر بمرحلة هي الأكثر هشاشة منذ سنوات، ما يهدد بقاءه ككيان منظم، ويفتح المجال أمام مزيد من التشظي وتحوّل عناصره إلى خلايا متناثرة قد تكون أكثر عشوائية وخطورة، خصوصاً في المحافظات التي شهدت عودة للاضطرابات خلال العام الجاري.