آخر حاجة (ربما):
البرهان قال إن التفاوض يجب أن يكون مع الحكومة وليس الجيش، ومن ناحية أخرى قال يجب الاعتراف بالدولة.
هو يعلم الفرق بين الحكومة والدولة، لكن ما يريده البرهان ليس الاعتراف بالدولة، بل الاعتراف به كرئيس حكومة، وهناك فرق كبير بين المعنيين.
الحكومة التي يقودها البرهان انقلاباً لا تعترف بها أطراف كثيرة داخل ذات هذه الدولة.
للحق، وبعيداً عن أي أغراض أو تأويلات أخرى، فإن الدعوة للتفاوض في حد ذاتها من قبل الوسطاء فيها اعتراف بالدولة، لأن الشكل الظاهري لهذه الدعوة منع التفكك والانهيار والحفاظ على مكونات رئيسية فيها، الشعب والحدود المعروفة المعترف بها دولياً وقانوناً. ودعوة الجيش للتفاوض تمثل اعترافاً به كمكون في هذه الدولة، حتى أنهم سموّه ويسمونه هكذا اختصاراً (SAF)، أي Sudanese Armed Forces وترجمتها القوات المسلحة السودانية وهي التسمية الرسمية للجيش السوداني. ما يريده البرهان هو الاعتراف به كحكومة، وعليه أن يفعل ذلك وبشكل مباشر ويترك السفسطة والتلاعب بالمصطلحات. أي اعتراف آخر يطلبه البرهان باسم الدولة وأي تمثيل يريده لا علاقة له بعدم اعتراف بالدولة كما يدّعي.
#حرب_العار
#تفكيك_النص
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: اعتراف بالدولة
إقرأ أيضاً:
رجعنا نحبّ كما في الزمن الجميل
بقلم : نورا المرشدي ..
انقطع الإنترنت فجأة… لا سابق إنذار، لا تفسير.
الهواتف صامتة، الشاشات ساكنة، والضجيج الرقمي تلاشى كما يتلاشى حلم عند أول صحو.
كأن العالم أخذ نفسًا عميقًا… ثم تذكّر كيف كان قبل أن يغرق في اللاشيء.
عادت الحياة بخطى متثاقلة إلى بساطتها الأولى.
البنت خرجت من البيت دون أن تُحمّل وجهها فلاتر وهمية،
ابتسمت للمرآة كما هي… بعينين مرهقتين ربما، لكن صادقتين.
المرأة مشَت بثوبها البسيط، بثقة كانت قد نسيتها في أدراج الصور المنقّحة،
تصرفت كما علّمتها جدتها: “كوني حقيقية، ففي الحقيقة جمال لا يُزوَّر.”
وحتى الحب… عاد يكتب برسائل اليد، لا بأزرار الهاتف.
عادت الكلمات تنبض بإحساس الحبيب الذي كان يحلم بلقاء،
لقاء بلا شاشة، بلا كاميرا… فقط هو ووجهها الحقيقي.
عادت أغاني الزمن الجميل تدندن في الخلفية:
“صغيرة كنت وإنت صغيرون… حبنا كَبَر بنظرات العيون.”
فصار الحب عفويًّا، لا يحتاج فلترًا ولا “سناب”.
لم يعد أحد يسأل: “هل ظهرتُ بشكل جيد؟”
بل صار السؤال: “هل أشعر أنني بخير؟”
انتهى زمن المقارنات، وانكسرت المرايا المصطنعة،
فعاد الإنسان إنسانًا، لا نسخة من ترند، ولا قالب لإعجاب افتراضي.
القلوب تحدّثت، لا التطبيقات.
العين رأت، لا الكاميرا.
والمشاعر تنفّست بعدما كانت مختنقة خلف فلاتر منمقة.
ربما لم يكن انقطاع الإنترنت عطلاً…
ربما كان تنبيهاً من السماء،
أن نلتفت لما هو حقيقي… قبل أن ننساه تمامًا.
لكن للأسف، صحوت من الحلم على رنّة هاتفٍ يعلن عودة الاتصال…
فعلمت أن الحياة ما زالت كما هي،
وعدنا لحكم النت… للعالم الافتراضي
حيث الوجوه تُفلتر، والمشاعر تُجمّل، والصدق يُمرّر بصعوبة وسط الزحام.