طغى تصاعد حدة التوترات في المنطقة على النشاط السياحي في مصر والأردن ولبنان في أهم مواسم السنة الحالية بعد أن تأثر القطاع الاقتصادي من حرب إسرائيل على غزة المستمرة منذ أكثر من 9 أشهر.

الوضع في لبنان

وقال وزير الاقتصاد اللبناني أمين سلام -هذا الأسبوع في مقابلة مع "سي إن إن"- إنه في حال دخول بلاده في حرب مفتوحة مع إسرائيل، فإن "الاقتصاد المحلي سيذهب إلى المجهول".

وتذبذبت حركة السفر من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي في العاصمة اللبنانية بيروت، في وقت أعلنت فيه أكثر من 10 شركات طيران، تعليق الرحلات الجوية من وإلى لبنان.

وحتى الأسبوع الماضي، كانت رهانات أرباب المرافق السياحية في لبنان على نمو حركة السياحة الوافدة إلى البلاد على الرغم من تراجع السياح في النصف الأول من 2024 على أساس سنوي.

وبلغ عدد السياح الأجانب -وفق بيانات لمطار رفيق الحريري الدولي- بما فيهم العرب خلال هذه الفترة أكثر من 1.54 مليون شخص، مقارنة بقرابة 1.64 مليون بالنصف الأول من العام الماضي.

وفي يونيو/حزيران الماضي، بلغ عدد الوافدين قرابة 406.4 آلاف، بتراجع 5% على أساس سنوي، حسب بيانات أوردتها وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية.

إلا أن التوترات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل والتي بدأت -السبت الماضي- بسقوط صاروخ على مجدل شمس بالجولان السوري المحتل، راح ضحيته 12 شخصا، أدخلت التوترات بين الجانبين مرحلة جديدة.

وبينما اتهمت إسرائيل حزب الله بإطلاق الصاروخ، لا يزال الأخير ينفي مسؤوليته، في حين ردت إسرائيل باغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر، في 30 يوليو/تموز الماضي.

وأمام هذه التطورات، سجّلت شاشة المغادرين والقادمين من وإلى مطار رفيق الحريري الدولي إلغاء عشرات الرحلات، بسبب قيام شركات طيران أجنبية بتعليق الرحلات.

ومن شأن هذا التعليق، إلغاء رحلات سياحية إلى البلاد التي شهدت في يونيو/حزيران الماضي نسبة إشغال للفنادق لم تتجاوز 40%، بسبب استمرار التوترات بين الحزب وإسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

 ماذا عن السياحة في الأردن؟

بعد تراجع السياحة الوافدة إلى الأردن 47.5% خلال الربع الأخير من 2023 على أساس سنوي، على خلفية حرب إسرائيل على غزة، فإن تراجعا آخر طرأ خلال النصف الأول من 2024.

وانخفض عدد السياح في الأردن 7.9% في النصف الأول من العام الحالي، مقارنة بالفترة نفسها من 2023، وبلغ عدد السياح 2.3 مليون سائح، مقارنة بـ2.5 مليون سائح في الفترة المقابلة من العام الماضي.

ويأتي تراجع السياحة خلال النصف الأول من العام الجاري، نتيجة استمرار تأثير الحرب على قطاع غزة في أعداد المجموعات السياحية القادمة إلى المملكة، وخصوصا الأوروبية منها.

وأشار البنك المركزي الأردني في يوليو/تموز الماضي إلى أن إيرادات قطاع السياحة تراجعت 4.9% خلال النصف الأول إلى 3.3 مليارات دولار، بفعل تأثيرات الحرب.

 كيف الوضع في مصر؟

على الرغم من النمو الطفيف في صناعة السياحة الوافدة إلى مصر خلال النصف الأول من العام الجاري إلى 7.069 ملايين سائح، مقارنة مع 7.062 ملايين سائح على أساس سنوي، فإن المخاوف لن تبقى من أشهر الصيف.

وتأتي الخشية من تصاعد الصراع بين إسرائيل من جانب، وإيران وحزب الله من جانب آخر، بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، الأربعاء.

ولم تظهر طهران أي ردة فعل على اغتيال هنية، لكن إلغاء الرحلات الجوية إلى بيروت وتل أبيب، قد يطال دولا مجاورة مثل مصر والأردن.

وكانت السياحة الوافدة إلى مصر تضررت بشدة خلال الربع الأخير 2023 على وقع الحرب الإسرائيلية على غزة، وتراجع بأكثر من 10% على أساس سنوي.

ماذا عن إسرائيل؟

وألغت 3 شركات طيران أميركية وبريطانية رحلاتها إلى إسرائيل، الأربعاء، عقب تصاعد التوترات الأمنية في الوقت الذي تستعد فيه تل أبيب لرد محتمل من حزب الله بعد اغتيالها أحد قادته العسكريين الرئيسيين في بيروت.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن شركتي الطيران الأميركيتين "يونايتد إيرلاينز" و"دلتا إيرلاينز" قررتا التحرك في أعقاب اغتيال فؤاد شكر الثلاثاء.

وأكدت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن الخطوط الجوية البريطانية أعلنت تعليق رحلاتها إلى إسرائيل.

وقالت الصحيفة "أبلغت يونايتد إيرلاينز، التي تشغل 14 رحلة أسبوعية إلى تل أبيب، العملاء بإلغاء الرحلات الجوية للأيام المقبلة.. ألغت دلتا رحلات الأربعاء والخميس من نيويورك".

وأشارت الصحيفة، الأربعاء، إلى أن "الخطوط الجوية البريطانية أعلنت أيضا عن إلغاء رحلات، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كانت ستستمر لمدة 24 أو 48 ساعة القادمة".

كما علّقت الخطوط الجوية النمساوية ولوفتهانزا الألمانية يوم الاثنين رحلاتهما من وإلى مطار بن غوريون في تل أبيب.

هذه التطورات، قد تفاقم صناعة السياحة الوافدة إلى إسرائيل اعتبارا من أغسطس/آب الجاري، بعد تدهور السياحة في النصف الأول 2024 بنسبة 76.2%، إلى 501 ألف سائح، من قرابة 2.1 مليون سائح خلال النصف الأول 2023.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات النصف الأول من العام السیاحة الوافدة إلى خلال النصف الأول على أساس سنوی من وإلى

إقرأ أيضاً:

العزلة الجوية ترفع كلفة السفر في ’’إسرائيل’’ وسط تصاعد الأزمة الأمنية (تفاصيل)

يمانيون / خاص

يشهد كيان العدو الصهيوني ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار تذاكر الطيران، في ظل أزمة أمنية متواصلة وانكماش كبير في حركة الملاحة الجوية، ما أدى إلى عزلة فعلية عن العالم الخارجي. وبحسب تقارير إعلامية عبرية، فإن أسعار التذاكر تضاعفت مقارنة بصيف عام 2023، نتيجة تراجع العرض وارتفاع الطلب، واستمرار تعليق رحلات معظم شركات الطيران الأجنبية إلى إسرائيل.

ففي ذروة موسم السفر خلال يوليو المقبل، تسجل التذاكر إلى وجهات قريبة مثل لارنكا القبرصية قفزات كبيرة، حيث تبلغ تكلفة الرحلة ذهاباً وإياباً عبر شركة “إلعال” الصهيونية  326 دولاراً، مقارنة بـ176 دولاراً في صيف العام الماضي. كما ارتفعت أسعار التذاكر على متن شركة “أركيا” من 246 دولاراً إلى 341 دولاراً، بينما بلغ سعر التذكرة عبر “ويز إير” المجرية 141 دولاراً، وهو أقل من عام 2023، لكنه يُعد خصماً استثنائياً لا يعكس اتجاه السوق العام.
ووفقاً لبيانات مكتب الإحصاء الصهيوني ، ارتفعت تكلفة الرحلات الجوية للمواطنين بنسبة 6.3% بين الربع الأول من عام 2023 والربع الأول من عام 2025، ما يعكس حجم الضغوط الاقتصادية المتزايدة على المستوطنين الصهاينة  في ظل الأزمة الراهنة.
وأكد يوني واكسمان، نائب رئيس شركة “أوفير تورز”، أن أسعار الطيران ارتفعت بعشرات النسب المئوية منذ اندلاع الحرب، خصوصاً على الخطوط القصيرة والشعبية، مرجعاً ذلك إلى ارتفاع تكاليف التشغيل، وانخفاض عدد الرحلات، وحالة عدم اليقين المستمرة.
ويأتي هذا الارتفاع في الأسعار وسط استمرار الحظر الجوي الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على مطار اللد  “بن غوريون”، وتواصل القصف الصاروخي من اليمن، ما دفع شركات طيران دولية عديدة إلى تمديد تعليق رحلاتها إلى الكيان . وتشمل قائمة الشركات المنسحبة: “لوفتهانزا” الألمانية (حتى منتصف يونيو)، “إير إنديا” (حتى 19 يونيو)، “الخطوط الجوية البريطانية” و”رايان إير” (حتى نهاية يوليو)، و”إير كندا” التي أعلنت تعليق رحلاتها حتى سبتمبر المقبل.
ويحمّل المستوطنون الصهاينة حكومة  بنيامين نتنياهو مسؤولية تفاقم الأزمة، مشيراً إلى عجزها عن تأمين الأجواء واستعادة حركة السفر الطبيعية، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف السفر إلى مستويات غير مسبوقة، وحرمان شريحة واسعة من المواطنين من السفر في فصل الصيف.
وتُعد خسارة شركات الطيران منخفضة التكلفة، وعلى رأسها “رايان إير”، ضربة قاسية للمستهلك الإسرائيلي، خاصة في ظل محدودية البدائل وارتفاع أسعار شركات الطيران المحلية، التي استغلت الوضع لتعزيز أرباحها على حساب المسافرين.

 

مقالات مشابهة

  • مطار الغردقة الدولي يحتفي بأولى الرحلات القادمة من طشقند
  • العزلة الجوية ترفع كلفة السفر في ’’إسرائيل’’ وسط تصاعد الأزمة الأمنية (تفاصيل)
  • قيادى بحركة فتح : جماعة الإخوان وإسرائيل يسعون لإثارة الفتن بين الشعوب العربية
  • صندوق التنمية السياحي: دعم نوعي لتعزيز السياحة وبناء مستقبل واعد في منطقة عسير
  • الاستثمار العقاري: توقعات بارتفاع معدلات نمو مبيعات العقارات خلال النصف الثاني من 2025
  • السياحة: 23% نموًا في الأعداد خلال الربع الأول من 2025
  • وزير السياحة: 70 ألف سائح صربي استقبلتهم مصر العام الماضي
  • حرب إسرائيل على غزة تكلفها 40 مليار دولار حتى نهاية العام الماضي
  • المجلس الأطلسي: تنسيق أمني مستمر بين إسرائيل والأردن رغم حرب غزة
  • رايان إير تلغي جميع رحلاتها الجوية من وإلى دولة الاحتلال حتي الأول من أغسطس