سرايا - قدم الوزير الأول محمد ولد بلال استقالة حكومته للرئيس محمد ولد الغزواني، وذلك بعد نحو 24 ساعة من تنصيب الرئيس لمأمورية ثانية من خمس سنوات.

وسلم ولد بلال لولد الغزواني استقالة الحكومة خلال لقاء جمعهما اليوم الجمعة في القصر الرئاسي.

وتعد الحكومة التي استقالت اليوم، هي رابع حكومة يعينها ولد الغزواني خلال مأموريته الأولى، وثالث حكومة يعهد إلى ولد بلال بقيادتها.



وعين ولد الغزواني أول حكوماته بداية أغسطس 2019 بعد أيام من تنصيبه رئيسا للبلاد، وأوكل قيادتها للمهندس إسماعيل بده الشيخ سيديا، وفي أغسطس 2020، أقالها، وشكل حكومة جديدة وأسند قيادتها للمهندس محمد ولد بلال.

وفي مارس 2022، أقال ولد الغزواني هذه الحكومة، وكلف ولد بلال بتشكيل حكومة جديدة، أقالها هي الأخرى في يوليو 2023، وأعاد تكليف ولد بلال بتشكل ثالث حكوماته، ورابع حكومة لولد الغزواني، وهي الحكومة التي قدمت استقالتها اليوم.

وينتظر أن يعين ولد الغزواني لاحقا وزيرا أول، ويكلف بتشكيل أول حكوماته بعد تنصيبه رئيسا لمأمورية ثانية، إثر فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت يوم 29 يونيو بنسبة: 56.12%.


المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: ولد الغزوانی

إقرأ أيضاً:

بلال قنديل يكتب : هذا المساء

مرَّ النهارُ بكل ما فيه من ضغوط وتفاصيل؛ صوتُ المنبه صباحًا، زحمةُ الطريق، مكالماتُ العمل، المهامُ المتراكمة، الوجوهُ المتجهمة، والتوترُ الذي يسكنُ المكاتب. ومع كل ساعة تمر، كنتُ أشعر أنني أغوص أكثر في دوامةٍ لا نهاية لها... لكن رغم كل ذلك، كنتُ أنتظرُ المساء.

هذا المساء جاء مختلفًا؛ لم أَحمل هاتفي، ولم أفتح التلفاز، ولم أشغل نفسي بأي شيء... فقط جلستُ أنا ونفسي. جلسةٌ لم تكن عادية، بل كانت مليئةً بالتفكير والمراجعة.

بدأتُ أسترجع تفاصيل اليوم. تذكرتُ الموقف الذي حدث مع زميلي في العمل عندما اختلفنا على أمرٍ بسيط، لكن كلًّا منا تمسك برأيه، وتحولت الكلمات إلى صدامٍ غير مبرر.
هل كان يستحق الأمر كل هذا؟ هل كان يجب أن أتمسك برأيي فقط لأُثبت أنني على صواب؟

تذكرتُ أيضًا صديقي الذي اتصل بي أكثر من مرة خلال اليوم ولم أُجب بسبب انشغالي. هو لا يعرف ضغوط يومي، وأنا لم أُعطه فرصة ليفهم. ربما كان يحتاج إليّ في أمرٍ مهم، وربما كان يريد فقط أن يسمع صوتًا يريحه.

ثم جاءتني صورة والدتي وهي تحاول الحديث معي قبل أن أُغادر صباحًا، لكنني كنت على عجل، لم أَنتبه لكلماتها، ولم أُودعها حتى.
كم مرةً مرَّ هذا الموقف من قبل؟ كم مرةً تجاهلنا مَن نُحب لأننا مشغولون بأشياءَ أقل قيمة؟

وتذكرتُ كذلك لحظةً عابرةً بيني وبين أبنائي مساء الأمس، حين دخلتُ المنزل متعبًا، بالكاد ألقيتُ عليهم السلام، وانشغلتُ بما تبقى من هموم العمل.
حاول أحدهم أن يحكي لي شيئًا حدث في مدرسته، لكنه توقف حين لاحظ شرودي وعدم انتباهي.
والآخر جاء يحمل رسمًا صغيرًا صنعه لي بيده، فابتسمتُ دون أن أتوقف لأتأمله.

مرت هذه اللحظات كأنها لا شيء، لكنها عادت إليّ هذا المساء وكأنها تسألني: ماذا لو كانت هذه آخر لحظة؟ لماذا لا أمنحهم من وقتي كما أمنح الغرباء؟
هم لا يريدون مني سوى قلبٍ حاضر، ونظرةٍ حانية، وكلمةٍ طيبة.

تأملتُ تلك المواقف، فشعرتُ بثقل التقصير، وبأن النجاح الحقيقي لا يُقاس بما أنجزتُ في العمل، بل بما زرعتُ في قلوب من أحب.
جلستُ طويلًا أفكر: كيف يمكنني أن أكون سندًا لأبنائي إن لم أكن حاضرًا لهم حين يحتاجونني؟ كيف أكون قدوةً لهم إن لم أُعد ترتيب أولوياتي؟

ومن بين المواقف التي توقفتُ عندها طويلًا، تصرفٌ راقٍ من أحد الزملاء، حين لاحظ عليّ علامات التعب والضيق، فبادر بسؤالٍ بسيط وكلمةٍ طيبة لم يتكلف فيها شيئًا، لكنها خففت عني الكثير.
مثل هذه المواقف تبقى في الذاكرة، لأنها تأتي بصدقٍ وتجرد، وتعكس أصالةً لا تحتاج إلى تبريرٍ أو إعلان.

هذا المساء لم يكن مجرد نهايةٍ ليومٍ طويل، بل كان لحظةَ مراجعةٍ حقيقية.
راجعتُ نفسي، راجعتُ تصرفاتي، وقررتُ أن أتغيّر.
قررتُ أن أكون أكثر رحمة، أكثر استماعًا، أكثر وعيًا بمن حولي.

الحياة ليست فقط ركضًا وراء النجاح والإنجازات، بل هي أيضًا علاقات، مشاعر، وقلوب تحتاج إلى العناية.

هذا المساء، فهمتُ أن الجلوس مع النفس هو الخطوة الأولى للتصالح معها،
وأن محاسبة النفس أهم من محاسبة الآخرين، وأن الاعتذار لا يُقلل من قيمتنا، بل يرفعها.

الحكمة التي خرجتُ بها من هذا المساء: أن الحياة لا تستحق أن نُضيعها في العناد والغضب والانشغال الدائم.
نحتاج فقط إلى لحظة صدقٍ مع أنفسنا... حتى نستطيع أن نعيش بسلامٍ حقيقي.

طباعة شارك التوتر النهار التفكير

مقالات مشابهة

  • حزب كردي:حكومة مسرور لا تهتم بالمواطن الكردي
  • حكومة نتنياهو.. نقاش مرتقب اليوم حول رد حماس
  • لقطات جوية تظهر حجم الحرائق التي امتدت لمناطق واسعة في ريف اللاذقية الشمالي
  • بهذه الطريقة.. رامي جمال يحتفل بنجاح أحدث ألبوماته الغنائية "محسبتهاش"
  • بديل وسام.. الأهلي يقدم عرضًا تاريخيًا لمصطفى محمد ومهاجم فلسطيني جديد
  • السودان: كامل إدريس يُعيّن ثلاثة وزراء جدد في حكومته
  • الزمالك يعلن قبول استقالة محمد عزت من تدريب فريق الكرة النسائية
  • نائب:حكومة البارزاني تكذب بالتزاماتها تجاه مطالب الحكومة الاتحادية
  • بلال قنديل يكتب : هذا المساء
  • ما هي المادة 2 التي رفضت الحكومة حذفها من قانون الإيجار القديم؟