سودانايل:
2025-08-02@17:37:57 GMT

المغني والحرب.. تواصل عاصم البنا مع كيكل

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

صلاح شعيب

سأحاول إنصاف المغني عاصم البنا في هذا المقال بقدر ما استطيع. ليس لمجرد أنه تحدث مع كيكل بحسن نية، وهوجم من شخوص عديدين، وإنما لأنه محاط باتفاق غريب بين البلابسة والرافضين للحرب على التشكيك في ذمته. وهذه أول مرة يتفق فيها الطرفان الكاتبان على شيء منذ بدء الحرب. باديء ذي بدء ليس بيني وبين أستاذ عاصم أية علاقة، ولم أره يوما على الطبيعة، فكل ما أعرفه عنه أنه مغن له جمهوره، وبالمناسبة على الفرد منا احترام الفنان صاحب الجمهور لأنه يسعد جزءً من طبقاتنا الاجتماعية.

لهذا لا اعتقد أن التحدث مع شخص خارج على سلطة بورتسودان، أو سلطة مدني، جريمة حتى إذا لم تجمعنا قرابة معه. وأنا شخصيا لو وجدت الفرصة فإنني أشرب الشاي مع كيكل لو عزمني. وأطلب منه بعدها حوارا صحافيا لأملك الجمهور رأيه. وسوف أسأله كيف أنه تحول بين ليلة وضحاها من بطل وطني لدى الإسلاميين - حين كان يدير لهم درع الوطن لمحاصرة حكومة الثورة - إلى أكبر ابن عاق لديهم، حيث لا فرق بينه وبين حمدوك. بل سوف أسعى للتواصل مع كيكل باستمرار عبر "الجي ميل" لنتحدث في الخاص والعام. والثابت عند الديمقراطية الراشدة - كما تعلمون - يتساوى الناس، فلا تمنح إعلاميا حقا، وتقصره عن المغني، أو الناشط سياسياً. أما إذا وجدت الدعوة للقاء العطا فإنني سأفعل عند مطار بورتسودان فقط، وسوف أسأله إن قرأ شيئا عن "حزمة تفانين"، أو "من الركن"، لابن حيه أستاذنا حسن مختار. الحقيقة، عاصم مغن طيب، ولا يريد أن تنخدش مكانته الأسرية، والاجتماعية، والفنية. ولذلك لم يدافع عن حقه في الحرية كإنسان مسؤول وحده عن تصرفاته. هو بكل بساطة استجاب لشروط النادي الصعبة التي تجعل من لم يتدرب على معاداته يوما يتعثر في الطريق. والفرق بيني وعاصم هو أن الإعلاميين مثلنا أحرار لا يخافون "شتايم" الميديا الجديدة، والطبقة الأوليغارشية، والكيزان، وزعل التقدميين، والجذريين، والحركات، وحتى أولاد الطبقة الوسطى الأمدرمانية. فطبعاً في تاريخ السودان وجدنا أن السياسيين يجلسون مع "المتمردين" جهرةً وسراً رغم أنهم لا تجمعهم قرابات، بينما كل ما فعله ود البنا هو أنه تواصل مع قريبه عبر تطبيق واتساب. إن الصادق المهدي بعد أن مات عشرات الآلاف بسبب تدبيره "غزوة المرتزقة" كما سموها احتضن النميري في بورتسودان، وصار عضوا في مكتبه السياسي. والميرغني أبو هاشم صار من مقارع لبندقية الحركة الإسلامية ببندقية التجمع التي قتلت جنود حكومة رمزا للوطنية. أما فاطمة أحمد إبراهيم فقد التقت قرنق يوماً وقالت ما قالت. وبعد عشر سنوات احتضنت البشير الذي قتل أفراد أمنه د. علي فضل بمسمار في الرأس، والصورة موجودة. ولا ننسى أن وردي غنى للبشير النشوان في قعدة محضورة. "بس بقت" على المسكين عاصم البنا الذي لا يملك حرابا وجيشا وميديا قديمة وحديثة ولجان مقاومة تابعة له. من ناحية ثانية دعنا نتصور أن بين عاصم وكيكل صافية لبن ويتطارحان بأشعار الفروسية والحماسة بينما هو في الواقع وأمام قاعدته من دعاة الحرب فما المشكلة إذن؟ فمواقفنا من صلة الرحم يجب إلا ترتبط بالسياسة إذا اختلفنا حول شأن وطني. فكم من أبناء الطبقات الثلاث تجد أقرباء لهم في الجيش والدعم السريع ويتواصلون بالفيس والإنستغرام. وأحيانا تجد أخوين من المسيرية احدهما دعامي وآخر جياشي. فهل إذا اخترق الجيش أو الدعم السريع تلفون أحدهما ووجد أنهما يتجاذبان الحديث عن شؤون الأسرة ونزوحها، فهل معنى ذلك أن الاثنين يخونان قاعدتي الحرب؟. إن عاصم البنا - لو كان من الفنانين الرؤوفيين بأهله - فإنه مطالب بألا يقطع صلة الرحم مع قريبه لمجرد خوف من قاعدته الجماهيرية من البلابسة. فالكيزان خصوصاً لو وجدوا فرصة للنجاة فإنهم غداً سيصافحون كيكل، ويحضنونه، لو نجحت مفاوضات سويسرا، وتوصلنا إلى سلام مرتجى. وبالتالي يكون المغني قد خسر ابن عم له بلا سبب وجيه، هذا أولاً. أما ثانياً فالأستاذ ينبغي أن ينضم لزملائه الفنانين المثقفين الذين يغنون للحياة، وليس الموت. فالفنان ليس هو مجرد صوت، وإنما هو ضمير شعبه الذي يقود، ولا ينقاد. لا تحاول أن تقول إنك بمجرد تواصل جديد مع كيكل تستطيع جلبه ليقاتل بجانب الجيش والكيزان حتى يموت أبرياء آخرين بجانب الدعامة. ولكن قل له، ولقائده: "تعالا إلى كلمة سواء، وأضمن لكما، أنني سوف أقنع قائد البراء بألا يزيد من تغريداته التي يهدد فيها البرهان بالضباط الصغار لو استجاب للإمبريالية، وبالتالي سيقطع قائد الجيش البحر حتى يجلب لنا الاتفاق ثم تنتهي مآسي الشعب السوداني". كن يا حبيب فناناً حقيقياً تدعو لإنهاء الحرب. بل قل: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام.

[email protected]  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

إحالة أحمد حسام ميدو للمحاكمة بتهمة سب الحكم محمود البنا

قررت نيابة شرق القاهرة، إحالة أحمد حسام ميدو للمحكمة الأقتصادية بتهمة سب وقذف الحكم محمود البنا على مواقع التواصل الاجتماعى.

وكان الحكم محمود البنا تقدم ببلاغ الى النيابة العامة، يتهم فيه أحمد حسام ميدو لاعب الزمالك السابق بسبه وقذفه على مواقع التواصل الاجتماعى عقب مباراة أدارها البنا تحكيميا كانت بين الأهلى وبيراميد ، حيث أشار ميدو بمجاملة الحكم محمود البنا لفريق الأهلى وكتب على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعى مما اعتبره البنا سبا وقذفا.



مقالات مشابهة

  • إحالة أحمد حسام ميدو للمحاكمة بتهمة سب الحكم محمود البنا
  • العداوة ليست مع القائد كيكل بل مع فكرة قيام الدرع نفسه
  • الجيش البريطاني: إسرائيل تقصف غزة أعنف من الحرب العالمية الثانية
  • اليونيسيف تحذر: أطفال غزة يموتون بمعدل غير مسبوق وسط المجاعة والحرب
  • الحكومة: الحوثيون يجنون من قطع التبغ الذي سيطروا عليه نصف مليار دولار سنوياً
  • يجب أن يدير كيكل عملياته من غرفة عمليات في مكان آمن، من داخل غرف التحكم والسيطرة
  • شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: والحرب الحقيقية تبدأ الآن
  • محللون إسرائيليون: الجيش يطيل أمد الحرب ويعاقب الرافضين العودة لغزة
  • الأزمة بين «أمريكا وروسيا» تتصاعد بسبب الرسوم الجمركية والحرب الأكرانية