عربي21:
2025-10-15@05:29:56 GMT

وحدة الساحات.. الاختبار الصعب

تاريخ النشر: 4th, August 2024 GMT

ظهر شعار وحدة الساحات بقوة في معركة سيف القدس (10-21 أيار/ مايو 2021) إثر اقتحام المستوطنين الإسرائيليين ساحة الأقصى، والسعي لطرد أهالي حي الشيخ جراح، كان المعنى هو عدم ترك أهل القدس في مواجهة منفردة مع قوات الاحتلال، ولذلك انطلقت عشرات بل مئات الصواريخ من غزة إلى قلب الكيان، وانتفضت الضفة الغربية، وعرب 48، وكانت الشعوب العربية والإسلامية على الخط؛ تظاهرا، ومقاطعة، وتبرعا لدعم المقاومة.

. الخ.

كانت معركة سيف القدس أول معركة تحدد المقاومة موعدها، وتمسك بمجرياتها، وتستخدم خلالها أحدث ما أنتجته محليا من أسلحة، وظهرت خلالها فصائل المقاومة في تناغم كامل من خلال مركز عمليات موحد.

اتسع مفهوم وحدة الساحات لاحقا، وظهر هذا المعنى الأوسع بعد معركة طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، فحين بدأ العدوان الإسرائيلي على غزة، لم تقف حماس بمفردها بل انضمت إليها فصائل فلسطينية أخرى، لكن الأهم هو فتح جبهات قتال من الشمال عبر الحدود اللبنانية حيث حزب الله، وقوات الفجر التابعة للجماعة الإسلامية، ومن الشرق حيث توجد مجموعات عراقية مسلحة داعمة للمقاومة، ومن الجنوب حيث الحوثيين في اليمن، بل وانضمت إيران رسميا في إحدى الجولات بشكل مباشر ردا على عدوان إسرائيلي مباشر ضدها أيضا.. لكن ما مدى المشاركة غير الفلسطينية؟ وهل كانت هي المأمول ممن رفعوا هذا الشعار؟ وهل يمكن أن نشهد مشاركة حقيقية خلال الأيام المقبلة؟

ليس المقصود بالرد هو تلك الرشقات الصاروخية المعتادة والتي انطلق بعضها خلال الساعات الماضية، بل المقصود ضربة غير عادية. لقد تعرضت إيران، وذراعها الأبرز حزب الله لصفعة إسرائيلية قوية، ولن تستعيد هيبتها إلا إذا ردت بالرد المكافئ
يقف العالم الآن على أطراف أصابعه ترقبا لرد مكافئ من إيران على اغتيال قائد حركة حماس الشهيد إسماعيل هنية على أرضها، وفي ضيافتها، وقبله بيوم واحد اغتيال القائد العسكري والرجل الثاني في حزب الله، فؤاد شكر. قد يحدث هذا الرد خلال ساعات أو خلال أيام، وليس المقصود بالرد هو تلك الرشقات الصاروخية المعتادة والتي انطلق بعضها خلال الساعات الماضية، بل المقصود ضربة غير عادية. لقد تعرضت إيران، وذراعها الأبرز حزب الله لصفعة إسرائيلية قوية، ولن تستعيد هيبتها إلا إذا ردت بالرد المكافئ.

وهنا نحن أمام اختبار جديد لوحدة الساحات، حيث تتركز التكهنات على توجيه ضربة للكيان الصهيوني متعددة الاتجاهات، من الشرق والغرب والجنوب والشمال في توقيت متزامن، مما يربك دفاعاته، وقدرته على الرد.

حتى الآن لم تدخل إيران وأذرعها المعركة بثقلها، رغم أنها تعهدت بذلك حال تعرض المقاومة الفلسطينية لخطر حقيقي، والآن لم يقتصر الخطر على الجانب الفلسطيني بل تعداه إلى إيران نفسها؛ التي ضُربت في عقر دارها. طيلة الشهور العشر الماضية استخدمت إيران أذرعها في لبنان (حزب الله)، وفي اليمن (الحوثيين)، وفي العراق (كتائب المقاومة الإسلامية)، ولا يمكن لعاقل أن ينكر دور هذه الأذرع في دعم المقاومة الفلسطينية، وفتح جبهات جديدة تستنزف جزءا من قدرات العدو، لكن الحقيقة أيضا أن هذا الدعم ظل دون المستوى المأمول من حلفاء أصليين ومعلنين، يفاخرون بدعم المقاومة، بل لا نبالغ إذا قلنا إن حماس حين اتخذت قرارها بفتح معركة طوفان الأقصى فقد كان ضمن حساباتها دعما كبيرا من هؤلاء الحلفاء؛ الذين تعرضت الحركة بسببهم لانتقادات كبيرة من قطاعات في حاضنتها السنية الرئيسية، لكنها دافعت عن موقفها، مستندة أيضا إلى أن أيا من دول العالم السني لم تقدم لها من الدعم مثلما قدمت إيران وأذرعها، حتى وإن ظل دون المستوى المأمول.

ملامح الساحات تحددت، وكانت جنازة الشهيد إسماعيل هنية كاشفة لجزء منها، فالحلف الداعم للمقاومة -بدرجات متفاوتة- شارك في مراسم الجنازة التي أقيمت في الدوحة، أو أعلن حدادا، أو جنازات رمزية.. حضرت قطر بأميرها ووالده ووزرائه، وأركان حكمه، حضرت تركيا بنائب رئيسها ورئيس برلمانها ووزير خارجيتها ورئيس مخابراتها، ورؤساء بعض أحزابها، حضرت إيران بنائب رئيسها محمد رضا عارف، وهي التي ودعته في جنازة مهيبة على رأسها المرشد الأعلى وكل قيادات الدولة قبل وصوله إلى الدوحة بيوم واحد، حضرت أفغانستان بوفد حكومي رفيع، أعلنت باكستان الحداد وأقامت صلاة غائب في قلب البرلمان بمشاركة رئيس الحكومة شهباز شريف والوزراء والنواب من الموالاة والمعارضة، لبنان بدوره حاضر فهو ليس ضيفا بل صاحب ثأر. وإلى جانب هذه الدول فإن دولا أخرى لديها أجندات دولية تتشارك في بعضها مع حلف المقاومة ضد الهيمنة الأمريكية.

وفي المقابل، هناك الحلف الصهيوني والذي لا يقتصر على الكيان الصهيوني والولايات المتحدة والدول الأوروبية، بل إنه يضم دولا عربية وإسلامية أيضا. وهذه الدول العربية والإسلامية لم تندد بجريمة اغتيال هنية، أو أصدر بعضها بيانات باهتة لم تذكر اسم الشهيد، مثل مصر، وهو ما دفع رئيس حماس في الخارج خالد مشعل للقول في جنازة الشهيد: "لقد تركتنا دول كنا نظنها كبيرة". وهذه الدول عبرت عن أمنياتها من قبل بأن تجهز قوات الاحتلال على حماس وكل فصائل المقاومة في حرب غزة، وفق لرواية المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط دينيس روس، عقب لقاءاته مع بعض القادة العرب. وهذا الحلف الصهيوني بما فيه المكون العربي حدد موقعه من أي حرب إقليمية جديدة، بل هو منغمس بالفعل في معركة تصفية القضية الفلسطينية الجارية حاليا، وهو ذاته الذي يسرع الخطى لإدماج الكيان الغاصب في المنطقة في إطار التطبيع الإبراهيمي.

وإذا كان محور دعم المقاومة قد تأخر في تشكله فإن محور التطبيع مع الكيان قائم منذ فترة، ويربط جيدا بين كل جبهات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي من ناحية والاستبداد السياسي العربي من ناحية، ولذا لم يكن غريبا أن هذا المحور رتب 3 ضربات في وقت متزامن تقريبا، نجح في اثنتين منها، وهما اغتيال فؤاد شاكر، ومن بعده بيوم واحد إسماعيل هنية، بينما فشل في قتل رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق البرهان في نفس اليوم، عبر مسيّرة قتلت ضباطا آخرين في حفل تخرج عسكري. كما أنه ليس غريبا أن هذا الحلف يصعد قمعه ضد دعاة الحرية، والديمقراطية.

يزداد حلفاء التطبيع تماسكا، وتشاورا وتنسيقا، وبقي أن يحسن حلف المقاومة (للاحتلال والاستبداد) إدارة معركته على الجبهات المختلفة، والتي تجمعها مواجهة الاحتلال الخارجي والاستبداد الداخلي، وهما وجهان لعملة واحدة
فالنظام المصري الذي امتنع عن حضور جنازة هنية، والذي أصدر بيانا هزيلا لم يذكر فيه اسمه، كما لم يسمح للمساجد الرسمية بإقامة صلاة الغائب، يقوم في الوقت نفسه باعتقال المزيد من النشطاء الرافضين للاستبداد الداخلي، وللعدوان الإسرائيلي أيضا، وكانت أحدث الحالات هو اعتقال المهندس يحيي حسين عبد الهادي، المنسق الأسبق للحركة المدنية الديمقراطية.. والنظام الإماراتي الذي يستخدم فوائضه النفطية في صناعة الفتن في العديد من الدول، ويمول مليشيات التمرد في السودان، وينفق ببذخ لترويج الديانة الإبراهيمية، ينصب في الوقت نفسه محاكمة جديدة لعدد كبير من المعارضين السياسيين (الإصلاحيين)، الذين قضوا سنوات في السجن، وأعاد تقديمهم للمحاكمة من داخل محبسهم بالتهم القديمة ذاتها.. والنظام السعودي يواصل قمعه لكل الأصوات المطالبة بالحرية والديمقراطية، والرافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني، والشيء ذاته في البحرين، وفي الكويت وتونس.. الخ.

يزداد حلفاء التطبيع تماسكا، وتشاورا وتنسيقا، وبقي أن يحسن حلف المقاومة (للاحتلال والاستبداد) إدارة معركته على الجبهات المختلفة، والتي تجمعها مواجهة الاحتلال الخارجي والاستبداد الداخلي، وهما وجهان لعملة واحدة، ويبقى أن يقاوم هذا الحلف أعداءه "كافة" كما يواجهونه "كافة"، ولينتبه هذا الحلف إلى الفتن التي تستهدف تفريقه وتشتيته على أسس طائفية أو قبلية أو جهوية، أو غير ذلك، فهذه هي حيلة الاستعمار والاستبداد دوما (فرق تسد).

x.com/kotbelaraby

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاحتلال المقاومة إيران إسماعيل هنية التطبيع إيران الاحتلال المقاومة إسماعيل هنية التطبيع مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة هذا الحلف حزب الله

إقرأ أيضاً:

قائد القوات الجوية: معركة المنصورة واحدة مِن أهم وأعظم دِرُوس القتال الجوي

أكد اللواء طيار أ.ح عمرو عبد الرحمن صقر، قائد القوات الجوية، أن معركة المنصورة الجوية في ١٤ أكتوبر ١٩٧٣، تُعد واحدة من أهم وأعظم دروس القتال الجوي، وأصدق بُرهان على الكفاءة القتالية والمهارات الاستثنائية لرجال القوات الجوية المصرية، حين أكد رجال القوات الجوية البواسل قدرتهم على قهر الصعاب وتحدي المستحيل، مُسطّرين بأحرف من نور أمجادًا وبطولات نعتز ونفتخر بها، ليمثل هذا النصر تتويجًا لأيام وساعات حاسمة في ذاكرة الوطن، حين انطلق نسور السماء ليخوضوا غمار أطول معركة جوية في التاريخ الحديث، مُحققين نصرًا مُزلزلًا ومُباغتًا للعدو أفقده توازنه بعد أن فقد الكثير من طائراته، فعاد أدراجه رغم تفوقه النوعي والعددي.

وأشار قائد القوات الجوية خلال المؤتمر الصحفي الذي عُقد بمجمع النسور، بمناسبة الاحتفال بالعيد الثالث والتسعين للقوات الجوية، إلى دعم القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة لتحديث وتطوير القوات الجوية، والتي أصدرت التوجيهات بضرورة تطوير إمكانيات القوات المسلحة، ومنها القوات الجوية التي شهدت في السنوات الأخيرة انضمام وتطوير الكثير من طرازات الطائرات متعددة المهام والهليكوبتر والطائرات الموجهة، مما ساهم في زيادة القدرات والإمكانيات والكفاءة القتالية لقواتنا الجوية، وطمأن قائد القوات الجوية الشعب المصري العظيم على قواته الجوية.

وأكد أنه تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وطبقًا لأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة، تقوم القوات الجوية وعلى مدار الساعة بتنفيذ المهام المختلفة، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للدول الشقيقة والصديقة في حالات الأزمات والكوارث التي تتعرض لها، ومن أبرز هذه الأعمال عمليات الإجلاء والإغاثة وإطفاء الحرائق في الدول المجاورة، وكذا جهود إسقاط المساعدات الغذائية والطبية لأشقائنا في قطاع غزة والقيام بنقل المرضى والمصابين منهم لتلقي العلاج.

نص كلمة  قائد القوات الجوية

وجاءت كلمة اللواء أ.ح عمرو عبد الرحمن صقر، قائد القوات الجوية، نصًا:

يشرفني أن ألتقي بكم اليوم بمناسبة مرور 93 عامًا على إنشاء القوات الجوية المصرية، ونحن نستقبل معًا أيام شهر أكتوبر المجيد حاملةً معها نسائم العزة والكرامة، تلك الأيام التي نستحضر فيها دروس النصر والمجد، ونحيي فيها ذكرى انتصارات خالدة في ذاكرة الوطن الغالي. إن حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 وما تحقق بها من انتصارات ستبقى دائمًا فخرًا وشرفًا لنا جميعًا، فهي بكل المقاييس تمثل إنجازًا وإعجازًا ظل وسيظل تاريخًا هامًا وملهمًا، ومبعث عز واعتزاز لكل مصري على أرض مصرنا الحبيبة.

ويأتي يوم الرابع عشر من أكتوبر، ذلك اليوم الخالد في وجدان رجال القوات الجوية، ليكون شاهدًا على أحد أهم فصول هذه الحرب، حين أكد رجال القوات الجوية البواسل قدرتهم على قهر الصعاب وتحدي المستحيل، مُسطّرين بأحرف من نور أمجادًا وبطولات نعتز ونفتخر بها، ليمثل هذا النصر تتويجًا لأيام وساعات حاسمة في ذاكرة الوطن، حين انطلق نسور السماء ليخوضوا غمار أطول معركة جوية في التاريخ الحديث، مُحققين نصرًا مُزلزلًا ومُباغتًا للعدو أفقده توازنه بعد أن فقد الكثير من طائراته، فعاد أدراجه رغم تفوقه النوعي والعددي، فاستحقت معركة المنصورة الجوية أن تكون واحدة من أهم وأعظم دروس القتال الجوي، وأصدق بُرهان على الكفاءة القتالية والمهارات الاستثنائية لرجال القوات الجوية المصرية.

وها نحن نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة والتسعين على إنشاء القوات الجوية عام 1932، هذه الذكرى التي ترتفع فيها هاماتنا لتُعانق سماءً من الأمجاد والبطولات لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فاستحقوا نصر الله وتأييده، وظلت أعمالهم نبراسًا يُضيء طريق العزة والكرامة لمن يحمل الراية من بعدهم، مرفوعة خفاقة بالنصر أبد الدهر، لتحيا مصر آمنة مستقرة ويحيا شعبها العظيم حياة كريمة.

وبرؤية ثاقبة وتقدير متوازن من القيادة السياسية والعسكرية لما تشهده المنطقة من تحديات وتهديدات على كافة الاتجاهات، بالإضافة إلى الأوضاع السياسية غير المستقرة والتداعيات الخطيرة الناجمة عن الأزمات والصراعات في كثير من الدول، والتي شكّلت تهديدًا للسلام والأمن والاستقرار والاقتصاد على المستويين الإقليمي والدولي، وانطلاقًا من مكانة وقوة الدولة المصرية ودورها الريادي والمحوري في المنطقة، أصدرت القيادة السياسية والعسكرية التوجيهات بضرورة تطوير وتحديث إمكانيات القوات المسلحة، ومنها القوات الجوية، التي شهدت في السنوات الأخيرة تطورًا نوعيًا بانضمام وتحديث الكثير من طرازات الطائرات متعددة المهام والهليكوبتر والطائرات الموجهة، مما ساهم في زيادة القدرات والكفاءة القتالية للقوات الجوية وقدرتها على أداء كافة المهام بكفاءة وسرعة ودقة.

ولتكتمل منظومة التطوير والتحديث، تم إجراء المزيد من أعمال التطوير ورفع الكفاءة لكافة القواعد الجوية والمطارات تطويرًا شاملًا، وفي إطار دعم القيادة السياسية والعسكرية الدائم واللامحدود للقوات الجوية، فقد تم إنشاء وتجهيز منشآت جديدة وفق أعلى المعايير العالمية وبما يضمن جاهزيتها لاستقبال وتشغيل أحدث طرازات الطائرات متعددة المهام والهليكوبتر المقرر انضمامها قريبًا للقوات الجوية.

ويأتي كل هذا بالتزامن مع الحرص الدائم على الارتقاء بأساليب التدريب وتأهيل رجال القوات الجوية في كافة المراحل والتخصصات لاستيعاب أحدث ما وصلت إليه تكنولوجيا الطيران وأنظمة التسليح المتقدمة، وذلك من خلال توفير مساعدات التدريب والمحاكيات الحديثة، بالإضافة إلى المشاركة المستمرة في التدريبات المشتركة مع الدول الصديقة والشقيقة لتعزيز التعاون الوثيق وتبادل الخبرات وتعظيم الاستفادة المتبادلة مع هذه الدول في كافة المجالات.

وكان آخر هذه التدريبات المشتركة تدريب (النجم الساطع 2025)، الذي شارك فيه عدد كبير من الدول الصديقة والشقيقة بقوات متعددة، وتم فيه استخدام تكتيكات متنوعة مثّلت تطورًا نوعيًا لهذا التدريب المشترك الهام.

وتنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وطبقًا لأوامر القيادة العامة للقوات المسلحة، تقوم القوات الجوية وعلى مدار الساعة بتنفيذ المهام المختلفة، بالإضافة إلى تقديم المساعدة للدول الشقيقة والصديقة في حالات الأزمات والكوارث التي تتعرض لها، ومن أبرز هذه الأعمال عمليات الإجلاء والإغاثة وإطفاء الحرائق في الدول المجاورة، وكذا جهود إسقاط المساعدات الغذائية والطبية لأشقائنا في قطاع غزة والقيام بنقل المرضى والمصابين منهم لتلقي العلاج.

وانطلاقًا من أهمية إبراز مكانة مصر ضمن الدول الرائدة في مجال الطيران والفضاء، نظمت القوات الجوية مع وزارة الطيران المدني ووكالة الفضاء المصرية معرض مصر الدولي للطيران والفضاء 2024 بمدينة العلمين في نسخته الأولى، برعاية وتشريف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، وبحضور وفود رسمية من 100 دولة ومشاركة أكثر من 300 جهة وشركة عالمية، مما جعل المعرض محط أنظار وتغطية إعلامية من كبرى وكالات الأنباء والقنوات الفضائية العالمية.

إن النجاحات الاستثنائية للنسخة الأولى من المعرض مثّلت دافعًا قويًا للتخطيط لتنظيم النسخة الثانية خلال الفترة من 7 إلى 10 سبتمبر 2026، مؤكدين بإذن الله أنها ستكون أكثر تطورًا من حيث عدد الدول المشاركة، بالإضافة إلى العروض الجوية من مختلف دول العالم، والعمل على زيادة مساحة المعرض لاستيعاب عدد أكبر من الطائرات والشركات والجهات العارضة وبما يحقق رؤيتنا وطموحاتنا المتجددة.

وفي الختام، دائمًا ما نتذكر بكل الفخر والاعتزاز من سبقونا من القادة والضباط الذين بذلوا قصارى جهدهم لينقلوا لنا بكل إخلاص وصدق خبراتهم علمًا وعملًا، كما أننا لم ولن ننسى شهداءنا الأبرار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وقدموا أغلى ما لديهم في سبيل الله، لتحيا مصر بإذن الله آمنة مستقرة في عزة وإباء أبد الدهر.

كما يشرفني أن أتقدم بخالص الشكر والتقدير لإخواني وزملائي وأبنائي رجال القوات الجوية ضباطًا وضباط صف وجنودًا على جهودهم المبذولة خلال الفترات السابقة وحتى الآن، ونجدد الشكر والتقدير للقيادة السياسية والعسكرية، ونعاهدهم بأن نظل على أهبة الاستعداد وعلى مدار الساعة لتنفيذ كافة المهام، لتكون قواتنا الجوية دائمًا وبحق قوة مهابة بعقيدتها الراسخة النابعة من الإيمان بالله ثم بعقول وسواعد رجالها واستعدادها القتالي الدائم. فرجالها من جند مصر خير أجناد الأرض، ملتزمون بقيم ومبادئ العسكرية المصرية الأصيلة ومثلها العليا، أوفياء ليمين الولاء لوطنهم، يحمون سماء مصر في كل زمان ومكان، وشعارهم دائمًا: إلى العلا في سبيل المجد.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها من كل مكروه وسوء.

مقالات مشابهة

  • للمرة الأولى.. كتائب القسام توجه تحية لوحدة الظل بعد نجاح عملية تبادل الأسرى
  • أخطر وحدة في المقاومة.. كتائب القسام تشيد بوحدة الظل
  • “القسام”: جنود وحدة الظل حافظوا على أسرى العدو على مدار عامين في ظروف بالغة التعقيد
  • بن عزيز: معركة استعادة الدولة امتداد لثورة أكتوبر وسبتمبر ضد الكهنوت والاستبداد
  • من خلال أول اختبار حي للحريق في الشرق الأوسط.. «إكسيد» تُعيد تعريف مفهوم سلامة البطاريات
  • قائد القوات الجوية: معركة المنصورة واحدة مِن أهم وأعظم دِرُوس القتال الجوي
  • محلل سياسي: صفقة “طوفان الأحرار” انتصار تاريخي للمقاومة في معركة الإرادة والاستخبارات
  • "الجهاد": تحرير الأسرى اليوم لم يكن ليتم لولا وحدة شعبنا خلف مقاومته
  • جيش الاحتلال: سندمر أنفاق حماس بغزة بعد استعادة الرهائن مباشرةً
  • ميليشيا كتائب حزب الله:سندافع عن إيران ومشروعها حتى الموت