عمر قاطني الطوابق العلوية أطول من ساكني الطوابق الأرضية؟
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
يعيش سكان الطوابق العليا في المتوسط لفترة أطول من جيرانهم في الطابق الأرضي. هذا الاكتشاف المثير للاهتمام هو نتيجة دراسة توصل إليها باحثون سويسريون من جامعة برن في European Journal of Epidemiology (المجلة الأوروبية لعلم الأوبئة)، ونشر نتائجها موقع Die Hessische/Niedersächsische Allgemeine صحيفة HNA الألمانية.
قام المشرفان على الدراسة، البروفيسور ماتياس إيغر ورادوسلاو بانتشاك من قسم الطب الاجتماعي والوقائي بجامعة برن، بتحليل بيانات 1.5 مليون سويسري يعيشون في مبانٍ مكونة من أربعة طوابق على الأقل. وامتدت فترة المراقبة من عام 2001 إلى عام 2008. وتم خلال هذه الفترة تسجيل 142.390 حالة وفاة. وقام الباحثون بفحص أسباب الوفاة ومقارنتها بالطوابق السكنية للمتوفى.
وأظهرت النتائج اختلافات واضحة في خطر الوفاة. ووفق النتائج يتعرض سكان الطوابق السفلية لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض الرئوية. وغالباً ما ترتبط هذه الأمراض بعوامل نمط الحياة.
سكان الطوابق العليا أغنياء؟
ويوضح إيغر: "أي شخص يصعد السلالم بانتظام إلى شقته يدعم صحته". ومع ذلك، فهو وفريقه يعتقدون في وجود أسباب أخرى للاختلافات في متوسط العمر المتوقع؛ إذ أن معظم سكان الطوابق العليا لديهم يستخدمونالمصعد. ووفق الباحثين، قد يكون للعوامل الاجتماعية والاقتصادية أهمية أيضاً في هذه النتيجة.
ومنها أن الإيجارات في المتوسط ترتفع مع ارتفاع الطوابق. وفي الوقت نفسه، فإن عدد الأشخاص يتناقص كلما ارتفع مستوى المنزل الذي يعيشون فيه. كما أشار الباحثون إلى عامل محتمل وهو ارتفاع دخل القاطنين في الطوابق العليا، وهو ما يرتبط غالباً بالتعليم العالي والرعاية الطبية الأفضل، وفق الباحثين السويسريين.
وهناك نظرية أخرى قد تلعب دوراً هنا: يفضل الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية الطابق الأرضي في حالة لم يكن هناك مصعد في المبنى. وهذا من شأنه أن يكون له تأثير كبير على الإحصائيات لأن معدل الوفيات بين الأشخاص المصابين بالأمراض غالباً ما يكون مرتفعاً.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
سكان غزة يستقبلون عيد الأضحى بلا أضاحٍ.. ومزارع المواشي تتحول إلى مقابر
الثورة / أفتكار القاضي
“بأي حال عدت يا عيد”.. هذا هو لسان حال جميع أهالي غزة الذين يستقبلون للعام الثاني على التوالي، عيد الأضحى بدون أضاحي أو طقوس فرائحية، حصار خانق ومجازر مروعة لم ترع للعيد حرمة ولا ذمة، فبين ركام المنازل وصرخات الجوع، يحل عيد الأضحى على أهالي قطاع غزة، تحت لهيب حرب الإبادة الجماعية التي تشنها قوات الاحتلال الإسرائيلي على سكانه منذ عامين
في غزة، لم يعد العيد مناسبةً تُنتظر، بل يوم آخر يُضاف إلى تقويم البؤس.
فقط طوابير من الأجساد المنهكة تقف تحت الشمس الحارقة، على أمل وصول شاحنة إغاثة… لكنها لا تصل.
من شمال غزة الى جنوبها لم يضح أحداً، بعد أن غابت الأضاحي قسرًا، بفعل الدمار الممنهج للمزارع، الإغلاق التام للمعابر، وغياب القدرة الشرائية لدى معظم السكان الذين يرزحون تحت حصار لا مثيل له، ووطأة فقر مدقع وصل منتهاه، ويكافحون بكل السبل لتأمين البقاء على قيد الحياة.
أسواق خاوية ومزارع مقفرة
على غير العادة، تبدو أسواق المواشي في غزة هذا العام خالية تمامًا، والمزارع التي كانت تكتظ في مثل هذا الوقت بالأضاحي، تحوّلت إلى أراضٍ مقفرة أو مقابر للشهداء، أو مواقع للقصف اليومي، المسالخ الرئيسية في غزة دُمرت، وطرق الإمداد الحيوية من المعابر مغلقة، ما جعل دخول المواشي إلى القطاع شبه مستحيل.
يقول حسام زعرب، تاجر مواشٍ من منطقة الفخاري جنوب القطاع وفق مركز الإعلام الفلسطيني: «القطاع لم يشهد منذ سنوات أزمة بهذا الحجم، لكن هذا العام هو الأسوأ على الإطلاق، لا مواشٍ، لا أعلاف، لا إمكانيات، كل شيء توقف».
ولعل اللافت هذا العام، هو غياب المؤسسات الخيرية التي اعتادت تنفيذ مشاريع الأضاحي، والتي لطالما كانت ملاذًا للعائلات الفقيرة، أغلقت أبوابها وأعلنت اعتذارها عن عدم قدرتها على تنفيذ أي مشروع للأضاحي، لأسباب اقتصادية ولوجستية وأمنية بحتة.
«أصبح الطحين أضحية الناس»، تقول أم سائد، وهي تدفع عربة خشبية فارغة أمام مدرسة تؤوي مئات النازحين.
وتضيف: «أطفالي ما أكلوا خبز من شهرين، بنطحن العدس ونخبزه، بس كمان العدس خلص».
في أحد أحياء غزة القديمة، يُشير أبو عماد، وهو ربّ أسرة نازحة، إلى تنكة بلاستيكية فارغة، ويقول: «هنا كنا نطبخ الملوخية مع العيد، الآن نغلي الماء مع شوية ملح».
في شوارع غزة، لا يوجد أثر للعيد ولا معنى ولا فرحة ترتسم على الشفاه.. فالمشهد العام قاتم والمجاعة تنتشر بصمت، ومعها الجوع يفترس الكبار قبل الصغار حتى تكبيرات المساجد تُسمع بصوت خافت، وسط دمار وألم لا يُشبه أي مشهد آخر.
العيد في خيام الموت، في مخيمات النزوح، تحاول الأمهات إلهاء الأطفال بألعاب من قماش قديم أو أغطية فارغة، تصنع منهن دمى خيالية.
تقول مريم، وهي أم لأربعة أطفال تقيم تحت خيمة قماشية قرب جباليا: «العيد كان يوم فرح… اليوم هو تذكير بأننا منسيّون».
تحولت شوارع غزة من مداخل مزينة ومفعمة بالحياة، إلى أطلال مخيمات مهترئة تعج بالنازحين.
فمعظم العائلات فقدت منازلها بالكامل، واضطرت للعيش في خيام لا تقي حر الصيف ولا برد الشتاء، ولا تحفظ أدنى مقومات الكرامة الإنسانية.
وفي ظل التجويع الممنهج، تغيب اللحوم عن الموائد، كما تغيب الحلويات، وحتى الخبز أصبح أمنية صعبة المنال وسط الحصار المشدد ومنع إدخال المواد الغذائية.
ذكرى مؤلمة
«كان الأطفال في السابق ينتظرون رؤية الأضاحي ويلعبون حولها… اليوم ينتظرون وصول شاحنة إغاثة أو وجبة ساخنة، تقول سلوى أبو عابد، ناشطة مجتمعية من مدينة غزة.
في الشوارع المدمّرة ومراكز الإيواء، تغيب مظاهر العيد، لا أسواق، لا ألعاب، لا زيارات، لا فرح ولا مرح، ولكن ورغم كل هذه الأهوال التي شيب لها الرأس.. لا تزال غزة تتنفس، أناس يرفعون دعاءهم إلى السماء، وأمهات يسرقن لحظات ضحك من أطفالهن ليقنعهن أن العيد… قادم.