بيروت "أ ف ب": قتل شخصان في غارة إسرائيلية استهدفت ميس الجبل في جنوب لبنان، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اليوم، أحدهما عنصر نعته جمعيته، بينما نعى حزب الله عنصراً من البلدة ذاتها، في وقت يتواصل تبادل القصف عبر الحدود بين الدولة العبرية والحزب.

وتأتي هذه الغارة وسط مخاوف من تصعيد إقليمي بعدما توعّدت إيران وحليفها حزب الله بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية في طهران في عملية نسبت إلى إسرائيل، واغتيال القائد العسكري في الحزب فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية بضاحية بيروت الجنوبية الأسبوع الماضي.

ويتبادل الحزب وإسرائيل إطلاق النار عبر الحدود منذ بدء الحرب في قطاع غزة بين الدولة العبرية وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر.

وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية اليوم أن غارة إسرائيلية على محيط مقبرة بلدة ميس الجبل الحدودية في جنوب البلاد "أدت إلى استشهاد شخصين". وفي حين لم تقدّم الوزارة تفاصيل بشأن القتيلين، أوردت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن أحدهما "مسعف في كشافة الرسالة الإسلامية" التابعة لحركة أمل حليفة حزب الله. ونعت كشافة الرسالة المسعف.

وبحسب المسؤول في الجمعية علي عباس، توجه المسعف برفقة شخص آخر على دراجة نارية في "مهمة استطلاع" لتفقد مكان غارة سابقة في ميس الجبل، و"حصلت الضربة الثانية مباشرةً". وفي وقت لاحق، نعى حزب الله في بيان مقاتلاً متحدراً من ميس الجبل، بدون أن يحدد مكان مقتله.

ميس الجبل هي من البلدات الحدودية اللبنانية التي خلت من سكانها بشكل شبه كامل بعدما تعرضت لقصف إسرائيلي مكثف على مدى الأشهر الماضية.

خرق جدار الصوت

في غضون ذلك، خرق الطيران الحربي الإسرائيلي ظهر اليوم جدار الصوت فوق العاصمة، كما أفادت الوكالة الوطنية. ومنذ بدء التصعيد، يعلن حزب الله استهداف مواقع عسكرية وتجمعات للجنود في بلدات بشمال إسرائيل، بينما تؤكد الدولة العبرية شنّ عمليات قصف جوي ومدفعي تطال "بنى تحتية" للحزب.

وأعلن الحزب في بيان صباح اليوم أنه قصف مواقع في ثكنة إيليت "بسرب من المسيرات الانقضاضية"، وذلك رداً على "اعتداءات واغتيالات" نفّذتها إسرائيل "في بلدات البازورية ودير سريان وحولا" في جنوب لبنان.

ودوت صفارات الإنذار في شمال الدولة العبرية بسبب هجوم جوي "من لبنان" أدى إلى إصابة جنديين بجروح، وفقًا للجيش الإسرائيلي. وأسفر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ بدء الحرب في قطاع غزة عن مقتل 549 شخصاً على الأقلّ في لبنان، بينهم 355 مقاتلاً من الحزب و116 مدنياً على الأقل، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس.

وأعلنت السلطات الإسرائيلية مقتل 22 عسكرياً، و25 مدنياً بينهم 12 في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتل.

إمدادات طبية

تلقى لبنان اليوم إمدادات طبية طارئة لتجهيز مستشفياته لاستقبال إصابات حرب محتملة، بينما ازدحم مطار بيروت بمسافرين يحاولون مغادرة البلاد وسط مخاوف من اندلاع حرب واسعة. وسلمت منظمة الصحة العالمية اليوم 32 طناً من الإمدادات الطبية إلى وزارة الصحة اللبنانية، تشمل ما لا يقل عن ألف مجموعة لوازم طبية للعلاج تحسبًا لاستقبال جرحى حرب محتملين.

وقال وزير الصحة فراس الأبيض للصحفيين في مطار بيروت حيث وصلت المساعدات: "الهدف هو توزيع هذه المستلزمات والأدوية على المستشفيات والقطاع الصحي في لبنان، وبخاصة في المناطق التي هي أكثر عرضة (للاستهداف) حتى نكون أكثر جهوزية للتعامل مع أي طارئ".

وفي صالة المغادرة بالمطار، اصطفت عائلات من أصل لبناني جاءت لقضاء الصيف للتسجيل في رحلات الطيران وسط حالة حزن لاضطرارهم للمغادرة قبل الموعد المتوقع. وحثت دول مثل فرنسا وبريطانيا وإيطاليا وتركيا وغيرها رعاياها على مغادرة لبنان طالما أن الرحلات الجوية التجارية ما زالت تعمل.

وقالت شيرين ملّاح، وهي لبنانية تعيش في إيطاليا جاءت إلى لبنان لزيارة والدتها واضطرت للعودة مبكرًا، "لبنان يخرج من أزمة ويدخل في أخرى". وتحث الولايات المتحدة رعاياها الراغبين في مغادرة لبنان "على حجز أي تذكرة متاحة"، بينما تطالب الأمم المتحدة عائلات موظفيها بمغادرة لبنان، ونقلت السفارة السويدية موظفيها مؤقتاً إلى قبرص.

لكن آخرين في لبنان بدوا أهدأ. فعلى طول الساحل الرملي لمدينة صور اللبنانية، الواقعة على بعد نحو 20 كيلومتر من الحدود مع إسرائيل، يلهو الأطفال في المياه بينما كانت أعمدة من الدخان الأسود تتصاعد من التلال خلفهم نتيجة قصف إسرائيلي في المناطق الجنوبية. وقال غالب بدوي، أحد سكان صور: "زي ما أنتم شايفين الوضع. كل الناس على الشاطئ. هذه الأرض أرضنا ولن نتركها".

اليأس ممنوع

أعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي اليوم الاستمرار في العمل لتجنيب لبنان أي مخاطر. وقال ميقاتي، في كلمة خلال رعايته حفل اليوم في بعبدا بجبل لبنان: "نحن مصرون على الحياة لأن اليأس ممنوع، وسنستمر في تحمل مسؤولياتنا والعمل لتجنيب البلد أي مخاطر".

ورعى ميقاتي حفل افتتاح وإطلاق "مختبر التحاليل الصيدلانية" بحضور وزراء الصناعة جورج بوشيكيان، والصحة العامة فراس الأبيض، والزراعة عباس الحاج حسن وحشد من الشخصيات.

ارتفعت وتيرة التهديدات الأمنية في لبنان خلال الأيام الماضية، وحثت دول عربية وأجنبية رعاياها على مغادرة لبنان، بسبب التهديدات الأمنية المتزايدة. وعلقت شركات طيران عالمية رحلاتها إلى لبنان، بسبب احتمالات تدهور الوضع الأمني في البلاد.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الدولة العبریة مغادرة لبنان میس الجبل حزب الله فی لبنان فی جنوب

إقرأ أيضاً:

قتل قادة جنوب لبنان.. إصابة جندي لـ«اليونيفيل» بقنبلة إسرائيلية

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025، عن تنفيذ غارة بطائرة مسيّرة في جنوب لبنان، أسفرت عن مقتل عنصر في “حزب الله” اللبناني، قال إنه كان يعمل على “ترميم القدرات العسكرية للحزب”.

وذكر الجيش في بيانه أن الغارة نُفذت أمس السبت قرب بلدتي قلاوية وخربة سلم، واستهدفت عنصرًا مشاركًا في إعادة بناء البنية التحتية العسكرية لحزب الله، مشيرًا إلى أن العملية تأتي ضمن جهود إسرائيل “لمنع إعادة تموضع الحزب في المناطق الجنوبية من لبنان”.

كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن غارة إضافية بطائرة مسيرة استهدفت آلية بناء في بلدة بليدا، قال إنها كانت تُستخدم لأغراض مشابهة في إعادة الإعمار العسكري.

ويأتي هذا الإعلان بعد أيام من كشف الجيش الإسرائيلي عن اغتيال القيادي حسن علي جميل عطوي، الذي وصفه بأنه “عنصر مركزي في وحدة الدفاع الجوي لحزب الله”، وذلك في غارة على منطقة النبطية.

ووفقًا للمتحدث باسم الجيش، أفيخاي أدرعي، فإن عطوي كان مسؤولًا عن عمليات إعادة الإعمار العسكري، ويمتلك “علاقات مباشرة بقيادات في إيران” ضمن جهود تسليح وتطوير الدفاعات الجوية التابعة للحزب.

يُشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل و”حزب الله” دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر 2024، بعد تصاعد المواجهات إثر إعلان الحزب فتح “جبهة إسناد لقطاع غزة” في أعقاب الحرب الإسرائيلية الأخيرة هناك.

وبحسب الاتفاق، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل من جنوب لبنان بحلول 26 يناير 2025، لكنها أبقت على تواجد عسكري في خمس نقاط استراتيجية، مبررة ذلك بـ”حماية المستوطنات الشمالية”.

وفي المقابل، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات متقطعة على مواقع في جنوب لبنان، تقول إنها تستهدف بنى تحتية ومواقع عسكرية لحزب الله، في حين يتهم الحزب تل أبيب بـ”العدوان المتعمد على المدنيين”.

يونيفيل: إصابة جندي بقنبلة إسرائيلية قرب موقعنا في كفركلا وتكرار الانتهاكات للقرار 1701

أعلنت قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، أن طائرة مسيرة إسرائيلية ألقت قنبلة انفجرت قرب أحد مواقعها في بلدة كفركلا جنوب لبنان صباح السبت، ما أدى إلى إصابة أحد جنود حفظ السلام بجروح طفيفة.

اليونيفيل أوضحت في بيان، اليوم الأحد، أن الجنود رصدوا في وقت سابق طائرتين مسيرتين تحلقان في محيط الموقع قبل الانفجار، مشيرة إلى أن الجندي المصاب تلقى الإسعافات الأولية.

وأضافت أن هذا الحادث هو الثاني من نوعه خلال شهر أكتوبر، حيث ألقت طائرة إسرائيلية قنابل قرب عناصرها الأسبوع الماضي في بلدة مارون الراس، أثناء عملهم مع الجيش اللبناني لتأمين المنطقة.

البيان أكد أن هذه الحوادث تمثل انتهاكًا خطيرًا للقرار الدولي 1701، وتعرض حياة قوات حفظ السلام للخطر، داعيًا إسرائيل إلى التوقف الفوري عن أي هجمات على قواتها أو بالقرب منها، احترامًا للاتفاقات الدولية والتزاماتها تجاه الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني.

مقالات مشابهة

  • 300 ألف شخص يفرون من جنوب السودان بسبب العنف وسط مخاوف من حرب أهلية جديدة
  • بعد مقتل شخصين... وقفة إحتجاجية في طرابلس
  • قتل قادة جنوب لبنان.. إصابة جندي لـ«اليونيفيل» بقنبلة إسرائيلية
  • إصابة جندي من اليونيفيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان
  • تصعيد جديد .. الاحتلال الإسرائيلي يُشن هجمات على حزب الله داخل الأراضي اللبنانية
  • مقتل شخص في غارة للاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • مقتل شخص في غارة لمسيرة إسرائيلية على سيارة جنوب لبنان
  • بيان عاجل من حزب الله بعد العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان
  • الرئيس اللبناني يندّد بغارات اسرائيلية ليلية استهدفت "منشآت مدنية"
  • مقتل شخص وإصابة 7.. رئيس لبنان يندد بغارات اسرائيلية ليلية