بيروت- ندّد الرئيس اللبناني جوزاف عون بغارات إسرائيلية استهدف فجر السبت "منشآت مدنية" وأسفرت بحسب وزارة الصحة اللبنانية عن مقتل شخص، في حين قال جيش الاحتلال الاسرائيلي إنه قصف بنى تحتية تابعة لحزب الله.

ورغم سريان وقف لإطلاق النار منذ أشهر، تواصل اسرائيل شنّ غارات تقول إنها تستهدف عناصر من الحزب وبنى عسكرية تابعة له، خصوصا في جنوب البلاد.

وقال عون في بيان "مرة أخرى يقع جنوب لبنان تحت نار العدوان الإسرائيلي السافر ضد منشآت مدنية. بلا حجة ولا حتى ذريعة".

 واعتبر عون أن "خطورة العدوان الأخير أنه يأتي بعد اتفاق وقف الحرب في غزة" حيث دخل وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس حيز التنفيذ ظهر الجمعة، وسط خشية في لبنان من تكثيف الضربات الاسرائيلية ضدّ حزب الله الذي لا يزال يرفض تسليم سلاحه إلى الدولة.

وأضاف عون في بيانه أن هذا التوقيت "هو ما يطرح علينا كلبنانيين وعلى المجتمع الدولي تحديات أساسية، منها السؤال عما إذا كان هناك من يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان، لضمان حاجته لاستدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل".

وغداة اندلاع الحرب في غزة مع هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلن حزب الله فتح "جبهة إسناد" للقطاع وحليفته حماس. وبعد تبادل القصف عبر الحدود لنحو عام، تحوّلت المواجهة مع إسرائيل اعتبارا من أيلول/سبتمبر 2024، حربا مفتوحة تلقّى خلالها الحزب ضربات قاسية في الترسانة والبنى العسكرية، وخسر عددا من قيادييه يتقدمهم أمينه العام السابق حسن نصرالله وخلفه هاشم صفي الدين.

-دمار-

واستهدفت الغارات السبت التي بلغ عددها عشرة بحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية "6 معارض للجرافات والحفارات على طريق المصيلح ما ادى الى تدمير واحتراق عدد كبير من الاليات"، بينما قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات أدت الى مقتل شخص من الجنسية السورية "وإصابة سبعة أشخاص بجروح، أحدهم من الجنسية السورية وستة لبنانيون من بينهم سيدتان".

وقالت الوكالة الوطنية إن الغارات أدت إلى تدمير 300 جرافة وآلية.

وشاهد مصور فرانس برس في المكان دمارا هائلا لحق بالمعارض المخصصة للجرافات وآليات ضخمة تستخدم في أعمال البناء، وقد احترقت العشرات منها، وقام رجال الإطفاء بإخمادها.

وتسبّبت الغارات بحالة رعب بين السكان الذين يقطنون البلدة، منهم من تعرضت منازلهم لأضرار جراء عصفها.

وقالت امرأة كبيرة في السنّ مفضلة عدم الكشف عن اسمها من شرفة منزلها المجاور لموقع القصف، لفرانس برس "استيقظنا مرعوبين على صوت ضرب"، مضيفة "لقد شاهدنا الموت بأعيننا".

وتقع المصيلح التي تضمّ مقر سكن رئيس مجلس النواب نبيه بري في جنوب لبنان، قرب مدينة صيدا الساحلية، كبرى مدن جنوب لبنان، وتبعد أكثر من 40 كيلومترا عن الحدود مع اسرائيل.

من جهته  قال جيش الاحتلال الاسرائيلي  في بيان إنه هاجم "بنى تحتية تابعة لحزب الله استخدمت لتخزين آليات هندسية مخصصة لإعادة إعمار بنى تحتية إرهابية في جنوب لبنان".

وأضاف أن "حزب الله يواصل محاولاته ترميم بنى تحتية إرهابية في أنحاء لبنان معرضا مواطني لبنان للخطر ومستخدما إياهم دروعا بشرية".

ويسري منذ 27 تشرين الثاني/نوفمبر اتفاق لوقف إطلاق النار تمّ التوصل إليه برعاية أميركية وفرنسية، ينصّ على تراجع حزب الله من منطقة جنوب نهر الليطاني (على مسافة حوالى 30 كيلومترا من الحدود مع إسرائيل) وتفكيك بنيته العسكرية فيها، وحصر حمل السلاح في لبنان بالأجهزة الرسمية.

وإضافة الى الغارات، أبقت إسرائيل على قواتها في خمس تلال في جنوب لبنان، بعكس ما نصّ عليه الاتفاق.

وتطالب بيروت المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها.

وعلى وقع ضغوط أميركية، قررت الحكومة اللبنانية في آب/أغسطس تجريد حزب الله من سلاحه. ووضع الجيش خطة من خمس مراحل لسحب السلاح، في خطوة سارع الحزب المدعوم من طهران الى رفضها واصفا القرار بأنه "خطيئة".

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: جنوب لبنان بنى تحتیة حزب الله فی جنوب

إقرأ أيضاً:

رغم توقّف الغارات على غزة.. مظاهرات في عواصم أوروبا تدعو لمحاسبة إسرائيل ووقف تسليحها

شملت الاحتجاجات عواصم ومدناً أوروبية رئيسية بينها لندن وبرلين وأوسلو وميلانو، حيث رفع المتظاهرون لافتات تطالب بوقف فوري لتسليح إسرائيل، ومحاسبة المسؤولين عن ما وصفوه بـ"الإبادة" في غزة، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية. اعلان

رغم سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس وسكوت دويّ المدافع وأزيز الطائرات، شهدت مدن أوروبا سلسلة من المظاهرات الحاشدة دعماً لغزة وللمطالبة بوقف الحرب الإسرائيلية،. وامتدت المظاهرات إلى مدن أوروبية رئيسية منها لندن وبرلين وأوسلو وميلانو وبرن، حيث طالب المتظاهرون بوقف تسليح إسرائيل ومحاسبة مسؤولين عما وصفوه بـ"الإبادة" في غزة، وتسريع إدخال المساعدات الإنسانية.

أوسلو: احتجاجات قبل مواجهة رياضية

قبل انطلاق مباراة تصفيات كأس العالم بين النرويج وإسرائيل في ملعب أوليفيال بالعاصمة أوسلو، شارك نحو ألف شخص في مظاهرة تنديدا بـ"الحرب على غزة". وأشعل المحتجون الألعاب النارية ورفعوا أعلاماً فلسطينية ولافتات كُتبت عليها شعارات مثل "دعوا الأطفال يعيشون" و"انتهت اللعبة يا إسرائيل".

كما اقتحم أحد المحتجين الملعب مرتدياً قميصاً يحمل عبارة "حرّروا غزة"، فيما صدرت هتافات الجماهير ورفع بعض المشجعين بطاقات حمراء أثناء عزف النشيد الإسرائيلي.

وجاءت هذه التحركات رغم دعوات رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، جياني إنفانتينو، إلى ضبط النفس بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التوصل إلى "المرحلة الأولى" من اتفاق بين تل أبيب وحركة حماس يقضي بإعادة الرهائن الإسرائيليين ووقف إطلاق النار.

Related مصلون يتجمعون في "ساحة الرهائن" بتل أبيب تزامنًا مع بدء تنفيذ خطة غزةنتانياهو: 48 رهينة في غزة بينهم 20 أحياء.. ونتطلع إلى "يوم فرح وطني" مساء الاثنينبين طموح البقاء ومخاطر السقوط.. أربعة مسارات محتملة لمصير نتنياهو بعد اتفاق غزةوسط ترقّب لقمة شرم الشيخ: استعدادات لتبادل الأسرى وتدفّق المساعدات إلى غزة لندن: شكوك تجاه صمود اتفاق وقف إطلاق النار

في العاصمة البريطانية، تجمع مئات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة ضخمة دعماً لغزة،، حاملين أعلاماً فلسطينية ولافتات كتب عليها شعارات مثل "أوقفوا تجويع غزة" و"من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة".

ورغم دخول وقف إطلاق النار يومه الثاني في يوم المظاهرة، أعرب المشاركون عن شكوكهم تجاه خطة السلام الأمريكية، معتبرين أن الاتفاق لا يعالج القضايا الجوهرية بعد حرب استمرت عامين وأودت بحياة أكثر من 67 ألف فلسطيني، وسبّبت أزمة إنسانية حادة في القطاع المحاصر. وشدد المحتجون على ضرورة محاسبة المسؤولين عن هذه الحرب، مؤكدين أن الحراك الشعبي سيستمر حتى "تحقيق العدالة والسلام".

برلين: "أوقفوا تسليح إسرائيل"

في العاصمة الألمانية برلين، شهدت المدينة مظاهرة هي الثالثة خلال أسبوع دعماً لغزة، متحدّيةً بذلك تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس الذي قال إنه "لا يرى سبباً للتظاهر من أجل فلسطين في ألمانيا بعد وقف إطلاق النار في غزة".

وطالب المتظاهرون بوقف ما وصفوه بـ"الإبادة الجماعية" فوراً، وإيقاف تصدير الأسلحة إلى الجيش الإسرائيلي، ودعم الإجراءات القانونية الدولية ضده، والسماح بوصول المساعدات إلى غزة دون قيود، بالإضافة إلى إنهاء تجريم الاحتجاجات "المناهضة للإبادة" والمتضامنة مع الفلسطينيين.

برن: احتجاجات واسعة رغم "التهدئة"

وفي مدينة برن السويسرية، تجمع آلاف المتظاهرين في المدينة القديمة للتعبير عن احتجاجهم ضد الحرب الإسرائيلية في غزة. وأثناء المسيرة، قد طالب المتظاهرون بوقف الدعم العسكري للدولة العبرية وأبدوا قلقهم من استمرار الأزمة الإنسانية في القطاع رغم دخول توقف القتال ودعوا للسماح بإدخال المساعدات العاجلة للفلسطنيين.

وقد واجهت الشرطة المحتجين باستخدام الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريقهم، ما أدى إلى وقوع اشتباكات وأضرار في الممتلكات. وأكدت الشرطة أنها لن تسمح بمزيد من المسيرات في وسط المدينة.

ميلانو تتظاهر لدعم غزة

وشهدت مدينة ميلانو شمال إيطاليا خروج أعداد كبيرة من المتظاهرين دعماً للقطاع وسكانه، مطالبين بمحاسبة المسؤولين عن قتل وتجويع وتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين.

ورفع المشاركون لافتات كتب عليها "الحرية لفلسطين"، وأخرى تدعو إيطاليا والحكومات الأوروبية إلى إحلال السلام وإعادة إعمار قطاع غزة، بالتزامن مع تأكيد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني استعداد بلاده للمساهمة في جهود إعادة الإعمار.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • إصابة شخصين بغارة من مسيرة اسرائيلية على جنوب لبنان
  • الرئيس الفرنسي يؤكد ضرورة تنظيم مؤتمرين لدعم الجيش اللبناني وإعادة الإعمار
  • الرئيس اللبناني: لا بد من التفاوض مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة بين الطرفين
  • الرئيس اللبناني: لا يمكننا أن نكون خارج مسار التسويات..وترامب يحث لبنان على السلام مع جيرانه
  • الرئيس اللبناني: "لا بد من التفاوض" مع اسرائيل لحلّ المشاكل العالقة
  • عن الرئيس جوزاف عون... إليكم ما قاله ترامب من إسرائيل
  • بعد شنها غارات على منشآت مدنية.. لبنان يطلب تحركاً دولياً ضد إسرائيل
  • العدو الإسرائيلي يقصف ريف القنيطرة ويكثّف تحليق المسيّرات جنوب سوريا
  • رئيس وزراء لبنان: طلبت من وزير الخارجية تقديم شكوى عاجلة في مجلس الأمن ضد إسرائيل
  • رغم توقّف الغارات على غزة.. مظاهرات في عواصم أوروبا تدعو لمحاسبة إسرائيل ووقف تسليحها