من المنفى إلى مروحية الهروب.. الشيخة حسينة وقصتها في بنغلادش
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
فرت رئيسة وزراء بنغلادش الشيخة حسينة، الاثنين، ليسدل الستار على حكمها الذي استمر 15 عاما ومسيرة سياسية حافلة بالأحداث.
وخرجت حسينة من المشهد السياسي فعليا، بعدما سعت منذ أوائل يوليو إلى إخماد تظاهرات واسعة منددة بحكومتها، شهدت مصرع نحو 300 شخص.
وشغلت السياسية البالغة من العمر 76 عاما منصب رئيسة الوزراء من يونيو 1996 إلى يوليو 2001 ومرة أخرى من يناير 2009 إلى أغسطس 2024، لتكون أطول رئيسة وزراء خدمة في تاريخ البلاد.
ولدت الشيخة حسينة، وهي الأكبر بين 5 أبناء، في 28 سبتمبر 1947، ووالدها هو الشيخ مجيب الرحمن الذي قاد بنغلادش إلى الاستقلال.
تخرجت حسينة من جامعة دكا عام 1973، وشاركت في الحركات الطلابية، وانتخبت نائبة لرئيس اتحاد الطلاب في كلية البنات المتوسطة الحكومية، وكانت عضوا في رابطة الطلاب بجامعة دكا، بحسب موقع جامعة كولومبيا الأميركية.
وفي عام 1971، احتجزت وآخرون من أفرد أسرتها لفترة وجيزة على خلفية انتفاضة حرب التحرير التي أدت إلى استقلال بنغلادش، وفق ما يشير إليه موقع هندوستان تايمز.
وكانت حسينة خارج البلاد عندما اغتال ضباط عسكريون منشقون والدها، رئيس الوزراء حينها، مع والدتها وأشقائها الثلاثة، في انقلاب عام 1975.
وقضت السنوات الست التالية في المنفى، قبل أن تعود إلى وطنها وتتولى قيادة حزب رابطة عوامي الذي كان يتزعمه والدها، الذي أصبح أكبر منظمة سياسية في بنغلادش.
وبعد عودتها إلى بنغلادش، في عام 1981، أصبحت زعيمة المعارضة، ونددت بعنف الحكم العسكري، وواجهت الإقامة الجبرية مرات عدة.
وتحالفت حسينة مع الحزب الوطني البنغلادشي، الذي تتزعمه خالدة ضياء، للإطاحة بالدكتاتور العسكري، حسين محمد إرشاد عام 1990، بعد أن أصدرت حسينة إنذارا نهائيا له، حظي بدعم شعبي واسع النطاق.
لكن سرعان ما اختلفتا، واتهمت حسينة ضياء، التي أصبحت رئيسة للوزراء، بالتزوير.
وفي أعقاب انتخابات يونيو 1996، أصبحت حسينة رئيسة للوزراء. وخلال فترة ولايتها الأولى، شهدت البلاد نموا اقتصاديا وانخفاضا في معدلات الفقر، لكن عدم الاستقرار السياسي استمر.
وانتهت ولايتها في يوليو 2001 بعد هزيمة انتخابية أمام ضياء.
وتم سجنهما بتهم فساد عام 2007 بعد انقلاب نفذته حكومة مدعومة من الجيش، قبل إسقاط التهم عنهما، والسماح لهما بخوض الانتخابات في العام التالي، وفق فرانس برس.
وفازت حسينة بأغلبية ساحقة باقتراع في العام التالي، وباتت ممسكة بالسلطة منذ ذلك الوقت.
وأعيد انتخابها عام 2014 لولاية ثالثة في انتخابات قاطعها الحزب الوطني البنغلادشي، وانتقدها مراقبون دوليون باعتبارها مزورة، وهو ما حدث أيضا في انتخابات عام 2018، التي شهدت أعمال عنف واتهامات بالتزوير.
وفازت بولاية رابعة في انتخابات في يناير الماضي، دون منافسة حقيقية بعدما قاطعت المعارضة الاقتراع الذي قالت إنه لم يكن حرا ولا نزيها.
وتقول فرانس برس إن سنواتها الـ15 في السلطة شهدت ازدهارا اقتصاديا، وأشرفت على نمو اقتصادي متسارع في بلد وصفه وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري كيسنجر، ذات يوم بأنه "ميؤوس منه".
ويشيد مؤيدو الشيخة حسينة بقيادتها بنغلادش خلال نهضة اقتصادية ملحوظة تعود إلى حد كبير لقطاع الصناعة وغالبية قواه العاملة من النساء، ويتركز نشاطه في مجال النسيج وتصدير الملابس.
وبعدما كانت بنغلادش إحدى أفقر دول العالم، حين نالت استقلالها عن باكستان، عام 1971، باتت تحقق نموا بمعدل يزيد على 6 في المئة سنويا، منذ عام 2009.
وانخفضت معدلات الفقر وحصل أكثر من 95 في المئة من السكان، البالغ عددهم 170 مليون نسمة على خدمة الكهرباء، وتجاوز معدل دخل الفرد المستوى المسجل في الهند عام 2021.
ونالت حسينة إشادة دولية إثر الحملة التي أطلقتها على المتشددين الإسلاميين، في الدولة ذات الأغلبية المسلمة، بعد أن اقتحم 5 متشددين مقهى في دكا يرتاده رعايا غربيون وقتلوا 22 شخصا عام 2016.
وفي عام 2017، حظيت بالثناء على توفير الملاذ والمساعدة لنحو مليون لاجئ من الروهينغا الفارين من العنف في ميانمار (بورما).
إلا أنه خلال فترة حكمها شهدت البلاد انتهاكات لحقوق الإنسان أثارت الاستياء داخليا وخارجيا، حيث اتهمت بالإشراف على اعتقالات واسعة لخصومها السياسيين وانتهاكات قوات الأمن لحقوق المواطنين.
واتهمت منظمات حقوق الإنسان حكومتها بإساءة استخدام مؤسسات الدولة لترسيخ إمساكها بالسلطة والقضاء على المعارضة، بما في ذلك عبر القتل خارج نطاق القضاء.
وتم إعدام 5 من كبار القادة الإسلاميين وشخصية معارضة بارزة، خلال العقد الماضي، بعد إدانتهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، خلال حرب الاستقلال الدامية عام 1971.
وأثارت المحاكمات احتجاجات حاشدة وصدامات عنيفة. ووصف معارضوها المحاكمات بأنها صورية وذات دوافع سياسية لإسكات الخصوم.
وفرضت الولايات المتحدة عقوبات، عام 2021، على فرع النخبة من قوات الأمن البنغلادشية وسبعة من كبار ضباطها بتهمة ارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان.
وجاءت التظاهرات الأخيرة إثر إعادة العمل بنظام حصص، خصص أكثر من نصف الوظائف الحكومة لفئات معينة من المواطنين.
وبدأت الاحتجاجات، في يوليو، بمسيرات يقودها طلاب جامعيون، لكنها تحولت إلى اضطرابات دموية مع مطالبة المعارضة بتنحي رئيسة الوزراء.
وفي مواجهة الاحتجاجات المتصاعدة، أصرت الشيخة حسينة على أن همها الوحيد خدمة مصلحة بلدها.
وفي جولة في دكا، الشهر الماضي، قالت للصحفيين: "على مدى 15 عاما بنيت هذا البلد ... فيمَ قصرت في خدمة الناس؟".
والاثنين، أعلن قائد الجيش، وقر الزمان، أنه يتم إجراء محادثات لتشكيل حكومة مؤقتة، بعد استقالة وهروب رئيسة الوزراء إلى خارج البلاد.
وفرت حسينة على متن مروحية، حسبما قال مصدر مقرب منها لوكالة فرانس برس، بعد وقت قصير من اقتحام متظاهرين مقرها في دكا.
ولوح محتجون مبتهجون بالأعلام ورقص البعض منهم على ظهر دبابة في الشارع، قبل أن يقتحم المئات بوابات المقر الرسمي لرئيسة الحكومة.
وحطم آخرون تمثالا لوالدها الشيخ مجيب الرحمن زعيم الاستقلال.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الشیخة حسینة
إقرأ أيضاً:
هبطة بهلا تشهد نشاطًا تجاريًا واسعًا استعدادًا لعيد الأضحى
شهدت أولى هبطات عيد الأضحى المبارك بسوق ولاية بهلا اليوم حركة تجارية نشطة، وسط توافد كبير من المواطنين والمقيمين لشراء مستلزمات العيد، في مشهد يعكس أهمية هذه الفعالية السنوية كأحد أبرز مظاهر الاستعداد للعيد في سلطنة عمان.
وانطلقت فعاليات الهبطة في عرصات السوق المختلفة، حيث بدأت بعرصات بيع المنتجات الزراعية المحلية من خضار وفواكه، بالإضافة إلى عرصة بيع الثوم والعسل العماني، قبل أن تبلغ ذروتها في عرصة بيع المواشي، التي شهدت أكبر حجم من الإقبال والتفاعل، خاصة في بيع الأغنام والأبقار، سواء المحلية منها أو المستوردة، من خلال عمليات المناداة والمزايدة العلنية.
وأوضح عبدالله بن حميد الشكيلي، ناظر سوق بهلا، أن هبطات عيد الأضحى تستمر يوميًا حتى حلول يوم العيد، مشيرًا إلى أن السوق يشهد حركة تجارية استثنائية هذه الأيام، لا سيما في عرصة بيع الأغنام التي سُجّل فيها عرض أكثر من 500 رأس، مضيفًا إن أسعار الأغنام تراوحت بين مستويات مختلفة، حيث بلغ أعلى سعر مناداة على الأغنام 270 ريالًا عمانيًا للرأس، فيما وصل أعلى سعر للأبقار إلى نحو 700 ريال عماني.
وبيّن الشكيلي أن المعروض من المواشي يلبي احتياجات المواطنين والمقيمين، ويتميز بتنوعه بما يناسب مختلف القدرات الشرائية، موضحًا أن النسبة الأكبر من المعروض تتكون من مواشٍ محلية يربيها المواطنون في القرى والمناطق الجبلية وأوساط البادية، وتُعرف بجودة لحومها، التي تُفضّل للذبح في مناسبات الأعياد، حيث جرت العادات والتقاليد والطقوس في الأعياد على ذبح الأضاحي في العيدين، الفطر والأضحى، ليتم إكرام الضيوف والزوار، ويجتمع الأهالي على موائد العيد، التي من أبرزها الشواء، مؤكدًا أن الهبطة تمثل فرصة ذهبية لمربي الأغنام والأبقار لتسويق منتجاتهم وتحقيق عوائد مجزية في ظل الطلب المرتفع على الأضاحي.
وفي جانب آخر، شهدت محلات ومصانع الحلوى العمانية إقبالًا واسعًا، حيث تنشط حركة الشراء لاختيار أجود أنواع الحلوى، التي تُعد عنصرًا أساسيًا في موائد العيد العمانية، وركنًا من أركان الموروث الشعبي المتجذر، وتفنّن صناع الحلوى في إنتاجها بمكونات محلية كالعسل والسكر الأحمر العماني، لتلبي أذواق الزبائن المختلفة.
كما سجلت محلات الملابس والكماليات والمواد الغذائية حركة شرائية نشطة استعدادًا لاستقبال عيد الأضحى، في مشهد يعكس الأجواء الاحتفالية والتقاليد الراسخة التي تميز المجتمع العماني في مثل هذه المناسبات الدينية والاجتماعية.