الكاتبة الأردنية ميرڤت الأحمد .. اكتب لإيماني بقوة الكلمة وقدرتها على التغيير وإضاءة الطريق
تاريخ النشر: 31st, May 2025 GMT
#سواليف
بين #الكلمات تتشكل #العوالم والأحداث ، وفي عمق #السرد تولد الأسئلة… من الكتاب من يعبرون بالحكاية، وآخرون ينسجون #الحكاية لتكون مرآةً لفكر أكثر عمقا وجرأة
الكاتبة الأردنية #ميرڤت_الأحمد، صاحبة القلم المبدع والتي لها القدرة على الإمساك بخيوط اللغة لتغزل بها نصوصًا تتجاوز الجمال السردي وتغوص في دهاليز الفلسفة والوجدان.
كاتبة تُجيد الإنصات لما لا يُقال، ثم تعيده إلينا بحروف مشعة، باسلوب سردي قوي وحبكة محكمة. كتاباتها تمنحنا أدبًا لا يُكتفى بقراءته، بل يُعاد التفكير فيه.
وقد بدا هذا الحس الأدبي العميق واضحًا في إجاباتها خلال هذا الحوار؛ حيث الوضوح ، والجمال ذاته الذي تكتبه على الورق. حوار مختلف مع كاتبة تُشبه كتاباتها: صادقة، وذات رؤية .
الكاتبة والروائية ميرڤت الاحمد نرحب بك في البداية أود ان تخبرينا
١- كيف تصفين علاقتك بالكتابة:
اهلا بك وشكرا على الاستضافة
الكتابة بالنسبة لي هي المساحة الحرة التي نعبر من خلالها عما في الداخل، فهي وسيلتي لفهم الواقع و إعادة تشكيله، اكتب لإيماني بقوة الكلمة وقدرتها على التغيير وإضاءة الطريق ..
٢- ما رأيك في التحديات التي تواجه الكتابة العربية اليوم.
بالطبع، هناك الكثير من التحديات على أكثر من مستوى: النشر، التسويق، الترجمة، وحتى تقبّل الفكر الجريء والمختلف من المتلقي. لكن هناك دائمًا فرص جديدة، خاصة مع انتشار المنصات الرقمية. ويبقى التحدي الأكبر هو الحفاظ على الصدق الإبداعي والمهنية وسط كل هذا الصخب، دون الانجراف وراء التوجهات السريعة أو إرضاء الذوق السائد على حساب العمق وصدق الكلمة.
٣- هل تعتبرين الكتابة واجبًا ورسالة أكثر، أم أنها إلهام يأتي بشكل عفوي؟
هي مزيج من الأمرين، ويعتمد ذلك على الجنس الأدبي بالطبع: شعر، قصة، أو رواية. بالنسبة لي، أفضل أن أكتب فقط عندما تختمر الفكرة تمامًا وتُلِحّ للخروج. لا أحبذ الاستعجال أبدًا، ولا أركّز على الكمية أو عدد الأعمال إطلاقًا
4- في أعمالك، نلمس قدرة مميزة و لافتة على المزج بين الواقع، والفانتازيا، والفلسفة بطريقة انسيابية محكمة . هل هذا الأسلوب خيار متعمّد تحبذين اتباعه، أم أنه نتيجة تلقائية تنبع من تلقائية الكتابة وصدقها؟
أشكر لك هذا الوصف. في الحقيقة، هذا الأسلوب ليس نتيجة خطة مسبقة أتبِعها، بل هو اللغة التي أجد نفسي فيها، والتي تَشكّلت نتيجة قراءات وأفكار معينة. فكل ما نقرأه يتسرّب إلى خلفياتنا الذهنية ويؤثر في طريقتنا وأسلوبنا في الطرح دون أن نشعر.
تخرج الكلمات تلقائيًا حين أبدأ في الكتابة، دون أن أفكّر فيها كثيرًا، حتى لا يبدو الطرح متكلّفًا وأفقد صدق التعبير.
لا أكتب لأصف الواقع كما هو، بل لأعيد تأمّله عبر مرآة الخيال، ولأضيء زواياه المعتمة.
أما الفانتازيا، فليست بالنسبة لي هروبًا من الواقع، بل وسيلة لقراءته بطريقة أكثر تجردًا وعمقًا، ووسيلة لمنحي مساحة أوسع للتعبير عن القضايا التي أؤمن بها دون أن أكون مقيّدة بحدود الواقع المباشر.
٥- مؤخرا شاركتي في مؤتمر دولي في مدينة فالنسيا الاسباينة وقدمت ورقة علمية ما الخط المشترك بين الكتابة الادبية والبحث العلمي:
اعتقد انها كلها تصب بنفس المكان والرواية تشبه البحث العلمي في جوانب معينة فكلاهما قائمة على السعي لتحقيق هدف معين لكن بأسلوب مختلف في البحث تحاول العودة للمصادر ومراجع واختبار الواقع وهي قائمة على الادلة و البراهين وفي الرواية خصوصا التاريخية منها عندما تتحدث عن مكان وزمان معين لابد من قراءته والاضطلاع على ظروفة جيدا حتى تكون روايتك اكثر مصداقية وكلاهما رحلة نحو الاضافة الجيدة لعالمنا
٦-روايتك “زُوَّار” لاقت إعجابًا نقديًا لما تحمله من طابع فلسفي وخيال إنساني مميز. ما الذي ألهمك لكتابة هذه الرواية؟
“زُوَّار” جاءت من تأمل عميق في الواقع، ومن شخصيات قابلتها بالفعل، عبّرت لي بطريقتها عن مفهوم الغربة، لا بمعناها الجغرافي فحسب، بل بمعناها الوجودي أيضًا. كنت أفكر كثيرًا في الهويات التي نحملها، وفي الجوهر المشترك بيننا كبشر رغم اختلافاتنا الظاهرة. وعبرت الرواية عن تساؤلات عدة مثل: من نحن فعلًا؟ وماذا لو كنا “زُوَّارًا” في هذا العالم؟ الرواية هي محاولة لإعادة طرح هذه الأسئلة بأسلوب أدبي وخيالي، ومحاولة لتسليط الضوء على جوهر الإنسان، وانتماءه الحقيقي والمصدر الذي يستمد منه قوته باختلاف معتقداته وانتماءاته وتنوع أطيافه.
٧- سر حضور قضايا اللجوء واللاجئين في روايتك “زُوَّار” والمجموعة القصصية “قلب من أراكان”، التي عُرضت في العديد من المعارض والمحافل عربيًا وفي الخارج
كما أخبرتك سابقًا، الأدب في رأيي رسالة قبل أن يكون متعة، ويجب أن يتطرق إلى القضايا الإنسانية خصوصا الملحة، وعلى رأسها قضايا اللجوء والاغتراب، لما تحمله من معاناة مركّبة تمسّ الإنسان في كرامته وهويته وانتمائه.
في “زُوَّار” و”قلب من أراكان”، حاولت أن أُعبّر عن تلك الأصوات ، لا من باب الشفقة أو التعاطف ، بل من باب اخذ موقف ودور ولو كان بسيطا فيما يتعرض له الانسان من محاولة لقمعه واخذ حقه وانتهاك حريته. واللجوء طبعا ليس فقط انتقالًا من وطن إلى آخر، بل هو أيضًا حالة وجدانية يعيشها الإنسان حين يشعر بالغربة عن ذاته أو عن العالم من حوله،، وهذا ما أردت أن أستحضره في نصوصي وقد كانت هذه الشخصيات رغم ظروفها مصدرا مشعا بالقوة والأمل.
٨-:هل ترمز شخصيات روايتك إلى قضايا أو مفاهيم معينة، وهل تعمّدت تركها مفتوحة لتأويل القارئ؟
كل شخصية، حتى وإن بدت بسيطة، تحمل بداخلها قضية أو رمزًا معيّنًا. أحاول أن أجعل الشخصيات مرآة لحالات إنسانية مختلفة، بعضها يمثل التشتّت، أو الغربة، أو البحث عن الذات. لا أقدّم الرموز بشكل مباشر، فالمجال متروك للقارئ وحرية تأويله. أعتقد أن المعنى الحقيقي يتبلور في المسافة بين الكاتب والنص، وبين القارئ وتأويله.
فنتاشا في رواية زُوَّار قد ترمز إلى نفس كارما المشتتة، وحين وجدتها في نهاية المطاف ، وجدت ذاتها التائهة.
٩- في أعمالك كأنك تأكدين على أهمية تقبل الآخر وهذا يقودني للسؤال هل أنت مع حوار الحضارات أم حوار الثقافات خصوصا في ظل الثورات العربية ؟
أنا مع كِليهما ، فكمل منهما مكمل للآخر.
فنحن نحتاج إلى حوار الحضارات في ظل التغيرات الأخيرة حيث أن قضايانا تتجاوز التفاصيل اليومية إلى قضايا أكبر منها كقيم العدالة، وحقوق الإنسان، وموقعنا في العالم. هذا النوع من الحوار يُسهم في فتح آفاق لتفاهم إنساني أوسع.
وفي نفس الوقت لا يمكن انكار أهمية حوار الثقافات لأنه يُقرّب بين الشعوب، ويثريها ويزرع الاحترام المتبادل من خلال الفنون، واللغة، والممارسات الاجتماعية.
الثورات كشفت عن حاجة ملحة لإعادة فهم الذات والتواصل مع الآخر، والحلم بمستقبل مشرق أكثر.
١٠- هل من الممكن أن تؤدي الرواية دورًا سياسيًا أو اجتماعيًا؟
بالتأكيد، لكن بطريقة غير مباشرة. في حقيقة الأمر، الرواية ليست منشورًا سياسيا في نهاية المطاف، لكنها تستطيع أن تضيء أماكن معتمة. شخصيات الرواية قد تقول وتفعل ما لا نجرؤ على قوله أو فعله صراحة، وقد يجد القارئ نفسه في حوار داخلي أثناء، بل وبعد، قراءة النص، وقد تجده يُحلّل ما وراء السطور، خصوصًا إذا ما لامس صدقًا في الطرح
١١-وهل من جديد قادم؟
مرفت الأحمد: نعم، بإذن الله، هناك بعض الأفكار التي تدور في الذهن، لكنها ليست ضمن خطة قريبة. يمكن القول إن هناك ما يُحضَّر داخليًا، لكن ليس الآن.
١٢- أخيرًا، ما هي رسالتك للقارئ العربي؟
الأحمد:
أقول للقارئ بشكل عام: لا تتنازل عن السؤال، ولا تقف حياديًا فيما يتعلق بنصرة الحق، ولا تكتفِ بالإجابات الجاهزة. الأدب ليس للمتعة فقط من منظوري، بل هو وسيلة ومحاولة لفهم الذات والكون، والانفتاح على الآخر ولنُصرة القضايا العالقة، خصوصًا في عالمنا العربي المليء بالتحديات.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الكلمات العوالم السرد الحكاية
إقرأ أيضاً:
عاجل: غرامتها 5000 ريال.. "اليوم" ترصد فوضى الكتابة على الجدران ومطالبات بعقوبات أشد
رغم الجهود المتواصلة لتحسين المشهد الحضري، لا تزال جدران العديد من الأحياء والمدارس والمرافق العامة تعاني من ظاهرة الكتابات العشوائية، التي تحوّلت إلى مصدر للتلوث البصري، وتعدٍ واضح على الممتلكات العامة والخاصة، ما يعكس خللاً في الوعي المجتمعي، وسط مطالبات متزايدة بتشديد الرقابة وتغليظ العقوبات.راكان العنزي
ورأى مواطنون في استطلاع أجرته ”اليوم“ أن انتشار هذه الظاهرة يعود إلى ضعف الانتماء، وغياب الإحساس بالمسؤولية، معتبرين أن ما يراه البعض ”هواية فنية“ هو في حقيقته تخريب علني يشوه الصورة الحضارية للمدن.
أخبار متعلقة قبل 6 سنوات من استحقاقه.. 1,2 مليون متطوع يحققون أحد مستهدفات رؤية 2030"صُنّاع الذكاء" يُنمي مهارات الأطفال التقنية في جدةوأشار راكان العنزي إلى أن الكتابة على الجدران تمثل سلوكًا سلبيًا يُسيء للحيز العام والخاص معًا، مؤكدًا ضرورة توحيد الجهود لرفع مستوى الوعي، وطرح حملات إعلامية تثقيفية تحذّر من تبعات هذا التصرف وتربط بين الذوق العام والسلوك الحضاري.
بدوره، بيّن زياد الزهراني أن المدارس تشكل بيئة خصبة لانتشار هذه الظاهرة، لافتًازياد الزهرانيإلى أن الدوافع غالبًا ما تكون مرتبطة بالمراهقة ورغبة بعض الطلاب في إثبات وجودهم أو التعبير عن أنفسهم برسومات أو شعارات، وهو ما يترك انطباعًا سلبيًا لدى أولياء الأمور والزوار.
تجربة إيجابية
ونقل الزهراني تجربة إيجابية شهدها في إحدى المدارس التي تجاوبت مع شكاوى أولياء الأمور، وأزالت الكتابات من جدرانها، مطالبًا بتعميم استخدام كاميرات المراقبة حول المنشآت التعليمية لملاحقة المخالفين وإلزامهم بتحمّل تكاليف الإصلاح.
من جانبها، اعتبرت شيخة محمد أن هذا التصرف يعكس قلة احترام للممتلكات العامة، مطالبة بحلول وقائية مثل تثبيت ملصقات ولوحات تحذيرية في الأماكن الأكثر عرضة للتشويه، إلى جانب إدراج برامج توعوية داخل المدارس لترسيخ ثقافة الذوق العام منذ المراحل الدراسية المبكرة.مسعود علواني
فيما رأى مسعود علواني أن أغلب من يمارسون هذا السلوك هم من المراهقين أو من أصحاب التعليم المحدود، مؤكدًا أن الحل يكمن في تطبيق القانون بشكل صارم وعلني.
وأوضح أن الغرامات الحالية غير كافية لردع المخالفين، داعيًا إلى رفع قيمتها وتخصيص مساحات قانونية لعشاق الرسم والكتابة يمارسون فيها هواياتهم بشكل منظم.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } DSC_3547 DSC_3549 DSC_3551 DSC_3552 DSC_3608 var owl = $(".owl-articleMedia"); owl.owlCarousel({ nav: true, dots: false, dotClass: 'owl-page', dotsClass: 'owl-pagination', loop: true, rtl: true, autoplay: false, autoplayHoverPause: true, autoplayTimeout: 5000, navText: ["", ""], thumbs: true, thumbsPrerendered: true, responsive: { 990: { items: 1 }, 768: { items: 1 }, 0: { items: 1 } } });
وفي المقابل، أبدى ناصر الهاجري تفاؤله بانحسار الظاهرة تدريجيًا، خاصة في المنطقة الشرقية، مرجعًا ذلك إلى زيادة الوعي المجتمعي، وتكامل الأدوار بين المدارس والأسر والجهات الرسمية.
وفي الشق النظامي، أوضح المحامي حسين فتح الله أن المادة الخامسة من لائحة الذوق العام تنص بوضوح على منع الكتابة أو الرسم على الجدران والمرافق العامة، ما لم يكن ذلك بترخيص رسمي من الجهة المختصة.
وأكد أن المخالفة تستوجب غرامة مالية تصل إلى 5 آلاف ريال، وتُضاعف في حال تكرارها، كما يجوز للمتضرر التظلم أمام المحكمة الإدارية المختصة.
عقوبات مشددة
ونوّه إلى أن العقوبات قد تتجاوز الغرامة لتشمل الملاحقة والسجن في حال ثبوت القصد أو التكرار، معتبرًا هذا السلوك أحد أبرز أشكال التشويه البصري التي تتطلب تدخلًا عاجلًا من مختلف الجهات المعنية.
وشدد على أهمية تكاتف الجهود لمكافحة هذه الظاهرة التي تمس الذوق العام، مؤكدًا أن المملكة خطت خطوات كبيرة في هذا المجال، وأصبحت قدوة إقليمية في تحسين المشهد الحضري، مستشهدًا بتراجع هذه الممارسات في عدد من المدن مقارنة بما كانت عليه في السابق.