الجزائر تُجدد دعوتَها للأطراف الأجنبية برفع أياديها الجاثمة على الشأن الليبي
تاريخ النشر: 5th, August 2024 GMT
استقبل وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، اليوم، بمقر الوزارة، ستيفاني خوري، رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في دولة ليبيا التي تقوم بزيارة إلى الجزائر.
وحسب بيان الوزارة، فإن الزيارة هذه تندرج في إطار التشاور والتنسيق بين الجزائر ومنظمة الأمم المتحدة حول تطورات ومستجدات المشهد الليبي، وحول سبل تعزيز وتكثيف جهودنا المشتركة الداعمة لإعادةِ اللحمة في ليبيا شعباً ودولةً ومؤسسات.
وفي تصريحات له، عقب استقباله رئيسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في دولة ليبيا، أوضح عطاف أن اللقاء كان فرصة للاطلاع على الجهود والمساعي التي تبذلها الأمم المتحدة في سبيل الدفع قُدُماً بالعملية السياسية لحل الأزمة الليبية، وهي الجهود والمساعي التي تدعمها الجزائر دعماً كاملاً غَيْرَ محدودٍ وغير مشروط، سواءٌ من موقعها كعضو غير دائم بمجلس الأمن، أو من مَوَاقِعِها المتعددة في مختلف التجمعات والمنظمات الإقليمية، وعلى رأسها الإتحاد الإفريقي.
كما جدد عطاف، دعم وثقة الجزائر لمنظمة الأمم المتحدة بِأَهْلِيَّتِها وقُدْرَتِها على تحقيق الهدف المنشود، لافتا إلى أن الأزمة الليبية تخطَّت منذ بِضْعِ أشهر عامَها الثالثَ عَشَرْ، وأنه مع زيادة عمرها تزداد بذات القدر تَعْقِيداتُها، وتَنْحسر بِقَدْرٍ مُمَاثِلٍ آفاقُ الحل السياسي الذي طالما سعينا جاهدين ومخلصين من أجل تحقيقه وتثبيت أسسه ومقوماته.
وأشار رئيس الدبلوماسية الجزائرية، إلى أن طُولَ أَمَدِ الأزمة الليبية يرتبط تمام الارتباط، وفي المقام الأول، بِتَزايُدِ وتَعَاظُمِ وَتَعَقُّدِ التدخلات الخارجية في شؤون هذا البلد الشقيق، من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه، مبرزا أن مفتاح حل هذه الأزمة يكمن أساساً في استبعاد وإنهاء هذه التدخلات، بجميع أشكالها ومضامينها ومآربها، السياسيةِ والعسكريةِ والأمنية.
وأضاف عطاف أن الجزائر تُجدد دعوتَها ومطالبتَها لجميع الأطراف الأجنبية برفع أياديها الجاثمة على الشأن الليبي، وبوضع حد للسياسات والممارسات والتصرفات التي تُغَذِّي الانقسام وتزرع الفرقة وتُعمق الهُوَّةَ بين أبناء الوطن الواحد والأمة الموحدة.
كما أكد عطاف أن إنهاء هذه التدخلات سيكون له الأثر البالغ في تمكين الأشقاء الليبيين من تجاوز التجاذبات والاستقطابات الراهنة، ومن إيجاد أرضية توافقية تُكرسُ مساهمةَ الجميع في مسار ليبي-ليبي يَطْوِيَ صفحة الخلافات، وَيَرْأَبُ الصَّدْعْ، وَيُنهي الأزمة بصفة نهائية.
والأكيد -يضيف ذات المتحدث- أن هذه الأرضية التوافقية لا بد وأن تُفضي إلى تنظيم انتخابات حرة ونزيهة يَمْنَحُ من خلالها الشعبُ الليبي الشَّرعيةَ لمن يَرَاهُمْ الأَكْفأَ والأقدرَ على تمثيله والذَّوْدِ عن مصالحه، تَتَوَلَّدُ عنها مؤسساتٌ موحدة وقوية، ومؤسساتٌ رادعة ومانعة ومُبطلة لكل مفعول من مفاعيل التدخلات الأجنبية، وتُعيد لدولة ليبيا هيبَتَها ومكانَتَها الطبيعية والمستحقة على الصعيدين الإقليمي والدولي.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الأمم المتحدة التی ت
إقرأ أيضاً:
هدنة الفاشر
جاء في الأخبار أن البرهان وافق على هدنة في محلية الفاشر لمدة أسبوع بطلب من أمين عام الأمم المتحدة، لإيصال المساعدات الإنسانية للمحلية. ولطالما الشعب السوداني (ضايق طقة دبيب الهُدن السابقة) نجد حالة من الخوف تملكته. ولكن للموافقة إيجابيات كثيرة منها:
أولًا: تفويت الفرصة على المتشدقين بالإنسانية وحقوق الإنسان من تجار الأزمات، وفي حالة رفض البرهان فرصة ذهبية لتسويق بضاعتهم الكاسدة.
ثانيًا: الموافقة تثبت للجميع بأن الدولة حريصة على السلام وإيقاف الحرب، ولكن أصحاب الأجندة الخارجية، عملاء السفارات هم من يقف وراء الحرب.
ثالثًا: الموافقة اختبار لقدرة الأمم المتحدة على تصديها للجهات المتمردة على قانون الدولة.
رابعًا: الموافقة محصورة في محلية الفاشر فقط، وليس معنى ذلك منع الدولة من الدفاع عن النفس في حالة الهجوم على المواطنين في المحلية المعنية.
خامسًا: متحركات الصياد في كردفان ودارفور والطيران غير معنية بالهدنة لا من قريب أو بعيد.
سادسًا: الدعم السريع في حقيقة أمره صورة لهمجية المجتمع الدولي في نسخته (البدوية). عليه أن يلتزم بالهدنة فتلك رابعة (الغول والعنقاء والخل الوفي).
وخلاصة الأمر نؤكد للجميع ونجزم بأن خروقات الدعم للهدنة سوف تبدأ قبل بداية الهدنة نفسها. ولكن موافقة البرهان تعتبر ضربة معلم تضع الطرف الآخر ومن يقف من خلفه في زاوية حادة من الصعب الخروج منها، ليحدثنا مرة ثانية عن عدالة المجتمع الدولي، أو حرص المرتزقة على إيقاف الحرب، أو من الإسطوانات المشروخة التي أشبه بصوت الضفادع في فصل الخريف.
د. أحمد عيسى محمود
عيساوي
السبت ٢٠٢٥/٦/٢٨