علماء يكشفون دور نوع من البرق في نشأة الحياة على الأرض
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
#سواليف
وجد فريق من الكيميائيين في جامعة #هارفارد أدلة تشير إلى أن #ضربات_البرق من #السحابة إلى #الأرض ربما ساعدت في توليد بعض اللبنات الأساسية اللازمة لنشوء الحياة على الأرض.
وفي ورقة بحثية نشرتها مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، يصف الفريق تجربة أجراها في المختبر تهدف إلى محاكاة الظروف على الأرض في وقت مبكر، ثم دراسة نتائج التفاعلات الكيميائية التي حدثت أثناء محاكاة ضربات البرق.
وقد اقترحت الأبحاث السابقة أن الحياة ربما بدأت على الأرض من خلال المواد الموجودة في المذنبات أو الكويكبات التي شقت طريقها إلى سطح الأرض. كما تم تسمية ضربات البرق من السحابة إلى السحابة (Cloud-to-cloud lightning) كمصدر محتمل لمثل هذه المواد.
مقالات ذات صلة وصفة مدهشة لإنتاج الطاقة النظيفة! 2024/08/06ولكن، مع دراسة العلماء لمثل هذه النظريات، أصبحت جميعها احتمالات أقل ترجيحا، حيث أصبحت الاصطدامات من الأجسام في الفضاء حدثا نادرا بعد فترة وجيزة من تشكل الأرض، على سبيل المثال، وضربات البرق من السحابة إلى السحابة كانت طريقة غير فعالة لتوليد مواد مفيدة.
وفي هذه الدراسة الجديدة، يقترح الفريق في جامعة هارفارد سيناريو أكثر ترجيحا وهو ضربات البرق من السحابة إلى الأرض (cloud-to-ground lightning).
ولإثبات أن البرق الذي يضرب من السحابة إلى الأرض ربما أدى إلى تكوين اللبنات الأساسية اللازمة لتكوين الحياة على الأرض، أنشأ فريق البحث محيطا حيويا في مختبرهم يهدف إلى محاكاة الظروف الموجودة على الأرض في وقت مبكر. ثم قاموا بتوليد ضربات صاعقة محاكاة عبر الهواء والماء والأرض في البيئة المحاكاة. وبعد ذلك، درسوا المنتجات التي تشكلت نتيجة للضربات، وخاصة تلك التي انتهت في الماء .
Not comets or asteroids, researchers link lightning to Earth’s origins of lifehttps://t.co/5govoMwcqw
— Interesting Engineering (@IntEngineering) July 31, 2024ووجدوا أن #الكربون و #النيتروجين تحولا إلى جزيئات يمكن أن تكون جزءا من اللبنات الأساسية المبكرة. على سبيل المثال، تحول الكربون إلى أول أكسيد الكربون وحمض الفورميك، وتحول النيتروجين إلى نتريت ونترات وأمونيوم.
ثم أضاف الفريق معادن مماثلة لتلك التي كانت موجودة في الصخور على الأرض في وقت مبكر إلى بيئتهم الافتراضية ثم كرروا ضربات البرق المحاكاة والتحليل اللاحق. ووجدوا أن معادن الكبريتيد قد تم إنشاؤها، مماثلة لتلك الموجودة غالبا بالقرب من الانفجارات البركانية. كما وجدوا زيادة في تكوين الأمونيا، والتي لاحظوا أنها ضرورية للحياة على الأرض.
والنتائج التي توصل إليها الفريق تشير إلى أن ضربات البرق من السحابة إلى الأرض كانت أكثر احتمالا لخلق اللبنات الأساسية للحياة على الأرض من المذنبات أو الكويكبات أو ضربات البرق من سحابة إلى سحابة.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف هارفارد السحابة الأرض الكربون النيتروجين على الأرض الأرض فی
إقرأ أيضاً:
الحياة مدرسة
#الحياة_مدرسة
د. #هاشم_غرايبه
هنالك مقولة غربية تقول: إذا قالت لك والدتك “ستندم على هذا إن فعلته”، في الغالب ستندم.
منذ أن يشب الطفل عن الطوق، ويجد أنه يستطيع أن يقف منتصبا، وأنه ليس بحاجة بعد الى أحد يسنده، يظن أنه يستطيع الوصول الى كل تلك الأشياء التي ما كان يمنعه من الوصول إليها سوى ذراعي والدته اللتان تحكمان تطويقه الى حضنها، وهذا الإطمئنان الدافئ الذي كان ملاذه الأمين، لا يشعر أنه بقي له من حاجة، ولا يراه إلا قيدا يتوق الى التحرر منه.
الفضول والرغبة في الإكتشاف والتوق الى فعل ما يفعله الكبار، هو كل ما يشغل باله، المشكلة الحقيقية أن هذا الأمر سيبقى شغله الشاغل وبأشكال مختلفة طوال عمره الباقي.
سيبتعد قليلا أو كثيرا عن هذا الحضن الدافئ – ملاذه الأمين، لكنه سيبقى مهما بلغ من قوة واكتسب من مهارات وخبرات، ومهما طعن في السن كذلك، وفي الملمات سيعود إليه، سواء كانت أمه على قيد الحياة أو صورة باقية في الخيال، وقد ينادي “أماه” لا إراديا عند خوفه الشديد، حتى ليقال أن آخر طيف في مرآه وهو يغادر الحياة ..هو طيف أمه.
رعاية الوالدين لطفلهما لا تتوقف، تبدأ منذ تكونه جنينا، وتستمر بصور مختلفة طالما هما على قيد الحياة، فالوالد يحتكم في الغالب الى عقله في هذه الرعاية، بوحي من مصلحة ابنه ومنفعته، والأم تحتكم الى قلبها بالحرص على سلامته وحمايته ويبقى في نظرهما بحاجة لها مهما كبر واعتقد أنه استغنى عنها.
شاهدت مرة قطة تهاجم كلبا ضخما بشراسة، مما دعاه الى الإنسحاب مذعورا، وهذا أمر غير معتاد، فالأصل أن يهرب القط دائما في أية مواجهة مع كلب، بعد قليل عرفت السبب، فقد رأيت القطة وهي تؤوي صغارها إليها لترضعهم، وبالطبع لو لم تكن أما، لما جازفت بتلك الصورة، وأيضا لا بد أن الكلب أحس بذلك وعرف أنها لن تتراجع أمامه بفعل الخوف الغريزي، فالأمومة تعطيها قوة مضاعفة.
هذه الصورة موجودة في جميع الكائنات الحية، وفي الإنسان بالطبع، ولا شك أنها واحدة من نعم الله التي لا تحصى، وخص بها الأم، كواحدة من مفردات عاطفة الأمومة المتشابكة، لأن التصرف المستوحى من القلب عاطفي، فلا يخضع للحسابات المادية والمفاضلات العقلية، لذلك عندما تحس الأم بقلبها أن هذا الأمر يشكل خطورة على ابنها، لا توقفها محاكمة عقلية متروية، بل تندفع تلقائيا باتجاه دفع الخطر، لكنها عندما يكبر ابنها ويخرج من دائرة حمايتها اللصيقة، لا يكون بوسعها إلا تحذيره من مغبة ما هو مقبل عليه، وقد لا تستطيع أن تقدم دليلا ماديا على حدسها هذا، لأن ذلك أتاها كخاطر لا يكون معللا ولا مفسرا، فليس بوسعها غير أن تقول له قلبي هو الذي يحدثني بذلك.
هنا نفهم سر خلق المرأة بصورة مختلفة لما خلق عليه الرجل، فالمرأة وجدت لتكون أما، وعلى ذلك فقد زودها الخالق بكل ما يخدم هذه الوظيفة الجليلة، والتي هي الحفاظ على الجنس البشري.
لذلك لا يعيب المرأة أنها تحتكم الى العاطفة أكثر مما تخضع لمعايير المحاكمات العقلية المجردة، وذلك لا يعني أبدا تفوق الرجل العقلي عليها، إنها مثل ضرورة وجود الشاحنة والحافلة، فلكل منهما وظيفة، ولا تغني إحداهما عن الأخرى، ولا تفضل الأخرى، فهذه صنعت لتحمل البضائع وتسلك الطرق الوعرة، وتلك لتحمل الناس وتسير في الطرق الممهدة.
لذلك فالحديث عن (الجندرية) والتباهي بأن التقدم هو في مقدار التساوي التماثلي بين الذكر والأنثى، هو أمر غير منطقي، لأنه مخالف للفطرة البشرية التي اقتضت وجود الجنسين، فلا يمكن أن تكون الأسرة طبيعية إلا بزوج وزوجة، وما يندفع الغرب بحماقة باتجاهه (المثلية) ما هو إلا إسفاف و هرولة نحو الهاوية.
وأما الأسوا من ذلك فهو تغيير الجنس، والذي هو من عمل الشيطان، وقد توعد به ذرية آدم حينما طرده الله من رحمته، فمن تنكب منهج الله واتبع الشيطان يصبح طوع أمره ومتبعا لخطواته: “وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ” [النساء:119]
الأم الطبيعية نبع لا ينضب، والأب عطاء لا ينقطع، وبغيرهما لا يكون الإنسان إنساناً.