ظاهرة الزواج بعد سن 31.. خبراء يكشفون أسباب التأخر في الارتباط
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
تشهد معدلات الزواج والطلاق في مصر خلال عام 2024 تغيرات ملحوظة تعكس التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يمر بها المجتمع.
فقد انخفضت عقود الزواج وارتفعت نسب الطلاق، ما فتح الباب أمام خبراء علم الاجتماع والإحصاء لتفسير هذه الظاهرة وتحليل أسبابها.
وفي هذا السياق، قدم كل من جمال عبد المولى، مدير الإدارة العامة للإحصاءات الحيوية بالجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، والدكتور وليد رشاد، أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي، قراءات دقيقة لهذه التغيرات وأبعادها.
دور الإحصاء في رصد واقع الزواج والطلاقأكد جمال عبد المولى أن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء يلعب دورًا محوريًا في توفير البيانات الدقيقة التي تعتمد عليها الجهات المعنية في وضع سياسات فعّالة لدعم الأسرة والشباب.
وأوضح أن النشرة السنوية لحالات الزواج والطلاق تعكس صورة واقعية لحالات الزواج الموثقة رسميًا، مشيرًا إلى أن عام 2024 شهد انخفاضًا في عدد حالات الزواج ليصل إلى 936 ألف حالة.
وأشار إلى وجود تراجع ملحوظ في فئة 20–24 عامًا بنحو 24 ألف حالة زواج أقل، وهو ما أثر بشكل واضح على إجمالي الحالات المسجلة خلال العام.
أوضح عبد المولى أن متوسط سن الزواج ارتفع ليصل هذا العام إلى 31 عامًا، وهو مؤشر يرتبط بعدة عوامل، أبرزها:
اتجاه عدد أكبر من الشباب نحو استكمال التعليم واكتساب مهارات جديدة.
السعي لتحقيق الاستقلال المالي والاستعداد لتحمل تكاليف الزواج التي ارتفعت بشكل كبير.
تغيرات ثقافية أثرت على عادات الزفاف والمهر والمستلزمات التقليدية.
رغبة الشباب والفتيات في بناء الذات علميًا ومهنيًا قبل الزواج.
وأكد أن هذه المؤشرات تُظهر زيادة الوعي بأهمية تكوين أسرة مستقرة مبنية على أسس مالية ونفسية واضحة.
أسباب زيادة الطلاق في 2024: رؤية اجتماعيةمن جانبه، أشار الدكتور وليد رشاد إلى أن ارتفاع نسب الطلاق وانخفاض عقود الزواج يعكسان مجموعة من الأسباب المتشابكة، بعضها اقتصادي والآخر اجتماعي وثقافي.
أبرز أسباب الطلاقالتدخل المفرط للأهل والذي أصبح في السنوات الأخيرة من أبرز مسببات الانفصال.
سوء الاختيار الزواجي نتيجة التسرع أو غياب التوافق النفسي والفكري.
استمرار الضغوط الاقتصادية التي كانت لسنوات السبب الأول للطلاق.
الزواج المبكر الذي يؤدي غالبًا إلى انفصال خلال السنوات الخمس الأولى.
الطلاق بين الحضر والريف: اختلاف في الروابط الاجتماعيةأوضح رشاد أن نسب الطلاق أعلى في المناطق الحضرية مقارنة بالريف، مرجعًا ذلك إلى:
قوة الروابط الأسرية في الريف، والتي تساعد في احتواء الخلافات.
تدخل الأهل بشكل إيجابي لتجاوز الأزمات في بداية الزواج.
غياب هذا الدور في المدن، ما يؤدي إلى تفاقم المشكلات ووصولها للطلاق سريعًا.
دور مؤسسات الدولة في الحد من الظاهرةأكد رشاد أن علاج ظاهرة الطلاق يتطلب تضافر الجهود، موضحًا أن:
وزارتي التضامن الاجتماعي والشباب تنفذان حملات توعية موسعة.
الأزهر ودار الإفتاء والكنيسة يقدمون برامج لتأهيل الشباب للزواج.
منظمات المجتمع المدني تعمل على رفع الوعي بثقافة الأسرة والاختيار السليم.
وأشار إلى أن هذه الجهود تسهم في نشر الوعي وتأسيس أسر متماسكة، لكنها تحتاج إلى الاستمرارية لدعم الشباب في ظل الظروف الاقتصادية الحالية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: زيادة معدلات الطلاق اسباب زيادة الطلاق
إقرأ أيضاً:
الزواج العرفي فى مصر يتراجع بـ4.9% بنهاية عام 2024
كشفت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، تطور حالات زواج التصادق في مصر، حيث بلغ عدد حالات التصادق المسجلة نحو 98 ألف و582 حالة بنهاية عام 2024، تمثل 10.5% من جملة العقود، مقابل 103 ألف و657 حالة تصادق في العام المناظر له 2023، بنسبة تراجع بلغت 4.9%.
ويعرف التصادق بأنه تسجيل زواج عرفى تم بين زوجين بتاريخ حدوثه بينهما مهما طالت مدته لتكتسب الزوجة حقوقها الشرعية.
وقدرت بيانات النشرة السنوية لإحصاءات الزواج والطلاق لعام 2024، إجمالي عدد عقود الزواج في مصر بنحو 936 ألفا و739 عقدا عام 2024، مقابل 961 ألفا و220 عقدا عام 2023 بنسبة انخفاض بلغت 2.5%، بينما بلغت عدد حالات الطلاق 273 ألفا و892 حالة عام 2024، مقابل 265 ألف و606 حالة عام 2023 بنسبة زيادة بلغت 3.1%.
وبلغ عدد عقود الـزواج في الحضر نحو 395 ألفا و215 عقداً عام 2024، تمثل 42.2% من جملة العقود، مقابل 388 ألفا و696 عقداً عام 2023 بنسبة زيادة بلغت 1.7% ، أما عدد عقود الزواج في الريف فقد بلغت 541 ألفا و524 عقداً عام 2024، تمثل 57.8% من جملة العقود، مقابل 572 ألفا و524 عقداً عام 2023 بنسبة انخفاض بلغت 5.4% .