حازم الجندي يكتب: الحوار الوطني منصة شاملة وفاعلة في مسار الجمهورية الجديدة
تاريخ النشر: 7th, August 2024 GMT
منذ أن أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي دعوته للحوار الوطني في أبريل 2022 خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، أصبح هذا الحوار حجر الزاوية في مسيرة الجمهورية الجديدة، ليضيف بعداً نوعياً في تعزيز الديمقراطية والانتقال نحو إصلاحات شاملة، فقد شكلت المبادرة منصة شاملة تشمل جميع الأطياف السياسية والاجتماعية لمناقشة القضايا الوطنية واستكشاف الحلول الملائمة للتحديات التي تواجه البلاد.
ما يميز الحوار الوطني هو شموليته وتنوعه، حيث يستوعب كافة التيارات السياسية والمجتمعية بجميع توجهاتها وأيديولوجياتها، مما يعكس حالة غير مسبوقة من التوازن والتنوع، وقد شملت القضايا التي تم تناولها جميع الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مما يعكس حرص الحوار على التطرق إلى قضايا حيوية ومؤثرة في حياة المواطنين.
على مدار العامين الماضيين، نجح الحوار الوطني في تعزيز الوحدة الوطنية من خلال توفير منصة للحوار المفتوح والشفاف بين مختلف الأطراف، فقد تميزت الجلسات بالجدية والشفافية، وساهمت في تعزيز المشاركة السياسية الفعالة من خلال إتاحة الفرصة لجميع الأطراف للتعبير عن آرائهم وتقديم توصيات عملية، وقد تم تناول قضايا هامة مثل الاقتصاد والتعليم والصحة، حيث تم تنظيم جلسات حوارية ضمت ممثلين عن الأحزاب السياسية، والنقابات، والمجتمع المدني، والخبراء، وتمت مناقشة الأفكار بشكل حر وبدون خطوط حمراء.
عكست مبادرة الحوار الوطني رؤية القيادة السياسية في ضرورة تطوير الحياة السياسية، حيث تم خلق مساحة مشتركة تعزز من قيمة التعددية والتعاون بين جميع الأطراف، وأكد الحوار أن الوطن يتسع للجميع وأن الخلافات في الرأي لا تفسد للوطن قضية، وهو ما يعزز دور الحوار الوطني في رسم خريطة العمل الوطني.
وفي المرحلة الأولى من الحوار الوطني، تم التوصل إلى نحو 135 توصية تم عرضها على الرئيس عبدالفتاح السيسي، وقد وجه الرئيس الحكومة بتنفيذ هذه التوصيات، وتم بالفعل دمج بعضها في محاور برنامج الحكومة الجديدة، مما يعكس اهتمام الدولة الكبير بالحوار الوطني ونتائجه، كما أكد رئيس الوزراء على متابعة خطوات تنفيذ توصيات الحوار، مما يدل على جديته وأهمية هذه المبادرة في تحقيق الإصلاحات اللازمة.
من الجوانب الإيجابية أيضاً، تشكيل مجموعة تنسيقية مشتركة من الحكومة وأعضاء الحوار الوطني لمتابعة تنفيذ التوصيات والمخرجات، وقد تم تكليف الوزراء والمسؤولين بالمشاركة الفعالة في الجلسات النقاشية، وهو ما يعكس التزام الحكومة بتعزيز الحوار والتفاعل الإيجابي مع قضايا الحوار الوطني.
في المرحلة الثانية من الحوار الوطني، تم تناول قضايا هامة مثل الحبس الاحتياطي، حيث تم التوصل إلى توصيات مهمة لمعالجة هذه القضية من جميع الجوانب، بما في ذلك التعديلات التشريعية وبدائل الحبس الاحتياطي، كما تم تناول موضوع الأمن القومي ضمن قضايا الحوار، في ضوء التحديات الداخلية والخارجية التي تواجه الدولة.
كل هذه الخطوات تؤكد أن الحوار الوطني يعكس بوضوح حالة الدولة المصرية وتحدياتها، ويقدم رؤى وحلولاً عملية لمعالجة القضايا المطروحة، وعلى الحكومة أن تستثمر هذه الفرصة في الأخذ بتوصيات الحوار الوطني وتحويلها إلى سياسات وإجراءات عملية، لضمان تحقيق أهداف الإصلاح والتطوير المنشودة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حازم الجندى الشيوخ الحوار الوطني السيسي إفطار الأسرة المصرية الحوار الوطنی
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: ليس من الصحيح تخويف الناس من الدين وتعقيد العبادة
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، إن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب أعظم الأمثلة في تبسيط الدين والتيسير على الناس، دون تعقيد أو إرهاق في التعبد والدعاء.
وروى الشيخ خالد الجندي، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الأربعاء، قصة رجل عربي دخل على النبي صلى الله عليه وسلم وقال له: "يا رسول الله، ما كنت تقول في صلاتك؟ فإني لا أحسن دندنتك ولا دندنة معاذ"، فابتسم النبي وأجابه: "ما تقول أنت؟"، فقال: "أقول اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار"، فقال له النبي: "حولهما ندندن"، موضحًا أن المقصود بالدندنة هو الصوت الخافت.
خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي لا يُفتي.. والفتوى تحتاج لعقل راجح
ربنا يستر.. خالد الجندي: الذكاء الاصطناعي بيجاوب بفهلوة في المسائل الدينية
خالد الجندي: 5 مقاصد و3 مصالح لتحديد الحكم الصحيح في الفتوى
الشيخ خالد الجندي: قاعدة الضرر يزال مفتاح استقرار المجتمع
وشدد الشيخ خالد الجندي على أن هذه القصة تمثل درسًا عظيمًا في رحمة النبي وتيسيره، مضيفًا: "ليس من الصحيح أن نخوّف الناس أو نثقل عليهم الدين أو شروط التوبة والرجوع إلى الله، إذا أراد أحدهم أن يستغفر، فليقل ببساطة: أستغفر الله العظيم، دون أن يُشترط عليه حفظ أدعية طويلة أو ألفاظ معقدة".
وأضاف عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية أن الدعاء، وإن تنوعت ألفاظه، فإن معانيه ومقاصده تتجه جميعها إلى الله عز وجل، متابعًا: "مش لازم كل الناس تحفظ صيغة سيد الاستغفار، يكفي أن يخاطب العبد ربه بإخلاص وصدق، وأن يسأله الهداية والمغفرة".
خالد الجندي: فضّ قلبك مما سوى الله حتى يملأه الله لك سكينة وراحةوكان الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، قال إن الإنسان يمر يوميًا بعشرات المشاهد والصور في الطريق، مشيرًا إلى أن كل مشهد منها قد يكون سببًا لدخوله الجنة أو النار، مستشهدًا بقول النبي محمد ﷺ: "كل الناس يغدو، فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها".
وأوضح الجندي أن على الإنسان أن يتأمل في كل ما يشاهده في يومه ويسأل نفسه: "هل هذا المشهد يدخلك الجنة أم يقودك إلى النار؟"، مؤكدًا أن الحياة مليئة بالمواقف التي قد تكون طريقًا للخير أو الشر، والقرار بيد الإنسان وحده.
وفي معرض حديثه عن "التفرغ للعبادة"، قدّم الجندي تشبيهًا بليغًا، قائلًا: "القلب مثل كوب ممتلئ بالأرز، لا يمكن ملؤه بالسكر إلا بعد إفراغه"، وأضاف: "فضّ قلبك مما سوى الله حتى يملأه الله لك سكينة وراحة".
وشدد على ضرورة الدخول في العبادة بقلب خالٍ من الانشغالات الدنيوية، مستشهدًا بقوله تعالى: "فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب"، مؤكدًا أن الانشغال أثناء الصلاة بالمشاكل أو الشئون المادية يفقد الإنسان روح العبادة.