البرهان لديه خبرة في صفع أمريكا، وأتوقع أن يعيدها مرة أخرى
تاريخ النشر: 9th, August 2024 GMT
أنا متفاءل باجتهاد الأمريكان لمفاوضات جنيف وبتجاوب الحكومة السودانية حتى الآن مع المساعي الأمريكية وبالأخبار التي تتكلم عن لقاء البرهان بوزير الخارجية الأمريكية، وذلك لأنه يذكرني بزيارة مبعوث أمريكا للقرن الأفريقي الذي اجتمع بالبرهان يوم 24 أكتوبر 2021 والذي قبل أن تغادر طائرته الأجواء السودانية كان الجيش قد بدأ في اعتقال القحاتة وتنفيذ انقلاب 25 أكتوبر، بسرعة أذهلت قيادة الدعم السريع حينها وأرعبتهم ربما أكثر من القحاتة.
البرهان لديه خبرة في صفع أمريكا، وأتوقع أن يعيدها مرة أخرى وبدلا من توقيع اتفاق مع المليشيا وحلفاءها، توجيه الضربة التي انتظرناها طويلا للمليشيا.
بالنسبة للمفاوضات عموما، كل من من ليس معنا في فهو ضدنا. ولا توجد منطقة وسطى. المليشيا شنت عدوان إجرامي على الشعب السوداني كله، ولا يمكنك توصيف حربها ضد الدولة والشعب على أنها حرب بين طرفين يمكن حلها بالتفاوض بين طرفين إلا إذا كنت متواطئا معها بشكل ما. لا يوجد تفاوض بين الدولة والمجموعات الإرهابية في أي مكان في العالم.
وأمريكا إذا كانت جادة في وقف الحرب في السودان لكانت تدخلت وأوقفت تدفق السلاح للمليشيا ووقفت بوضوح مع الدولة ومع الشعب السوداني ولم تحاول المساواة بين الدولة والمليشيا وجر الجيش للتفاوض معها لإكسابها شرعية. أمريكا عبارة عن عدو، قولا واحدا. ولن يأتي منها أي خير.
مفهوم أن تتعامل الحكومة مع الدعوة الأمريكية للتفاوض لتحقيق بعض المكاسب السياسية، ولكن ليس أكثر من ذلك؛ تتكلم الحكومة مع أمريكا كحومة، ترسخ شرعيتها مقابل المليشيا، تطرح رؤيتها للحل والتي تتضمن بالضرورة وضع الأمور في نصابها، بتوصيف الحرب بشكل صحيح كتمرد على الدولة وحرب على الشعب، تطرح رؤيتها وشروطها والتي تتضمن استسلام المليشيا وتحملها تبعات الجرائم التي ارتكبتها ضد الدولة والشعب والتي على أمريكا أن تتجاوب معها وتتبناها إن كانت جادة في تحقيق السلام في السودان وهو ما لن يحدث على الأرجح، ثم تفشل جنيف وتواصل الطاحونة عملها حتى القضاء على المليشيا أو استسلامها.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
“الفصائل الفلسطينية”: مراكز توزيع المساعدات الأمريكية تحولت لـ “أفخاخ ومصائد للموت”
الثورة نت/..
أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية، اليوم الأحد، أن الهدف الرئيسي لما يسمى بمراكز توزيع المساعدات الأمريكية في قطاع غزة، هو إنهاء مهمة وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) وتصفية القضية الفلسطينية كقضية سياسية وتحويلها إلى قضية إغاثية وإنسانية.
وقالت الفصائل، في بيان إن كل ذلك يتم بهدف تسريع جريمة التهجير القسري والتطهير العرقي وإفراغ قطاع غزة من أهله وسكانه تنفيذاً لخطة الرئيس الأمريكي المجرم ترامب.
وأشارت إلى أن “مراكز توزيع المساعدات الأمريكية تحولت إلى أفخاخ ومصائد للموت تستهدف أبناء الشعب الفلسطيني الجوعى الذين يدفعهم الجوع والعطش للجوء إليها، وباتت هذه المراكز الوهمية عبارة عن مجازر ومذابح يومية أمام مرأى ومسمع العالم كله”.
ودعت فصائل المقاومة الفلسطينية، كافة المنظمات القانونية والقضائية الدولية والعربية وكل الأحرار في العالم إلى ملاحقة المؤسسة الأمريكية الأمنية اللاإنسانية والتي تنفذ دوراً أمنياً استخباراتيا مشبوهاً وتسببت بارتقاء أكثر من 126 شهيداً من أبناء الشعب الفلسطيني الذين يعانون من المجاعة بفعل الحصار الإجرامي الصهيوني.
وحثت على “الضغط على الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية إلى عودة توزيع المساعدات الإغاثية عبر المؤسسات الدولية التابعة للأمم المتحدة وفي مقدمتها الأونروا لأنها هي الوحيدة القادرة على تنفيذ هذه المهمة لما تملكه من قدرة قانونية وخبرات عملية وكفاءات لتنفيذ هذه المهمة بما يحفظ حياة وكرامة وإنسانية أبناء شعبنا في غزة”.
ووجهت تنبيه إلى الشعب الفلسطيني قائلة: “نحذر كافة أبناء شعبنا من استدراجهم عبر أية وعود وهمية من العدو الصهيوني أو مرتزقته من العملاء واللصوص، كما نحذر أي جسم عائلي أو مؤسسي أو شركات مشبوهة من التماهي والتجاوب مع مخططات العدو الصهيوني في خلق أجسام مشبوهة وعميلة بديلة عن الأونروا”.
وأكدت أن أمن المقاومة ومجموعاتها أصبح لديها القرار والتفويض الكامل بالضرب بكل قوة وحزم على أيدي أي جسم أو شخص يتقاطع أو يتجاوب مع مخططات العدو أو أي جهة عميلة خارجة عن القانون وعن تقاليد وأعراف الشعب الفلسطيني، وأن كل العملاء واللصوص والعصابات المسلحة الإجرامية ستكون هدفاً مشروعاً لمجموعات وأمن المقاومة وقد أعذر من أنذر.