كشف المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، حجم الديون الداخلية والخارجية على العراق.

وقال صالح، في حديث للإعلام تابعته "الاقتصاد نيوز" إن "العراق لم يعد على صعيد رصيده من الديون الخارجية من البلدان العالية المديونية إذ إن الديون الخارجية الواجبة السداد خلال العقد الحالي لا تتعدى في الأحوال كافة ٩ مليارات دولار، و توفر الموازنة العامة التخصيصات السنوية الكافية لخدمة الديون كافة والتي تعني سداد الاقساط والفوائد، حسب طبيعة الدين وهو ما يطلق عليه باستهلاك الدين".

وأضاف أنه "وبناء على ذلك لم يسجل العراق اي تخلف في سداد التزاماته من الديون الخارجية الخارجية طوال السنوات العشرين الماضية، حيث تتم آليات التسديد على وفق قواعد مالية ومصرفية محكمة عالية التنسيق بين وزارة المالية والبنك المركزي العراقي، وهو الامر الذي اظهر استقرارا مستداماً في مؤشرات الجدارة الائتمانية لدى وكالات التصنيف العالمية، ذلك منذ اعتماد اول تصنيف ائتماني للعراق في العام ٢٠١٦ وحتى الوقت الحاضر".

وتابع صالح "اما بخصوص الدين الداخلي البالغ قرابة ٧٨ تريليون دينار او حوالي ٦٠ مليار دولار، فهو دين  قائم داخل الجهاز المالي والمصرفي الحكومي (حصراً) وبنسبة ٩٦٪؜ ومعظم تلك الديون جرى اصدارها بادوات دين تتمثل بسندات حكومية بمختلف الاجال وحوالات خزينة باجل سنة واحدة ، وجميعها تحمل فائدة لا تتعدى ٣٪؜ سنويا (باستثناء الاصداريات الاخيرة من سندات انجاز او غيرها و التي ترتفع فيها الفائدة بين 6.5 الى 8.5% سنوياً".

ونوه إلى "اعتماد آليات لدفع الفائدة، او تسديد اقساط مستحقات الدين ،من التخصيصات السنوية المرصدة في الموازنة العامة الاتحادية، ويلحظ ان السلطة النقدية وعن طريق خصم تلك الديون الحكومية الداخلية منها تحديداً، استطاعت من تسييلها او تحويلها الى  نقد من خلال خصمها لدى البنك المركزي ألعراقي وعبر عمليات السوق الثانوية و ضمن اعمال السياسة النقدية التي تتولى استهداف النمو في عرض النقد وتنظيم سيولة الاقتصاد والتصدي لمظاهر الركود الاقتصادي خلال السنوات العشر الاخيرة".  
وأضاف "اذ يقدر ما بحوزة البنك المركزي من ادوات دين عام داخلية (تحديدا) سواء من السندات او حوالات الخزينة بنحو 45% من اجمالي الدين الداخلي".  

ولفت صالح إلى أن "تنامي الدين الداخلي تحديداً خلال العقد الاخير جاء نتيجة ازمتين مزدوجتين، الاولى: الازمة المالية - الامنية بين السنوات ٢٠١٤ الى ٢٠١٧ الناجمة عن هبوط اسعار النفط الى اقل من نصف مستوياتها المتوقعة او المؤشرة في قانون الموازنة العامة، رافق ذلك تعاظم نفقات الحرب على الارهاب الداعشي والتي استمرت حتى تحرير العراق من براثن الارهاب بشكل تام".  
وتابع "الأزمة الأخرى، هي الازمة المالية - الصحية التي تفاقمت في مطلع ٢٠٢٠ ولغاية ٢٠٢١ والتي شهدت تدهوراً حادا في  اسعار النفط العالمية وبلوغها اقل من نصف معدلاتها السعرية المتوقعة أيضاً، رافقتها الازمة الصحيحة (جائحة كورونا) وانغلاق الاقتصاد العالمي، والتي تسببت في تدهور عائدات الموازنة سواء النفطية اوغير النفطية".   

واستطرد بالقول "لما كانت الموازنات العامة السنوية تعتمد في ايراداتها على عائدات النفط المصدر الذي تعرضت عوائدة خلال الازمتين المزدوجتين آنفاً الى الهبوط الحاد ، فلم يكن من  ملجأ تمويلي مناسب  امام السلطة المالية سوى الاقتراض من السوق المصرفية الداخلية".  
وشدد على انه "وعلى الرغم مما تقدم، فان جميع ديون العراق العامة الداخلية والخارجية لا تتعدى اليوم ٧٠ مليار دولار ،وان نسبتها  الى الناتج المحلي الاجمالي هي بنحو ٣٠٪؜ ، في حين ان النسبة المعيارية العالمية المؤشرة في تحمل طاقة الدين تصل الى ٦٠٪؜ و على وفق معايير الاتحاد الاوروبي".

واختتم كلامه بالقول "بهذا فان ثمة تعاون فاعل اليوم بين السلطتين المالية والنقدية، لرسم خريطة طريق اطفاء الدين الداخلي اضافة الى الخارجي وعلى وفق سياسة التعزيز المالي إلرامية الى خفض رصيد الديون العامة وتقليص العجز السنوي في الموازنات السنوية وحسب النسب المعيارية المعتمدة عالميا في تحديد طاقة تحمل الدين".

المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز

كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار

إقرأ أيضاً:

تراجع تاريخي في مخاطر الديون المصرية: تكلفة التأمين تهبط لأدنى مستوى منذ 70 شهرًا (خاص)

تراجعت تكلفة التأمين على الدين السيادي المصري أجل 5 سنوات إلى 2.9% بختام تعاملات الجمعة، لتسجل أدنى مستوًى لها منذ 24 فبراير 2020 والبالغ وقتها 284.83 نقطة، أي الأقل خلال 70 شهرا.

وانخفضت تكلفة التأمين على الدين السيادي في مصر أجل 5 سنوات، والتي تعبر عن مقايضة أو مبادلة أو تأمين من مخاطر التخلف عن سداد الائتمان السيادي، من مستوى 3.24% المسجل في مطلع شهر ديسمبر الجاري، ذلك بعدما سجلت أعلى نطاق لها في مايو من العام 2023 عند 1998.64 نقطة.

يأتي التحسن في عقود مبادلة مخاطر تعرض الدين السيادي المصري لعدم السداد، وسط تحولات اقتصادية داعمة في مصر، خصوصاً مع تعرض البلاد لوفرة في السيولة الدولارية مكنتها من إحداث استقرار حقيقي في سعر الصرف، فضلاً عن السيطرة على معدلات التضخم.

وقال الخبير المصرفي محمد عبد العال، إن تراجع تكلفة التأمين على الدين السيادي المصري تعكس تحسن تدفقات النقد الأجنبي التقليدية الواردة عبر تحويلات المصريين العاملين بالخارج، وإيرادات قناة السويس التي تشهد تحسن تدريجي، ووسط ارتفاع ملحوظ في قدرة مصر التصديرية، بالإضافة إلى ارتفاع صافي احتياطي النقد الأجنبي والذي تجاوز حاجز 50 مليار دولار، إلى جانب نمو صافي أصول النقد الأجنبي للبنوك في مصر لأكثر من 22 مليار دولار في أكتوبر مقارنة (- 29 مليار دولار) في يناير 2024.

وأشار «عبد العال» في تصريحات خاصة لـ«الأسبوع»، إلى أن هناك عوامل خارجية جديدة ستكون أكبر داعم لوتيرة تدفقات النقد الأجنبي لمصر، تتمثل في تخفيض البنك الفيدرالي الأمريكي معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، الأمر الذي وسع معه الفجوة بين الفائدة على «الدولار» والعائد الحقيقي الذي يحصل عليه المستثمر الأجنبي في أموال الدين العام المعروفة ب «الأموال الساخنة».

وتوقع الخبير المصرفي أن تشهد مصر مزيداً من زخم تدفقات الأموال الساخنة نتيجة ارتفاع عوائد أذون الخزانة، حيث يتجاوز صافي العائد الحقيقي على الأذون حالياً نسبة 12%.

ولفت عبد العال إلى أن تحرك الاستثمار الأجنبي المباشر بوتيرة أعلى من السابق، ممثلاً في صفقة علم الروم التي توفر كاش بنحو 3.5 مليار دولار، كان له بالغ الأثر في وفرة السيولة الدولارية داخل مصر وعزز من موقفها الدولي كوجهة استثمار حقيقي.

ونوه بعد العال إلى أن تصريحات رئيس مجلس الوزراء مصطفي مدبولي خلال الأسبوع الماضي، تؤكد على مزيد من تفاؤل المراقبين داخل بعثة صندوق النقد الدولي حول مفاوضات المراجعة الخامسة والسادسة بما يقرب معه مصر من صرف 2.4 مليار دولار خلال مطلع العام الجديد 2026.

وأفاد الخبير المصرفي أن العائد على سندات مصر «اليوروبوند» شهد تحسن خلال الأيام القليلة الماضية ما أعطي حامليها ثقة أكبر ساهمت بالتالي في تقليل تكلفة التأمين عليها.

وكان رئيس مجلس الوزراء أشار في مؤتمر صحفي بالأسبوع الماضي إلى أن الاقتصاد المصري نما بنسبة 5.3% في الربع الأول من العام المالي الحالي، وقال: «إن وكالة فيتش تتوقع أن ينمو الاقتصاد المصري ككل خلال العام المالي الحالي بنسبة 5.2%، بما يؤكد أن الاقتصاد يعكس تطورات حقيقية وغير معتمد على عوامل موسمية كالصفقات أو الأموال الساخنة».

وتراجع سعر الدولار أمام الجنيه المصري منذ تعاملات أبريل الماضي فوق 51.70 جنيه ليسجل بنهاية تعاملات يوم الخميس 11 ديسمبر نحو 47.60 جنيه، في حين بلغت تحويلات المصريين العاملين بالخارج خلال أول تسعة أشهر نحو 30.2 مليار دولار بزيادة 45.1% مقابل تحويلات قيمتها 20.8 مليار دولار خلال نفس الفترة من العام الماضي.

وتباطأ معدل التضخم السنوي في مصر ليسجل نسبة 12.3% في نوفمبر 2025، مقابل تضخم بنسبة 12.5% في أكتوبر السابق له.

اقرأ أيضاًشهادات الادخار والودائع أم أذون الخزانة.. أيهما تفضل؟

تحولات جديدة في سعر الدولار أمام الجنيه وسط ترقب وصول بعثة صندوق النقد لمصر

تكلفة التأمين على الدين السيادي أجل 5 سنوات تواصل الانخفاض إلى 3.32%

مقالات مشابهة

  • تراجع تاريخي في مخاطر الديون المصرية: تكلفة التأمين تهبط لأدنى مستوى منذ 70 شهرًا (خاص)
  • مصر.. فيديو لشخصين يقيدان رجلاً مسناً بعامود إنارة والداخلية تكشف تفاصيل
  • أسبوع أبوظبي المالي يرسم خريطة طريق لمستقبل سوق الديون المرمّزة
  • وزير المالية: سننظر بزيادة الرواتب في العام 2027 / رد الحكومة كاملا
  •  النائب أحمد الهميسات ينتقد موازنة عاجزة وتعيينات غير مبررة
  • مدبولي: خفض الدين والتضخم وإسراع التأمين الشامل وحياة كريمة أبرز مستهدفاتنا
  • خبير اقتصادي: خدمة الدين الخارجي تمثل عبئًا كبيرًا على الموازنة المصرية
  • بث مباشر| المؤتمر الصحفي الأسبوعي لرئيس الوزراء
  • «أسبوع ابوظبي المالي» يسلط الضوء على التكنولوجيا المالية والشؤون القانونية وحل النزاعات
  • مجلس النواب يؤجل التصويت على “موازنة 2026 ” إلى يوم غد الخميس