بريطانيا ترفض عنف اليمين المتطرف ضد المهاجرين
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
كمال علواني، طه حسيب (لندن)
أخبار ذات صلةأكد نيك توماس-سيموندس الوزير المسؤول عن مكتب مجلس الوزراء في بريطانيا أمس أن الحكومة حثت الشرطة على البقاء في حالة تأهب مرتفعة تحسبا لوقوع مزيد من أعمال الشغب في اليومين المقبلين اللذين يوافقان العطلة الأسبوعية في البلاد بعد هجمات واضطرابات وأعمال عنف عنصرية دارت على مدى أيام.
وبدأت أعمال العنف الأسبوع الماضي بعد انتشار منشورات كاذبة على الإنترنت تشير بالخطأ إلى أن المسؤول عن مقتل ثلاث فتيات صغيرات طعنا في 29 يوليو الماضي في ساوثبورت بشمال غرب إنجلترا هو مهاجر مسلم متطرف.
واستهدف العنف، الذي نفذه من وصفهم رئيس الوزراء كير ستارمر بأنهم «خارجون عن القانون من اليمين المتطرف»، المسلمين والسود والمهاجرين بالأساس، كما تعرضت فنادق تؤوي طالبي لجوء لتحطيم نوافذها ومساجد للرشق بالحجارة.
وقال ستارمر إن السلطات ستظل في حالة تأهب قصوى تحسباً لمزيد من الاضطرابات.
وحذر رئيس الوزراء البريطاني من أن المتورطين في أعمال الشغب عليهم أن يتوقعوا مثولهم أمام المحكمة، وأن «أحكاما كبيرة» صدرت بالفعل.
ويبدو أن الحزم الأمني قد مكّن الشرطة البريطانية بضباطها المتخصصين ووسائلها اللوجستية الكبيرة من منع وقوع أعمال شغب جديدة.
ويرى مراقبون أن عدم الانزلاق إلى العنف في صفوف متظاهري اليمين المتطرف مرده أيضاً - المظاهرات المضادة التي أحدثت نوعاً من التوازن مثلما أرسلت عبر الشعارات التي رفعتها رسائل مفادها أن جانبا عريضا من الرأي العام البريطاني مناهض للعنف والعنصرية.
وقال بوليت فلامنغ إعلامي بريطاني لـ«الاتحاد»: «إننا في وضع ملتبس للغاية وبصدق يجب التعامل مع هذا المشكل على المستوى السياسي...أولا أريد أن أقول إن هناك الكثير من الناس غير السعداء في المملكة المتحدة ولكن هناك أيضا الكثير ممن ضُللوا ووضعوا جام غضبهم على الأقليات وهذا غير عادل.. أعتقد أن الشرطة قامت بواجبها على أحسن وجه بوضعها حدا لهذا السلوك العنيف غير المقبول في المملكة المتحدة».
لكن المراقبين يتوقعون أن تعود أعمال الشغب ولو بدرجة أخف وأنه بعيداً عن تبريرها سياسياً فإن الاضطرابات التي يشهدها الشارع البريطاني منذ أيام تشي بمشاكل تراكمت وحان أوان التعاطي معها بجدية.
من جهته، ذكر كريستوفر فينانتي، الناشط في حزب المحافظين لـ«الاتحاد»، أن «النقاش الذي على حزب العمال الحاكم أن يقبله يجب أن يدور حول موضوع السيطرة على الهجرة بأكثر حزم من الذي شهدناه في الثلاثين سنة الماضية. والحقيقة أن الجميع والكثير من السياسيين يبدون وجهة النظر هذه ولكن الحقيقة أن الهجرة مازالت خارج السيطرة لحد الآن».
ويبقى المتضرر الأكبر من اضطراب الشارع البريطاني هم المهاجرون الذين ساءهم أن يستهدفوا في مراكز الإيواء وعند مكاتب المحاماة التي تنظر في طلبات اللجوء.
وبينما تستمر الحكومة «العمالية» في تعاطيها بحزم مع اضطرابات اليمين المتطرف تعالت أصوات عدد من السياسيين مطالبين بفتح نقاش برلماني يصفونه بالصريح والصادق حول الأسباب الحقيقية التي أدت إلى اضطراب الشارع البريطاني.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بريطانيا الحكومة البريطانية اليمين المتطرف مجلس الوزراء البريطاني مكافحة الشغب كير ستارمر أزمة الهجرة الیمین المتطرف أعمال الشغب
إقرأ أيضاً:
إيكونوميست: هل يمكن لأحد إيقاف زحف اليمين الشعبوي في أوروبا؟
أكد مقال نشرته مجلة إيكونوميست البريطانية أن قادة فرنسا وألمانيا وبريطانيا يواجهون خطر صعود أقصى اليمين الشعبوي، في ظل تراجع نفوذ أوروبا وغرقها في مشاكل اقتصادية، ودخولها في خلافات عميقة مع الحليف الأميركي الذي يدعم اليمين.
وأضافت الصحيفة أن قادة الدول الأوروبية الثلاثة ما فتئوا يحذرون من كوارث إذا تقوّى أقصى اليمين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خلافات الائتلاف وصعود اليمين تهدد مستقبل ميرتس في قيادة ألمانياlist 2 of 2برلمان النمسا يحظر حجاب الفتيات ومنظمات حقوقية تنددend of listفقد قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس إن حكومته هي "الفرصة الأخيرة" للبلد لتفادي ذلك السيناريو، وتحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "خطر اندلاع حرب أهلية" إذا ما انتصر أقصى اليمين.
بينما وصف رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر حزب الإصلاح بزعامة نايجل فاراج بأنه تحد "لجوهر هويتنا الوطنية".
غير أن إيكونوميست قالت إن خطاب أقصى اليمين الشعبوي يستحق الإدانة في كثير من ملامحه، لكنها شددت على أن الحديث عنه "بلغة كارثية" محكوم عليه بالفشل، مبرزة أن القادة يحتاجون لنهج مختلف لتحقيق الهدف المطلوب.
إخفاقاتوذكرت أن الخطاب التشاؤمي قد يبدو أنه محاولة من القادة الثلاثة لصرف الانتباه عن إخفاقاتهم الذاتية.
وتابعت أن حكومة ستارمر مثلا تنفق كثيرا على الرعاية الاجتماعية، وستفرض ضرائب قياسية في ظل غياب نمو سريع، وذلك بعد 14 عاما من الركود تحت حكم المحافظين.
أما في فرنسا، فقد ألغي قانون ماكرون لرفع سن التقاعد، بينما يدفع رئيس وزرائه الخامس -خلال 3 سنوات- باتجاه المصادقة على الموازنة بشق الأنفس داخل الجمعية الوطنية. وفي ألمانيا، لم يتحقق شيء تقريبا من خطة ميرتس لـ"خريف الإصلاحات".
وذكرت أن تحذيرات القادة الثلاثة غير مقنعة، فبعض حكومات أقصى اليمين ليست خطرة، فجورجيا ميلوني تقود إيطاليا كما يفعل أي سياسي تقليدي، ومستشارو حزب الإصلاح المحليون في بريطانيا يتصرفون حتى الآن "بشكل طبيعي".
في الوقت الذي تتراجع فيه رغبة الولايات المتحدة في قيادة الدفاع الجماعي عن أوروبا، يتبنى أقصى اليمين الأوروبي اعتقاد دونالد ترامب بأن القارة ستكون أكثر أمنا إذا كانت أقل توحدا.
وأوضحت أن عددا كبيرا من الأوروبيين لا يصدقون ما يقال لهم، لذلك باتوا يقتربون من أقصى اليمين الذين كانت تتجنبهم سابقا.
إعلانففي فرنسا يلتقي زعيم حزب التجمع الوطني جوردان بارديلا مع رجال الأعمال الفرنسيين، وحزب الإصلاح ببريطانيا يستقبل سياسيين محافظين منشقين هو في حاجة إليهم، وفقط برلين ترفض التعامل مع حزب البديل من أجل ألمانيا، حتى إن نوابه -ثاني أكبر كتلة في البرلمان- ممنوعون من تولي مناصب نواب رئيس البوندستاغ.
وتابعت أن المشروع الشعبوي الأكثر إقناعا هو الاقتصاد، فأحزاب أقصى اليمين عندما يخاطبون الشركات يركزون على تقليل القيود التنظيمية، محليا وأوروبيا، ويقولون إنهم يريدون حكومة لا تفرض الكثير من الضرائب، بينما تشتكي الشركات من أن الدولة تعاقب روح المبادرة والمخاطرة، وتنفق الكثير على الرعاية الاجتماعية.
وعلى الرغم من أن التكامل الاقتصادي الأوروبي هو المصدر الأبرز للنمو -توضح إيكونوميست- إلا أن أقصى اليمين يتجه نحو صدام مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما سيقود إلى تآكل السوق الموحدة وتدمير النمو.
وتوضح الصحيفة أن على الأوروبيين أن يقلقوا من رؤية أقصى اليمين لأوروبا، ففي الوقت الذي تتراجع فيه رغبة الولايات المتحدة في قيادة الدفاع الجماعي عن أوروبا، يتبنى أقصى اليمين اعتقاد دونالد ترامب بأن القارة ستكون أكثر أمنا إذا كانت أقل توحدا.
وأكدت إيكونوميست أن الانتخابات الرئاسية ستجرى بعد 18 شهرا في فرنسا، وفي مارس/آذار 2029 بألمانيا، وأغسطس/آب 2029 ببريطانيا، وإذا استمر السياسيون التقليديون في شيطنة اليمين الشعبوي فسيريحهم ذلك نفسيا، لكنه لن يخدم بلدانهم.