كيف “يؤذي” التفكير المفرط العقل؟
تاريخ النشر: 10th, August 2024 GMT
هولندا – تشير دراسة جديدة إلى أن التفكير بشكل مبالغ فيه يسبب مستويات أعلى من التوتر والإحباط أو الغضب.
وكشفت الدراسة الجديدة أنه كلما زاد الجهد المبذول في مهمة ما، زادت مستويات المشاعر غير السارة.
وقام الباحثون، بتحليل بيانات 170 دراسة نُشرت بين عامي 2019 و2020، وشملت 4670 شخصا في 29 دولة، لتحديد كيفية إدراك الناس للجهد الذهني بشكل عام.
ووجد الباحثون أن المشاركين أفادوا باستمرار بمشاعر غير سارة بشكل متزايد، مثل التوتر والانزعاج والتهيج عندما بذلوا جهدا ذهنيا أكبر.
وبشكل عام، وجد الباحثون أنه كلما زاد الجهد الذهني، زاد الانزعاج الذي يعاني منه الناس.
وأفادت النتائج أن التفكير يمكن أن يكون مؤلما، لكنه ليس ألما حقيقيا بالطبع مثل وجود ألم في الرقبة، لكن الجهد العقلي الذي يتطلبه التفكير الجاد يرتبط حقا بأحاسيس غير سارة، ويمكن أن يكون مزعجا للغاية لدرجة أن بعض الناس يختارون الألم الجسدي بدلا من ذلك.
وفي مقال نشرته مجلة Psychological Bulletin، قال الدكتور إريك بيلفيلد، من جامعة رادبود في هولندا: “النتيجة الرئيسية التي توصلنا إليها هي أن الجهد العقلي مرتبط بشكل وثيق بالشعور السلبي. لقد وجدنا هذا الارتباط في جميع أنواع المهام وجميع أنواع السكان، بما في ذلك المهنيين ذوي الخبرة والأشخاص المتعلمين في الجامعات”.
وأوضح الدكتور بيلفيلد أن الناس قد يتحملون الجهد العقلي لتعلم هواية صعبة أو وظيفة يستمتعون بها بشكل عام، لكن هذا لا يعني أن التفكير الجاد يجعلهم سعداء.
وتابع: “من المهم أن يضع المهنيون، مثل المهندسين والمعلمين، هذا في الاعتبار عند تصميم المهام أو الأدوات أو الواجهات أو التطبيقات أو المواد أو التعليمات. عندما يُطلب من الأشخاص بذل جهد عقلي كبير، فأنت بحاجة إلى التأكد من دعمهم أو مكافأتهم على جهدهم”.
وظهر اختلاف ثقافي مثير للاهتمام في النتائج. ففي حين أشار الناس في جميع المناطق على نطاق واسع إلى أن التفكير الجاد ليس ممتعا، إلا أن هذا كان أقل وضوحا في الدراسات التي أجريت في آسيا مقارنة بأوروبا أو أمريكا الشمالية. وقد افترض الفريق أن هذا يرجع إلى بيئة تعليمية مختلفة ــ فالأطفال في آسيا يقضون عادة وقتا أطول في الواجبات المدرسية مقارنة بنظرائهم في أوروبا أو أمريكا الشمالية، وبالتالي قد يطورون قدرة أكبر على الصمود في مواجهة المجهود الذهني في وقت مبكر من حياتهم.
المصدر: ذي صن
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: أن التفکیر
إقرأ أيضاً:
محللون: ميليشيات أبو شباب تتحول إلى “عبء أمني” على الاحتلال
#سواليف
تتصاعد في الفترة الأخيرة مؤشرات فشل مشروع #الاحتلال_الإسرائيلي الهادف إلى صناعة قوى مسلّحة محلية تعمل كأدوات بديلة داخل قطاع #غزة، بعد الضربة التي تلقّتها هذه المجموعات بمقتل أبرز قادتها وتصاعد #الانقسامات في صفوفها.
وبينما كانت “إسرائيل” تعوّل على دور محوري لهذه التشكيلات في المرحلة الثانية من العمليات، تكشف المعطيات الميدانية والسياسية أن بنيتها هشة، وأنها تتحول تدريجيا إلى #عبء على #مخططات_الاحتلال لا رافعة لها.
وقال المحلل السياسي إياد القرا إن #الجماعات_المسلحة التي ظهرت في مناطق سيطرة الاحتلال داخل قطاع غزة ستتأثر بشكل كبير خلال المرحلة المقبلة، معتبرًا أن نجاح المقاومة في الوصول إلى قائد هذه المجموعات ومؤسسها يمثّل “ضربة قاصمة” للمشروع “الإسرائيلي” القائم على توظيف هذه الفصائل لخدمة مخططاته في المرحلة الثانية من الحرب.
مقالات ذات صلة قفزة في أسعار الذهب محليا 2025/12/13وأضاف ، أن إسرائيل كانت تعوّل على أن تتولى هذه العناصر السيطرة على “المنطقة الصفراء” باعتبارها نواة لقوات أمن فلسطينية يمكن إدماجها لاحقًا ضمن قوات استقرار دولية تعمل في هذه المناطق، غير أن الضربة الأخيرة أفشلت جانبًا مهمًا من هذا الرهان.
وأوضح القرا أن شخصية غسان الدهيني، التي طُرحت لقيادة هذه المجموعات، تعاني أصلًا من خلافات داخلية وانقسامات عميقة، خاصة أن أفراد هذه التشكيلات تحركهم مصالح متباينة؛ بعضها عائلي وبعضها نابع من خصومات مع حماس، فضلًا عن وجود عناصر متهمة بالعمالة للاحتلال.
ورجّح أن تتفاقم هذه الصراعات خلال الفترة المقبلة، بما يعمق حالة التشكيك داخل صفوفهم ويدفع بعضهم إلى الهروب أو التوقف عن التعاون.
ولفت إلى أن بعض العناصر بدأت تطلب أموالًا ومساعدات مقابل تنفيذ عمليات ضد مجموعات أخرى، ما يعكس هشاشة هذه البنية المسلحة وتفككها الداخلي.
من جهته، قال الخبير الاستراتيجي والعسكري نضال أبو زيد إن المقطع المصوَّر الذي ظهر فيه غسان الدهيني وهو يتفقد عناصر مجموعته يثير علامات استفهام عديدة، إذ بدا واضحًا أن المنطقة التي ظهر فيها ليست مدينة رفح كما زُعم، بل موقع قريب من حدود غزة داخل مناطق “غلاف غزة” الإسرائيلي، حيث المنازل والأشجار سليمة وغير متضررة، وهو ما يشير —بحسب أبو زيد— إلى أن الاحتلال أنشأ جيبًا آمنًا لهذه المجموعات داخل الغلاف تحت حماية جيشه، وليس داخل القطاع.
واعتبر أن ذلك يكشف عن مستوى جديد من الحماية التي بات الاحتلال يوفرها لهذه الفصائل، “ليس فقط حماية زمنية، بل حماية مكانية” تضمن لها العمل بمعزل عن بيئة قطاع غزة الفعلية.
وفي قراءته لواقع هذه المجموعات، أوضح أبو زيد في حديث لـ”قدس برس”أن المقاومة نجحت في استعادة “الاتزان الاستراتيجي الداخلي”، عبر إعادة ترميم سلسلة القرار وضبط الأوضاع الأمنية وتعزيز بنية القيادة، وهي تعمل الآن على استكمال هذا الاتزان من خلال ترميم العلاقة مع محيطها الاجتماعي داخل القطاع.
ويضيف أن المقاومة لا ترغب في فتح مواجهة مباشرة مع هذه المجموعات في هذا التوقيت، لأن أي صدام الآن قد يعرقل جهود إعادة بناء تنظيمها ويمنح الاحتلال فرصة لاستثمار هذه الفصائل في إطار حروب الوكلاء التي يخطط لها في حال فشل المرحلة الثانية من عملياته.
وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال، في ظل حالة الاستنزاف الكبيرة التي يعاني منها، يسعى إلى تحويل هذه المجموعات إلى أدوات قتال بالنيابة عنه، لتجنب العودة إلى عمليات برية واسعة.
ولذلك فإن المقاومة —وفق تقديره— تؤجّل المواجهة معهم إلى ما بعد استكمال ترتيبات الاتزان الاستراتيجي، بحيث تتمكن لاحقًا من إنهاء هذا الملف بشكل حاسم.
وختم بالقول إن التقديرات المتداولة حول تضخم أعداد هذه المجموعات مبالغ فيها، وإن جزءًا كبيرًا مما يُروَّج يأتي ضمن ماكينة البروباغندا الإسرائيلية، في حين تشير مصادر أخرى إلى أن عددًا ملحوظًا من عناصر هذه التشكيلات قد سلّم نفسه للمقاومة بالفعل