الأربعاء, 9 أغسطس 2023 10:38 ص
متابعة/ المركز الخبري الوطني
يعتقد كثير من الناس الذين يعانون من الوزن الزائد أن من الصعب عليهم فقدان الوزن أكثر من أصدقائهم النحيفين.
وفي الواقع، قد يكون هذا صحيحا، حيث تشير الأدلة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن لديهم تغيرات في دماغهم مما يجعل من الصعب عليهم معرفة متى لماذا يكونون ممتلئين.
وجاءت هذه النتائج من فحوصات الدماغ التي أجريت على 1351 شخصا، ووجدت أن أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة لديهم
منطقة ما تحت
المهاد أكبر.
وتعرف منطقة ما تحت المهاد بأنها منطقة رئيسية في الدماغ لها علاقة بتنظيم الشهية.
وتشير نتائج فحص التصوير بالرنين المغناطيسي إلى أن الأشخاص الذين يعانون من زيادة في الوزن لديهم ثلاث مناطق متضخمة في منطقة ما تحت المهاد تشارك في التقاط الإشارات من القناة الهضمية لتقول “أنت ممتلئ، توقف عن الأكل”.
وقد يمنع هذا التوسيع الإشارات من المرور بشكل صحيح – لذا فإن اتباع نظام غذائي أصعب حقا على الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن.
وقالت الدكتورة ستيفاني براون، التي قادت الدراسة من جامعة كامبريدج: “يساعدنا هذا البحث على فهم المزيد عن التغيرات في الدماغ التي تحدث للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو الذين يعانون من السمنة – قد تجعل أدمغتنا وبيولوجيتنا الأمر صعبا بالنسبة لتخفيف الوزن. وإذا كان ما نراه في الفئران هو الحال عند البشر، فإن تناول نظام غذائي غني بالدهون يمكن أن يؤدي إلى التهاب مركز التحكم في الشهية لدينا. بمرور الوقت، سيغير هذا من قدرتنا على معرفة متى نتناول ما يكفي من الطعام وكيف تعالج أجسامنا نسبة السكر في الدم، ما يؤدي بنا إلى زيادة الوزن”.
وتشتهر الإشارات الهرمونية العديدة المرسلة من القناة الهضمية إلى الدماغ والتي تخبرنا عندما نشعر بالجوع والشبع بأنها مزاجية. فتعطل قلة النوم، على سبيل المثال، النظام وتجعلنا نشعر بالجوع أكثر مما ينبغي.
وقد تتعطل أيضا إشارات الهرمونات “الجائعة” و”الكاملة” بسبب وجود منطقة تحت المهاد أكبر.
وتكشف دراسات الفئران أيضا أن زيادة الوزن تؤدي إلى تضخم منطقة ما تحت المهاد في المقام الأول – وقد حدث هذا بعد ثلاثة أيام فقط من اتباع نظام غذائي غني بالدهون.
وإذا كان هذا هو الحال أيضا عند البشر، فيمكن أن يكونوا محاصرين في حلقة مفرغة، حيث ينتهي الأمر بالأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن مع منطقة تحت المهاد أكبر، ما يؤدي بهم إلى الإفراط في تناول الطعام، وما يؤدي إلى تغيير في منطقة ما تحت المهاد بشكل أكبر، وبالتالي يأكلون أكثر.
لكن الدراسة البشرية لم تظهر هذا بشكل مباشر، ما يعني أن هناك حاجة إلى مزيد من البحث.
ويريد الباحثون معرفة ما إذا كانت التغيرات في منطقة ما تحت المهاد للأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ناتجة عن نظامهم الغذائي الذي يحفز المواد الكيميائية المناعية التي تتراكم بعد ذلك عند الحاجز الذي يفصل الدماغ عن باقي الجسم.
ويمكن أن يتسبب هذا في تراكم الخلايا الدبقية في الدماغ مما يؤدي إلى التخلص من النفايات، وما قد يؤدي بعد ذلك إلى إتلاف الخلايا السليمة، فيجعل منطقة ما تحت المهاد أقل قدرة على استقبال إشارات “الجوع” و”التخمة” من الهرمونات في الأمعاء.
ونظرت الدراسة في حال الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عاما، وقارنت أدمغة أولئك الذين يتمتعون بوزن صحي، أو بوزن زائد، أو بمؤشر لكتلة الجسم أعلى من 25، أو يتسمون بالسمنة مع مؤشر لكتلة الجسم فوق 30. فتبين أنه كلما ارتفع مؤشر كتلة الجسم، زاد حجم منطقة ما تحت المهاد.
وعادة ما يكون من الصعب جدا رؤية منطقة ما تحت المهاد، التي تكون بحجم حبة اللوز، باستخدام جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي، حيث أن أنسجة المخ التي تحتويها متشابهة جدا، لذلك لا يوجد الكثير من الضوء أو الظل في صورة مسح الدماغ.
لكن الباحثين استخدموا خوارزمية عالية التقنية تجعل الرؤية أوضح من خلال تحديد أنواع الخلايا المختلفة.
المصدر: المركز الخبري الوطني
كلمات دلالية:
ما یؤدی
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة تحذر: نصف أطفال اليمن يعانون من خطر سوء التغذية
شمسان بوست / متابعات:
حذّر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية توماس فليتشر، من تدهور الوضع الإنساني في اليمن، مُسلطًا الضوء على معاناة ملايين الأطفال والنساء جراء سوء التغذية وانهيار النظام الصحي ونقص التمويل.
وأكّد فليتشر في بيان، أن نصف أطفال اليمن البالغ عددهم 2.3 مليون طفل يعانون من سوء التغذية، بينهم 600 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الذي يهدد حياتهم.
وأشار إلى أن الأطفال – في ظل الأوضاع الإنسانية المُتردية – هم الأكثر عُرضة للمخاطر، لاسيما مع تدني معدلات التطعيم، حيث لم يحصل سوى 69 بالمئة من الأطفال دون سن العام على لقاحات كاملة، في حين لم يتلقَّ 20 بالمئة منهم أي لقاحات، وهو ما وصفه بأنه “من أسوأ المعدلات عالميًا”.
ولفت المسؤول الأممي إلى تفاقم الأزمة مع انتشار الأمراض القابلة للوقاية، مثل الكوليرا والحصبة، حيث سجلت اليمن العام الماضي أكثر من ثلث الإصابات العالمية بالكوليرا و18بالمئة من وفياتها، بالإضافة إلى أحد أعلى معدلات الحصبة عالميًا.
خطر الألغام
كما أشار إلى مخاطر الألغام الأرضية المتناثرة في الحقول والتي يُضطر الأطفال لمواجهتها يوميًا، وسط غياب الخدمات التعليمية الأساسية من مدارس خالية من المعلمين والكتب.
لم تقتصر المعاناة على الأطفال، إذ يعاني 1.4 مليون امرأة حامل ومرضعة من سوء التغذية، ما يعرّض حياتهن وحياة مواليدهن لخطر الموت.
وأوضح فليتشر أن 9.6 مليون امرأة وفتاة يمنية يحتجن إلى مساعدات عاجلة لإنقاذ حياتهن، وسط تدهور النظام الصحي وانتشار الجوع والعنف.
ونبه فليتشر إلى شح الموارد، حيث لم يُسدَّد سوى 9 بالمئة من التمويل المطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية لعام 2025، ما سيؤدي إلى إغلاق 400 مرفق صحي وحرمان 7 ملايين شخص من الخدمات الصحية.
ووصف الوضع بأنه “مأساة إنسانية تتطلب تحركًا دوليًا عاجلًا قبل فوات الأوان”.