اختتام دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
اختتمت دورة الألعاب الأولمبية الصيفية باريس 2024، مساء الأحد، بعد 16 يوماً من المنافسات في مختلف الرياضات.
وبدأت الاحتفالات في حديقة "التويلري" حيث أطفأ السباح الفرنسي ليون مارشان، الفائز بأربع ميداليات ذهبية، المرجل الأولمبي، أحد أبرز رموز الألعاب، لتنقل الشعلة في فانوس إلى ملعب "استاد فرنسا".
بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والألماني توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية وسط عدد كبير من المشجعين المتحمسين، دخلت الوفود التي شاركت في أولمبياد باريس 2024 إلى أرضية "استاد فرنسا".
وأطلقت إحدى أبرز المغنيات المعاصرات زاهو دي ساغازان البرنامج الفني للحفل بغناء مقطوعة كلاسيكية خالدة في قصر التويلري "تحت سماء باريس".
وأضفت الفنانة الشابة، البالغة 24 عاماً، لمسة قديمة على بداية الحفل، حيث غنى هذا النشيد للعاصمة أعظم الفنانين الفرنسيين، بما في ذلك إديت بياف وإيف مونتان وميراي ماتيو.
انطلقت المراسم الختامية أمام حوالي 71500 متفرج لتتويج ألعاب أولمبية تمت الإشادة بها على نطاق واسع باعتبارها أحد أبرز الألعاب التي أقيمت على الإطلاق.
وبعد دخول الوفود إلى أرضية الملعب حاملة أعلام بلادها، بدأ عرض موسيقي وسط أجواء حماسية مبهجة.
وتضمن الحفل عرضا مسرحيا بعنوان "السجلات"، ويشمل عرضا خياليا لرحلة عبر الزمن بقيادة "مسافر ذهبي".
تبدأ الرحلة من أصول الألعاب الأولمبية مرورا بمستقبل مليء بالخيال العلمي اختفت فيه الألعاب الأولمبية ويجب إعادة اكتشافها.
وخلال الرحلة، يكتشف المسافر رموز السلام والوحدة التي تدعم القيم الأولمبية.
وأدى قرابة 270 فنانا وراقصاً عروضاً راقصة وفنية، في حين توالى دخول البعثات الرياضية التي شاركت في العرس الأولمبي مع ما يقارب 9000 رياضي ورياضية على وقع أشهر الأغنيات الفرنسية والانكليزية.
وشكّل العرض الختامي الساحر بداية العدّ التنازلي لمدة أربع سنوات حتى ألعاب لوس أنجليس 2028 في كاليفورنيا بالولايات المتحدة.
وقد سلمت عمدة باريس آن هيدالجو علم اللجنة الأولمبية لنظيرتها كارين باس في لوس أنجليس التي ستحتضن أولمبياد 2028.
وأسدل الحفل الستار على الفصل الأخير من المسابقات الرياضية المذهلة في كثير من الأحيان على خلفية المعالم الباريسية الشهيرة من برج إيفل إلى قصر فرساي إلى القصر الكبير. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: باريس 2024 دورة الألعاب الأولمبية باريس فرنسا أولمبياد باريس 2024 الألعاب الأولمبیة
إقرأ أيضاً:
وزارة الثقافة تنظم نسخة دولية خاصة من "موسم الندوات" في باريس
نظمت وزارة الثقافة، اليوم، موسم الندوات لأول مرة خارج دولة قطر، في العاصمة الفرنسية باريس، بالشراكة مع "معهد العالم العربي".
وحضر هذه النسخة الدولية الأولى من موسم الندوات، سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وسعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني سفير دولة قطر لدى فرنسا، وسعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي وكيل وزارة الثقافة، وسعادة السيد جاك لانغ رئيس معهد العالم العربي، إلى جانب عدد من السفراء ونخبة من الأكاديميين والباحثين.
وأوضح سعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي، في كلمة خلال الحدث، أن هذه النسخة الاستثنائية من موسم الندوات تؤكد حرص الوزارة على أن يكون الموسم فضاء للحوار الممتد بين النخب الثقافية، بما يجسد الدور العميق للثقافة وأهميتها.
وأشار إلى أن تنظيم الموسم في معهد العالم العربي بباريس يفتح آفاقا جديدة للتلاقي والإبداع بين الشرق والغرب، ويرسخ الاعتراف المتبادل بالخصوصيات الثقافية، قائلا: "نأمل أن يكون هذا الموسم خطوة جديدة في مسيرة التعاون الثقافي".
ولفت إلى أن التعاون مع المعهد يجسد هذا المعنى، مضيفا أن الغاية الأسمى هي إقامة جسور التواصل مع المفكرين والمثقفين في إطار دبلوماسية ثقافية تعكس مكانة دولة قطر إقليميا ودوليا.
من جانبه، أكد سعادة الشيخ علي بن جاسم آل ثاني أن زيارة سعادة وزير الثقافة إلى باريس تسهم في تعزيز الحوار الثقافي بين قطر وفرنسا، مشيرا إلى أن معهد العالم العربي يعد منبرا مثاليا لبناء جسور التواصل الثقافي بين البلدين.
وبين أن تنظيم هذه النسخة الدولية من الموسم في المعهد يعكس أهمية الشراكة مع هذا الصرح الثقافي الكبير، باعتباره من أبرز المؤسسات الثقافية في العالم.
بدوره، أكد سعادة السيد جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، أهمية الثقافة في بناء جسور الحوار، مشيدا بدور دولة قطر في تحقيق السلام العالمي ودعمها للوساطات الدولية، مشيرا إلى أن "موسم الندوات" يمثل نجاحا استثنائيا ومنصة إبداعية مهمة للحوار والتواصل بين الشعوب.
وتناولت الجلسة الحوارية الأولى، التي جاءت بعنوان "مستقبل الحوار الثقافي العربي الأوروبي"، محاور متعددة، حيث استعرض الدكتور حسن راشد الدرهم الرئيس السابق لجامعة قطر، أبرز العوائق التي تواجه الحوار بين الثقافتين العربية والغربية، داعيا إلى تطوير أدوات الحوار الحالية والانتقال به إلى مستوى أكثر عمقا وتبادلية.
وبدورها، تحدثت بينيديكت ليتلييه، الأستاذة بجامعة " لا ريونيون" الفرنسية، عن دور اللغة العربية والترجمة في نشر القيم الثقافية العربية وتعزيز التواصل بين الثقافات، داعية إلى إشراك الشباب الفرنسي في البرامج الثقافية العربية ودعم تدريس اللغة العربية، وإزالة الحواجز اللغوية والثقافية.
وفي مداخلته، أشار سعادة السيد علي الزينل، الدبلوماسي والأكاديمي القطري البارز الذي شغل سابقا منصب الممثل الدائم لدولة قطر لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، إلى وجود سبعة مقومات أساسية للحوار العربي الأوروبي المستدام، أبرزها الحوار المتبادل، والاحترام، والندية، والتوازن، والانفتاح، والتسامح، والدعم المؤسسي والإعلامي، والتركيز على القيم المشتركة.
كما تطرق إلى الدور المتميز للمرأة القطرية ومساهمتها البارزة في الحياة الثقافية، منتقدا الصورة النمطية التي يروجها الإعلام الغربي عن العرب، لا سيما خلال تغطيته تنظيم دولة قطر لكأس العالم FIFA قطر 2022.
وفي السياق ذاته، تناول البروفيسور جان باتيست برينيه، الباحث في العصور الوسطى وأستاذ الفلسفة العربية بجامعة باريس، الجذور التاريخية للصورة المشوهة عن العرب في الفكر الغربي، مشيرا إلى أن الثقافة العربية كانت دائما جزءا من عمق الهوية الأوروبية.
وخلص المشاركون، بعد نقاش مثمر مع الجمهور، إلى أهمية تبني مقاربات عملية لتعزيز الحوار الحضاري، والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة، وتمكين الشباب من الإسهام في هذا المسار.
وفي الجلسة الثانية بعنوان "الثقافة العربية في العواصم الأوروبية"، التي أدارها الإعلامي وسيم الأحمر، أكدت الدكتورة العنود عبدالله آل خليفة، الباحثة في وحدة دراسات الخليج والجزيرة العربية بالمركز العربي للأبحاث، أن الحضور الخليجي في الفضاء الثقافي الفرنسي يشكل آلية لإعادة بناء الصور وإنتاج سرديات جديدة قادرة على تفكيك الثنائيات التقليدية.
وبينت أن الحضور الثقافي القطري في فرنسا اكتسب دورا معرفيا مؤثرا في إعادة تشكيل الوعي الثقافي الفرنسي من خلال الحوار والتعاون المؤسسي.
بينما أوضح الكاتب والمسرحي الفرنسي محمد قاسمي أن الحوار الحضاري رغم تعقيده التاريخي، يبقى ركيزة للتبادل الثقافي والإبداع المشترك، مؤكدا أن التراث الأدبي والفني العربي الأوروبي المشترك يشكل فسيفساء ثقافية لا تنضب.
ودعت الباحثة نعيمة يحيى إلى احترام تنوع الهويات واللغات لبناء نموذج ثقافي جامع قادر على دمج التعدد الحضاري ضمن إطار ثقافي عالمي مشترك.
وشهدت فعاليات الموسم حضورا واسعا لنخب ثقافية وإعلامية فرنسية وعربية، حيث أشاد المشاركون بمستوى الطرح الجاد وعناوين الموسم الواعدة، مؤكدين أهمية استمرارية الموسم وتوسيع آفاقه بما يعزز الحوار والتبادل الثقافي المثمر بين الشعوب.