في إطار أنشطة وزارة الثقافة المصرية، لدعم الفنون الرفيعة والحفاظ على التراث الموسيقي ، ينظم قطاع صندوق التنمية الثقافية أمسية فنية يحييها الفنان أحمد نافع، في الثامنة من مساء الخميس 16 أكتوبر، وذلك بـ بيت الغناء العربي بقصر الأمير بشتاك بشارع المعز لدين الله الفاطمي.

ويتضمن برنامج الحفل مجموعة من الأغنيات من روائع التراث الموسيقي العربية إلى جانب أعمال معاصرة، في إطار حرص الصندوق على تقديم فعاليات فنية متنوعة تستهدف دعم الذائقة الموسيقية والحفاظ على استمرارية فنون الطرب الأصيل.

ماجدة زكي بعرض أسير ضمن فعاليات مهرجان نقابة المهن التمثيلية دعمًا لنجلهابيان رسمي من نقابة المهن التمثيلية بعد انتقادات كليب "من كان يا مكان"

ويُعد أحمد نافع أحد الأصوات الشابة المتميزة في دار الأوبرا المصرية، وشارك في عدد من الحفلات الرسمية داخل مصر وخارجها، كما أصدر ألبومه الأول بعنوان «1000 حياة» الذي تعاون فيه مع مجموعة من الشعراء والملحنين من جيل الوسط، محققًا حضورًا متزايدًا في الساحة الغنائية.

تأتي هذه الأمسية ضمن خطة قطاع صندوق التنمية الثقافية في دعم الحراك الثقافي في القاهرة والمحافظات من خلال شبكة المراكز الإبداعية التابعة له، حيث يعد بيت الغناء العربي أحد أهم هذه المراكز، إذ يختص بتوثيق وتقديم فنون الموسيقى العربية وإتاحة الفرصة للأصوات الواعدة لعرض تجاربها أمام الجمهور.

طباعة شارك وزارة الثقافة المصرية قطاع صندوق التنمية الثقافية الفنان أحمد نافع

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة الثقافة المصرية قطاع صندوق التنمية الثقافية

إقرأ أيضاً:

التراث وآفاق الاقتصاد

 

 

 

حمد الصبحي

في عُمان؛ حيث تتنفس الصحراء اتساعًا، وتتماوج كثبانها كأنها أبياتٌ من قصيدةٍ لا تنتهي، لا تكون الإبل مجرد إرثٍ يجيء من ماضي البادية؛ بل حضورًا حيًّا يُرافق الإنسان في يومه، ويُذكّره بجذوره الأولى. فالإبل ليست حيوانًا فحسب؛ إنها ذاكرة الصبر، ومقياس القوة، ومرآة الكرم، وجسرٌ يصل بين الإنسان العُماني وأرضه، ويُجسّد علاقته العميقة بالطبيعة التي صقلته ورفعت من صلابته. واليوم، تعود الإبل لتحتل موقعًا جديدًا في مسار التنمية، موقعًا يجعلها تتجاوز رمزيتها التراثية لتصبح مجالًا اقتصاديًا متجددًا تتعامل معه الدولة بوصفه قطاعًا واعدًا ضمن رؤيتها لتنظيم الأنشطة التي تنمو خارج الإطار المؤسسي التقليدي.

ومن هذه الرؤية ينطلق ملتقى حوكمة التشغيل في القطاعات الأهلية بشمال الشرقية، (قطاع الإبل نموذجًا) الذي تنظمه وزارة العمل ممثلة بالمديرية العامة للعمل بمحافظة شمال الشرقية خلال الفترة من 1 إلى 3 ديسمبر 2025 بولاية بدية، تحت رعاية معالي الأستاذ الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل. ويُترجم هذا الملتقى قناعة راسخة بأن التنمية الحقيقية تنبع من الأرض نفسها؛ من الموروث الذي يُصان، ومن الخبرات التي تتجدد، ومن الأصالة التي تتحول إلى منصة إنتاج، لا إلى ذكرى.

ويفتح الملتقى بابًا واسعًا لفهم قطاع الإبل بوصفه قطاعًا اقتصاديًا متكاملًا ظل لسنوات طويلة يُمارس نشاطه بعيدًا عن الأطر الرسمية رغم أثره الاجتماعي والاقتصادي. فالإبل اليوم تتجاوز صورتها التقليدية لتُصبح جزءًا من منظومة إنتاج ديناميكية تشمل سباقات الهجن، والمهرجانات التراثية، وأسواق، وصولًا إلى المسارات السياحية التي تستثمر حضور الإبل في البيئة العُمانية لتصنع تجربة ثقافية واقتصادية متفردة.

وبهذا المعنى، لا يعود تنظيم القطاعات التي تنمو خارج الإطار المؤسسي خيارًا تنمويًا ثانويًا؛ بل يتحول إلى ضرورة وطنية تُسهم في توسيع قاعدة الاقتصاد العُماني، وإدماج الخبرات التقليدية في الدورة الإنتاجية الحديثة. فاختيار قطاع الإبل كنموذج تطبيقي يعكس توجهًا استراتيجيًا يربط بين التراث والاقتصاد، ويُحوّل الذاكرة إلى قيمة مضافة، والمعرفة الشعبية إلى مهارة قابلة للقياس والتطوير.

ويناقش الملتقى بعمق تفاصيل الممارسة اليومية في قطاع الإبل؛ بدءًا من تنظيم المهن المرتبطة به، وتطوير معايير التشغيل، وبناء قاعدة بيانات شاملة تُسهم في قراءة الواقع بدقة وصياغة سياسات تشغيل أكثر فاعلية، مرورًا بتعزيز منظومة الحماية الاجتماعية للعاملين، ورفع كفاءة الإنتاج، وانتهاءً بتمكين المربين من دخول الأسواق الحديثة عبر التدريب، والتمويل، والتشريعات الداعمة. كما يُبرز الملتقى أهمية التنسيق المؤسسي بين الجهات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المحلي، بوصفه شرطًا أساسيًا لخلق بيئة استثمارية مُحفّزة في الصناعات المرتبطة بالإبل، ولتطوير سلاسل القيمة الاقتصادية لهذا القطاع.

ولا يكتفي الملتقى بدراسة واقع قطاع واحد؛ بل يتعامل معه بوصفه مدخلًا لفهم القطاعات التي كانت تعمل سابقًا خارج المنظومة المؤسسية، وكيف يمكن إدماجها في حركة الاقتصاد الوطني عبر التأهيل والحوكمة والتشريعات المرنة. إنه خطوة عملية في مسار تبنيه وزارة العمل لبناء سوق عملٍ منظم ومتوازن وعادل، سوقٍ يعترف بالخبرات الشعبية باعتبارها ثروة إنتاجية، ويُعيد توزيع الفرص بوعي، ويصون حقوق العاملين ويهيئ لهم بيئة تشغيل قادرة على مواكبة التحولات الحديثة في عالم العمل.

وتتجسد تجربة قطاع الإبل اليوم كنموذج تلتحم فيه الأصالة مع المستقبل؛ نموذج يجمع بين ذاكرة الإنسان العُماني الاقتصادية وبين روح الابتكار التي تفتح أبوابًا جديدة للاستثمار.

الصحراء هنا ليست مجرد امتدادٍ جغرافي؛ بل مهد هوية وفضاء إنتاج وثروة كامنة، والمؤسسة ليست إطارًا تنظيميًا فحسب؛ بل شريكًا في تحويل الحرفة إلى مشروع، والمهارة إلى قيمة، والإرث إلى صناعة.

وهكذا.. تنسج عُمان من خلال هذا التوجّه رؤيةً وطنية تعيد صياغة العلاقة بين التراث والتنمية، وتمنح القطاعات التقليدية طاقة جديدة تسمح لها بأن تكون جزءًا حيًا من المستقبل. إنها رؤية تُصغي إلى الصوت القديم، وتكتبه بلغة العصر، وتوحِّد بين الأصالة والتجديد في معزوفة واحدة لا تزال تتسع بالأمل والطموح والعمل.

مقالات مشابهة

  • أكد دعم القيادة للقطاع.. آل الشيخ: مهتمون بحفظ التراث الموسيقي العربي
  • مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي يقدّم أمسية سينمائية خاصة بدار الأوبرا المصرية
  • مهرجان الأقصر للشعر العربي يختتم فعالياته
  • التنمية الحضرية: انتهاء مشروع روضة السيدة2 بنسبة 100% ومستعدون لاستقبال الأهالي
  • التراث وآفاق الاقتصاد
  • شخصية العام الثقافية..تكريم أبو الفضل بدران في مهرجان الأقصر للشعر العربي
  • التعامل مع التراث.. أمسية ثقافية متخصصة بحضور أنييلو أرتيكو بقصر الأمير طاز الليلة
  • جلسات وأمسيات شعرية متنوعة لـ«صندوق الوطن» في «مهرجان العين للكتاب»
  • وزارة الثقافة تتعاون مع الأمم المتحدة لـ«حماية التراث»
  • أشرف زكي: الدراما المصرية تدار بحرية كاملة.. والفنانون يدفعون ثمن الانفتاح الرقمي