العراق في قبضة السلاح الأمريكي: هل يمكن التخلي عن التسليح من واشنطن؟
تاريخ النشر: 12th, August 2024 GMT
12 أغسطس، 2024
بغداد/المسلة: في ظل التحديات الأمنية المتزايدة، يجد العراق نفسه مجبرًا على الحفاظ على علاقات قوية مع الولايات المتحدة الأمريكية، نظراً لاعتماده الكبير على الأسلحة الأمريكية والتي تشكل 70% من تسليحه.
ومنذ غزو 2003، دمرت القدرات العسكرية العراقية، ما دفع إلى إبرام صفقات ضخمة مع واشنطن.
وتجارب السنوات الماضية، خاصة انهيار القوات العراقية أمام داعش، أبرزت الحاجة إلى الدعم الدولي، مما يجعل العلاقة مع الولايات المتحدة ضرورية لضمان استقرار البلاد وأمنها، وفق خبراء أمنيين، فيما تواجه الحكومة الحالية تحديات مضاعفة، فهي تسعى لتحقيق توازن دقيق بين دعم واشنطن وضغوط باتجاه الانسحاب الامريكي الكامل من العراق.
يواجه العراق اليوم تحديات أمنية كبيرة منها امكانية الحفاظ على العلاقة المتينة مع الولايات المتحدة الأمريكية، ام التخلي عنها، خاصة في ظل اعتماد تسليحه بنسبة 70% على الأسلحة الأمريكية.
ومنذ الغزو الأمريكي في 2003، تدهورت القدرات العسكرية العراقية، ما دفع الحكومات المتعاقبة إلى إبرام صفقات تسليح ضخمة مع واشنطن لإعادة بناء الجيش.
ورغم المطالبات بإخراج القوات الأمريكية، يحذر الخبراء من تداعيات هذا القرار، مشيرين إلى أن العراق لا يزال بحاجة إلى الدعم الأمريكي، سواء في مجال التسليح أو التدريب والصيانة. فالتخلي عن هذا الدعم قد يعرض البلاد لهزات أمنية خطيرة، خصوصًا في ظل التهديدات الإقليمية وعدم استقرار الحدود.
اتفاقية “الإطار الإستراتيجي” الموقعة مع الولايات المتحدة في 2008، والتي أدت إلى انسحاب القوات الأمريكية في 2011، تركت العراق في مواجهة اضطرابات داخلية متصاعدة.
وتجربة 2014، عندما انهارت القوات العراقية أمام تنظيم داعش، أثبتت حاجة العراق الملحة إلى الدعم الدولي، خاصة من الولايات المتحدة، وفق خبراء أمنيين.
والتحالف الدولي، بقيادة واشنطن، كان حاسمًا في تحرير المدن العراقية من قبضة التنظيم، الى جانب تضحيات الجيش العراق والحشد والقوات الامنية الاخرى.
ورغم الهجمات الصاروخية المتكررة على القواعد العسكرية التي تضم قوات التحالف، تظل الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، في موقف دقيق؛ فهي تسعى للحفاظ على توازن علاقاتها مع واشنطن، بينما تواجه ضغوطًا داخلية . في هذا السياق، تبدو محاولات الحكومة للحفاظ على هذه العلاقات المتوازنة أمرًا بالغ الأهمية لضمان استقرار العراق وأمنه في المستقبل.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مع الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
غروندبرغ: الحل في اليمن سياسي ولا يمكن حسمه من قبل أي طرف
أكد المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس جروندبرج، أن النزاع فى اليمن لا يمكن أن يحسم عبر إجراءات أحادية، أيًا كان الطرف الذي يتخذها، وأن اليمن يحتاج إلى حل سياسي لإنهاء الأزمة التي يعاني منها الشعب منذ أكثر من عقد من الزمن.
وقال غروندبرغ في حوار مع صحيفة الدستور المصرية، إن الحل في اليمن بحل سياسي شامل يأتى نتيجة مفاوضات جادة وبحسن نية، وبدعم من جهد دولي منسّق، داعيا لتضافر جهود جميع الأطراف الفاعلة لدعم عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.
وأضاف: "أواصل انخراطي مع جميع المعنيين، مع الأطراف اليمنية والجهات الإقليمية والمجتمع الدولي بشكل واسع، للحفاظ على التركيز على ما هو جوهري: معالجة جذور النزاع من خلال الحوار والمضي نحو سلام عادل ودائم".
وأشار هانس جروندبرج إلى انعدام ثقة متجذر بين الأطراف المتصارعة وتصاعدًا للخطاب العدائى، مشددا على أهمية تقديم ضمانات مستدامة للمجتمعين الإقليمي والدولي بأن البحر الأحمر لن يتأثر باعتباره ممرًا دوليًا، لافتا إلى أن الحرب في غزة فاقمت الأوضاع، وأنه لا بديل عن حل سياسي يضمن لليمنيين حقهم في تقرير مصيرهم.
وأوضح المبعوث الأممى أن إنهاء هذه الحرب يبدأ بوقف إطلاق نار دائم على مستوى البلاد، يحترمه جميع الأطراف ويلتزم به، مشيرًا إلى أنه يواصل العمل مع الأطراف اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك مصر والشركاء الدوليون، لتهيئة الظروف اللازمة لحوار جاد وهادف.
ولفت إلى وجود أولويات واضحة، متمثلة بوقف إطلاق نار دائم مدعوم بترتيبات أمنية قوية؛ وتخفيف المعاناة الاقتصادية، بدءًا من صرف الرواتب وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الوقود؛ والأهم من ذلك، استئناف عملية سياسية شاملة تمكّن اليمنيين من رسم مستقبلهم.
وتحدث غروندبرغ عن الحرب في غزة وأثرها على جهوده الرامية لإحلال السلام، حيث قال: "الوضع في اليمن لا يتأثر فقط بالعوامل الداخلية، بل يتشابك أيضًا مع السياق الإقليمي، بما في ذلك المأساة المستمرة في غزة. ما شهدناه فى الأسابيع الأخيرة من هجمات الحوثيين على مطار بن جوريون، وما أعقبها من ضربات شنتها إسرائيل على ميناء الحديدة ومطار صنعاء، أمر مقلق للغاية، ويضع اليمن مجددًا فى قلب التصعيد الإقليمي".
واعتبر إعلان سلطنة عمان في السادس من مايو الماضي، حول وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، كخطوة يمكن أن تخفف من التوترات، ليس فقط في البحر الأحمر، ولكن أيضًا داخل اليمن، مضيفا: "هذا الإعلان يمنحنا فرصة لإعادة تركيز الجهود على ما هو مهم حقًا؛ التحرك نحو تحقيق السلام فى اليمن، إلى جانب تقديم ضمانات مستدامة للمجتمعين الإقليمي والدولي بأن هذا الممر المائي الدولي الحيوي لن يتأثر.
وتابع: "أنا أرى أنه لا يوجد حل مستدام في اليمن إلا من خلال تسوية سياسية تفاوضية، وأواصل العمل مع الأطراف اليمنية والجهات الفاعلة الإقليمية، بما في ذلك مصر والشركاء الدوليون، لتهيئة الظروف اللازمة لحوار جاد وهادف، وقد التقيت في هذا السياق وزير الخارجية المصري في عمّان في الأول من يونيو، حيث أجرينا نقاشًا بنّاءً حول مستجدات الوضع في اليمن. لقد شهدنا سابقًا بأن الحوار يمكن أن يكون هادفًا، كما رأينا في هدنة عام 2022، والالتزامات التي قدمتها الأطراف في 2023. من خلال الحوار، يمكن تحقيق تقدم يترجم إلى تحسينات ملموسة في حياة الناس. ما نحتاج إليه الآن هو البناء على هذه الخطوات، والحفاظ على قنوات التواصل مفتوحة، وضمان أن يكون لليمنيين الدور الرئيسي في رسم مستقبلهم، وهذا هو جوهر ما تسعى إليه الأمم المتحدة".
ودعا غروندبرغ، جماعة الحوثي، إلى الإفراج الفورى وغير المشروط عن جميع المحتجزين من موظفي الأمم المتحدة، والدبلوماسيين، وأفراد المجتمع المدني، والعاملين في المجال الإنساني.