عربي21:
2025-07-06@11:39:12 GMT

جورج قرم ثائر ينفر من الصخب

تاريخ النشر: 15th, August 2024 GMT

بعد حياة حافلة بالعطاء والإنجاز رحل معالي الدكتور جورج قرم السياسي الذي شرّف السياسة بمواقفه النزيهة، وأثرى المكتبة العربية بكتبه الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي أبدع في كتابتها من منظور استراتيجي جعلها أداة تفاعلية موحدة في خدمة التغيير وتجديد مسيرة المجتمع على أسس علمية تقدمية .

كان همّه كشف الحقائق للجمهور ودحض أضاليل الفئات الحاكمة التي كان يعرف عيوبها وجشعها ويشعر بخطرها على بنية المجتمع وحيويته.

فقد جرّد الوزير المثقف قلمه بوجه الاحتكار ومظاهر الانحطاط معرياً ضحالة الليبرالية الجديدة وممارستها المتوحشة التي لا تستأهل سوى التصدي والمحاربة كونها تحرم المجتمع من طاقاته وقدراته الإنتاجية وتبث فيه سموم القعود والانحطاط، فقلمه لم يعرف بلاط السلطان، وإنما  كان دائماً رفيق المثقفين في معاناتهم وزميل الباحثين في سعيهم إلى الحقيقة مهما عرّضهم ذلك الى النقد المأجور والتحامل المكشوف . فقد تمرس قرم منذ يفاعته على  قول الحقيقة والدعوة لها بحيث تقترن نهضة المجتمع، التي يتطلع اليها في كل خلجة من خلجات قلبه، وكل خطوة من خطواته، بالقيم السامية التي يختزنها التراث العربي في ثناياه واطلالاته وتجلياته.

لقد دعا جورج قرم دول العالم الثالث، مركّزاً في الوقت نفسه على العالم العربي، إلى وعي المشاكل الكبرى التي تواجهها هذه الدول النامية واقتحام مسالك التنسيق والاتحاد فيما بينها لتعزيز قدرتها على مجابهة الطرف المعادي الذي يُصر على تعميق الحفرة لنا وتكبيلنا بقيود الانحطاط وخداعنا بخيوط واهية تفرزها المتغيرات الحديثة للإطباق على عقولنا وإمكانات أجيالنا الطالعة افجورج قرم  كان من رواد العروبة التقدمية الحضارية تطلع إليه وإلى صداقته الصافية طلاب وأساتذة عرب من كل الأقطار بعد أن تيقنوا من سلامة قصده وغزارة علمه وإتقانه فن الكتابة والتواصل على إيقاع التواضع والرغبة الجارفة في الارتقاء بالمجتمع وتحرير المواطن من كل مظاهر الاستتباع والتقليد البالية .

لذلك تخطت كتاباته الاستراتيجية المسائل التقنية والمدرسية والشخصية لتخاطب قضايا المجتمع والحضارة الإنسانية فأنارت الطريق أمام الأجيال الجديدة وحفزّتها على النضال الفكري والسياسي وكسر مقولات وممارسات الأجنبي المستعمر وجماعاته المحلية التي أدمنت التسلط والاحتكار .

إن المنتدى الاقتصادي الاجتماعي الذي شاركنا الراحل جورج قرم في تأسيسه ومن ثم ترؤسه لمدة طويلة يشعر اليوم بكل أعضائه بالخسارة الكبيرة لغياب هذا المفكر اللبناني الذي عرف كيف يجمع بذكائه الحاد وعقله المنفتح بين مختلف العلوم ويتوسلها لخدمة الحقيقة وخوض معركة الإصلاح والتنمية التي تتضافر قوى الاستعمار والرجعية على قطع الطريق عليها بتدخلات وحروب لا تتوقف حتى تبدأ من جديد على شعبنا واستقلالنا ومواردنا.

لقد دعا جورج قرم دول العالم الثالث، مركّزاً في الوقت نفسه على العالم العربي، إلى وعي المشاكل الكبرى التي تواجهها هذه الدول النامية واقتحام مسالك التنسيق والاتحاد فيما بينها لتعزيز قدرتها على مجابهة الطرف المعادي الذي يُصر على تعميق الحفرة لنا وتكبيلنا بقيود الانحطاط وخداعنا بخيوط واهية تفرزها المتغيرات الحديثة للإطباق على عقولنا وإمكانات أجيالنا الطالعة التي تتراكم على كاهلها الديون كما المهمات التاريخية لطرد الاستعمار من أرضنا وشق طريقنا المستقل  نحو الحرية والبناء.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه المفكر اللبناني وفاة لبنان رأي مفكر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟

رغم أجواء التوتر التي خلفتها حرب يونيو/حزيران في علاقات البلدين، عاد الحديث من جديد عن محادثات محتملة بين واشنطن وطهران، وهو ما أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب -في خطابه الخميس في ولاية "آيَـوا"- "أن إيران ترغب في التحدث إلى الولايات المتحدة" وأنه على استعداد للقاء ممثلين عنها إذا لزم الأمر.

وفي ذات السياق، كشف موقع "أكسيوس" الأميركي نقلا عن مصدرين مطلعين، أن المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف يعتزم لقاء وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في عاصمة النرويج أوسلو الأسبوع المقبل لاستئناف المحادثات النووية.

ووفق "أكسيوس"، فإن واشنطن وطهران لم تحددا بعد موعد اللقاء نهائيا، ولم تعلن أي منهما عن الاجتماع رسميا، مؤكدا نقلا عن المصدرين، أن ويتكوف وعراقجي على اتصال مباشر منذ نهاية الحرب الأخيرة بين إسرائيل وإيران.

وفي حال عُقد الاجتماع، فسيكون أول محادثات مباشرة بين البلدين منذ أن شنّت إسرائيل والولايات المتحدة ضربات على مواقع نووية إيرانية في يونيو/حزيران الماضي، وأدت -حسب ترامب- إلى محو البرنامج النووي الإيراني.

ومع توالي التقارير من الجانب الأميركي عن مباحثات محتملة مع طهران، لم تخف الأخيرة رغبتها في استئناف هذه المباحثات، وهو ما صرح به مجيد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني بقوله، إن بلاده مع الدبلوماسية، بشرط أن تقنعهم واشنطن بأنها لن تستخدم القوة أثناء التفاوض. كما شدد على أن سياسة بلاده في التخصيب لم تتغير، وأن لها كل الحق في التخصيب داخل أراضيها.

ورغم تمسك إيران بالدبلوماسية وباستئناف مباحثاتها مع الأميركيين، إلّا أنها تنظر لهذه المحادثات -إن حصلت- على أنها ستكون معقدة ومتشابكة، وأهدافها مختلفة كليا عن الأهداف الأميركية، كما يقول مدير مكتب الجزيرة في طهران عبد القادر فايز، والذي أشار أيضا -في مداخلته ضمن برنامج "ما وراء الخبر"- إلى أن طهران لم تعد تثق في الأميركيين وتريد أن تبدأ التفاوض من حيث انتهت الحرب الأخيرة.

إعلان

ويقول الإيرانيون، إن الضربات الأميركية والإسرائيلية لمنشآتهم النووية لم تضعف موقفهم، وإنهم في حال قرروا الذهاب إلى مفاوضات مع الأميركيين فسيفرضون شروطا أكثر تعقيدا من تلك التي فرضوها أثناء مباحثات مسقط وروما، وهو ما أشار إليه الدبلوماسي الإيراني السابق، طهران هادي أفقهي، حيث قال لبرنامج "ما وراء الخبر" إن الشروط الإيرانية ستكون بأن "حق التخصيب لا يسقط ولا نناقش عليه".

وفي نفس السياق، استبعد أفقهي وجود اتصالات بين بلاده والأميركيين، "لم نسمع من أي مسؤول إيراني رسمي أنه قبل الدعوة أو كانت هناك اتصالات بالجانب الأميركي، لا بصورة مباشرة ولا بصورة غير مباشرة".

تغيير وليس قلب النظام

ويذكر أن الولايات المتحدة وإيران عقدتا منذ أبريل/نيسان الماضي، 5 جولات من المحادثات غير المباشرة بوساطة سلطنة عمان، استضافتها مسقط وروما، كانت تهدف إلى إيجاد حل دبلوماسي جديد بشأن برنامج إيران النووي قبل أن تشن إسرائيل ضرباتها في 22 يونيو/حزيران الماضي مستهدفة مواقع نووية وعسكرية إيرانية، واغتالت عددا من القيادات العسكرية والعلماء النوويين، قبل أن ترد إيران بهجمات صاروخية واسعة في حرب استمرت 12 يوما، ليعلن الرئيس الأميركي فجأة وقفا لإطلاق النار بين البلدين.

وحسب الضيف الإيراني، لم يكن هدف الضربات الأميركية البرنامج النووي الإيراني بل قلب النظام الإيراني، وأن ترامب في عز التفاوض والحلول الدبلوماسية قلب الطاولة وذهب إلى الحرب بإصرار من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو (المطلوب لـ المحكمة الجنائية الدولية)، في اعتداء صارخ للقوانين الدولية وقوانين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما قال.

وإذا كانت إيران ستفرض شروطا جديدة ومختلفة في حال ذهبت إلى طاولة المفاوضات مع واشنطن، فإن الأخيرة لا تزال متمسكة بمقاربتها السابقة في التعامل مع طهران، وفي هذا السياق، يؤكد العقيد هاينو كلينك، المستشار العسكري السابق بمجلس الأمن القومي الأميركي لبرنامج "ما وراء الخبر" أن "البيت الأبيض يأمل عودة إيران إلى طاولة المفاوضات بنظرة واضحة، وبأن الخيار إلى النووي طريق مسدود".

وما يهم واشنطن -يواصل  الضيف الأميركي- هو أن "يكون النظام الإيراني منفتحا على تغيير سلوكاته"، مشيرا إلى أن ترامب لا يبحث عن تغيير النظام الإيراني، وبأنه يتخذ قرارات ذات سيادة في تعالمه مع طهران من أجل التوصل لحل دبلوماسي طويل الأمد.

مقالات مشابهة

  • «الثقافي العربي» في الشارقة يستضيف جورج غريغوري
  • التضاريس الوعرة والذخائر غير المنفجرة أبرز التحديات التي تواجهها فرق الدفاع المدني أثناء عملها لإخماد الحرائق في ريف اللاذقية
  • نتنياهو والقبول بوقف القتال.. ما الذي تغير؟
  • افتتاح مشروع “سان جورج” السياحي الأفخم في الفحيص برعاية وزيرة السياحة والآثار
  • الحسان من كربلاء: الاستقرار الذي تحقق بالعراق لم يأتِ بالصدفة
  • عاجل | الأمن العام يوضّح تفاصيل الفيديو الذي جرى تداوله للمشاجرة في منطقة الصويفية
  • أغلى مكان للموت في العالم.. الضريبة التي دفعت الأثرياء للهروب السريع!
  • ما الذي سيغري إيران بالعودة للمفاوضات مع واشنطن؟
  • حماس: نجري مشاورات مع الفصائل بشأن العرض الذي تسلمناه من الوسطاء
  • تفاصيل جديدة حول المقترح الذي تدرسه حماس