اليونيسيف تحذر من مخاطر استخدام الأطفال للأنترنت.. منها التنمر الإلكتروني
تاريخ النشر: 17th, August 2024 GMT
لا شكّ أن الشباب اليوم هم القوة المحركة للاتصال الإلكتروني العالمي، إذ تشير الأرقام إلى أن عام 2023 شهد استخدام 79% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عامًا منصات التواصل عبر الإنترنت، مقارنة بـ10% من بقية سكان العالم، وفقًا للأمم المتحدة.
فرص غير مسبوقة للأطفال والشباب للتواصل والتعلم واللعبتشير البيانات إلى أن الأطفال يقضون وقتًا أطول على الإنترنت اليوم أكثر من أي وقت مضى، وبنسبة متزايدة، إذ يتصل طفل بشبكة الإنترنت لأول مرة كل نصف ثانية، وقد أنشأ ذلك فرصًا غير مسبوقة للأطفال والشباب للتواصل والتعلم واللعب، مما زودهم بأفكار جديدة ومصادر معلومات أكثر تنوعًا.
ووفقًا لليونيسيف، فإن أكثر من 175 ألف طفل يستخدمون شبكة الإنترنت للمرة الأولى في كل يوم يمر، أي بمعدل طفل جديد كل نصف ثانية.
وأوضح تقرير حالة أطفال العالم في عام2017، أن الأطفال في عالم رقمي إن ثلث مستخدمي الإنترنت في العالم من الأطفال، ومع ذلك فلم تُبذل سوى جهود قليلة لحماية الأطفال من مخاطر العالم الرقمي، وحماية الأثر المعلوماتي الذي تخلفه أنشطتهم على الإنترنت، وزيادة قدرتهم على الوصول إلى محتوى آمن وعالي الجودة على الإنترنت.
ووفقًا للتقرير فأن المسؤولية عن حماية الأطفال في العالم الرقمي تقع على كاهل الجميع، بما في ذلك الحكومات والأسر والمدارس والمؤسسات الأخرى ولكن يشير التقرير أيضاً إلى أن ثمة مسؤولية كبيرة وفريدة تقع على كاهل القطاع الخاص، وخصوصاً في مجالي التقنية والاتصالات، لتشكيل تأثير التقنية الرقمية على الأطفال، وهي مسؤولية لم تؤخذ بجدية كافية حتى الآن.
مخاطر استخدام الأطفال للانترنتوحذرت اليونيسيف من أنه على الرغم من الفرص والفوائد العديدة التي تتيحها إمكانية الوصول الرقمية لهؤلاء الأطفال إلا أن هذه الفرص مصحوبة بمخاطر جسيمة، فالتنمر الإلكتروني وغيره من أشكال عنف الأقران قد يؤثر على الأطفال والشباب الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي ومنصات الرسائل الفورية كلما يسجلون الدخول إليها.
كما تظهر الأرقام أن أكثر من ثلث الشباب عبر 30 دولة قد صرحوا أنهم تعرضوا من قبل للتنمر عبر الإنترنت، إذ يتخلى شاب من بين كل ٥ شباب عن المدرسة بسبب وقوعه ضحية ذلك. ناهينا عن تعرض الأطفال والشباب لخطاب الكراهية والمحتوى العنيف عند تصفحهم للإنترنت، بما في ذلك الرسائل التي تحرض على إيذاء النفس وحتى الانتحار، بجانب خطر التجنيد من قبل الجماعات المتطرفة والإرهابية كما أصبحت المنصات الرقمية اليوم من الوسائل المستخدمة لنقل المعلومات المضللة وخطاب الكراهية ونظريات المؤامرة ذات التأثير الضار على الأطفال والشباب.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: اليونيسيف التنمر الإلكتروني الأمم المتحدة الإنترنت
إقرأ أيضاً:
خذلان عالمي وموقف يمني أصيل
في قلب غزة، لا صوت يعلو على أنين الجوع، ولا صراخ يُسمع سوى بكاء الأمهات فوق أجساد أطفالهن النحيلة التي ذبلت أمام أعينهن بلا حول ولا قوة.
أطفالٌ لا يموتون بالقنابل فقط، بل يموتون جوعًا. يموتون لأن “الكيان المؤقت” قرّر أن يمنع الحليب، ويحاصر الطحين، ويقطع الماء، ويجعل من لقمة العيش أداة قتل، تماماً كما تفعل بالصواريخ والقنابل الفوسفورية.
غزة اليوم تحترق من الداخل. ليس فقط من القصف، بل من تجويعٍ ممنهج تُمارسه آلة الاحتلال بدم بارد، وبغطاء أمريكي كامل، وصمتٍ دولي مخزٍ.
مئات الآلاف من العائلات تعيش تحت خط المجاعة. حليب الأطفال مفقود، الطحين معدوم، والخضار والفاكهة باتت من الذكريات.
تخرج الأمهات يومياً بأيدي مرتجفة يبحثن في الركام عما يمكن أن يُؤكل. لا لأنهن فقراء، بل لأن “إسرائيل” قرّرت أن تُحاصرهم تدفعهم للموت البطيء.
الطفل في غزة لا ينام باكياً فقط، بل ينام وهو يحلم بكسرة خبز. كثيرون لا يستيقظون من نومهم، لأن أجسادهم الضعيفة لم تقوَ على احتمال الجوع.
مشاهد الأطفال المنتفخة بطونهم من سوء التغذية لم تعد نادرة، بل أصبحت أيقونة المرحلة.
غزة الآن ليست فقط ساحة حرب، بل سجن جماعي يُمارس فيه الاحتلال الإبادة عبر التجويع، ويشاهد فيه العالم تلك الجريمة وكأنها خبر عابر على شاشة صامتة.
أي عدالة في هذا العالم تقبل أن يُحاصر أكثر من مليون طفل؟
أي قانون دولي لا يرى أن حرمان الناس من الغذاء والماء جريمة حرب؟
لماذا كل هذا الصمت العربي؟ لماذا اختنقت الأصوات التي كانت تملأ المنصات ضجيجاً؟
أين أولئك الذين يزعمون الدفاع عن الطفولة والإنسانية؟
أم أن الأطفال الفلسطينيين خارج تعريف “الإنسان” في معاجم الأمم المتحدة؟
إن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد مأساة، بل وصمة عار في جبين البشرية.
ومع ذلك، وبينما يغرق العالم في صمته، لم تكن كل الشعوب سواء.
فمن بين كل هذا الركام، ارتفع صوت واحد، ووقف موقف لا يُشترى: اليمن.
اليمن الذي رغم حصاره، رغم ألمه، رغم جراحه، قرّر أن يقف، أن يواجه، أن يُدافع عن غزة لا بالخطب الرنانة، بل بالصواريخ والطائرات المسيّرة.
الشعب اليمني، بقيادته الإيمانية الثابتة المتمثلة بالسيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أعلنها صريحة:
لن نقف مكتوفي الأيدي وأطفال غزة يموتون جوعاً.
لن نصمت على الحصار.
لن نغلق أعيننا عن المجاعة المفروضة على شعبٍ أعزل.
بل سنقاتل، وسنضرب، وسنوجّه صواريخنا نحو العمق الإسرائيلي، حتى يرتفع الحصار بالكامل عن غزة.
في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار الإدانات العربية إلى أقصى حدود النفاق، قدّمت صنعاء صاروخاً لكل دمعة، وطائرة لكل شهيد، ووعداً ثابتاً أن اليمن لن يتراجع، ولن يوقف عملياته العسكرية إلا برفع الحصار، ووقف القتل، وكسر سلاح التجويع.
إنها ليست حرب اليمن، لكنها معركته الأخلاقية، وموقفه الإيماني، وامتداده الطبيعي كأمةٍ ترى في فلسطين قضيتها الأولى.
ففي ثقافة هذا الشعب، الموت في سبيل المظلومين حياة، والوقوف مع غزة ليس خياراً، بل فرض عين وكرامة لا تُباع.
وكلما اشتد الجوع في غزة، اشتد عزم اليمن، وكلما صمت العالم، تكلمت صواريخنا، وكلما نزلت دمعة من عين طفل غزّي، اشتعلت في قلوبنا نيران الغضب، ومضينا في دربنا حتى تحرير الأرض وكسر القيد وإسقاط الطغيان.