دراسة تحل لغزا نغص حياة الملايين.. سبب الحكة المزمنة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
أجرت كلية الطب بجامعة ميريلاند الأميركية دراسة قد توفر الأمل للوصول إلى علاجات مستقبلية لملايين المرضى الذين يعانون لسنوات من قلة من الراحة بسبب حالة حكة مزمنة ترافقهم من دون سبب معروف.
تُعرف هذه الحالة بالحكة المزمنة وهي غير معروفة السبب، وليس لها علاج معتمد حتى الآن. وقد عثر الباحثون من خلال الدراسة -التي تم نشر نتائجها مؤخرا في مجلة ساينتيفك ريبورتس يوم 29 يوليو/تموز الماضي- على مستويات أقل من المعتاد لعدد من المؤشرات في بلازما الدم لدى المرضى، مما قد يشير إلى سبب أعراضهم المؤلمة.
قال الباحث الرئيسي في الدراسة البروفيسور شون كواترا، رئيس قسم الأمراض الجلدية في جامعة ميريلاند ورئيس القسم ذاته في مركز جامعة ميريلاند الطبي، إن "دراستنا وجدت نقصا مميزا في بعض مؤشرات الأيض، بما في ذلك العديد من الأحماض الأمينية المهمة وغيرها من المستقلبات (نواتج عمليات الأيض) التي تشارك في تنظيم الجهاز المناعي لدى مرضى الحكة المزمنة غير معروفة السبب مقارنة بمجموعة التحكم السليمة، هذا اكتشاف مثير لأنه يوفر رؤى جديدة عن سبب هذه الحالة ويحدد أهدافا علاجية مستقبلية للنظر فيها".
الحكة المزمنة غير معروفة السبب هي الأكثر انتشارا بين كبار السن وتسبب حكة شديدة تستمر لأكثر من 6 أسابيع. والعلاجات الحالية المستخدمة للمساعدة في إدارة الأعراض تُستخدم بدون ترخيص ولها فعالية ضعيفة، إذ يعاني عديد من المرضى من تدهور كبير في جودة حياتهم.
في الدراسة الأخيرة، قام الدكتور كواترا وزملاؤه بمقارنة عينات بلازما الدم من مرضى الحكة المزمنة غير معروفة السبب ومجموعة التحكم السليمة المطابقة، ووجدوا مستويات أقل من 9 أحماض أمينية لدى مرضى الحكة المزمنة غير معروفة السبب مقارنة بمجموعة التحكم، وأن المستويات المنخفضة ترتبط بشدة الحكة.
ربطت دراسات سابقة على الحيوانات بين المستويات المنخفضة من هذه الأحماض الأمينية وأعراض الحكة في الفئران. تعمل هذه الأحماض الأمينية عناصر بناء لناقلات عصبية، أو مواد كيميائية دماغية، تلعب دورا في استجابة الجسم للحكة وردود الفعل الجلدية الأخرى. وُجد أن إعطاء الفئران أدوية مثل مضادات الاكتئاب لزيادة الناقلات العصبية، مثل السيروتونين، يقلل من أعراض الحكة.
وقال الدكتور كواترا -وفقا لموقع يوريك أليرت- إن "عديدا من هذه المؤشرات الأيضية التي وجدناها بكمية منخفضة في دم مرضى الحكة المزمنة غير معروفة السبب، مثل التربتوفان والجلايسين، قد تساهم في الآلية المرضية الأساسية لهذه الحالة، لكننا بالتأكيد بحاجة إلى دراسات أكبر للتحقيق في ذلك بشكل أعمق".
الحكة المزمنة والمناعةإلى جانب التأثير على النواقل العصبية، تساهم أيضا عديد من المؤشرات الحيوية التي تتغير في مرضى الحكة المزمنة غير معروفة السبب في تعديل المناعة، مما يشير إلى خلل في المناعة في التسبب في مرضى الحكة المزمنة غير معروفة السبب. وتوجد آلية أخرى موصوفة للتربتوفان والسيروتونين في تنظيم مسار الحكة وهي تقليل تكاثر الخلايا الليمفاوية، حيث توجد مستقبلات السيروتونين في عديد من الخلايا المناعية، بما في ذلك الخلايا البدينة والخلايا التائية والخلايا القاتلة الطبيعية وخلايا لانغرهانس. ومن ثم، فإن وظيفة الأدوية التي تؤثر على هذه المستقلبات ذات شقين، إذ تؤثر على كل من النقل العصبي والتنظيم المناعي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات الأحماض الأمینیة
إقرأ أيضاً:
بعد تخفيضات ترامب.. مساعدات غذائية تكفي الملايين معرضة للتلف
ذكرت خمسة مصادر مطلعة أن كميات كبيرة من المساعدات الغذائية تكفي لحوالي 3.5 مليون شخص لمدة شهر، معرضة لخطر التلف في مستودعات حول العالم، نتيجة تخفيض إدارة الرئيس دونالد ترامب لبرامج المساعدات الدولية.
وأكدت المصادر، التي تشمل موظفين سابقين في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID) ومنظمات إغاثية أخرى، أن المخزون الغذائي محتجز في أربعة مستودعات تابعة للحكومة الأميركية في جيبوتي، وجنوب أفريقيا، ودبي، وهيوستن بالولايات المتحدة، منذ إعلان الإدارة تقليص المساعدات في يناير الماضي.
ويُقدر وزن المخزون بين 60 ألفًا و66 ألف طن من المواد الغذائية، تشمل سلعًا مثل البسكويت عالي الطاقة والزيوت النباتية والحبوب المدعمة، بقيمة مالية تجاوزت 98 مليون دولار، وفقًا لقائمة جرد اطلعت عليها وكالة رويترز. وتوضح منظمة الأغذية العالمية أن طنًا واحدًا من هذه المواد يمكن أن يلبي الاحتياجات اليومية لأكثر من 1600 شخص.
وأشار مصدران إلى أن جزءًا من المخزون سيصل إلى نهاية صلاحيته مع بداية يوليو المقبل، ما قد يدفع المسؤولين إلى التخلص منه عبر الحرق أو تحويله إلى علف للحيوانات، في خطوة وصفها خبراء بأنها “ضياع كارثي” في وقت يزداد فيه الاحتياج العالمي للمساعدات الغذائية.
وأوضح مسؤول سابق في الوكالة أن كمية كبيرة من البسكويت عالي الطاقة المخزن في دبي، والذي يكفي لإطعام 27 ألف طفل يعانون من سوء التغذية لمدة شهر، معرضة أيضًا للإتلاف، هذه المواد كانت مخصصة سابقًا لدول تشهد أزمات غذائية حادة مثل غزة والسودان.
ويأتي هذا التطور في ظل خطة إدارة ترمب لإغلاق الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، التي تُعد أكبر جهة مانحة للمساعدات الإنسانية في العالم، عبر دمجها في وزارة الخارجية. وقد أُبلغ الكونجرس بإلغاء غالبية وظائف الوكالة بحلول سبتمبر، مع تسريح معظم الموظفين الأساسيين الذين يديرون المستودعات وينسقون عمليات التوزيع.
وأدى هذا التوقف إلى تعليق عقود النقل والتوزيع، مما عرقل وصول المواد الغذائية إلى منظمات الإغاثة الشريكة، بحسب مصادر مطلعة.
وتزامنت التخفيضات مع تصاعد أزمة الأمن الغذائي العالمي، حيث يواجه 343 مليون شخص في 82 دولة مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، منهم 1.9 مليون على حافة المجاعة، حسب برنامج الغذاء العالمي. وتشمل المناطق الأكثر تضررًا غزة، السودان، جنوب السودان، هايتي، ومالي.
وحذرت منظمات دولية كاليونيسف ولجنة الإنقاذ الدولية من أن نقص التمويل وتوقف برامج الدعم أدى إلى تقليص حاد في الخدمات الغذائية العلاجية، مما يهدد حياة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد.
وقالت جانيت بيلي، مديرة التغذية في لجنة الإنقاذ الدولية: “إذا توقف علاج الأطفال في مراكز الاستقرار، فإن أكثر من 60% منهم معرضون لخطر الموت السريع”.
وردًا على الاستفسارات، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، المشرفة على الوكالة، إنهم يعملون على ضمان استمرار برامج المساعدات الإنسانية ونقل المخزون قبل حلول موعد انتهاء صلاحيته. وأضاف أن الوكالة تتشاور مع شركائها لتحديد أفضل المواقع لتوزيع السلع في الوقت المناسب.
ومع ذلك، لم يوضح المسؤولون خططًا محددة لمنع إتلاف المخزون الغذائي، بينما تستمر المخزونات في التكدس، وسط مخاوف من فقدان فرص إنقاذ حياة ملايين المحتاجين.