أولويات حياة كريمة فى البحيرة
تاريخ النشر: 21st, August 2024 GMT
لا شك أن مبادرة «حياة كريمة» التى أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسى عام ٢٠١٩ تعد من أهم وأكبر المبادرات التنموية لتطوير وتنمية الريف المصرى الذى ظل مهمشًا لسنوات طويلة، بل هو بحق أكبر مشروع حماية اجتماعية عبر تاريخ مصر.
تابعت بشغف تفاصيل هذه المبادة ومجالات التنفيذ وكانت لى عدة ملاحظات على أولوية البدء فى تنفيذ المشاريع، المنطق يقول أن توفير حياة كريمة للمواطن يبدأ بمنزل آدمى لا تخترق سقفه مياه الأمطار ولا تقتحمه عوامل الطبيعة من رياح وأتربة بسبب اهتراء جدرانه.
وطبيعى أن يحتوى هذا المنزل على مياه الشرب والصرف الصحى وهى أدنى درجات الحياة الآدمية، وحدوث غير ذلك فى بعض المناطق يعنى أن المبادرة لم تحقق الغرض منها حتى الآن.
أعلم جيدًا أن الحكومة بدأت بالمناطق الأكثر فقرًا خاصة فى أقاصى الصعيد، ولكن فى وجه بحرى يختلف الأمر قليلًا حيث أغلب القرى تعيش حياة معقولة مقارنة بقرى يضربها الفقر المدقع فى الصعيد، وكان لابد من التعامل بشكل مختلف عند البدء فى تنفيذ ما تحتاجه هذه القرى.
ولا أعرف من الذى حدد المراكز والقرى التى بدأت فيها المرحلة الأولى من المبادرة، وعلى أى أساس، وهل كان لنواب البرلمان يد فى زج أسماء بعض القرى التابعة لدوائرهم، كل حسب قوته ونفوذه.
سأضرب مثلًا بمحافظة البحيرة،
فحسب الاحصائيات يبلغ عدد المشروعات الجارى تنفيذها بمبادرة «حياة كريمة» بمراكز المحافظة المختلفة 8344 مشروعا فى شتى القطاعات بتكلفة تتجاوز 44 مليار جنيه.
وضمت مبادرة حياة كريمة بالبحيرة خلال المرحلة الأولى 6 مراكز هى «دمنهور–كفر الدوار–أبو حمص–حوش عيسى–أبو المطامير–وادى النطرون»، بإجمالى 43 قرية رئيسية و238 وحدة قروية وأكثر من 3940 تابعا إلى جانب إدراج مركزى الدلنجات وإيتاى البارود ضمن المرحلة الثانية من المبادرة الرئاسية، وذلك لخدمة مليون مواطن.
أعتقد أنه كان من الضرورى دراسة احتياجات كل مركز والبدء بالمشروعات الرئيسية التى تمثل أهمية خاصة لسكان بعض القرى والذين تنقصهم أشياء بسيطة لتكتمل حياتهم الآدمية، خاصة إذا كانت هناك قرى أبدى سكانها استعدادهم للمساهمة فى إتمام هذه المشروعات بالأرض والمال وبالتالى لن تكلف الدولة الكثير وستكون رقمًا مهما فى إنجازات المبادرة.
الأمثلة موجودة وليس كلامًا مرسلًا، فهناك قرى تابعة لمركز كوم حمادة تعيش على بحيرات من المجارى بسبب عدم وجود شبكة صرف صحى بها، ورغم أن كل بيوتها بالطوب الأحمر إلا أن سكانها يعانون من نزح البيارات والطرنشات كل عدة أيام فى مشهد يعيدنا للخلف سنوات.
من هذه القرى قرية كفر مجاهد التى استغاث سكانها بكل محافظ تولى مسئولية البحيرة وكل نائب زارهم، تنحصر أحلامهم فى مشروع صرف صحى، عرضوا التبرع ب ٣ قراريط لبناء محطة الصرف لخدمتهم والقرى المجاورة مثل شابور وكفر العيص، واعلنوا استعدادهم المساهمة فى جزء من تكلفة المشروع نقدًا، أو تقسيطه على إيصالات المياه، تبرعوا بالأرض وتم تسليمها للمسئولين منذ فترة طويلة ولم يعرهم أى مسئول اهتمامًا، توسموا خيرًا فى مبادرة حياة كريمة ولكن حتى الآن لم يصبهم الدور.
تخيلوا أن عشرات الآلاف يعيشون فى بيوت آدمية مبنية بالطوب الأحمر بل أن كثيرًا منها طرازات حديثة على شكل فيلات ولكنها بدون صرف صحى وتعوم على بحيرات من المجارى قد تسبب كارثة بمرور الزمن.
يا سادة الأمر يحتاج لدراسات جيدة ورؤية محايدة عند تنفيذ المشروعات والمبادرات دون تحيز أو تدليس، وأنا متفائل بمحافظ البحيرة الجديد الدكتورة جاكلين عازر التى كانت فى زيارة لقرية شابور منذ أيام لترى الأمر على الطبيعة فهى ابنة المحافظة وتستطيع أن تترك بصمة وتحقق لسكان كفر مجاهد وشابور وغيرهما حلمهم البسيط ليعيشوا حياة كريمة.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: خالد إدريس هوامش حياة كريمة مبادرة المبادرات التنموية تاريخ مصر حیاة کریمة
إقرأ أيضاً:
إطلاق مبادرة سوق بلا بلاستيك بإبراء
العُمانية: دشنت هيئة البيئة بمحافظة شمال الشرقية اليوم مبادرة "سوق بلا بلاستيك" تحت شعار "نحو بيئة نظيفة ومستدامة في أسواق شمال الشرقية" بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية والخاصة.
وقال محمد بن عامر الحجري، مدير هيئة البيئة بشمال الشرقية إن المبادرة تأتي في إطار سعي الهيئة لتعزيز الاستدامة البيئية والحد من استهلاك البلاستيك، إلى توعية المجتمع بمخاطر الأكياس البلاستيكية، وتعزيز استخدام البدائل الصديقة للبيئة، مؤكدا على أن المبادرة تركّز على الأسواق التجارية ومراكز التسوق لتقليل النفايات البلاستيكية، وتشجيع تغيير السلوكيات عبر مشاركة الجمهور والتجار في حماية البيئة.
ووضح أن المبادرة شملت توزيع "250" كيسًا قابلًا لإعادة الاستخدام، و45 مطوية توعوية، بالإضافة إلى "200" منشور متعدد اللغات يتضمن اللغات العربية، الإنجليزية، والأوردية لضمان شمولية الرسالة التوعوية.
وأضاف الحجري أنه من المخطط أن تتواصل الفعاليات حتى نهاية العام، بالتزامن مع تطبيق القرار الوزاري الخاص بحظر الأكياس البلاستيكية، مساهمةً في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.